الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخلصون دائما لزروال ولجميع الشهداء

وديع السرغيني

2015 / 11 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


مخلصون دائما لزروال ولجميع الشهداء

ككل سنة، وككل شهر نونبر، والرابع عشر منه بالضبط.. تحل ذكرى استشهاد المناضل الثوري عبد اللطيف زروال، بعد اختطافه ونقله لمركز التعذيب الشهير بدرب مولاي الشريف حيث ذاق، إلى جانب ثلة من رفاقه داخل منظمة "إلى الأمام" وحلفائه داخل الحركة الماركسية اللينينية المغربية، جميع أنواع وأصناف التعذيب الجهنمية، التي أبدع في تشكيلاتها "حجاج" الدولة وجلادو النظام الدموي القائم في المغرب.
لقد كانت شروط العمل السياسي قاسية جدا، ولا تقبل بأي شكل من أشكال المعارضة، وعاشت البلاد بالتالي محنة الحريات، وغياب الديمقراطية، وجميع ما يرتبط بها من حريات للتظاهر والتعبير عن الرأي والتنظيم، ومنعت الجمعيات والاتحادات النقابية، وتم التنكيل بالنشطاء المعارضين في أي مكان أو نطاق..الخ الشيء الذي دفع بكوكبة من المناضلين الديمقراطيين والتقدميين لطرح سؤال ما العمل في هذه الظروف ووفق هذه الشروط؟ خاصة وأن حركة الاحتجاج الشعبي في الشوارع وفي قلب الحركتين الطلابية والتلاميذية وداخل النقابات العمالية.. بلغت أوجها متحدية النظام الاستبدادي القائم وجميع أساليبه القمعية.
في هذه الشروط وتفاعلا معها انطلق النقاش داخل الأوساط الشبيبية والمثقفة لتقييم عمل ونضال الأحزاب السياسية التقدمية الموجودة في الساحة حينها، ليتبين ويتأكد بالملموس عجزها، ومحدودية اختياراتها الإصلاحية، وسبل عملها التفاوضي والتهادني.. في مواجهة أوضاع اجتماعية وسياسية واقتصادية معقدة، لا حلّ أمامها سوى الانخراط في عمل سياسي جديد، لإنجاز مهام جديدة، عنوانها ومطالبها ثورة اجتماعية شاملة تقطع مع التملك والمِلكية الفردية والخاصة، وتنخرط في إنجاز الثورة الزراعية وتأميم المنشئات الاقتصادية العظمى، وتفتح المجال لتأسيس ديمقراطية المجالس الشعبية في المدن والأرياف، داخل الأحياء والمناطق الشعبية الفقيرة..الخ
على هذا الأساس اختارت الحركة الثورية أشكالها التنظيمية الملائمة، التي زاوجت بين النضال العلني والنضال السري، الذي يجب أن يكون حذرا من شباك المخابرات والبوليس السياسي المتربص بجميع الحركات الاجتماعية المناضلة. فتشكلت الأنوية الثورية الأولى نهاية السبعينات، واستقطبت إلى صفوفها أجود الطاقات من داخل الشبيبة الطلابية والتلاميذية، ومن داخل الحركة الثقافية النشيطة والمعارضة، ومن داخل الأطر الحزبية التقدمية التي تفاعلت مع خلافات الحركة الشيوعية العالمية وحركة اليسار الجديد والثورة الفلسطينية والثورة الثقافية في الصين، وانتفاضة 23 مارس الشعبية المجيدة..الخ
وقد شرّفها بالانتماء إلى صفوفها وتنظيمها العنيد والمبدئي، الشهيد عبد اللطيف زروال، كداعية، وكأخطر المنظمين، حيث عجزت آلة التعذيب الجهنمية انتزاع اعترافات منه بخصوص هويته، ومسؤوليته داخل هرم المنظمة "إلى الأمام" ليدفن أسرار التنظيم بشموخ، مقدما درسا مهما وتاريخيا في الصلابة المبدئية والصمود في وجه سياط التعذيب، ونتانة "الشيفون" والصعقات الكهربائية، وأوضاع الطيارة..الخ
عاش مناضلا مثقفا يدرّس الفلسفة بإحدى ثانويات البيضاء، ينشر الفكر الاشتراكي وسط التلاميذ، وداخل المعامل والمصانع، والأحياء الشعبية.. لا يتعب ولا يكـّل، كجميع القادة الثوريين الذين حسموا بشكل تاريخي في اختياراتهم، ووجهتهم النضالية، بكل ما تفرضه من التزام طبقي وعملي يخدم في آخر المطاف الثورة الاجتماعية الاشتراكية.
فتحية لقائدنا زروال، تحية لكل المناضلين الذين ما زالوا يؤمنون ويثقون بمشروع الثورة الاشتراكية، وما تستلزمه من توحيد للصفوف، والتدقيق في الشعارات والبرامج والأولويات.. خدمة لإستراتيجيتنا الثورية، والتي يلزمها تنظيم في المستوى يضمن النقاش الديمقراطي والرفاقي، يصحح الأخطاء ويتصدى للانزلاقات والهفوات، ويطور المسار ويحصّن المكتسبات في إطار رؤية ماركسية مستندة على توجيهات البيان الشيوعي، والرسالة التاريخية للطبقة العاملة، باعتبارها الطبقة الوحيدة المؤهلة لقيادة الصراع الطبقي ومسلسل الثورة الاجتماعية بمختلف محطاتها وتنظيماتها وأساليبها الحاسمة.. فعلى نفس الدرب سائرون، وعلى خط زروال ثابتون، ومواصلون.

وديع السرغيني
نونبر 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد