الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طاقة نور فى نفق العراق المظلم (( 2/2))

محمود جابر

2015 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


فى البدء أحب أن أوضح بعض الأمور التى تتعلق بالمقال الأول أولاً، ومجمل حديث سماحة المرجع اليعقوبى، تم الحدث وهو لقاء سماحته برئيس الوزراء العراقى.
وهذه النقاط هىكألآتى :

- (( ولكن ربما من أبلغ الموعد هو من يراكم ولا ترونه)) العبارة التى بين قوسين والتى وردت فى المقال الاول كنت أقصدها وفقا لسياق الآية الكريمة لقول الله عز وجل (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَالمُحْسِنِينَ) العنكبوت 69..... فمن يجاهد فى الله حق جهاده محتسبا أجره على الله تعالى ومتوكلا عليه فلابد أن تكون الهداية فى جانبه وسوف يجزى جزاء الإحسان، فالله تعالى ساق الحديث على لسان سماحته والله تعالى يعلم الغيب ويعلم ما فى القلوب من صدق وتوكل وعمل فى معية الله تعالى، وهذا الكلام على عهدتى الشخصية.
- الأمر الثانى هو منع العديد من وسائل الأعلام العراقية والموالية فى عموم العالم من ذكر الزيارة وهو أمرلافت للنظر وللحصار المضروب على هذا التيار الرسالى من قبل الآخرين، ولعل هذا الحصار ورثه سماحة المرجع ضمن ميراث ثقيل ورثه عن أستاذه المجاهد – طيب الله تعالى ثراه – السيد الصدر الثانى .. وهو أمر امتد من زمن النبى– صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آل بيته – واستمر مع أئمة آل البيت وهو مستمر حتى الآن مع كل مجاهدى هذا الخط الرسالى.
- الأمر الثالث : أن المقال كان له أن ينشر بعنوان آخر وهو "اليعقوبى يصافح العبادى بمسئولياته" ولكن الموقع لم ينشره بهذا الأسم ولا أعرف السبب حتى الآن، ولم ينشر الا بالعنوان الجديد الذى بين يديكم.
والأمر الأخير والمرتبط بالملاحظات والموضوع فى آن واحد هو مؤتمر المصالحة الذى كان مفروضا عقده فى القاهرة والذى تضمنه التقرير المنشور بموقع سماحة المرجع ونصه :"واستغرب سماحته لدى استقبالهرئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي بمكتبه في النجف الاشرف من ضغط بعض الكتل السياسية لإفشال بعض المحاولات لمعالجة المشاكل ومنها مؤتمر القاهرة للمصالحة الوطنية الذي كان مقرراً عقده قبل أربعة أيام مع ان جمهورية مصر ورئيسها ابدوا مواقف ايجابية باتجاه العراق وإصلاح الوضع فيه، والمصالحة تحتاج إلى وسيط تثق به الأطراف المتنازعة ليوّفر الأجواء المناسبة للحل بعد الاتفاق على مبادئ خط الشروع وهي العملية السياسية القائمة ومخرجاتها الدستورية والقواسم الوطنية المشتركة". موقع سماحة المرجع الدينى الشيخ محمد اليعقوبى...
موضوع مؤتمر القاهرة !!
فهذا الموضوع لم يتعرض له أحد لا فى الصحافة العراقية، ولا الصحافة الإقليمية ولا الصحافة المصرية على الرغم من أن موقع "بوابة الحركات الإسلامية" المصرى تناول الموضوع تحت عنوان "صراع لعبادىالمالكى هل سيؤدى إلى سقوط الإئتلاف الحاكم فى العراق" وقد نشر التقرير فى اليوم التالى للزيارة الأحد 8/11/2015.
ولكن الموقع المفروض به أن يهتم بتلك الفقرة التى وردت فى تقرير موقع سماحة المرجع، ولكن لم يتناول هذا الموقع هذا الموضوع تماما.
كذلك المواقع العراقية لم تشر ولم يأخذها الفضول الصحافى لمعرفة هذا السر الذى جاء فى عبارات سماحة المرجع.
وخلاصة الموضوعأن سماحة المرجع يعرف تماما وكما قال أن العراق يمر بأزمة طاحنة وللعراق اصدقاء وجيران كثر، سواء دول الجوار أو المحيط الإقليمى للعراق، أو الدول الكبرى التى تشارك فى عمليات الحرب على داعش، ولكن كل هؤلاء يرون أزمة العراق سواء داخل الإئتلاف الحاكم أو فى البرلمان او حتى الشارع العراقى من الأنبار إلى البصرة، ومن الغريب أن الجميع يبحث عن عوامل تعميق هذ الشرخ بين أبناء البلد الواحد، أو أن وجود الأزمة فى العراق، تعنى ان العراق فريسة جيدة للهضم والأكل، ويرى سماحة المرجع أن ما توصل إليه السيد العبادى من اتفاق مع القاهرة قبيل سحب بعض صلاحياته والتفويض الممنوح له، كان اتفاقا متميزا لان سماحته يرى فى القاهرة وسيط موثوق فيه من كافة الأطراف العراقية فى الحكومة والبرلمان وأن الرئيس السيسى يحمل هم العراق وشعبه واراد سماحة المرجع ان يقف على الأسباب الحقيقية لعدم عقد المؤتمر الذى كان من المفروض أن يعقد فى القاهرة فى 3/11/2015.
هذه الثقة التى يعلق عليها سماحته فى القاهرة مرتبطة أرتباطا وثيقا بالنظام الجديد الذى حكم مصر بعد 30/6/2013 والذى يمثل عموم الشعب المصرى بمؤسساته العريقة وحضارته المصرية الأصيلة، التى دفعته – دام ظله – أن يخصص بيانا يشد فيه على يد الشعب المصرىفى الانتصار للحق والعدل وللحرية بعد أن خلع احد النظم الموالية للغرب والمعادية لآل البيت، وكان هذا الموقف فريدا حيث كان سماحته هو الوحيد من علماء النجف الأشرف لذى أصدر هذا البيان وخص الشعب المصرى بالتحية والمؤازرة.
ونحن بدورنا علينا ان نسأل السيد رئيس الوزراء والاعضاء الحكومة والبرلمان لماذا لم يخرج بيانا للشعب العراقىولاصدقاء ومحبى العراق عن أسباب عدم عقد هذا المؤتمر.
هموم العراق :
الحديث الذى دار بين سماحة المرجع وبين السيد العبادى تناول موضوعا من أخطر الموضوعات التى تهم كل بيت عراقى وهو موضوع مقاومة داعش وكل التيارات التكفيرية فى العراق مقاومة شاملة، وليست مقاومة بالسلاح وفقط، لان مقاومة السلاح تزيل شكل الظاهرة، ولا تستأصل أصلها من الجذور، واستئصال ظاهرة التكفير وحمل السلاح والأرهاب تعنى ..... القضاء على بيئة الفقر المادى والفقر الفكرى، الفقر المادىفى تنمية العراق واعماره، والقضاء على الفساد وتجفيف منابعه ومحاكمة الفاسدين، والفقر المعنوى هو الاهتمام بالحوار والتعليم والتنشيط الثقافىوالمعرفى وتحصين البيئة العراقية من الداخل والقضاء على الفرقة، ووقف نزيف العراق فى الموارد البشرية والطبيعية وهنا تقطع الايدىالتى تعبث فى العراق وتعبث بأهله وهذه المسئولية التى حملها سماحته للعبادى ووعده بأن يآزره فيه حبا فى العراق ورضى للمولى عز وجل، وهذه غاية الغايات.
الأمن هو مظهر الدولة ومكمن قوتها:
وتحت هذا العنوان عرض سماحته على رئيس الوزراء موضوعا شائكا يخشى الجميع الخوض فيه والحديث فيه، نظرا لتلك الحالة المضروبة حول الحشد الشعبى– المبارك والمجاهد – ولكن النوايا فى مقاومة العدو والتسلح فى مواجهته أمر طيب يجب أن ندعمه، ولكن الدعم ليس بالنوايا الحسنة ولا بالكف عن التجاوزات، ولا بانتظار وقوع الكوارث، الامن عنوان الدولة، وحتى لا يستغل أحد هذه الحشد أو بعض فصائله فى الصراع السياسى والاستقطاب العراقىالعراقى، لابد من أن تمتد سلطة الدولة والأجهزة الامنية على كافة الممارسات التى يتم فيها حمل السلاح، فمن يحمل السلاح فى العاصمة يجب أن يكون الجيش والقوات الأمنية، وفقط. أما ما دون ذلك فحملهم السلاح لابد ان يخضع لضوابط دقيقة وصارمة حتى لا يتم استغلال الفراغ أو السكوت أو انتظار جريمة – لا قدر الله – يمكن ان تقع فى المستقبل.
الجانب الاقتصادى:
من العجيب ان سماحته يفهم فى الاقتصاد كخبير اقتصادى، عارف ومتمرس – وهذا ليس مدحا ولكنه وصف- فقد مرت مصر فى الشهور السابقة بأزمة ارتفاع النقد الأجنبىفى مقابل النقد المحلى – الجنية – مما اضطر الرئيس للقيام بتغييرات فى المجموعة الاقتصادية وتم تغيير محافظ البنك المركزى والسياسات المصرفية وزيادة الحوافز الممنوحة على الايداعات فطرحت البنوك المصرية شهادات استثمار بفائدة عالية وبعد ثلاثة أيام منذ يوم 8 /11/ وحتى اليوم 12/11/ بلغت إيداعات المصريين ما يقارب 5 مليار جنية خلال تلك الفترة، فى حين انخفض سعر صرف الدولار 20 قرشا اليوم، وكانت جملة الانخفاض من 8.80 جنية إلى 7.88جنية.
وهذه هى الوصفة التى وضعها سماحته بين يدى العبادى خلال اللقاء مما حدى بى، وبغيرى من المتابعين أن يصفه بأنه خبير اقتصادي من طراز فريد .....
اللقاء الذى لم يستمر وقتا طويلا كان يشتمل على العديد من طرق الإصلاح للعراق على المستوى الاجتماعىوالسياسىوالاقتصادىوالامنى، وهو الامر الذى يطول شرحه مراعاة لوقت القارىء الكريم ولكن ما حدث فى هذا اللقاء أجمالا ان سماحة المرجع وضع بين يديالعبادى خارطة طريق شاملة بكل ما تعنى الكلمة من معنى .... واعتقد جزما، أن سماحته سوف يدعم كل من يحاول بنية صادقة وعمل مخلص واجراءات واضحة أن يصلح العراق ويخرجه من هذا النفق المظلم وعده بالدعم والدعاء إخلاصا للعراق وشعبه وهى مهمة لطالما سهر عليها النجف بعلمائه العظام وخطه الرسالى المجاهد من قديم الزمان وحتى الآن.

رابط المقال السابق : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=491977








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في