الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أم المؤمنين امرأة نوح وامرأة لوط وامرأة محمد

محمد سرتي

2015 / 11 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أهم دلائل النبوءة على الإطلاق النبوءة نفسها، أي التنبوء بالمستقبل، فلا معنى لحصول شخص ما على لقب نبي دون امتلاكه هكذا قدرة. فكيف يمكن لشخص يدعي النبوءة أن يتزوج من امرأة ليكتشف مستقبلاً أنها خائنة، ساقطة، عاهرة، بل ومتآمرة عليه وعلى رسالته؟ هل نفهم من ذلك أن كلاً من نوح ولوط ومحمد لم يكونوا أنبياء في الحقيقة؟ وإذا لم يكن أحدهم قادراً على التنبوء بخيانة امرأة قبل التورط بالزواج منها؛ فكيف يستطيع التنبوء بما كان وما هو كائن وما سيكون؟
هل صلى نوح صلاة الاستخارة قبل الاقتران بزوجته؟ لو كان قد فعل فهنالك احتمال من ثلاثة: إما أن الله لم يقبل صلاته، وإما أن الله نفسه لم يكن يعلم الغيب بخصوص تلك المرأة، وإما أن الله يريد أن يوصل رسالته إلى خلقه من خلال تزويج أنبيائه بعاهرات (ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين)
رسالة الله هنا في غاية الوضوح، وهي تجريد الشيطان من أقوى أسلحته على الإطلاق: الابتزاز الجنسي.
أما نبي الإسلام فكانت مصيبته الأكبر والأعظم والأضخم (لم يؤذ نبي مثلما أوذيت) وذلك على قدر حجم رسالته. فكونه آخر الأنبياء جعل من مسئوليته إيضاح آخر ما تبقى من غموض حول هذه القضية، فهو لم يتزوج بعاهرة واحدة بل عاهرتين (وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) فكل من عائشة وحفصة تم إلصاقهما بالنبي عنوة من قبل والديهما كجاسوستين wired agents تم زرعهما داخل غرفة نومه، وكأحصنة طروادة لتدمير الإسلام من الداخل. وحادثة الإفك بتفاصيلها وتوقيتها وملابساتها، وبحجم الفضيحة وكمية البلبلة واللغط الذي أحدثته في المجتمع الإسلامي أظهرت كم كانت مدبرة، وكم كان حجم المؤامرة التي حيكت من خلالها بهدف اغتيال النبي اجتماعياً وأخلاقياً، وبالتالي نسف الرسالة المحمدية من جذورها. ما دفع بالإمام علي أن يقترح على النبي تطليق عائشة، على الأقل كي لا تلتصق بشخصه الكريم تهمة القوادة، ولكن النبي لم يفعل، لحكمة أخفاها الله عن الإمام آنذاك.
لو طلق النبي عائشة حينها لأصبح سلاح الابتزاز الجنسي أكثر قوة وفتكاً بيد الشيطان، خصوصاً في مجتمع تهيمن عليه الثقافة العبرانية (البدوية) التي اصطلح على تسميتها بالإبراهيمية، والتي ما جاء الإسلام إلا ثائراً عليها، تماماً كالمسيحية في هذا الجانب. وهذه نقطة غاية في الخطورة، ويجب التركيز عليها. فعند التعاطي مع كل من الإسلام والمسيحية بهذا المفهوم يزول اللبس الحاصل حول تناقضهما وتعارضهما، ويظهر في المقابل مدى التطابق بين الرسالتين بحيث تفسر إحداهما الأخرى.
وجه النبي الأكرم عدداً من الرسائل الخطيرة بإبقائه على عائشة في عصمته، أولاها: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر. والثانية فك الارتباط بين الرجولة وبين الافرازات المهبلية، فالمجتمع الذي يربط شرفه ومروءته وكرامته ورجولته بفروج النساء هو في الحقيقة مجتمع عديم الشرف والمروءة والكرامة والرجولة، مجتمع بلغ به الانحطاط الأخلاقي أن لم يعد يعرف لمكارم الأخلاق أي معنى خارج إطار الجنس.
أما الثالثة فتتعلق بإزالة الغموض حول مفهومي الفداء والخلاص، حيث قدمهما الإسلام بطريقة تتناغم مع الفهم المنطقي، وتستطيع مخاطبة العقل البشري بلغة مفهومة إنسانياً. فالفداء الذي جاء به محمد وآله لا يتعلق بخطيئة حصلت في الماضي وفي مكان خارج هذا الكوكب، بل بخطيئة تحصل الآن وتهدد مستقبل الحياة على ظهر الكوكب. إنها ليست خطيئة ممارسة الجنس بل خطيئة استخدام الجنس كسلاح لابتزاز الرجال وإذلالهم. فبدلاً من تطليق عائشة؛ خرج النبي الأكرم بصدره العاري وحيداً ليواجه هذا السلاح بكل شجاعة وإقدام. وبصبر منقطع النظير؛ استمر في تلقي الطعنات والضربات والهمزات واللمزات والتلميحات والتصريحات حتى انهار في النهاية هذا السلاح أمام الهامة النبوية الشامخة، ليثبت للناس كم هو سلاح ضعيف بل ووهمي، ولا يملك أي قدرة حقيقية على إلحاق الأذى والضرر بالرجال، ما لم يمنحه الرجال أنفسهم تلك القدرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تفاصيل
جابر بن حيان ( 2015 / 11 / 5 - 20:58 )
هذه التفاصيل الدقيقة لا ينتبه لها المؤمنون لان الايمان يعمي عقولهم وابصارهم فلا يعقلون


2 - الافك
سمير ( 2015 / 11 / 5 - 23:26 )
حسنا ياسيدي, اجتهدت وفسرت الحادثة بطريقة منطقية, ولكن, ما ذا عن الاية 11 من سورة النور(الافك) ؟ هل يكذب الله هنا لانه يبرئ عائشة؟ اذا كانت عائشة قد ارتكبت الاثم فلماذا (يكذب ) الله على محمد وكافة المؤمنين؟


3 - الالحاد والطائفية
ابراهيم ( 2015 / 11 / 6 - 09:34 )
اذا كان النبي محمد ليس بنبي لانه لايتنبأ فانه ليس رسول الله واذا فهو كاذب . ولكن الامام علي عليه السلام يستمد القدسية من الرسول وفاطمة الزهراء البتول كذلك . فهل يصح ان نكذب النبي ونصدق اهل بيته . اذا كنت ملحدا فاترك النبي وال بيته او ان تكون مؤمنا فلا تكذب النبي ولا تتحدث عن ازواجه بسوء اليس هذا تناقض فكري وتهافت فلسفي ان مادفعك للكتابة على عائشة وحفصة فكر طائفي وال لماذا زوجات الرسول طاهرات وهن عاهرات . احنا عدنا مشكلة بالتزاوج بين اليسارية والعلمانية من جهة والطائفية من جهة اخرى . ان اهلي ايضا ربوني على حب اهل بيت رسول الله ولكنني اميزبين الدين وبين الاشخاص الذين احبهم . حب من تشاء واكره من تشاء ولكن ابعد هذا الحب والكره عن الدين او كن دينا وتمسك بكل ماجاء به البي حتى ازواجه اللاتي لا يعجبونك . علما بان عائشة كانت اقرب النساء الى النبي ومشكلة عائشة مع الامام علي مشكلة نسويةلا علاقة لها بالدين فعائشة كرهت الامام علي لانه اشار على الرسول بتطليقها وهذا ما لاترضاه . والمسألة لاتستاهل كل هذا الحديث عائشة لاتحب عثمان ولاهم يحزنون . نصيحة اخيرة اما ان تكون طائفيا وهناك كثيرين او تكون ملحد


4 - جابر بن حيان
محمد سرتي ( 2015 / 11 / 7 - 18:37 )
أما قولك -هذه التفاصيل الدقيقة لا ينتبه لها المؤمنون لان الايمان يعمي عقولهم وابصارهم فلا يعقلون
فلو كانوا مؤمنين حقاً لأبصروا بنور الإيمان


5 - سيدي سمير
محمد سرتي ( 2015 / 11 / 7 - 18:57 )
ليست الآية رقم 11 فقط، بل الآيات العشر التي سموها بآيات الإفك لم يذكر في أي منها اسم -عائشة- فكيف أجزمت بأن هذه الآيات تخص تلك الحادثة. هل فقط لأن الحادثة سميت بحادثة الإفك ليتم نسبتها إلى قوله -الذين جاءوا بالإفك-؟ هذا استدلال ظني طالما لم يذكر اسم عائشة صراحة في الآيات. وهذا أيضاً على افتراض أن والدها الذي جمع القرآن منفرداً دون الرجوع لآل البيت، سدنة القرآن الحقيقيين، نقول على افتراض أنه لم يعيث لصالحه ولصالح ابنته في شيء من هذا القرآن


6 - سيدي إبراهيم
محمد سرتي ( 2015 / 11 / 7 - 19:11 )
أولاً- أتمنى عليك أن تهدأ قليلاً وتعيد قراءة المقال
ثانياً- من قال لك إن حب عائشة أو حفصة من الإيمان؟
ثالثاً- ألا ترى أن انفعالك إلى هذا الحد ليس بدافع من إيمان بقدر ما هو ناتج عن تجييش نفسي إعلامي يمارسه عليكم تجار الحروب والفتن ليدفعوا بكم إلى التهلكة بحجة الدفاع عن عرض النبي؟


7 - الالحاد والطائفية
ادهم ابراهيم ( 2015 / 11 / 8 - 08:06 )
شكرا على ردك . اولا لم تجيبني على اسئلتي المشروعة . . ثانيا من قال لك ان عائشة او حفصة من الايمان وهما بالنسبة لي مجرد امراتين عاشتا في عصر الجاهلية والاسلام . ثالثا صدقني ان انفعاليغير ناتج عن الايمان بقد ماهو ناتج عن اسفي على العلمانية واليسارية من هذا النحراف الطائفي وخائف عليك لان لك قلما يمكن ان ينظر لاشياء اهم واعمق من هذا الجدل العقيم رابعا افترضت انني ادافع عن الاسلام او عن النبي ربما لم يسعفني التعبير الجيد بحيث ظنيت هذا الظن . انا ايها العزيز اعتبر الانبياء كلهم مصلحون . وان ايماني قاصر على وجود الله فقط . يعني نحن متقاربون تقريبا بالنظرة الى الدين واخيرا فان تجار افتن لايعنوني لانني كتبت كثيرا بان هذه الحروب ليست حربنا والطرفين في ضلالة مابعدها ضلالة وان حربنا هي ضد المتسلطين ناهبي حقوق الشعب وقد شغلونا بترهات لابعادنا عن جوهر القضية . ارجو ان يتسع صدرك وتتقبل النقد فانه لمصلحتنا جميعا وتوجه الى اعدائنا الحقيقين وهم الذين يدعون الدين والجهلة والمظللين ونكون ضد كل ماهو خزعبلات وهرطقات دينيةلانقاذ هذا الشعب المسكين من المستنقع الذي وقع فيه واخذ احدهم يقتل الاخر سلام

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد