الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتابه والتفكير والترجمه ملخص حياة احمد لطفي السيد

عبد صموئيل فارس

2015 / 10 / 19
سيرة ذاتية


احمد لطفي السيد احد رواد حركة التنوير فهكذا تحدث عنه عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين فيقول: "أريد أن أعلم إلى أى كاتب أو إلى أى مفكر فى مصر أو فى الشرق العربى كله, نستطيع أن نقرن الأستاذ أحمد لطفى السيد. أما أنا فلست أعرف له نظيرا فى الكتابة, ولا فى التفكير ولا فى الترجمة. وأزعم أن ليس بين المصريين وغير المصريين من يستطيع أن يجد له نظيرا فى هذه الوجوه الثلاث. وليشهدن التاريخ بأن مصر مدينة بالشئ الكثير جدا للأستاذ لطفى السيد فى نهضتها العقلية والسياسية والإجتماعية. وحين أسمع الإستقلال التام والحرية الدستورية وسلطة الأمة وأشياء كثيرة, أبتسم إبتساما فيه حزن وأمل. لأن هذه الألفاظ وهذه المعانى, هى ألفاظ ومعانى لطفى السيد. ليس فى ذلك نزاع ولا جدال."

النشأة :ولد أحمد لطفى السيد فى 15 يناير 1872 فى قرية " برقين " مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية بمصر ، ونشأ فى أسرة على جانب من الثراء فأبوه كان عمده للقرية ومن أعيانها فعنى بتعليمه ، فألحقه بمدرسة المنصورة الابتدائية عام 1882 ، وبعد ثلاث سنوات من الدراسة انتقل إلى القاهرة ، والتحق بالمدرسة الخديوية الثانوية ، وظل بها حتى أتم دراسته الثانوية فى 1889 ، ثم التحق بمدرسة الحقوق وفى أثناء دراسته تعرف على الشيخ / محمد عبده الذى شجعه لما رأى فيه أمارات النبوغ وميله ، إلى الحرية واحترام الحقوق وقدرته على الكتابه ، وكان من أثر هذا التشجيع أن قام أحمد لطفى السيد وجماعه من نابغى مدرسة الحقوق بإنشاء مجلة التشريع ، كما التقى بجمال الدين الأفغانى فى أثناء زيارته لاستانبول سنة 1893 وتأثر بأفكاره . تخرج من مدرسة الحقوق سنة 1894 .

النيابة العامة :

بعد حصوله على ليسانس الحقوق سنة 1894 عمل بالنيابة العامة ، وتدرج فى مناصبها حتى عين نائبا للأحكام بالفيوم سنة 1904 ، وترك العمل بالقضاء فى 1905 .

المحاماة :

اشتغل بالمحاماة ، ثم لم يلبث أن تركها وأتجة ، إلى العمل بالصحافة والسياسه .

مديراً لدار الكتب :

عين مديراً لدار الكتب سنة 1915 ، خلفا للدكتور " شاده " المدير الإلمانى ، وفى دار الكتب ترجم بعض أعمال أرسطو ، ودعا إلى ترجمه الكتب الآخرى ، وندب من وثق بهم للاضطلاع بنقل الثقافة الغربية إلى العربية ، موقنا أن النهضات فى بواكيرها إنما تقوم على الترجمه التى هى بمثابة التمهيد بالاحتذاء ثم الخلق والأصالة .

وأثناء عمله بدار الكتب أنشأ مجمعا لغويا عرف باسم " مجمع دار الكتب " غير أن هذا المجمع لم تطل به الحياة ، فانطوت صفحته بعد عام من إنشائه .

مديراً للجامعة المصرية :

ظل أحمد لطفى السيد مديراً لدار الكتب حتى مارس 1925م قبل أن يعين مديراً للجامعة المصرية بعد أن أصبحت حكومية .

ويذكر له أنه كان وراء حملة التبرعات الخاصة بإنشاء أول جامعة أهلية فى مصر سنة 1908 "الجامعة المصرية" والتى تحولت فيما بعد إلى جامعة حكومية تحت اسم "جامعة فؤاد الأول - جامعة القاهرة فيما بعد" .

وفى عهدة أتسعت الجامعة فضمت عدة كليات ، كما قبلت الجامعة سنة 1929م أول مجموعة من الفتيات للالتحاق بها دون ضجة أو دعاية لهذا الأمر فى الصحف وسارت الأوضاع فى هدوء حتى تخرجت أولى دفعه من الطالبات سنة 1933م وكانت ثلاث طالبات فى كلية الآداب وواحدة فى كلية الحقوق ، وكان ذلك مأثره له فى سبيل النهوض بالمرأة ، والمحافظة على حقها فى التعليم .

ظل أحمد لطفى السيد مديراً للجامعة حتى استقال منها سنة 1941م بعد أن اطمأن إلى أوضاعها ورسوخ أقدامها .

وزيرا للمعارف :

وفى عام 1928 اختير وزير للمعارف .

وزيرا للخارجية :

اشترك فى وزارة إسماعيل صدقى سنة 1946 وزيرا للخارجية ، وخرج لطفى السيد من الوزاره لمواجهة المد الشعبى المطالب بالتحرير والاستقلال .

النشاط السياسى :

بعد أن ترك أحمد لطفى السيد العمل الحكومى اشترك مع جماعة من أعيان مصر فى تأسيس حزب الأمة سنة 1907 وتولى هو سكرتارية الحزب ، ورأس صحيفته المعروفة باسم " الجريدة " وقد استمرت رئاستة للجريدة سبع سنوات وبضعة أشهر توقفت بعدها تماما بعد أن لفظ حزب الأمة أنفاسه الأخيرة .

وكانت سياسة الجريدة تقوم على الدعوة إلى فكرة " مصر للمصريين " ومهاجمة الجامعة الاسلامية التى كان يدعو إليها السلطان عبد الحميد الثانى ، وعبر أحمد لطفى السيد عن هذا الاتجاه بقوله " نريد الوطن المصرى والاحتفاظ به ، والغيرة عليه ، لا أن نجعل أنفسنا وبلادنا على المشاع ، وسط ما يسمى بالجامعة الإسلامية " .

وإزدادت هذه السياسة وضوحا بدعوته إلى حياد مصر من هجوم إيطاليا على ليبيا ، حين رأى تعاطف المصريين مع الدولة العثمانية ، وقيامهم بجمع التبرعات ، وحشد المؤن والأسلحة لإرسالها إلى الجيش العثمانى فى طرابلس بليبيا . فقد كان يرى أن سياده تركيا لا تجلب لمصر منفعة ولا تدفع عنها ضرا ، غير أن دعوته لم تلق استجابه ، وضاعت وسط عواطف المصريين وتعلق قلوبهم بدولة الخلافة العثمانية .

وسلكت الجريدة مسلكا مهادنا مع الاحتلال البريطانى ، بل نوهت بالتحسن المادى والادارى الذى وصلت إليه مصر فى عهد الاحتلال . وقبل أن يرحل اللورد كرومر المعتمد البريطانى فى مصر إلى بلاده اقيم له حفل وداع بالأوبرا فى مايو 1907م . وكان فى مقدمه المحتفلين أعضاء حزبه الأمة ، وأفردت الجريدة ملحقا عن حياه المعتمد البريطانى وأعماله فى مصر ، فأشادت بأعماله المالية ، والاقتصادية ، ونددت بأعماله السياسية " لأنه حرم مصر من حياه سياسية تطمح إليها كل أمة حية " .

بعد أن انتهت الحرب العالمية الأولى سنة 1918 استقال أحمد لطفى السيد من دار الكتب ، واشترك مع سعد زغلول وعبد العزيز فهمى وعلى شعراوى وغيرهم فى تأليف وفد للمطالبة بالاستقلال ، وكان من شأن المطالبة بالاستقلال أن نفى سعد زغلول ورفيقاه إلى خارج البلاد ، فأشتعلت البلاد بثورة 1919م التى زلزلت مضاجع الاحتلال وظل أحمد لطفى السيد فى القاهرة يحرر بيانات الوفد ومذكراته وتطور الأمر إلى رضوخ بريطانيا للتفاوض ، وتم الافراج عن الزعماء المنفيين وسافر أحمد لطفى السيد مع الوفد المصرى إلى بارس لعرض مطالب مصر على مؤتمر السلام المنعقد فى فرنسا .

ومما نادى به أحمد لطفى السيد أن الاستقلال السياسى والحرية السياسية لا تكفى بدون إقتصاد قوى مستقل . لذلك حذر لطفى السيد من مغبة الدين الأجنبى . فبسببه احتلت مصر وفقدت إستقلالها . فعلى مصر أن تبنى تجارتها وصناعنها الوطنية المستقلة . كذلك نجد فى الفترة من 1920م إلى 1930م ، تأسس بنك مصر والشركات التابعة له . فطلعت حرب ، وحافظ عفيفى وغيرهم من الاقتصاديين الوطنيين كانت لهم علاقات وطيده بأحمد لطفى السيد وبأفكاره وأرائه فبنك مصر لم ينشأ لأسباب إقتصادية فقط ، ولكن لكى يكون دعامه وأساسا لاستقلال مصر السياسى .

ولما اشتعل الخلاف بين عدلى يكن رئيس الوزراء وسعد زغلول زعيم ثورة 1919 على رياسة المفاوضات مع بريطانية أعتزل أحمد لطفى السيد السياسه وعاد للعمل بدار الكتب مديرا لها


نشاطه الفكري

كانت أراء أحمد لطفى السيد فى التعليم ضد تقسيم التعليم إلى تعليم دينى وآخر مدنى ، وضد إنشاء المدارس الدينية سواء كانت إسلامية أو إرساليات مسيحية . وضد إنشاء المدارس الأجنبية . لأن التنوع فى التعليم ، لن يثرى التجربة الثقافية فى مصر ، بقدر ما يقوم به من تمزيق وإضعاف لوحدة الوطن ثقافيا وفكريا وإجتماعيا . فالهدف هو خلق التعليم هو خلق إجيالا من الأمة متجانسة فكريا وخلقياً

وعلى الرغم من تقدم أحمد لطفى السيد فى السن ، فقد ظل مؤثرا فى الحياه الفكرية ، فتولى رئاسة مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1945م وظل يشغله حتى وفاته ، وكان عضوا فى كثير من المجامع العلمية ، مثل المجمع العلمى العراقى ، والمجمع العلمى المصرى ، والجمعية الجغرافية المصرية .

ولم يترك لطفى السيد مؤلفات على كثرة ما كتبه فى " الجريدة " لسان دعوته إلى حرية الفكر وحرية الانسان وحرية الوطن ، وكانت مدرسته التى وجه منها الرأى العام إلى قضايا الاستقلال والدستور ، والحياه النيابيه السليمه ، والتعليم الجامعى ، ومما تركه أحمد لطفى السيد ثلاثة مؤلفات جمعها له إسماعيل مظهر هى " المنتخبات " فى جزئين ، وتأملات ، وصفحات مطوية فى تاريخ الحركة الاستقلالية " ، بالإضافة إلى مذكراته بعنوان " قصة حياتى " .

وترجم أحمد لطفى السيد عن الفرنسية كتب أرسطو ومنها الأخلاق ، وعلم الطبيعة ، والسياسه .

وكان أسلوبه يتميز بالدقة والسلاسة والوضوح دون التواء فى المعنى أو ملابسه فى الفكره أوتداخل فى التعبير .

وقد كرمته الدولة فنال جائزتها التقديرية فى العلوم الاجتماعية سنة 1958م .

أهم إنجازاته :

طالب باستقلال الجامعة ، وقدم استقالته عندما أقصى طه حسين من الجامعة سنة 1932 إلى وزارة المعارف . كما قدم استقالته مرة ثانية عندما اقتحمت الشرطة حرم الجامعة سنة 1937 .

نادى باستقلال مصر عن الاحتلال وكان ضمن وفد مصر الذى طالب بالاستقلال فى مؤتمر السلام فى فرساى .

نادى بتحديد مفهوم جديد للشخصية المصرية يستند على أساس يختلف عن الرابطة الشرقية والدينية ، ويربط بين الجنسية والمنفعة ، وكان أهم ما طرحه فى هذا الشأن الدعوة للقومية المصرية كأساس لإنتماء المصريين ، ودعا لاستعمال اللغة العامية بدلا من اللغة العربية الفصحى لكى ينهى ازدواجية اللهجة عند المصريين .

نادى بتعليم المرأة ، وتخرجت فى عهد رئاسته للجامعة أول دفعة من الطالبات عام 1933 .

دعا لحرية الفكر وهو صاحب المقولة الشهيرة الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية .

أسس حزب الأمة المصرى ويعتبر من رواد الليبرالية المصرية ، وساهم فى تأسيس مجمع اللغة العربية فى القاهرة .

لقب بأستاذ الجيل لإسهاماته فى التنوير والنهضة .

الوفاة :
توفى أحمد لطفى السيد فى 5 مارس سنة 1963 فى القاهرة وقد تجاوز التسعين من عمره ، بعد أن وقف نفسه على الإصلاح والتجديد ستين عاما أو يزيد وعنده بنت واحدة هى عفاف لطفى السيد وهى أستاذة العلوم السياسية فى جامعة كاليفورنيا ، بيركلى بالولايات المتحدة الأمريكية .

المصادر
حسين فوزي النجار: أحمد لطفي السيد أستاذ الجيل ـ المؤسسة المصرية العامة للتأليف ـ القاهرة ـ بدون تاريخ.
زكي فهمي: صفوة العصر في تواريخ مشاهير العصر، مكتبة مدبولي (مصورة عن الطبعة الأولى) ـ القاهرة ـ 1995م.
لمعي المطيعي: هذا الرجل من مصر ـ دار الشروق ـ القاهرة ـ 1408 هـ= 1997م.
محمد مهدي علام: المجمعيون في خمسين عامًا ـ مطبوعات مجمع اللغة بمصر ـ القاهرة ـ 1406هـ= 1986م.
نعمات أحمد فؤاد: قمم أدبية ـ عالم الكتب ـ القاهرة ـ 1984م.
الموسوعة : احمد لطفي السيد ، استاذ الجيل وابو الليبرالية المصرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب