الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجليات جمال الغيطاني تراجيديا كربلاء

ابراهيم الحيدري

2015 / 10 / 22
الادب والفن


تجليات جمال الغيطاني تراجيديا كربلاء

لقد استلهم الكاتب المصري الكبير الراحل جمال الغيطاني (توفي في القاهرة يوم 18 أكتوبر 2015) في كتابه "تجليات" من مأساة كربلاء ليجعل من الحسين ليس بطلاً فحسب، بل هو التحقق المادي الي يتجسد عبر الأزمنة في الأبطال المدافعين عن شرف الأمة وحريتها وكرامتها. فالحسين عنده النموذج الذي يتمثله الانسان رمزاً للاستشهاد، مقابل النموذج الشر، كرمز مناقض، في الوجدان العربي-الإسلامي. لقد حاول الغيطاني توظيف تراجيديا كربلاء توظيفاً حياً وعلى درجة عالية من التقنية الأدبية في اطلالته على تراث كربلاء، بالرغم من ان "تجلياته" هي سيرة ذاتية في قالب روائي فيه مسحة صوفية.
ان كربلاء عند الغيطاني محطة استذكار يلتقي فيها الكاتب مع الامام الحسين، في خياله، ويتحدث معه بلغة قلبه دون لسانه، بحيث لم يعد هناك فاصل بين التاريخ والواقع، بين الحقيقة والخيال، ليقارن بين ابن زياد_حاكم الكوفة، والحكام العرب ، في هذا الزمن المر، مثل كل شعراء عاشوراء، ليترك أمنية، هي الانتقام من الظالمين، أينما كانوا، مثل أولئك الذين تسببوا في مقتل الامام الحسين.
ونتيجة لإحباطاته في الواقع يلجأ الى مسجد الحسين بالقاهرة عله يجد في حضرته العزاء والسلوى.يقول:
وَلّيت قِبلة إمامي الحسين، وفاض أساي فخاطبته بوجهتي وليس بنطقي:
يا نبع الصفاء، يا مشرق المودة، تعذبني قلة حيلتي، وصعوبة الطرق، يا إمامي، لم يعد حالي حالي، جئتك ملوّعاً بالفقد.
يقول صاحب الثغر العذب المنكوث بعصا الظالمين:
- كل شيء بقدر.

للمزيد انظر: الدكتور إبراهيم الحيدري، تراجيديا كربلاء - سوسيولوجيا الخطاب الشيعي،الطبعة الثانية ، بيروت2015،ص 386-387








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحسين= بوليوود= مورفين= هروب من الواقع
طلال الربيعي ( 2015 / 10 / 24 - 00:48 )
لا افهم سبب هذا الهوس بالحسين وثورته المزعومة او الفائدة من كل هذه الترهات. انه فعلا امر مضجر ومقرف. هل نحن في حاجة الآن الى (بداوة) الحسين ام الى اشاعة العلم وتوفير بيئة صالحة للتفكير الحر وتوفير الكهرباء وتطوير البنية التحتية وتنظيف شوارعنا وازالة تلال القمامة من مدننا؟
ان مثل هذا الكلام عن الحسين يذكرني بتردد سكان المناطق البائسة في الهند على السينما لمشاهدة افلام بوليوود بما فيها من رقص واغان وحب وغرام, كنوع من الهروب من بؤس واقعهم. والبعض الآخر يهرب من الواقع باستخدام حقن المورفين. والنتيجة دوما سيان. فالهروب هو الهروب.
واذا --كان كل شيء بقدر- فما معنى الحديث عن البطولة والتضحية الخ؟

اخر الافلام

.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي


.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و




.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من


.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا




.. كل يوم - -الجول بمليون دولار- .. تفاصيل وقف القيد بالزمالك .