الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات التحكيم من لندن .. ردا على تخرصات - سليم - الحسنى .... (( اليوم السادس ))

محمود جابر

2015 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


فى معرض الرد على غرفة التحكيم من لندن والتى يحررها سليم الحسنى طرحنا سؤالا فى الحلقة الماضية التى تحدثنا فيها عن أكذوبة الخلاف الفكرى والمنهجى مع حزب البعث، والحقيقة أن الصراع كان مع الفرع العراقى لحزب البعث، وهذا الصراع كان صراعا على السلطة فقط لا غير .
واليوم فى هذه الحلقة سوف نتناول الابعاد المشروعية لحزب البعث،أوالدعوة.... وسوف نبدأ من حيث انتهينا فى اليوم الماضى بسؤال :
- ما هو السند الوطنى والشرعى الذى قام على أساسه حزب الدعوة ؟
حين نتناول بالبحث حزب الدعوة كأحد أبرز الأحزاب – الإسلامية الشيعية – الحاكمة فى العراق، فسوف نجد اننا امام سيل من الروايات والاشكاليات التى تتناول التأسيس الذى يمثل شرعية الفكرة والعمل ثم اشكالية الوجود والهجرة والعمل، ثم اشكاليات التحالف، وكيف حدث اللقاء بين الحزب وبين المستعمر – الشيطان الأكبر وحلفائه - لمواجهة المستبد الوطنى !!
لم يكن التعاون مع الشيطان الأكبر أهم اشكاليات سياساته وتحالفاته وممارساته، وقبلها إنعدام الضوابط الفكرية التى تؤطر فكرته وحركته وفقا لضرورات التعاطي السياسي اليومي، غير ما هناك أن الدعاية التى يمارسها كونه حزبا حاكما يستأثر لنفسه بحصة الأسد في غنائم السلطة التي قامت في ظل الإحتلال، ولم يكتف الحزب بالتغير الملحوظ في خطابه الفكري وعلاقاته السياسية بل وحتى في مظهر وجوهه البارزة حيث اختفت منه اللحى ومظاهر التدين المبالغ بها، وإيحاءات العيش البسيط والملبس المتواضع، لتحل محلها اناقة مترفة وعيش باذخ فضلا عن أن صيت الفساد طبع مرحلة حكمه بوجوهها المختلفة.
ومن خلال الاسماء التى دونت بانها من المؤسسين سنجد أن الدعاة الأوائل، والمؤسسون والتشكيلة القيادية الأولى؛ ينتمون الى عدة بلدان إسلامية، وأبرزهم : السيد محمد باقر الصدر (عراقي)، السيد مرتضى العسكري (عراقي من أصل إيراني)، السيد محمد مهدي الحكيم (عراقي)، محمد صالح الأديب (عراقي)، عبد الصاحب دخيل (عراقي)، محمد صادق القاموسي (عراقي)، السيد طالب الرفاعي (عراقي)، السيد محمد باقر الحكيم (عراقي)، حسن شبر (عراقي)، الدكتور جابر العطا (عراقي)، الشيخ مهدي السماوي (عراقي)، الشيخ محمد مهدي شمس الدين (لبناني)، السيد محمد حسين فضل الله (لبناني)، محمد هادي السبيتي (لبناني)، الشيخ عبد الهادي الفضلي (سعودي)، السيد محمد بحر العلوم (عراقي)، الشيخ عارف البصري (عراقي)، السيد فخر الدين العسكري (عراقي من أصل إيراني)، السيد إبراهيم المراياتي (عراقي)، الدكتور داود العطار (عراقي)، السيد عدنان البكاء (عراقي). ثم انتظم في الحزب في السنوات القليلة اللاحقة شخصيات أخرى؛ كالسيد علي العلوي (عراقي من أصل إيراني)، السيد محمد كاظم البجنوردي (ايراني)، السيد هاشم الموسوي (عراقي)، الشيخ محمد مهدي الآصفي (عراقي من أصل إيراني)، الشيخ سهيل نجم (عراقي)، كاظم يوسف التميمي (عراقي)، السيد كاظم الحائري (عراقي من أصل إيراني)، الشيخ مجيد الصيمري (عراقي)، السيد علاء الدين الحكيم (عراقي)، السيد محمد حسين الحكيم (عراقي)، السيد محمد محمد صادق الصدر (عراقي)، عبد الزهرة عثمان (عراقي)، الشيخ علي الكوراني (لبناني)، الشيخ محمد علي التسخيري (عراقي من أصل ايراني)، السيد عارف الحسيني (باكستاني)، السيد علي النقوي (باكستاني)، الشيخ سليمان المدني (بحريني)، الشيخ عبد الامير الجمري (بحريني)، السيد عبد الله الغريفي (بحريني)، الشيخ عيسى قاسم (بحريني)، السيد سامي البدري (عراقي)، حامد المؤمن (عراقي)، عمران الطريحي (عراقي)، السيد علي الامين (لبناني)، هادي شحتور (عراقي)، قاسم عبود (عراقي)، حسين جلوخان (عراقي)، نوري طعمة (عراقي)، السيد عبد الرحيم الشوكي (عراقي)، مهدي عبد مهدي (عراقي)، مهدي السبيتي (لبناني)، الشيخ مفيد الفقيه (لبناني)، الشيخ حسن عبد الساتر(لبناني) السيد عبد المنعم الشوكي (عراقي)، السيد عبد الأمير علي خان (عراقي)، علي الاديب (عراقي)، السيد عبد الكريم القزويني (عراقي)، الشيخ مهدي العطار (عراقي من أصل إيراني)، الشيخ عفيف النابلسي (لبناني)، السيد نور الدين الاشكوري (عراقي من اصل إيراني)، السيد عباس الموسوي (لبناني)، الشيخ محمد يزبك (لبناني) والشيخ صبحي الطفيلي (لبناني).
وهذه اغلب الاسماء التى حصرها الباحثون على اختلاف اتجاهاتهم،وبكل تأكيد فهذا الاسماء لا يمكن ان تكون حزب من عمل سياسى واحد، وخاصة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (( الصدر الثانى))، وهذا بدوره يفتح الباب أمام عدة اسئلة إذا ما اضفنا أن اعتماد التأسيس والعمل السرى جاء فى اعقاب مرحلة الانفتاح السياسى فى العراق بعد تموز 1958م، فاذا كان العراق فى ذلك التوقيت منفتحا على مستوى العمل الثقافى والفكرى والادبى، فما هو الداعى الملح للعمل السرى ؟!
واذا كان العراق بدأ فى مواجهة الفكر الشيوعى والشيوعية ونشر الإلحاد والكفر – فرضا – فما هو الدور المنوط بالباكستانى والايرانى واللبنانى والسعودى والسورى فى هذه المواجهة الداخلية فى العراق بين شريحة اجتماعية وثقافية وجماهيرية وبين نظامه السياسى ؟!!
لقد وقعت نخبة حزب الدعوة الإسلامية في فخاخ السلطة ومخابراتها التي كانت تخرج إلى الرأي العام الداخلي والإقليمي والعالمي وتقدم روايات عن تدخل خارجي في الشأن العراقي أو أعمال إرهابية تقوم بها جماعات تدعمها إيران او سوريا، وكان حزب الدعوة بعد تأسيسه يبادر إلى تبني مثل تلك الأعمال فيحقق للسلطة العراقية مبتغاها، ومن هذه الأعمال تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1981 الذي قدم حزب الدعوة له رواية مفادها أن أحد مجاهديه "أبو مريم" قد اقتحم السفارة العراقية بسيارة مفخخة وفجرها، والحال أن القضاء اللبناني قد قال كلمته في تفجير السفارة العراقية في تقرير طويل ومفصل نشرته الصحف اللبنانية في حينه، وقد ذهب إلى خلاصة تحقيقية مؤداها أن التفجير حدث من داخل السفارة بفعل وجود متفجرات في قبو السفارة، ولم يقدم حزب الدعوة إلى اليوم تعريفا بشخص أبي مريم، مع أن الظروف السرية التي أحاطت بفترة عمله في ظل النظام الإستبدادي قد انتهت منذ ثلاثة عشر عاما، عملية إغتيال لصدام حصلت في الدجيل عام 1982 وقام على إثرها بعمليات إنتقام واسعة إشتملت على قتل وإعتقال طالت أبناء المدينة وعوائلهم ممن يعارضون السلطة، وقد أراد صدام بتلك العملية التي حصلت إثر الهزيمة النكراء التي تعرض لها الجيش العراقي في الحرب مع إيران بعد دحره من الأراضي الإيرانية توجيه رسائل عديدة، وأول هذه الرسائل إلى لجنة المساعي الحميدة التي كانت تسعى نحو وقف إطلاق النار بين البلدين وكان شرط إيران الأول هو تحديد البادئ بالحرب، فأراد صدام بتلك العملية المزعومة أن يقدم إلى اللجنة دليلا على تدخلات إيران في الشأن الداخلي العراقي إلى حد تدبير محاولة لإغتيال رئيس الدولة، وإلى الداخل العراقي نحو القاعدة الإجتماعية والسياسية للنظام لتحذيرها من مخاطر الأطراف المعارضة الموالية لإيران التي باتت تهدد النظام بحيث تدبر محاولة لإغتياله، والأخرى إلى الأوساط الشعبية المعارضة حيث أن النظام لن يتوانى عن سحق أي تحرك يهدد النظام وبالعقاب الجماعي الذي شهدته الدجيل. ومن جانبه أعلن حزب الدعوة ومن ((طهران)) مسؤوليته عن العملية المزعومة، وفي غضون أكثر من شهر على الحادثة المدبرة، وبعد وصول بعض اللاجئين من مدينة الدجيل الذين إستطاعوا الخلاص من الأطواق الأمنية التي ضربت حول المدينة، ثم عزز دعواه لاحقا بصدور كتاب لشقيق صدام برزان التكريتي حول عشر محاولات لإغتياله، وقد كان الكتاب يمضي في ذات الهدف بينما رآه حزب الدعوة إعترافا يعزز مكانته السياسية، دفع ثمنه العراقيون قوافل طويلة من الشهداء والضحايا والمعتقلين والمشردين بإنتماء قسري لحزب الدعوة الإسلامية كانت تفرضه السلطة على كل من يعارضها لتلبس عقوبتها الصارمة بلباس قانوني هو الآخر صارم وقاسٍ، وقد قتلت السلطة بهذه التهمة الرهيبة معارضين أو مشكوكا بولائهم أو ودهم للسلطة القائمة يومذاك بصرف النظر عن إنتمائهم السياسي أو الفكري، فقد صعد المشانق أو قضى تحت التعذيب مناضلون ينتمون إلى حركات شتى، وكانت تهمة الجميع الأثيرة لأجهزة النظام القمعية هي الإنتماء لحزب الدعوة الإسلامية، ومثلما كان رأس السلطة يتباهى بأن كل عراقي هو بعثي وإن لم ينتم، فإن كل معارض صار من حزب الدعوة وإن لم ينتم هو الآخر.
ثم نسب الحزب لنفسه محاولة إغتيال عدي صدام حسين عام 1996، لكن تفاصيل الحادثة باتت معروفة وقد ظهر منفذوها وتحدثوا عن أسرارها وتبين ألا علاقة لهم بحزب الدعوة من قريب أو بعيد.
وفى احيان كثيرة يهوى الضحية الاسطورة بنفس الدرجة التى يهواها الجلاد، وعندما تنطلق الشائعة أو الاسطورة فإنها تكبر ككرة الثلج وكثيرا ما تحولت إلى "حقيقة" معتمدة في التاريخ، فكيف والحال حين تكون وراء الشائعة إمكانات دولة ودوائر دعاية وإعلام وأجهزة مخابرات متمرسة.، أخطر ما في الشائعة أن تكون محل إعتماد من باحثين ومؤرخين ومتابعين، وجميعهم قد سقط فى هذا الفخ، وحتى لا تختلط الأمور نقول بأن القصد هنا حزب محدد باسمه وعنوانه، وليس تاريخ الحركة الإسلامية في العراق بالمعنى العام لكلمة حركة، ولا مسيرة مراجع دينية كان العراق ومدنه المقدسة مقرها.
كثيرا من الكتاب والمؤرخين يحاولون تأريخ تأسس حزب الدعوة كان بعد الإطاحة بالحكم الملكي، ولمواجهة المد اليساري الذي غمر الحياة السياسية في العراق في ظل حكومة عبد الكريم قاسم، وليس قبل ذلك الوقت، حيث زحزح حزب الدعوة تاريخ تأسيسه المفترض إلى العام 1957، والجميع منهم يحكى روايات عن بعد ابطال الروايات الواحدة على أن الروايات اختلفت وتعددت حول تاريخ إنطلاقة الحزب، فى ظل هذا اللغط جاء نوري المالكي الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية مصرحا في مقابلته مع فضائية الميادين أوائل شباط الماضي بأنه لم يعلن عن الحزب إلا في 1980 بمؤتمر عقد في بيروت رغم أنه قد تأسس عام 1957 والكلام ما زال للمالكي، وحقيقة الأمر أن المؤتمر إنعقد في طهران، والسؤال الجوهري هنا: إن الأحزاب تُشكل وتُؤسس كي تنشط بين الناس وتحاول حشدها من أجل تحقيق غايات معينة، فماذا كان يصنع حزب الدعوة الإسلامية طيلة ثلاثة وعشرين عاما ما بين التأسيس والإعلان؟
هذه الاستذكار اليوم مع ما تقدمه غرفة لندن من ارباك وعى الناس والتأريخ والمؤرخين يحتم علينا أن نعيد القول فى تلك الاحداث والكشف عن ملابساتها، وخاصة تلك الفترة التى شهدت صعودا لنجم حزب الدعوة ذلك الصعود وملابساته، وإذ كانت سمة تلك الأحداث هي إستخدام العنف من جانب سلطة قمعية، واجواء إقليمية تمجد رفع السلاح وتضفي شرعية "ثورية" على المنظمات المسلحة، وتتفاخر القوى السياسية بأجنحتها العسكرية، فإن حزب الدعوة الإسلامية بدوره لم يتأخر في الإدعاء بوجود عسكري له ومنظمة مسلحة تنشط في الميدان العراقي، بل وتنسب لنفسها أعمالا عسكرية ببيانات تصدر خارج العراق بين آونة وأخرى، دون حساب للأثر السياسي والاجتماعى الذي يفيد النظام أو يوفر الغطاء الشرعي لتصفية خصومه، على أن الوقائع تظهر بأن الحزب لم يكن يومذاك قد تبلور سياسيا، لكن هذا الادعاء وفر للنظام الغاشم أن يقتل الناس بدم بارد فى الوقت الذى كان اعضاء حزب الدعوة ينعمون فى فنادق عواصم شتى .
ولكن السؤال المستحق للحلقة القادمة متى نشأ الحزب ؟!!
رابط الحلقة السابقة : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=490305








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة