الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية تحديد العدو الرئيسي!

محيي الدين محروس

2015 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



يُعاني شعبنا السوري من كثرة الأعداء على أرضه و في سمائه، و كثرة الأعداء جعل الكثير من الناس في متاهةٍ حول من هو العدو الرئيسي؟
إن أهمية معرفة و تحديد العدو الرئيسي، تُحدد طبيعة المعركة والقوى المشاركة فيها. هل هي ثورة سياسية؟ أم حرب دينية ؟ أم حركة تحرر وطني من الاحتلال؟
في المرحلة الأولى من الثورة السورية، عندما انطلق الحراك الجماهيري الواسع و من ثم تحوله إلى ثورة شعبية، كانت الأمور في غاية الوضوح في طبيعة المعركة و قواها: جماهير الشعب وقواه الوطنية السورية ضد نظام استبدادي و تهدف إلى إسقاطه، تحت شعارات الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية و الإنسانية.

في المرحلة الثانية و مع تسليح الثورة و دخول الفصائل المسلحة " الجهادية " من مختلف الدول التي أعلنت بأنها جاءت "لمناصرة الثورة السورية "، و كذلك دخول الميليشيات اللبنانية و الإيرانية و العراقية إلى جانب النظام، و التي أعلنت بأنها جاءت لمناصرة " نظام الممانعة و المقاومة ضد الإرهاب" ، دخلت الثورة في مرحلة محاولات جرها إلى حروب دينية: شيعية- سنية! و هذا ما اتضح للعديد بأن هذه القوى التي جاءت تحت شعار " مناصرة الثورة " هي في الواقع جاءت و هي تحمل أجندات تناقض أهداف الثورة السياسية، و لها مشاريعها الإسلاموية، و في العمق هي تعمل لتحويل الثورة السورية إلى حرب ٍ دينية ( و هذا بتخطيط من بعض الدول العربية التي خافت من وصول الربيع العربي إليها"
و استغل النظام الأسدي هذه الحالة، لاستمرار نظامه و اللعب على المشاعر الدينية و تثبيت ما أعلنه منذ انطلاقة الثورة: بأن في سوريا لا توجد ثورة و إنما منظمات إرهابية ضد نظامه الممانع و المقاوم!!
للأسف! العديد من السوريين انضم لهذه الحرب الدينية على المستوى المسلح و على المستوى السياسي!

المرحلة الثالثة: دخول داعش سوريا و تمددها في الآراضي السورية، و ازدياد التواجد العسكري و السياسي الإيراني في سوريا. في هذه المرحلة خرجت بعض أصوات قادة الدول الأوروبية حول إعطاء الأولوية لمحاربة داعش الإرهابية التي تشكل خطراً على دولهم. من جهة أخرى ، بعض القوى الوطنية و الشخصيات الوطنية، حددت هذه المرحلة بأن سوريا تحت " الاحتلال الإيراني"، و بأن الثورة انتقلت إلى مرحلة تحرر وطني من الاحتلال!

المرحلة الرابعة: التدخل العسكري الروسي الواسع، و بشكل علني و سافر تحت شعار: „ محاربة داعش " ! و هنا، تواجدت أصوات ترى بأن روسيا هي " المنقذ الحقيقي" من داعش الإرهابية – العدو الرئيسي! و من جهة أخرى: بعض القوى الوطنية قالت: بأن سوريا تحت " الاحتلال الروسي " … و في مرحلة تحرر وطني ضد الاحتلال!
كل السوريين الوطنيين متفقين ضد التواجد لكل الفصائل المسلحة على الآراضي السورية ، و لا يخرج عن هذا السياق التواجد الإيراني و الروسي .

لكن في المرحلة الثالثة و الرابعة، لا أتفق مع إعطاء هذا التواجد العسكري الإيراني و الروسي، بأنه احتلال عسكري، فهذا يناقض كل التعريفات لمفهوم و تعريف الاحتلال العسكري حسب القانون الدولي ( كتبت حول ذلك و أعطيت التعريف القانوني ). و هو أيضاً موقف هيئة الأمم المتحدة، التي لا تعتبر سوريا دولة محتلة. من جهة أخرى، في حال كانت الدولة محتلة، فالنظام غير مسؤول عن ما يجري في أراضيه، بل المحتل! أي إعطاء صك براء للأسد و نظامه على الجرائم التي ارتكبها و التي سيرتكبها بحق الشعب السوري ومحاكمته دولياً! !

أما من تم التغرير به، عبر الإعلام الروسي، بأن روسيا ستقضي على داعش. أقول للتوضيح، بأن أهداف روسيا هي تقوية قاعدتها البحرية على شواطيء البحر الأبيض المتوسط بقاعدة جوية و برية، و تنظر إلى الثروة الغازية المكتشفة في سوريا حديثاً، كما تريد أن تكون لها كلمتها و موقعها في الحل السياسي حالياً و مُستقبلاً بعد سقوط الأسد ! وتريد من خلال قوتها العسكرية و تواجدها في سوريا، أن تسترجع مكانتها الدولية التي فقدتها بعد ضم شبه جزيرة القرم بالقوة! بالطبع، روسيا، تخشى من وصول داعش إلى أراضيها و خاصةً إلى مجتمعات الجمهوريات الإسلامية … و لكنها تدرك بنفس الوقت بأن القصف بالطيران لداعش، لن يُقضي عليها… كما أظهر ذلك قصف التحالف الدولي. بل على العكس سيُعطيها قوةً و دفعاً جديداً للتوسع العددي و على الأرض! حيث تستغل ذلك داعش بأنها تحارب العدو الأمريكي و الروسي المُلحد، وهي " حرب صليبية "....!! " على دولة الخلافة الإسلامية " !! لجر أكبر عدد من المسلمين البسطاء إلى صفوفها!

العدو الرئيسي كان و لا يزال منذ انطلاقة الثورة السورية هو النظام الأسدي، النظام الاستبدادي الذي يُمارس إرهاب الدولة! و هناك تقاطع مصالح بين إرهاب الدولة و إرهاب داعش، حيث كل واحد منهما يخدم أهداف الثاني. النظام يستغل إرهاب داعش لاستمراريته ( مثال موقف بعض قيادات الدول الأوروربية) و بأنه يحارب الإرهاب، و داعش تمددت بفضل إرهاب النظام و تقاعس الدول في دعم و مساندة الثورة السورية !( لذا فهما لا يتحاربان! )

الحل السياسي الوطني و الدخول في مرحلة انتقالية، يعني بداية وحدة معركة السوريين ضد داعش و كل المنظمات الإرهابية و من أجل خروج كل الفصائل و الميليشيات الأجنبية عن الأرض السورية. بدون هذه الوحدة العسكرية و السياسية على الأرض السورية لا يمكن القضاء على داعش و لا التوصل لخروج هؤلاء المسلحين الأجانب من سوريا!

تبدأ محاربة داعش و الإرهاب في سوريا من محاربة النظام الإرهابي! و مع زواله سيزول الإرهاب في سوريا! و لن يكون هناك مكاناً للإرهاب في الدولة السورية القادمة، الدولة الديمقراطية المدنية – التعددية، دولة المواطنة!

الثورة السورية مستمرة و ستنتصر!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل