الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلاد الأمازيغ حقل تجارب تطبيقية للفكر السياسي الإسلامي

الطيب آيت حمودة

2015 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



بعض الشعوب مؤهلة للإستهلاك الفكري لا لإنتاجه ، فهي لاتبدع الفكر وإنما تستورده من غيرها وتُفعله وتحول الأمنية إلى حقيقة وواقع ، هذا حالنا كمغاربيين أمازيغ عبر حقب التاريخ ، لعل مفكرنا ابن نبي تفطن إلى ذلك وصاغ بموجبه نظريتة (القابلية للإستعمار ) أو الإستحمار بالتعبير الشعبي .
فعلى ركح الفكر الإسلامي مثالا ، يظهر أن بلداننا المغاربية دائما ، معرضة للغزو الفكري المشارقي، فغالب التنظير السياسي المشارقي وجد لنفسه أرضا خصبة (للتفعيل والتطبيق )عند الأمازيغ ، حتى ابن تومرت الموحدي هو صنيع بيئة مشرقية وليس مغربية .

°° فقد غزانا فكر الدولة الأموية العنصري ، وتناطح مع فكر الخوارج الصفرية ، وكلاهما فكر شرقي ،
°° ووفد علينا فكر التشيع لآل البيت مع قدوم إدريس الأول بعد معركة (فخ) ، واتخذ مع صحبه راشد الأمازيغي (تنملل ) المغربية عاصمة تأسيسية لدولة الأدراسة ، ولا زال حيا في المغرب في (الركوع وتقبيل اليد) بوجل وهم صاغرون .
°° ووفد فكر الإباضية مع عبد الرحمن بن رستم الذي ناصره أمازيغ القرارة وشكلوا به دولة آل رستم التي كانت عاصمتها تيهرت ،
°° ثم قدم أبو عبد الله الشيعي الصنعاني مع حجاج كتامة ونشر المذهب الإسماعيلي الشيعي الباطني في ديارنا ، فمدرسة التشيع ظهرت دولته أولا عندنا في الجزائر (الدولة الفاطمية العبيدية ) ثم انتقلت للمهدية بتونس ثم نحو مصر مؤسسين القاهرة وجامع الأزهر ،
°° وها هي حاليا مسرحا للفكر الوهابي السلفي و الإخواني اللذان أنتجا ( الدواعش الجدد) عندنا الذين يتصيدون الفرص لتقويض دعائم الدولة المدنية ولو أنها صورية ،
°° وهاهي دولنا الوطنية مستنسخة من الدول المشرقية العروبية كمصر وسوريا والعراق .

°°°فشعوبنا لها قابلية تقمص الفكر الوافد الهجين ،والعمل على تمكينه ونشره دون التفكير في مخاطره ومآلاته ، .في حين أنها لم تقف إلى جانب أبنائها مثل ابن رشد العقلاني في بحثه الدؤوب عن التزاوج بين العقل والنقل ، فأحرقوا كتبه بتأليب من قوى التراجع الخلفي ، فانتبه الغرب لفكره فتأثروا به وأسسوا بروحه أسس النهضة الأوربية الحديثة التي أوصلتهم إلى ما نحن عليه .
فالمغارب نسخ باهتة لما يولد في الشرق , أو إن شئت فقل بان المغرب حقل تجارب ناجح للفكر المتطرف الإسلاموي ، فنحن هنا في بلدننا أرض خصبة لتطبيق نظريات غيرنا ، وليس لنا من النظريات سوى ما قاله عنا بن نبي ( القابلية للإستعمار )
فقد ملت شُعوبنا الإرتكاس للماضي تطابقا ، فهي تنحو نحو حاضر يحيي القديم لكن بروح عصرية جديدة ، فالتماس الأفكار لا يكون إلا بإخضاعها لمبضع التدقيق والنقد والريب في أمرها ، فلهذا يكون العقل هو سلطان الوزن والترجيح فيها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تقتل 3 عناصر من -حزب الله- في جنوب لبنان


.. عملية -نور شمس-.. إسرائيل تعلن قتل 10 فلسطينيين




.. تباعد في المفاوضات.. مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»


.. رفح تترقب الاجتياح البري.. -أين المفر؟-




.. قصف الاحتلال منزلا في حي السلام شرق رفح