الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لينين : الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي (الديمقراطية البرجوازية و الديمقراطية البروليتارية )

محسين الشهباني

2015 / 10 / 16
الارشيف الماركسي


لينين : الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي (الديمقراطية البرجوازية و الديمقراطية البروليتارية )

ان القضية التي شوشها كاوتسكي بهذا الشكل الفظيع تبدو في الواقع على النحو التالي.
من الواضح انه طالما هناك طبقات متمايزة . و طالما لم نسخر من الحس السليم و التاريخ . لا يمكن التحدث عن ((الديمقراطية الخالصة )) .بل عن الديمقراطية الطبقية فقط .( ونقول بين هلالين ان ((الديمقراطية الخالصة)) ليست فقط صيغة جاهلة تنم عن عدم فهم لنضال الطبقات و لجوهر الدولة على حد سواء . بل هي ايضا صيغة جوفاء و لا اجوف لان الديمقراطية. ستضمحل اذ تتطور في المجتمع الشيوعي و تتحول الى عادة و لكنها لن تصبح ابدا ديمقراطية خالصة .
ان ((الديمقراطية الخالصة )) ليست سوى تعبير كاذب لليبرالية يخدع العمال ان التاريخ يعرف الديمقراطية البرجوازية التي تحل محل النظام الاقطاعي . و الديمقراطية البروليتارية التي تحل محل الديمقراطية البرجوازية .
و حين يخصص كاوتسكي عشرات الصفحات او يكاد ((لاثبات))هذه الحقيقة و هي ان الديمقراطية البرجوازية خطوة الى الامام بالنسبة للقرون الوسطى و انه لا بد للبروليتارية من استخدامها في نضالها ضد البرجوازية . فليست محاولته هذه الا ثرثرة ليبرالية تخدع العمال . و هي من باب تحصيل الحاصل . لا في المانيا المتعلمة و حسب بل ايضا في روسيا غير المتعلمة . ان كاوتسكي لا يفعل غير ان يذر رماد (العلم ) في عيون العمال . و يتجلبب بجلباب الوقار و الرصانة حين يتحدث عن ويتلينغ . وجزويت الباراغوري .و عن كثرة من الاشياء الاخرى . و ذلك لكي يتجنب الجوهر البرجوازي للديمقراطية المعاصرة . اي الديمقراطية الرأسمالية .
ان كاوتسكي يأخذ من الماركسية ما هو مقبول عند الليبراليين . عند البرجوازيين (انتقاد القرون الوسطى. الدور التاريخي التقدمي للرأسمالية بوجه عام و الديمقراطية الرأسمالية بوجه خاص ) و ينبذ من الماركسية ما هو غير مقبول عند البرجوازية . و يلزم الصمت حوله . و بطمسه ( عنف البروليتاريا الثوري ضد البرجوازية . من اجل القضاء على البرجوازية ) . و لهدا السبب . يتكشف كاوتسكي حتما عن خادم ذليل للبرجوازية . بحكم موقفه الموضوعي . وأيا كان اقتناعه الذاتي .
ان الديمقراطية البرجوازية . و ان كانت تشكل خطوة تاريخية كبيرة الى الامام بالنسبة للقرون الوسطى . تظل ابدا مع ذلك ._ولا يمكنها ان لا تظل كذللك في النظام الرأسمالي _ ديمقراطية ضيقة .مبتورة . مزورةة منافقة . فردوسا للأغنياء . وفخا و خديعة للمستثمرين , للفقراء . و هذه الحقيقة التي تشكل القسم الاساسي الجوهري في المذهب الماركسي , و هي التي لم يفهمها ((الماركسي )) كاوتسكي . ففي هذه القضية _الجذرية_ يتفضل كاوتسكي ((بألطافه)) على البرجوازية بدلا من ان يأتي بانتقاد علمي للظروف و الشروط التي تجعل من كل ديمقراطية برجوازية ديمقراطية للأغنياء .
بادئ الامر ,نذكر العالم العلامة السيد كاوتسكي ببيانات ماركس و انجلس النظرية التي ((نسيها)) صاحبنا الحفظ السطحي بشكل مخز ( ارضاء للبرجوازية) ثم نفسر المسالة على اوضح وجه ان ((الدولة التمثيلية العصرية)) وليس فقط الدولة القديمة و الدولة الاقطاعية . هي أيضا ((أداة لاستثمار العمل المأجور من قبل الرأسمال )) ( انجلزمن مؤلفة عن الدولة) . (( ولما كانت الدولة عبارة عن مؤسسة ذات طابع عابرة و حسب يتأتى استخدامها في النضال . في الثورة . لقمع الخصوم بالقوة . فان الحديث عن الدولة الشعبية الحرة هي لغو تام . فما دامت البروليتاريا بحاجة الى الدولة . فهي لا تحتاجها من اجل الحرية . بل من أجل قمع خصومها . و عندما يصبح بالمكان الحديث عن الحرية . عندئذ تزول الدولة بوصفها الدولة )) (انجلز . رسالة الى بيبل .28 اذار _ مارس 1875) . ((ان الدولة ليست الا جهازا لقمع طبقة من قبل طبقة اخرى . و هذا ما يصدق على الجمهورية الديمقراطية بدرجة لا اطلاقا عن صدقه على الملكية )) ( انجلز . مقدمة كتاب ((الحرب الاهلية)) لماركس) ان حق الانتخاب العام ((دليل على نضج الطبقة العاملة . و لا يمكنه فقط ان يكون اكثر من ذلك في الدولة الراهنة )) . ( انجلز في مؤلفه عن الدولة . ان السيد كاوتسكي يجتر بصورة مملة جدا القسم الأول من هذه الموضوعة . المقبول عند البرجوازية . اما القسم الثاني الذي اشرنا اليه بخط التاكيد و الذي هو غير مقبول عند البرجوازية . فان المرتد كاوتسكي يلزم الصمت حوله ). (( كان يراد بالكمونة الا تكون هيئة برلمانية . بل هيئة عاملة تتمتع بالسلطتين التشريعة في الوقت عينه...وبدلا من البث مرة كل ثلاث سنوات او ست في معرفة اي عضو من الطبقة السائدة يجب ان يمثل ويقمع الشعب في البرلمان , كان يجب على حق الانتخاب العام ,بدلا من ذلك , ان يخدم الشعب , المنظم في الكومونات قصد البحث لمؤسسته عن عمال ومراقبين ومحاسبين , كما يخدم حق الانتخابات الفردي لهذا الغرض ايا كان من أرباب العمل )).(ماركس في مؤلفه عن كومونة باريس ((الحرب الاهلية في فرنسا )).
ان كلا من هذه الموضوعات التي يعرفها العالم العلامة السيد كاوتكسي جيد المعرفة , انما تصفع وجهة صفعا , و تكشف عن كامل ارتداده . ففي كل كراس , من اول سطر منه حتى اخر سطر , سوى سخر من الماركسية .
خذوا القوانيين الاساسية في الدول المعاصرة , خدوا اداتها , خدوا حرية الاجتماع او حرية الصحافة , خدوا اداتها , خدوا حرية الاجتماع او حرية نفاق الديمقراطية البرجوازية الذي يعرفه جيدا كل عامل شريف و مدرك . فليس ثمة دولة , حتى اوفر الدول ديمقراطية , لا تتضمن دستورها منافد او تحفظات تمكن البرجوازية من توجيه الجيوش ضد العمال , و اعلان الاحكام العرفية ,الخ . ((في حال مخالفة النظام )) , اي , في الواقع , حين ((تخالف )) الطبقة المستثمرة وضعها الاستعبادي و تحاول ان لا تسللك سلوك العبد . ان كاوتسكي يزين وجه الديمقراطية البرجوازية بكل وقاحة وصفاقة, فهو ,مثلا, لا ينبس ببنت شفة عما يفعله , ضد العمال المضربين , اشد البرجوازيين نزعة ديمقراطية و جمهورية في امريكا او في سويسرا .
اه. ان كاوتسكي الحكيم و العلامة لا يقول شيئا عن هذا. انه لا يفهم هدا السياسي العلامة, ان الصمت هنا نذالة . فهو يفضل ان يروي على مسامع العمال قصصا للأطفال , كان يقول مثلا ان الديمقراطية تعني ((حماية الاقلية )) . هذا القول لا يصدق , و لكنه هكذا ورد . ففي العام 1917بعد ميلاد المسيح , في العام الخامس من المجزرة الامبريالية العالمية ,و بينما يخنقون في جميع ((ديمقراطيات)) العالم الاقليات الاممية (اي التي لم تخن الاشتراكية بسفالة و حقارة , كما فعل رينوديل و لونغه و اضرابهما ,وشيدمان ,و كاوتسكي و أمثالهما ,و كاوتسكي و أمثالهما , و هندرسون وويب و من لف لفهما , الخ.) , يطرى السيد العلامة كاوتسكي بصوت معسول جدا , ((حماية الاقلية)) . و كل من له رغبة يمكنه ان يقرا هذا في الصفحة 15 من كراس كاوتسكي و من الصفحة 12 , تحدثك هده الشخصية العلامة عن الهويغيين و الثوريين في القرن الثامن عشر في انجلترا.
فيا للعلم و يا له من استخذاء ناعم امام البرجوازية و اية طريقة متمدنة في الزحف على البطن امام الراسماليين ولعق جزماتهم .في جمهورية روسيا الديمقراطية ولو كنت كروب , ام شيدمان, او كليمانسو , او رينوديل لدفعت الملايين للسيد كاوتسكي , و لنزلت عليه ضما و تقبيلا كيهوذا , و مدحته امام العمال , و دعوت الى ((وحدة الاشتراكية )) مع اناس ((محترمين)) امثال كاوتسكي . ورواية تاريخ الهويغيين و الثوريين في القرن الثامن عشر في انجلترا , و التاكيد ان الديمقراطية تعني ((حماية الاقلية )) , و السكوت عن مذابح الامميين في جمهورية امريكا ((الديمقراطيين )) , اليست تلك خدمات يقدمها خادم ذليل للبرجوازية؟
ان السيد العلامة كاوتسكي قد ((نسي)) _ ويبدو انه نسي صدفة_ ((تفاهة)) عنيت بها ان الحزب السائد في الديمقراطية البرجوازية لا يخول حماية الاقلية الا لحزب برجوازي اخر , بينما تنال البلوريتاريا, في كل قضية جدية ,عميقة, جذرية, الاحكام العرقية او المجازر بدل ((حماية الاقلية)) فبقدر ما تكون الديمقراطية اكثر تطورا , بقدر ما تكون المجزرة او الحرب الاهلية اقرب في حال اي خلاف سياسي عميق و خطر غلى البرجوازية ان ((قانون)) الديمقراطية البرجوازية هذا , انما كان في وسع السيد العلامة كاوتسكي ان يراه و يلمسه في قضية دريفوس في فرنسا الجمهورية , في ((لينتش)) ( الاعدام من غير محاكمة قانونية المعرب) الزنوج و الامميين في الجمهورية الديمقراطية الامريكية ,في مثال ارلنده وولستر في انجلترا الديمقراطية , في الملاحقات الوحشية و المجازر المنظمة ضد البلاشفة في نسيان (ابريل) 1917في جمهورية روسيا الديمقراطية .و هذه الامثلة ,انا استقيها قصدا و عمدا , لا من زمن الحرب و حسب , بل ايضا من زمن ما قبل الحرب , من زمن السلم .اما السيد المعسول كاوتسكي فيطيب له ان يغمض عينيه على هذه الوقائع من القرن العشرين , وان يتحف العمال , على العكس بأشياء عن الهويغين و الثوريين في القرن الثامن عسر .
خدوا البرلمان البرجوازي . فهل يمكن الافتراض ان العلامة كاوتسكي لم يسمع قط بانه بقدر ما تزداد الديمقراطية تطورا , بقدر ما تخضع البورصة لنفسها و بخضع اصحاب البنوك لأنفسهم البرلمانات البرجوازية بمزيد من الشدة . و لكي لا ينجم ابدا مما سبق انه لا يجب استخدام البرلمانية البرجوازية (وقد استخدمها البلاشفة بنجاح من المشكوك فيه ان يحرزه اي حزب اخر في العالم اذ اننا ظفرنا بكل مقاعد فئة العمال في الدوما الرابع من عام 1912الى عام 1914).
ان ما ينجم هو ان ليس غير الليبراليين من يستطيع ان ينسى, من الناحية التاريخية . ففي الدولة البرجوازية الاوفر ديمقراطية, تصطدم الجماهير المظلومة على الدوام بالتناقض الصارخ بين المساواة الاسمية التي تعلنها "ديمقراطية" الرأسماليين , و الاف القيود و الأحابيل الفعلية التي تجعل من البروليتاريين عبيدا ماجورين . ان هذا التناقض بالذات هو الذي يفتح عيون الجماهير على تعفن الرأسمالية , وبهتانه , نفاقها. و هذا التناقض بالذات هو الذي يكشف القناع عنه بلا انقطاع دعاة الاشتراكية و محرضوها امام الجماهير , بغية اعدادها للثورة و حين بدا عهد الثورات ’ ادار له كاوتسكي ظهوره وراح يتغنى بمحاسن الديمقراطية البرجوازية المختصرة.
ان الديمقراطية البروليتارية , التي سلطة السوفييت شكل من اشكالها , قد طورت الديمقراطية ووسعتها الى حد لم ير العالم مثيلا له, في صالح غالبية السكان الساحقة على وجه الدقة, في صالح المستثمرين و الشغيلة . و في هده الحال , اذا كتبت كراسا كاملا عن الديمقراطية , كما فعل كاوتسكي الذي خصص صفحتين فقط الديمقراطية , كما فعل كاوتسكي الذي خصص صفحتين فقط للديكتاتورية و عشرات الصفحات ((للديمقراطية الخالصة)) , ولم تلحظ ذلك , فانت تحرف الوقائع تحريفا كليا وليبراليا .
خذوا السياسة الخارجية . ليس هناك اي بلد برجوازي تمارس فيه بشكل سافر, حتى و ان كان اوفر البلدان البرجوازية ديمقراطية ففي كل مكان , خداع الجماهير , وفي البلدان الديمقراطية فرنسا, سويسرا ,امريكا انجلترا , يتخد هذا الخداع شكلا اوسع واكثر تفننا مائه مرة مما في البلدان الاخرى . اما سلطة السوفييت فقد نزعت القناع بصورة ثورية عن اسرار السياسة الخارجية . و هذا الواقع لم يلحظه كاوتسكي و لا ينبس عنه بكلمة , مع ان له اهمية جوهرية في عصر الحروب اللصوصية و المعاهدات السرية حول ((تقاسم مناطق النفود)) ( اي حول تقاسم العالم من قبل الاشقياء الراسماليين) , فعليه تتوقف قضية السلام , قضية حياة او موت عشرات الملايين من الناس .
خذوا تنظيم الدولة . ان كاوتسكي يتمسك ((بالتفاصيل)) حتى انه يلاحظ ان الانتخابات ((غير مباشرة)) (في الدستور السوفييتي) و لكنه لا يرى جوهر القضية . فهو لا يرى الجوهر الطبقي لجهاز الدولة, لالة الدولة . ففي الديمقراطية البرجوازية , يقصي الرأسماليون الجماهير بألف حيلة و حيلة _ تزداد مهارة و فعالية بقدر ما تكون الديمقراطية ((الخالصة)) اكثر تطورا_عن الاشتراك في الحكم عن حرية الاجتماع و الصحافة ,الج... اما سلطة السوفييت فهي اول سلطة في العالم (الثانية على سبيل الضبط, كمونة باريس كانت بدأت الشيء نفسه ) تشرك الجماهير في الحكم , الجماهير المستثمر , على وجه الضبط . هناك الف حاجز و عقبه تعترض الجماهير الكادحة دون الاشتراك في البرلمان البرجوازي (الذي لا يحل ابدا اهم المسائل في الديمقراطية البرجوازية , اذ تحلها البورصة و البنوك ). و العمال يعرفون جيدا المعرفة , و يشعرون , و يدركون , يرون و يلمسون لمس اليد ان البرلمان البرجوازي هو هيئة غريبة عنهم , و اداة لاضطهاد البروليتاريين من جانب البرجوازية , هيئة طبقة معادية , هيئة اقلية من المستثمرين .
اما السوفييتات , فهي المنظمة المباشرة للجماهير الكادحة و المستثمرة بالذات , و هي تسهل لها امكان تنظيم الدولة بنفسها و ادارتها بكل الوسائل الممكنة . و في هذا الضمار , تتبع طليعة الكادحين و المستثمرين على وجه الضبط , بروليتاريا المدن , بمزية مفادها انها متحدة على خير وجه الضبط ,بروليتاريا المدن , بمزية مفادها انها متحدة على خير وجه بفضل المشروعات الضخمة , كما انه من الاسهل لها انتخاب النواب و مراقبتهم . ان التنظيم السوفييتي يسهل تلقائيا اتحاد جميع الكادحين و المستثمرين حول طليعتهم , البروليتارية . ان الجهاز البرجوازي القديم ,_البيروقراطية, و الامتيازات الناجمة عن الثورة و التعليم البرجوازي و العلاقات , الخ.( ان هذه الامتيازات الفعلية تزداد تنوعا بقدر ما تكون الديمقراطية البرجوازية اكثر تطورا)_ان كل هدا يزول مع قيام التنظيم السوفييتي . ولا تبقى حرية الصحافة مجرد رياء , اذ تؤخد المطابع و الورق من البرجوازية .
وكذلك تؤخد خيرة الابنية , و القصور , و البيوت الخاصة , وبيوت الاقطاعيين .ان السلطة السوفييتية قد انتزعت دفعة واحدة , خيرة هده العمارات , بالالاف و الالاف , من المستثمرين , وهكذا جعلت حق الاجتماع للجماهير _هدا الحق الذي لا تعني الديمقراطية بدونه غير الخداع و التضليل _و اكثر ((ديمقراطية)) بمليون مرة . و الانتخابات غير المباشرة الى السوفييتات غير المحلية تسهل عقد مؤتمرات السوفييتات , و تجعل كل الجهاز اقل كفلة , واكثر حركة , واقرب منالا الى العمال و الفلاحين ,في مرحلة من الحياة الناشطة المتدفقة ينبغي ان تتوافر فيها لهم امكانية سحب نائبهم المحلي او ارساله الى مؤتمر السوفييتات العام بأسرع وقت .
ان الديمقراطية البروليتارية لاكثر ديمقراطية بمليون مرة من اية ديمقراطية برجوازية ان سلطة السوفييت لاكثر ديمقراطية بمليون مرة من اوفر الجمهوريات البرجوازية ديمقراطية .
ان الذي لا يلحظ هذا, اما هو خدام للبرجوازية عن وعي ,واما هو انسان ميت سياسيا تماما , لا يرى الحياة حية من وراء الكتب البرجوازية المغبرة , مشبع كليا بالأوهام الديمقراطية البرجوازية ,وبالتالي جعل نفسه ,موضوعيا , خدما ذليلا للبرجوازية.
وان الذي لا يستطيع ان يلحظ هدا انسان عاجز عن طرح المسالة من وجهة نظر الطبقات المظلومة.
