الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأثار السلبية لتغييرات المناخ على المجتمع العراقي الهش

رمضان حمزة محمد
باحث

2015 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تغييرات المناخ تشكل تهديدا للسلم العالمي والأمن والرخاء ولكن مع ذلك فان هذا الموضوع لم ياخذ حقة من الاهمية من قبل صانعي السياسات ومعظم المؤسسات الدولية حيث لا يزال الاولوية هي التركيز على البحوث العلمية والاقتصاد دون الاشارة الواضحة الى التداعييات الناجمة عن تغييرات المناخ على مناحي الحياة في حين ان تغير المناخ كظاهرة بيئية تستوجب البحث العلمي والابتكار، بما يضمن الأمن والتنمية الاقتصادية وحماية حقوق الإنسان لقد خرج العراق مؤخرا من ثلاثة نزاعات كبيرة في تاريخها الحديث، وما انتهت هذه النزاعات حتى دخل العراق في دوامة من موجات العنف وعدم الاستقرار.
منذ عام 2003 النظام الاقتصادي في العراق بدا في التحول إلى الاقتصاد القائم على السوق في الوقت الذي يعاني البلد من العديد من الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغييرالمناخ في منطقة الشرق الاوسط بشكل عام والعراق بشكل خاص حيث حسب التقديرات المتوقعة لتغير المناخ في المستقبل سيكون هناك العديد من التغييرات وبشكل اكثر وضوحاً وحسب ما ورد في تقرير التقييم المناخي الرابع للفريق الحكومي الدولي مثل التغيرات في نمط هطول الأمطار والتبخر وغيرها من المعطيات الهيدرولوجية.
منذ سبعينييات القرن المنصرم قد لوحظ في العراق تكرار مواسم الجفاف بشكل أكثر حدة ولفترات زمنية أطول وفي مناطق أوسع نطاقا مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدل هطول الأمطار حيث تبين بان مظاهر التغييرات المناخية كانت في تزايد موجات الجفاف وتغييرأنماط الرياح وكثرة عواصف الغباروقلةهطول الامطار والثلوج. وقد ازدادت وتيرة هطول الامطار لفترة قصيرة وقوية على بعض المناطق وسبب حدوث السيول والفيضانات مع ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة لذا أصبحت الآثار المحتملة لتغيير المناخ على المجتمع العراقي الهش هو أكثر وضوحا حيث ولا سيما العراق ضمن المنطقة القاحلة وشبه القاحلة وبالتالي تغيير المناخ يشكل خطرا كبيرا ومتعدد الأوجه وتحديا حقيقيا لنمط الحياة لسكان العراق وخاصة في ظل تزايد معدل النمو السكاني وبالتالي زيادة الطلب على الموارد الطبيعية بشكل عام والمائية على وجه الخصوص وتغييرالمناخ يعد من أهم الاسباب التي تسبب استنزاف الموارد المائية، وتدهور التربة والتنوع الإحيائي ويعد عبئا إضافيا على المناطق الزراعية والتنوع البيولوجي تغييرات المناخ سيكون لها تأثيرا كبيرا على الحالة الاجتماعية والنظم الإيكولوجية، وقد انعكست هذه المؤشرات على واقع البيئة المادية والطبيعية وجعل هذه الأنظمة معرضة بشكل خاص لتغييرالمناخ ومن هنا كانت الحاجة إلى إنشاء نظام للتكيف مع هذه التغييرات المناخية، ومعرفة كيفية التعامل مع عواقب هذه التغييرات مثل زيادة وتيرة وشدة الفيضانات والجفاف وتدهور النظم البيئية الطبيعية ونتيجة لذلك فإن تغيرالمناخ سيكون واحدا من أهم العوامل التي من شأنها أن تهدد حياة سكان العراق مما يدعوا مضاعفة الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تحسين التخطيط للتكيف والحد من التعرض للتغيرات المناخية أن ضعف الوضع الاجتماعي– الاقتصادي والبيئي في العراق يتطلب تطبيق الأساليب العلمية الاستشارية على أساس متين وتعزيزبناء القدرات في مجال تغيرات المناخ من خلال توفيرمنصة مشتركة لقاعدة المعرفة وتطويرالسياسات والخطط لتوفير قاعدة معرفية مشتركة لتقييم آثار التغيرات المناخية على مستوى الصعيد المحلي والإقليمي لتعزيز الدور المؤسسي وبناء القدرات على مستوى الوزارات والخبراء وأصحاب المصلحة ذوي الصلة في مجال بيانات الطقس والتنبؤات المناخية الموسمية والظواهر الهيدرولوجية والاستفادة من نتائج هذه الأنشطة لنمذجة هذه العمليات والتي ستساهم في رفع مستوى الوعي والوصول إلى الأهداف المرجوة من توفير سبل العيش الكريم لسكان العراق اللذين يعانون من أزمات عديدة ومنها أزمة المياه المزمنة نظرا لندرة هذه الموارد في الأصل من جهة وسوء الإدارة من جهة أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي