الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات التركية بين غباء العاطفة الدينية(الكوردية) وصحوة النزعة القومية(التركية)

سامي عبدالقادر ريكاني

2015 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



مع كل ماقيل حول نتائج الانتخابات التركية فهي لاتعدوا ان تكون الا جزءا من الحقيقة التي توحي ظاهرا بانها هي السبب وراء تلك النتائج، والسبب الحقيقي المخفي الذي لايلتفت اليه الشارع الكوردي، والذي سيكون صادما لهم عندما سينكشف لهم في الأيام القادمة وخاصة عندما يتبين لهم بانها كانت على حساب مستقبلهم وغباء عاطفتهم الدينية، مقابل صحوة الوعي القومي التركي خاصة لدى مؤيدي الحزب القومي التركي الذين ادركوا خطورة الموقف فتركوا حزبهم وصوتوا لصالح اردوغان لإنقاذ قوميتهم، والهث ورائهم بعض الكورد منخدعين بالعاطفة الدينية، فارتفاع أصوات اردوغان لم تاتي الا على خلفية التدخل الروسي في سوريا الذي الهب الروح القومية لدى الاتراك القوميين واخذتهم النزعة القومية بعد تذكرهم للحروب التركية ضد التدخلات الروسية، واجج هذه النزعة وسائل الاعلام التركية وصبوا غظبهم على الاكراد بانهم عملاء لروسيا، وقدموا صورتهم للإسلاميين بانهم كفرة يريدون إعادة الماركسية والالحاد عبر التدخل الروسي والتعاون معهم، فتاريخ الصراع التركي الروسي على البحر الأسود والمتوسط تاريخ مليء بالحروب خاضت فيها تركيا وروسيا 13 حربا منذ 1568 الى 1918 فاز فيها روسيا ب 10 حروب مقابل 2 لتركيا ولكن بمساعدة أوروبية وواحدة تعادل فيها الطرفان، وان دخول تركيا للاتحاد الأوروبي في 1952 لأول مرة جاءة على خلفية هذه العداوات وللاحتماء بالغرب، واستفزازات روسيا للأجواء التركية وتدخلاتها لمنع تركيا من الدخول الى المناطق الكوردية في سوريا بحجة حماية حدودها والتي تستهدف من ورائها تركيا منع إقامة اقليم كوردي اخر مشابه لإقليم كوردستان العراق انهض لدى الاتراك حس المسؤولية امام وطنهم ، فالتدخلات الروسية في سوريا تعتبرها تركيا مهددة لوجودها ومكملا للطوق عليها وعلى طموحها خاصة بعد انضمام شبه جزيرة القرم الأوكرانية الى روسيا والتي تعتبر تركة تركية سببت بنزاعات عليها بين الدولتين منذ قرون وهي نقطة لها أهميتها الجيوستراتيجية بالنسبة للملاحة والامن البحري والاقتصادي لتركيا، دفع الاتراك دماء الالاف من أبنائها في سبيل استرجاعها ولم تفلح لحد الان، وجاءت روسيا اليوم لسلب اهم نقطة متبقية تعول عليها في سياساتها الأمنية والاقتصادية المستقبلية في المنطقة العربية وعلى الساحل البحر المتوسط في سوريا، واصبح الوجود الروسي في مياه البحر الأسود والمتوسط يهدد مكانتها الدولية اقتصاديا وامنيا وكما يهدد المصالح الغربية أيضا وكان سببا لاعادة الغرب لحساباتها مع اردوغان وتركيا بين الانتخابات السابقة واليوم وذلك لحاجتهم اليها في مواجهة هذا التطور الأخير وهذا مادفع أيضا باتباع الحزب القومي الMHP للتصويت لصالح AKP مما أضاف 40 كرسيا لصالح الأخير وكذلك دفع بهؤلاء القومجيين للهجوم على المقرات التابعة للحزب الكوردي في المدن التركية مما احرق ودمر 180 مقرا لهم واثر عبر مؤيديهم داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية لتخويف الاكراد والتضيق عليهم وسجن نشطائهم السياسيين حتى لا يصلو الى نسبة العشرة بالمئة، لان عدم وصول الاكراد لهذه النسبة يعني ذهاب تلك الأصوات اوتوماتيكيا لاردوغان وبهذا كان سيحصل على العدد الذي كان سيخوله بتعديل الدستور وتحويل النظام في تركيا من برلماني الى رئاسي وجمع السلطات الثلاث في يد اردوغان، وعدم التوصل الى اتفاق مع الأطراف الأخرى في الانتخابات الأولى كان لرفض تلك الأطراف لشرط اردوغان بتحويل النظام من البرلماني الى الرئاسي ولم يكن الخلاف حول تشكيل الحكومة، ولازال هذه الإشكالية قائمة، لانه يحتاج الى 330 صوت برلماني مع الاستفتاء او 367صوتا بدون استفتاء حتى يستطيع تحقيق حلمه، وسيحاول اردوغان بكل الوسائل للوصول الى ماربه في الانفراد بالسلطة المطلقة عبر جمع هذا العدد بين البرلمانيين في الأيام والشهور المقبلة. ومالا يفهمه المطبلين والمزمرين ل AKP من اكراد إقليم كوردستان بما سيكشف لهم الأيام المقبلة من امور ستكون حسرة عليهم وعلى غبائهم السياسي وسترد على وجوههم فرحهم على خسارة اخوتهم، فلن يفيدكم إضافة اسم اخيكمHDP كرهتم فوزه لاسم اخرAKP فرحتم لفوزه تبتغون تبطين حبكم للاخير وتجنب انفسكم تهمة الخيانة لاخيكم، وذلك عبر اظهار حبكم لفوز الاثنين عبر شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات الاعلامية . ولكن ليكن في علمكم ان المعركة القادمة بين المحور الروسي والغربي عن طريق ايران وتركيا نيابة عن الحلف السني العربي التركي ستكون على حساب القضية الكوردية في سوريا وستمد باثارها على اقليم كوردستان والداخل التركي، ولكون تلك الأطراف المتنازعة لن تدخل في حروب مباشرة ضد بعضها البعض لذلك ستكون حرب خفية بالوكالة عبر حلفائهم من الحركات والميليشيات الطائفية والإسلامية في كل من سوريا والعراق، ولكون المناطق الكوردية تعتبر اهم نقطة في تلك المعادلة فستدفع بهم وخاصة تركيا وايران للتحرك على تلك المناطق مستغلين الخلافات والولاءات الإقليمية للأحزاب الكوردية لتغير المعادلات السياسية في كل من كوردستان سوريا وإقليم كوردستان وأخيرا تركيا، وماالازمات الاقتصادية والسياسية في إقليم كوردستان ومع بغداد الا نتيجة هذا الصراع والذي كان جانب من تطورات الاحداث الأخيرة متوقفة بمالات هذه الانتخابات، ونحن مقبلون على تطورات جديدة اذا لم تضبطها وتمنعها المصالح الروسية الامريكية فانها لن تبشر بالخير والأيام بيننا فانتظروا اني معكم من المنتظرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254