فهل يوجد في العالم ولو بلد واحد من اكثر البلدان البرجوازية ديمقراطية يتمتع فيه العامل المتوسط العادي والاجير الزراعي العادي او بوجه عام نصف البروليتاري في الارياف (اي ممثل الجمهور المظلوم , ممثل اغلبية السكان الساحقة), يتمتع وان بصورة تقريبية , بنفس الحرية في تنظيم الاجتماعات في خيرة العمارات , بنفس الحرية في تمللك اكبر المطابع واوفر مخزونات الورق للاعراب عن افكارهما و الدفاع عن مصالحهما , بنفس الحرية في تقدبم افراد من طبقتهما بالذات الى ادارة الدولة و((تدبيرها)) , كما في روسيا السوفييتية
من المضحك حقا ان يعتقد المرء ان في مستطاع السيد كاوتسكي ان يجد في بلد ما , ولو عاملا واحدا او اجيرا زراعيا واحدا من الف عامل او اجير زراعيا واحدا من الف عامل او اجير مطلع , يتردد في الاجابة عن هذا السؤال ان عمال العالم باسره يعطفون على جمهورية السوفييت بالغريزة , لمجرد سماعهم نتقا من اعترافات الصحف البرجوازية بالحقيقة ,وذللك بالضبط لانهم يرون فيها الديمقراطية البروليتارية , الديمقراطية للفقراء, لا الديمقراطية للأغنياء, التي هي بالفعل كل ديمقراطية برجوازية حتى افضلها .
ونحن يحكمنا (ودولتنا يدبرها)) موظفون برجوازيون و برلمانيون برجوازيون وقضاة برجوازيون . وهذه هي الحقيقة البسيطة , البديهية , التي لا مراء فيها , والتي يعرفها من تجربة الحياة و يلمسها ويحس بها كل يوم العشرات و المئات من ملايين ابناء الطبقات المظلومة في جميع البلدان البرجوازية , بما فيها اوفاها ديمقراطية.
اما في روسيا , فقد سحق الجهاز البيروقراطي سحقا, ولم يترك منه حجر على حجر ,وطرد جميع القضاة السابقين , واطيح بالبرلمان البرجوازي و اعطى تمثيل اقرب بكثير الى منال العمال والفلاحين على وجه الضبط , وحلت سوفييتاتهم محل الموظفين , او ان سوفييتاتهم وضعت فوق الموظفين , و سوفييتاتهم هي التي تنتخب القضاة , و هذا الأمر وحده يكفي لكي ترى جميع الطبقات المظلومة ان سلطة السوفييت , اي هذا الشكل من ديكتاتورية البروليتارية , هي أكثر ديمقراطية بمليون مرة من أوفر الجمهوريات البرجوازية ديمقراطية .
وهذه الحقيقة المفهومة والبديهية بالنسبة لكل عامل , لا يدركها كاوتسكي , لأنه ((نسي)), لأنه ((فقد القدرة)) على طرح السؤال التالي :
الديمقراطية لاية طبقة ؟ إنه يحاكم من وجهة نظر الديمقراطية ((الخالصة)) (أي بدون طبقات؟ أو خارج الطبقات؟) . ويبرهن على طريقة شيلوك (( رطل من اللحم)) لا أكثر. المساواة بين جميع المواطنين , وإلا فلا ديمقراطية.
وهكذا لابد لنا أن نطرح على العالم كاوتسكي , على ((الماركسي )) و((الإشتراكي)) السؤال التالي:
هل يمكن أن تقوم المساواة بين المستثمر (بفتح الميم) والمستثمر(بكسر الميم)؟
وأن نضطر إلى طرح هذا السؤال عند بحث كتاب لزعيم الأممية الثانية الفكري , لأمر فظيع, لا يصدق. ولكن, ((مادام قد سكب , فلا بد من شربه)). وما دمنا قد شرعنا نكتب عن كاوتسكي, فلا بد أن نوضح لهذا العالم لماذا لا يمكن أن تقوم المساواة بين المستثمر (بفتح الميم) والمستثمر(بكسر الميم).

كتب في تشرين (اكتوبر) في فترة 10 تشرين الثاني (نوفبر)1918 -المجلد 37 ص .ص . 240 - .274








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا