الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن -الحقوقي- الذي أثار قلق -بان كي مون-!

السيد شبل

2015 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


أسوأ ما في جماعة الممولين من الحقوقيين والساسة أنهم شوهوا معنى المعارضة والعمل العام، وأحالوا الوسط السياسي من مجال للبذل والتضحية إلى مجال للارتزاق والتموّل، وصاروا سبّاقين إلى التعاون مع المؤسسات الرأسمالية الصهيوغربية عوضًا عن أن يكونوا جماعة ضغط على النظم العربية في الاتجاه الصحيح وهو الانعتاق من أسر الإمبرياليات الغربية والتعامل معها كخصوم وجهًا لوجه.

قضية التمويل التي ما تلبث أن تغلق حتى تعود لتطفو على السطح من جديد، وهي فصول من كتاب أسود شيطاني، أوراقه كثيرة وأحداثه متشابكة، ولم تمتلئ بين ليلة وضحاها، وإنما هي حصيلة اختراقات غربية متكررة بدأت واستفحلت مع أوائل الألفية الثانية، حتى وصلت إلى الحد القائم الآن، والذي نحصد ثماره الخبيثة طوال الخمس سنوات الماضية.

طبعًا لم تكن تلك الاختراقات والتمويلات لتجري، لولا أنّ النظم العربية، منبطحة للخارج الغربي، تخشى مناكفته أو التفلّت من تحت عباءته، مما جعل الأبواب مفتوحة على مصراعيها، ليخترقها جورج سورس وبيتر آكرمان وحلفاؤهما وخدامهما، ويغرسون بذورهم الخبيثة لتثمر فيما بعد ما أثمرت.

حقيقة لم يعد الغرب يريد حلفاء أو عملاء، كما كان عليه الحال في الماضي، الغرب، اليوم، لا يريد أن يرى دولًا على الساحة غيره. ومغيب جدًا وعاجز عن قراءة الواقع حد السفه، من يتوهم أن القوى الإمبريالية الغربية لا تتدخل مادام النظام الحاكم منبطح لها ومتجاوب مع تعاليمها. الحقيقة أنه في أحايين كثيرة (بل دائمًا) ما تطمح القوى التوسعية للتدخل بهدف تنصيب نظام أكثر ركوعًا لها وأقل رغبة في التفلت من تحت عباءتها، وقد يكون هدفها من التدخل (كما هو الحال مع الأجندة الاستعمارية الحديثة) تفكيك البناء القومي ذاته (الجيوش الوطنية)، وتشكيل كينونات قزمية، ترسم حدودها بالدماء (كما صرحت كوندليزا رايس)، وتقودها جماعات ذات مرجعيات طائفية وإثنية تتخطى مسألة الانتماء الوطني، وتعتبرها من الشكليات، لتصير مصالحها متشابكة مع عنكبوتيات دولية هي جزء من الحكومة العالمية (الشركات المتعدية الحدود).!

إذن نحن أمام حالة جديدة على المشهد العربي، فما عادت النظم وحدها المتهمة بالتبعية والتماهي مع التعليمات الغربية، بل صارت صنوف من المعارضة الشكلية هي الأخرى مخترقة، ومتماهية مع أجندات الغربية من صنف أسوأ، تعدّها بعناية العائلات الأثرى في العالم والتي تسيطر على أكبر شركات النفط والغاز والمعادن والسيارات، وتبدأ من عند (روتشيلد وركفلر ومورجان) والقائمة تطول..، وتمررها عبر عشرات المراكز البحثية التي تتولى تمويلها والإنفاق على مشاريعها بداية من كارنيجي وحتى راند ومرورًا بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية.

كانت هذه المقدمة مطلوبة قبل أن نحاول إلقاء الضوء على ناشط في المجال الحقوقي، قامت الدنيا ولم تقعد، بعد أن تم مواجهته باتهامات تتعلق بتحقيق أجراه، لا يستند أولًا إلى حقائق بعد أن تم نفيه من الجهات الحكومة؛ ويُشتم منه، ثانيًا، رائحة التعاطف مع المتهمين العسكريين المدانين بالتخطيط لإثارة قلاقل داخل الجيش، ومحاولة تلميعهم ونفي التهمة عنهم (هذا إذا صدقنا الواقعة).

بدأت العواصف مع اللحظة الأولى، التي دخل فيها المتهم إلى الجهة العسكرية القضائية المكلفة بالتحقيق معه، وأشاع القريبون منه أنه قد اختطف واختفى قسريًأ هذا من أجل إضافة زيت على القضية الملتهبة أصلًا وجذب الأنظار إليها، رغم أنهم كانوا على علم مسبق، بمكان رفيقهم، كما بينت الأحداث فيما بعد!.

القضية لم تغلق بعد، وإن كان المتهم، قد أخلي سبيله، بحسب سير القضية. وبعد تدخلات من الخارجية الأمريكية واتصالات أجرتها مع مسؤولين مصريين، وبعد أن أصدر سكريتير عام الأمم المتحدة "بان كي مون" بيانًا أبدى فيه قلقه من القضية ومن مصير المتهم، الذي كان حاضرًأ للتحقيقات برفقة محاميه، ودون أن يتعرض لأي نوع من التعذيب أو التهديد، أي أنه في حماية القانون.. على كل أخلي سبيله، ونأمل أن تأخذ القضية مسارها الطبيعي، وأن لا يكون للتدخلات الخارجية أثرًا فيها، وأن يصمد القانون وتنتصر العدالة، وإلا جاءت القضية بنتائج عكسية، وصارت دلالة على رخاوة النظام وخذلانه للمراهنين عليه، وأعطت لسائر النشطاء الممولين والمتعاونين مع مؤسسات غربية الضوء الأخضر ليفعلوا ما بدا لهم، ما دام مشغليهم سيتدخلون في الوقت اللازم لحمايتهم، وهي رسالة شديدة الخطورة!.

لكن قبل هذا وذاك.. لماذا تدخلت الخارجية الأمريكية، وانقلب حال الأمم المتحدة، بعد التحقيق مع هذا "الناشط"، وما هي الدلالة التي يمكن قراءتها من هذا الاستنفار الغربي، وهي سلبية ولا شك؟، وما هو تاريخه في العمل العام؟!

بالبحث عنه، ونقصد "حسام بهجت"، يتبين الآتي:

1- كاتب مواد صحفية وتقارير إعلامية بموقع مدى مصر، ومدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وهو عضو اللجنة التوجيهية في مراقبة سياسات الميول الجنسية المدافعة عن حرية الميول الجنسية!.

2- ورد اسمه في وثائق "ويكليكس" ضمن أسماء تلقت أموالًا من الخارجية الأمريكية، عبر منح وبأشكال صريحة أو غير مباشرة لتنفيذ حملات وإجراء بحوث والترويج لأفكار داخل المجتمع المصري، وضمت الوثيقة بالإضافة إليه أسماء مثل (هاشم قاسم: ناشر ومؤسس جريدة المصري اليوم وعامل لدى منظمة الوقف الأمريكي لنشر الديمقراطية - أسامة الغزالي حرب: صحفي وباحث ومن أهم المطبعين سياسيًا مع الكيان الصهيوني عبر جمعية القاهرة للسلام - منى ذو الفقار: محامية وزوجة المحامي الراحل علي الشلقاني الناشط ضمن تحالف كوبنهاجن الذي تأسس كمحاولة لتطبيع العلاقات بين مصر والكيان الصهيوني - نجاد البرعي: ناشط ومحامي في مجال حقوق الإنسان - إنجي حداد: ناشطة في المجال الحقوقي والعضو المنتدب لجريدة التحرير ونائب حزب المحافظين لرئيسه أكمل قرطام عضو حزب وطني سابق...).

3- عضو المجلس الاستشاري لمؤسسة " أوبن سوسيتي " وهي مؤسسة يشرف عليها ويمولها الملياردير الصهيوني جورج سورس.

و"سورس" لمن لا يعرفه: هو ملياردير يهودي، يتولى الإنفاق على عدد من المؤسسات الحقوقية غير الحكومية (منظمات المجتمع المدني)، التي تعتبر غطاءًا لعمل أجهزة مخابرات غربية، ولعب دورًا في دعم وتمويل الثورات الملونة التي وقعت في دول شرق أوروبا، والتي انتهت إلى تفكيكها، والتقويض من دورها المناكف للسياسة الأمريكية. وله دور في تخريب عدد من بورصات دول شرق آسيا، وبحسب تقارير إعلامية منشورة، فهو من ضمن القلائل الذين تعود إليهم الشبكات العنكبويتة التي تنضوي ضمنها منظمات المجتمع المدني، في إطار ما صار يعرف بالحكومة العالمية الموحدة!.

كذلك فهو الممول الرئيسي لمجموعة الأزمات الدولية، التي كان محمد البرادعي عضوًا فيها، قبل يناير 2011، وزامله فيها عدد من قادة الكيان الصهيوني مثل ( شلومو بن عامي - ستانلي فيشر - شيمون بيريز)، هذا إلى جانب الجنرال الأمريكي "ويسلي كلارك"، والجيوسياسي "زبيغنوي بريجينسكي"، أما اليوم فجدير بالمناسبة أن نلفت النظر إلى أنه من بين المنتسبين إليها " وضاح خنفر" مدير الجزيرة السابق.

فوق ذلك، فـ"سورس" هو مؤسس معهد ألبرت أينشتاين الذي يشغل "جين شارب" كرسي أكبر باحثيه، وهو معهد لعب دورًا شديد الحساسية فيما يعرف بـ"الفوضى الخلاقة" وعمليات تغيير الأنظمة في العالم من خلال ما يسمى بـ"استراتيجيات التغيير السلمي". إلى جانب أنه أحد الممولين لمؤسسة بيت الحرية "فريدوم هاوس".

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن مؤسسة "أوبن سوسيتي" من ضمن الممولين، مع مؤسسة "فورد"، لمركز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ويتفرع عنه المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وله نشاط واسع في الداخل المصري، وتولى رئاسته المحامي خالد علي في أوقات سابقة!.

4- عضو في المجلس العالمي لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير رسمية وغير تابعة للأمم المتحدة ومقرها في واشنطن، وتتلقى دعمًا من مؤسسات المال الأمريكية (الكيانات الرأسمالية الكبرى)، وتقدم منحًا لعدد من المؤسسات في دول العالم الثالث منها مصر، ومن بينها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، والتي يديرها "بهجت". وبحسب ما هو منشور على الموقع الرسمي للمنظمة، فهي تقدم المنح لتلك الأنشطة التي تسعى لتحدي هياكل السلطة من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان، وحمايتها، وتعزيزها. ويقدم منحًا حاليًا عن حقوق السكان الأصليين في الأرض في جواتيمالا، وحقوق المرأة في المغرب، ومن أجل المساءلة عن جرائم الحرب في غرب أفريقيا. إلى جانب ذلك تقدم هذه المؤسسة، ما يسمى بمنح الطواريء في حال تعرض أحد النشطاء الدائرين في فلكها للتهديد!.

ختامًا:

ليس المستهدف من هذا الطرح والتوثيق الذي شارك في جمع مادته نشطاء فضلوا من باب الإيثار حجب أسمائهم، دعمًا مباشرًا للنظام المصري، الذي تغيب نواياه الحقيقية، في التصدي لرجال أمريكا في الداخل المصري، ولكنه توثيق وعرض من باب الأمانة العلمية، وحتى يعرف النشطاء الذين دخلوا مجال السياسة على عجل ولم تجر لهم عمليات تأهيل حقيقية، من هم أولئك الذين يتصدرون المشهد، وما هي خلفياتهم؟، وهل يستحقون حقًا تضامنهم، بعد أن ثبت تموّلهم من الخارج، وأنهم يلعبون دورًا في النظام العالمي الجديد وضمن خطة واضحة تستهدف تقسيم دول العالم العربي وإخراجها بالكلية خارج مسار التاريخ ؟!.

ونؤكد، في هذا السياق، أن تعامل الأنظمة العربية، كما هو الحال في مصر وغيرها، مع قضية المجتمع المدني ومصادر تمويلاته الغربية، على أنها ورقة ضغط لا أكثر تأتي ضمن سياق شد الحبال، وتنتهي بإبداء المرونة والتعاطي مع الضغط الخارجي، يهدي هذا الصنف من النشطاء ما ربما يتخطى سقف أحلامهم... لأنه يمنحهم، وعلى طبق من ذهب، التلميع والشهرة ويلبسهم ثوب المناضلين القادرين على التصدي للسلطة بالزور.. بل وفي الغالب الأعم، يترتب على هذه المشكلات مددًا ماديًا خارجيًا أكبر!!. فوق ذلك فهو يُضعف من حجج خصومهم، ويسخّف من خطابهم القائل بوجود مؤامرة فعلية وهجمة شرسة تنفذها الإمبريالية الغربية عبر المؤسسات الحقوقية الممولة، في الوقت الذي يسمح فيه لهؤلاء الذين اكتظت حساباتهم في البنوك من الأموال التي حصلوها من العمل في مثل تلك الأنشطة المدعومة خارجيًا بأن يشكلوا قوة ذات نفوذ داخل المجتمع، لا يستطيع القانون حتى على الإمساك بهم!.

مصادر:

http://www.palestine-studies.org/sites/default/files/mdf-articles/8463.pdf

http://www.albawabhnews.com/851055

https://www.opensocietyfoundations.org/people/hossam-bahgat

https://www.opensocietyfoundations.org/people/george-soros

http://globalhumanrights.org/who-we-are/our-leadership/

http://globalhumanrights.org/ar/grants/types-of-grants/

http://www.cesr.org/article.php?list=type&type=11

http://www.cesr.org/article.php?id=1028

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A

نقلًا عن الوعي العربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن