الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقوية الصوت الشيوعي يعني تقوية تغريد البلبل

سهيل قبلان

2015 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


يُميز النظام القائم في إسرائيل الجرائم الكثيرة التي اقترفها ويصر على اقترافها في وضح النهار ضد الجماهير العربية وضد الجماهير اليهودية خاصة الفقيرة والمستضعفة، وتصريحات رئيس الحكومة نتن يا هو التي نسب فيها جرائم إبادة اليهود في ألمانيا في الحرب العالمية الثانية إلى لقاء جمع بين النازي هتلر والمفتي الحاج أمين الحسيني، وفيه اقنع المفتي هتلر بإبادة اليهود، هي جريمة يقترفها نتنياهو الذي قوبل بردود فعل غاضبة وليست مصدِّقة ان يتدهور إلى هذا المستوى من الغباء. فاللقاء بين المفتي وهتلر جاء في 28/11/1941 أي بعد بدء الحرب العالمية التي انفجرت في 1/9/1939. وكان النازي هتلر قد ألف كتابًا في 1925، فيه يفسر ويشرح حقده ضد اليهود، ولو كان نتن يا هو يتمتع بذرة من الكرامة والإنسانية لاستقال إثر اقترافه هذه الجريمة التي يتنكر فيها أصلا للنازية ووحشية هتلر ويلقيها على المفتي. فالمتعارف عليه وفي كل العصور وحسب المنطق والواقعية والعقلانية أولا وقبل كل شيء ان مكان المجرم في السجن وليس في سدة الحكم، فالاحتلال وممارساته وجرائمه وأهدافه ومتطلباته وأفكاره ونتائجه في كافة المجالات جريمة لا تغتفر وهو بمثابة لائحة اتهام، بنودها أدلة واضحة لا يمكن دحضها ضد حكام إسرائيل، فلماذا لا يعاقبون على تلك الجريمة والواقع الاجتماعي القائم والملموس في شتى مجالات الحياة وفيه البطالة والفقر والجوع والضائقة الاجتماعية وعدم الاطمئنان على الغد وعلى مكان العمل ودوس كرامة وحرية الإنسان خاصة العربي، والتمييز العنصري وسهولة الضغط على الزناد وتفضيل الدبابة والمدفع والقنبلة على قضايا التعليم والعمل والرفاه الاجتماعي في كنف السلام الدافئ والجميل جريمة من جرائم الحكام فلماذا لا يعاقبون عليها.
وتتجسد جريمة الحكام الجائرين من ذوي المشاعر والنفسيات والقلوب الذئبية كذلك في ان من عنده ألف رغيف ومليارات الشواقل والقصور الضخمة والسيارات الفاخرة يعمل ويسن القوانين ليسرق اللقمة من أفواه الجياع والفقراء والمحتاجين وليدعم الأغنياء وأهدافهم خاصة تجار السلاح والقتل، وهذه جريمة فلماذا لا يعاقبون عليها؟ ولقد أقام حكام إسرائيل جدارًا شاهقًا بين الجماهير وحقها في العيش باحترام وكرامة في كنف السلام الدافئ والعادل، ويتميزون بعدم الحساسية فعلا للدماء النازفة من عروق البشر خاصة الأطفال وللزفرات والآلام المتصاعدة من صدور الفقراء وهذه جريمة لا تغتفر، فلماذا لا يعاقبون عليها؟ وهناك مناسبات عديدة تنكشف فيها الرأسمالية على حقيقتها وتبرز فيها مدى بشاعتها ومنها الأعياد، فما هي مشاعر الأولاد وأوضاعهم في مئات آلاف البيوت للفقراء ومتوسطي الحال والعاطلين عن العمل في تلك المناسبات وهذه جريمة فلماذا لا يعاقبون عليها؟
ومن المتعارف عليه ان نشيد القافلة يبعد الذئاب عن الأغنام وعلى صعيد بشري فإن حكام إسرائيل وبناء على الواقع الملموس والأهداف الموضوعة يصرون على السير في طريق معاداة السلام والتنكر لمتطلباته غير آبهين للنتائج المأساوية المترتبة عن ذلك النهج الخطير يصرون على التكشير عن أنياب الذئاب والنهش في أجساد الفقراء يهودًا وعربًا، والدوس على حقوقهم وكرامتهم في المجالات كافة. يصرون على ترسيخ الجدار الشاهق الذي أقاموه بين الجماهير وحقها في العيش بسلام واحترام وكرامة، ولقد آن الأوان لكي ترفع الجماهير يهودية وعربية المطارق لهدمه لان السكوت على مواصلة إقامته وتسميقه لن يأتي إلا بالكراهية والكوارث وإبعاد وطمس إمكانيات السلام، وبالذات في هذه المرحلة التي نعيشها تبرز مدى الأهمية الكبيرة والحاجة الماسة لبرنامج الحزب الشيوعي الإسرائيلي اليهودي العربي الاممي وفكره الذي يعبر اصدق تعبير عن مصالح أبناء الشعبين، وحتمية التطور التاريخي تؤكد ان هو مصير سياسة القوة والعربدة وتزوير الحقائق الإسرائيلية التي تتدهور إلى مستنقع الفاشية. وان التفاف الجماهير عربية ويهودية حول الحزب الشيوعي العمود الفقري للجبهة – يجعلها عاملا فعالا في النضال من اجل السلام الراسخ وحل المشاكل، وكل تأييد للحزب الشيوعي هو انتصار للقيم الإنسانية الجميلة وللسلام العادل وللقيم ومكارم الأخلاق وخاصة صدق اللسان والتآخي والحرية وحب الحياة والعيش باحترام وكرامة وسعادة وتآخ واطمئنان وتعاون بنّاء حفاظًا على قدسية الحياة للجميع وخاصة في ضوء استطلاعات الرأي الأخيرة التي تؤكد مدى تعمق وتغلغل العنصرية التي تمهد الطريق إلى الفاشية في أوساط الشعب اليهودي المختلفة.
ومن هنا فإن تقوية الحزب الشيوعي هي بمثابة تقوية الصوت الإنساني الجميل وتغريد البلبل المحب للإنسان بغض النظر عن انتمائه القومي وسحق نعيق الغربان الملوث بالسموم العنصري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات