الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غربة العقل

عاد بن ثمود

2015 / 10 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


>> غربة العقل <<
.
.
سعداتو اللي مبلي بالكرة أو بالتييرسي، و كذلك اللي مبلي بصلاة الجماعة، على الأقل لا أحد منهم يحس بالوحدة أو الغربة.
الوحدة أو الغربة المقصودة هنا، ليست هي إحساسك بأنك غير محاط بالغاشي أو بكحل الراس، لو كان الأمر كذلك لكان الحل سهلاً جدّاً: أخرج دير دورة في الشارع أو في السويقة، و ها أنت وسط عموم الرعية المحضية، أو سير دخل لشي بار على عينك آبنعدّي و اندمج ف المحيط ديال أصحاب الأحلام المؤجّلة و الخسارة المُعجّلة.
أو كَاع إذا ضياق بيك الحال آبابا، سير ادخل لسينما بوجلود إن كانت لا تزال قيد البقاء في هذا الوجود.
المشكل أقو... أقوى و أعوص من ذلك.
.
عندما تقضي قرابة نصف حياتك الأخير و أنت تحاول فهم نصفها الأول، ثمّ أنت لا تكتفي بذلك، بل تحاول فهم هذه الفوضى التي رَمَت بك الحياة في دوّامتها، تريد فهم أصل الإنسان، ثم تريد فهم نشأة الحياة، ثم تريد فهم نشأة الكون، ثم تريد فهم نشأة فكرة الإله، ثم تريد فهم فكرة أو بالأحرى حقيقة الموت و ما بعد الموت... إلخ من تساؤلات.
أنت تصبح إشكالية فلسفية تمشي على قدمين، بكل ما في الكلمة من معنى.
أنت لا تطمح لثراء أو جاه أو ملك (كان الله في عون الملوك، فهم لايعيشون إلاّ حبيسي قصورهم ممتثِلين للبروتوكولات البائدة حتى تأتيهم الموت بغثة من حيث لا يحتسبون و لا هُم علِموا من أمر هذا الكون شيئاً). أنت لا تطمح لأن تسود ذرّيّتك على العالمين كما كان يحلم إبراهيم أبو الأنبياء، و لماذا تسود ذرّيّة إبراهيم على العالمين؟ أليس إبراهيم أبو الميز العنصري قبل أن يكون أب الأنبياء؟
أليس إبراهيم هو أصل البلاء الذي لا زلنا نعاني منه لحد الآن؟
أليس إبراهيم هو من أسس لدولة بني إسرائيل قبل داوود و بن كَوريون؟
أليس هو المؤسس لفكرة شعب الله المختار؟
لكن، إنتظروا...
ألم ينهج محمد نفس النهج حينما قال "كنتم خير أمة أخرجت للناس"؟
.
فأصبحنا نتقاتل على بقعة "قدّسها" الأنبياء، هم ماتوا و نحن لا زلنا نتقاتل.
فكرة المقدّس هي فيروس أدّى لجائحة الكراهية بإسم الدين.
.
أظن أنه يجب الإكتفاء بهذا القدر، حتى لا أكسر أثاث البيت كما يكسر بعض السفهاء مقاعد المدارج بعد مقابلة في كرة القدم.
.
خلاصة القول:
كان بودّنا ـ كسُكّان لهذا الكوكب الفريد ـ أن نتعايش بسلام منذ القدم من أجل فهم هذا الوجود الذي أتينا إليه بدون إرادة منا، لكننا وضَعنا كل التساؤلات جانباً، و أصبح بعضنا يستعبد البعض و بعضنا يقتل البعض... يا لَلخسارة.
الديانات السماوية أتت بالويلات على هذا الكوكب المحترق الذي أخطأ المسار. و سوف يستمرّ الوضع إلى أجل غير معلوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أرقام مقدّسة
عاد بن ثمود ( 2015 / 10 / 17 - 11:59 )
أرقام مقدّسة
.
لقد كدت أنسى موسى، هذا المشعوذ الذي حيكت حوله الأساطير في ظرف أربعين سنة و ما قبلها حتى أصبح الرقم 40 مقدّساً.
أربعين سنة تيهاً في صحراء سيناء (شيء لا يتقبله العقل)
ذكرى أربعينية الموتى (و كأنهم سوف يعودون للحياة)
أربعين يوماً في الجبل حيث كلّم الله موسى قبل أن يهبط لقومه بوصايا لا يمكن أن تصدر سوى من البشر أنفسهم ثمّ يقوم بتكسيرها بكل رعونة.
أربعين يوماّ التي قضاها المسيح في خلوته حيث كان يجرّبه الشيطان.
الرقم 3 و 7 و 10 و 12 و 40 و 70 هي أرقام مقدّسة لا تخلو منها أية ديانة سماوية.
الرقم 12 مثلاً هو عدد أسباط بني إسرائيل، و هو عدد أئمّة الشيعة الذين لا يزالون ينتظرون المهدي المنتظر المرفوع كما المسيح.
ربما نتفهّم مصدر قدسية الرقم 12 الذي يدلّ على عدد أشهر السنة، فما هو مصدر قدسية الرقم 40 و 70؟
و هل يستطيع أحد البقاء على قيد الحياة طيلة 40 يوماً على قمّة جبل لا ماء فيه و لا زرع؟
هو إحنا مخدَّرين كده ليه؟


2 - أخي عاد
عدلي جندي ( 2015 / 10 / 18 - 13:58 )
رغم إتفاقي معك بمعظم ما كتبت إلا أن أحوال شعوب خير أمة والفرقة الناجية في إشكاليات ال... إقتصاد وعِلم وثقافة وفقر وجهل وتخلف وديكتاتورية تفوقت كثيرا علي مأساة شخابيط وجود الدين والأديان
تحياتي


3 - أهلاً أخي عدلي
عاد بن ثمود ( 2015 / 10 / 18 - 15:09 )
أهلاً أخي عدلي

أنا بدوري أتفق معك في ما قلتَه، تخدير الدين يستغلّه الطغاة، فهُما كسمن على عسل.
مصيبتنا مركّبة و معقّدة أخي الكريم، و لا يزال النفق طويلاً قبل رؤية بصيص النور في الطرف الآخر.
تحيّاتي الأخوية.

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س