الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية ( نورية ) حوار امرأة عراقية مع ملك الموت

سمرقند الجابري

2015 / 10 / 26
الادب والفن


شهد المسرح الوطني في بغداد وعلى مدى ثلاثة أيام عرض مسرحية ( نورية ) بطولة الفنانة العراقية القديرة هناء محمد وإخراج الدكتورة ليلى محمد .
ترفع الستارة عن شواهد قبور ومنصة بيضاء تتوسط المسرح لتدخل امرأة في عقدها الخامس بثياب سوداء يدل الحوار على انها تعمل في غسل الموتى ، تتحدث لرجل في بداية العرض بأن تمنعه من دخول المغتسل الذي تعمل فيه وتدرك فيما بعد ان هذا الرجـل هـو "ملك المـــوت" فتبدأ بمعاتبته مرة ومعارضته مرة أخرى.
نورية تتحدث لزائرها الذي تراه وحدها ، تكلمه عن طفولتها كيف كانت سعيدة وتتقافز مع الأطفال لاعبة في الازقة وتروي كيف زوجوها مبكرا وتقوم بتلف نفسها بالقماش الذي يستعمل لتكفين الموتى لتوحي لنا بانه ثوب زفاف وكيف ذهب زوجها للحرب من اول أسبوع ولم يعد لتجد نفسها حاملا بطفل وظلت طوال فترة حملها بدون رؤية زوجها لذلك تذهب الى امرأة ما يبدو ان لها شأنا لتطلب منها التوسط لرؤية زوجها وتقوم الممثلة بأداء الدورين معا دور نورية ودور تلك المرأة الأخرى التي تسبها لأن الحرب تحتاج كل الرجال او تحديدا يدفع ثمنها البسطاء اما ذوي السلطة كزوج تلك المرأة ذات الشأن فليس عليها ان تنتظر كثيرا لرؤية زوجها .
يشتد الصراع بين "نورية" وشبح الموت الذي يريد أن يأخذ ولدها وتدور في غرفة" المغيسل" في كل الاتجاهات لتقرر في النهاية إعادة ابنها الذي لا تملك غيره في الدنيا الى رحمها ثانية وتلف قماش الخام الأبيض على جسدها كشرنقة .
الدكتورة " ليلى محمد" في تجربتها الاخراجية استخدمت شبابا لأداء الحركات الايحائية للفرح والألم من خلال انعاكسات أجسادهم المتحركة برشاقة مسلطة الضوء على تلك الحرقة التي تعانيها نساء العراق، وكنت اطمح كمشاهدة ان يخرج النص عن الطرح الكلاسيكي فلقد قدمت الفنانة " هناء محمد " اعمالا مسرحية ذات اشتغال على مأساة المرأة العراقية وعناءات الوضع السياسي ودفع ثمن الحروب مثل مسرحية " مطر صيف" التي تمثل امرأة تنتظر حبيبها الغائب لسنوات ومسرحية " عزف نسائي" التي مثلت ابنة الشهيد التي تعرضت للاعتقال والتعذيب، اذن موضوع الصراع مع احداث المجتمع اتخذ عدة أوجه ذات بعد اكثر عمقا من طرح موضوع " نورية " .
مشهد أثار الجمهور عندما جاع الطفل بين يدي أمه ولا تجد ما تطعمه إلا أن تعرض دمعها الساخن للبيع قائلة :-" من يشتري منك الدمع ، وكل واحد منا لديه نهر من الدموع ، لقد خطنا احفاننا بالحديد، وما زال الدمع يجري ".
تحية لكل عذاباتنا التي سالت منها الدموع ام لم تسل، لكل نورية لا زالت منذ ألف حرب تنسخ صبرها لاجل ان نكبر ونظل على قيد الامل .
26 أكتوبر 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با