الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المذهبية بين المواطنة ونقضها

محمود جابر

2015 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


قبيل ساعات الفجر اليوم الخميس 4/11/2015 كنت أقلب فى محطات التلفزة حين وقع بصرى على السيد وزير الأوقاف المصرى الدكتور محمد مختار جمعة، وكان حديثه فى العاشرة مساء الذى قارب على نهايته والمذاع على أحد القنوات المصرية؛ كان حديث فضيلته يتناول الشيعة وأزمة مسجد الحسين بالقاهرة فى عاشوراء الماضى، وقد نفى فضيلته ما أشيع من غلق المسجد وأن الذى تم اغلاقه فقط هو الضريح، واعترف بأن زيارة الضريح نافلة – العبادة الزائدة عن الفرائض والتى يقوم بها الإنسان تقربا الى الله – وقال هذه النافلة رأينا انها تجر شرا وفتنة، والقاعدة الشرعية تقول أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، كما يقول الأصولين.
وعليه فقد قررنا اغلاق الضريح دون المسجد، وليس هذه المرة الأولى التى يجرى فيها اغلاق المسجد فى هذه المناسبة، واوضح فضيلته أن الدافع وراء ذلك هى الفتنة المحتملة نتيجة اعلان بعض نفر من الشيعة بالذهاب الى الضريح والزيارة، وفى المقابل يعلن بعض السلفة بمنع الشيعة من التواجد بأى ثمن، وأن كلا الطرفين يعمل عملا اعلاميا وسياسيا لا يرعون فيه لا الشرع ولا المصلحة الوطنية .
التوضيح الذى تفضل به الوزير حول موضوع المذهب الشيعى سواء لوزارة الأوقاف او للأزهر الذى يقوم بتدريسه ودراسته كأحد مذاهب المسلمين ولا مشكلة فى ذلك وأن المشكلة يتحملها هؤلاء العلماء اصحاب العصبيات على حد وصفه- هم السبب وراء هذه الفتنة الحاصلة، وقال أن النة فى ظل الوضع الديمغرافى فى المنطقة من وجود شيعة وسنة فى البحرين واليمن والكويت والسعودية وغيرها من كل أقطار عالمنا العربى يدعونا ان نتعاون على البر والخير ولا نتعاون على الاثم والعدوان والتناحر.
ولكن المشكلة التى ركز عليها فضيلة الدكتور هو قضية الولاء المذهبى والولاء الوطنى، وانه لا خلاف مع أى مذهب إسلامى أو من لا يؤمن بلاسلام أصلا فحرية العقيدة حق اصيل اسلاميا وقانونيا لدى الجميع، ولكن لا حرية لمن يغلب المصلحة الوطنية على مصالح اخرى .
الوزير وكما يقال " وضع الجرس فى رقبة القط" حينما قال ان التشيع السياسى أحد أدوات هدم الدولة الوطنية وهو يشير الى نفر بعينهم والى دولة بعينها، ويعلق الجرس على من يرضى بأن يكون التشيع أحد ادوات هدم الدولة الوطنية ليس فى مصر وحدها ولكن فى كل المنطقة.
ويبقى الشيعة فى مصر مثل مركب يبحث عن طريق ويتلمس شاطىء للنجاة، وهم وحدهم ربما ستكون المهمة عسيرة عليهم فى ظل استقطاب قطبين متنافسين، كل منهما يهدم الدولة بطريقته، فأما عن طريق تلك الدولة التى تبحث عن نفوذ لها فى الاقليم وادوات ترتكن عليها وجدتها فى تكوين جماعة وليدة أو استغلالها، والاخر كان احد ادوات النظم العربية فى مواجهة تلك الدولة وما ان اصبح لهم منصة فى لندن ولم تعد الدول العربية تعرفهم حتى بدأت قنواتهم فى بث أثير الفتنة لا تختلف فى هذا عن اشد جماعات السلفية، والباقين خارج مسرح الاحداث وبما بعيدين عن ميدان الفعل برمته، اللهم الا بعض محاولات متواضعة فى الازمات أو الملمات ..
وفى المقابل الدولة المصرية ليس لديها جدول اعمال لشيعة مصر غير خانة الرف الاعلى فى ركنهم او اتهامهم او تشويههم ومهما كانت محاولات الاحتواء المتواضعة كتلك التى فعلها مرصد الازهر فى عاشوراء أو حتى الكلام الطيب لفضيلة الدكتور وزير الاوقاف؛ بيد ان الامر برمته يدعوا الجميع للتأمل ... الدولة المصرية والدول العربية،والشيعة المصريين ، والعرب، وقبلهم المراجع العربية، والمؤسسات الرسمية الدينية من امثلة مشيخة الازهر الشريف ...
جميعهم مطالبون بأسئلة وجودية :
- من نحن وماذ نريد على مستوى الجماعة ؟
- من نحن وماذا نريد على مستوى القطر ؟
- من نحن وماذا نريد على مستوى المشروع القطرى والاقليمى ومواجهة الازمات التى لا تنتهى ؟
- فهل سنجد يوما ما احد يتقدم بالإجابة عن تلك الاسئلة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هو بنك الأهداف الإيرانية التي قد تستهدفها إسرائيل في ردها


.. السيول تجتاح مطار دبي الدولي




.. قائد القوات البرية الإيرانية: نحن في ذروة الاستعداد وقد فرضن


.. قبل قضية حبيبة الشماع.. تفاصيل تعرض إعلامية مصرية للاختطاف ع




.. -العربية- ترصد شهادات عائلات تحاول التأقلم في ظل النزوح القس