الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احاديث في شؤون العراق

رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)

2015 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


سيكون مقالي هذا مخصصا للحديث عن العراق ، عن شؤونه وشجونه ، وسوف احرص في مقالي هذا على ان اكون ناصحا وامينا وواضحا وصريحا في التعبير عن رأيي ، ناقدا للمظاهر السلبية في مجتمعنا وكاشفا لمكامن الاخطاء ومواطن العيوب فيه ، النقد والمكاشفة ضروريان لكي نعرف طريقنا اذا اردنا تصحيح الاخطاء ومعالجة العيوب ، وانا لا ادعي الانفراد في معرفة مكامن الاخطاء ومواطن العيوب في مجتمعنا ، ولكنني قد اكون مختلفا في رأيي حول اسلوب العلاج .
العراق وطني العزيز ، فيه ولدت ونشأت وتعلمت ونلت شهادتي الجامعية ، فيه امضيت طفولتي وشبابي وما زلت وانا في كهولتي مقيما فيه ، ذقت طعم الغربة عن الوطن مرغما بعضا من سنين العمر، ولكن سنين الغربة تلك لم تطفأ شعلة الوفاء والولاء للوطن في اعماقي ، واستذكر هنا بيت شعر جميل للشاعر الكبير احمد شوقي نصه ( قد يهون العمر الا ساعة ... وتهون الارض الا موضعا ) وأرض فيها جذوري ومنبتي ونشأتي لا تهون علي ابدا ، العراق هذا البلد العريق بحضارته وتراثه ، والغني بخيراته وعطائاته ، قد نزلت عليه نوائب الدهر والازمان ، وتكالبت عليه قوى البغي والعدوان ، فاحالته الى بلد النكبات والاحزان .
سأحاول في هذا المقال ان استعرض تاريخيا مشكلة هذا الوطن المنكوب بالمحن ، مبتدءا بلمحة تاريخية عن فترة ما قبل تأسيسه في العصر الحديث ، ثم اعرّج على بعض الاحداث التاريخية التي وقعت منذ تأسيسه ولغاية اليوم ، وبالتحديد الاحداث التي تركت بصمات مؤلمة ولمحات حزينة في سجل تأريخه المعاصر،هذا السجل الذي شوهنا صفحاته ولطخناها بالدماء والسخام وكأننا في حالة عداء وخصام مع التاريخ ،واننا جميعا نتحمل مسؤولية ذلك السجل الاسود ، اننا اليوم بأمس الحاجة الى المصالحة مع التاريخ ... نعم المصالحة مع التاريخ لكي نطوي تلك الصفحات السوداء التي أسودّت بفعل اخطائنا وعيوبنا ونفتح صفحة جديدة بيضاء نسجل فيها نهجنا الجديد لبناء الانسان والوطن تحت شعار ( شعب صالح لوطن سليم ) .
منذ ان تأسس العراق الحديث في عام 1921 تعاقب على ادارته انظمة حكم عديدة ذات سياسات مختلفة وبرامج متباينة ولكنها فشلت جميعها في ادارته وقيادته بالاتجاه الصحيح ، فبقي البلد في مهب الريح لا يعرف الاستقرار ، تتلاعب به مؤامرات سياسييه الفاشلين ومغامرات حكامه الظالمين ومخططات جيرانه الطامعين ، ، واليوم تجمعت عليه قوى الشر ونوائب الدهر، تجمعت عليه عصابات داعش ، وعصابات الكواتم والخطف والابتزاز ، وعصابات السلب والنهب للمال العام ، واضافة الى كل ما سبق هناك الملايين من ابنائه النازحين الذين تركوا ديارهم او تركوا بلدهم قسرا بسبب انعدام الامن وفقدان الامان ، واغلب هؤلاء النازحين يسكنون في مخيمات بائسة وفي اوضاع معيشية مزرية وتحت ظروف جوية قاسية ، هذا الوطن قد ساءت اوضاعه ، وتردت احواله ، وتدهورت مؤسساته التعليمية والصحية والصناعية والزراعية والخدمية ، وانتشرت بشكل واسع مظاهر الفساد الاداري والمالي في جميع مؤسساته ، وبالتالي انحطت مكانته وسمعته في اي احصائية دولية حول مستويات التقدم والرقي لدى الامم .
من المعلوم تاريخيا ان العراق كان قد خضع للاستعمار العثماني التركي فترة 400 عام ، انتهت بدخول قوات المحتل الجديد ( القوات البريطانية ) وخروج قوات الاحتلال العثماني التركي من ارض العراق بالكامل في عام 1918 ، اربعة قرون خاوية لا عمران فيها ولا نهضة ولا تعليم ، وكانت المهمة الاساسية للحاكم او ما يسمى بالوالي المقيم في بغداد هو جباية الضرائب من العراقيين وارسالها الى اسطنبول عاصمة الدولة العثمانية لكي ينال رضا حكومته ولم يكن معنيا بتحسين احوال البلد، وقد أشار الرحالة والمستشرقون الاوربيون الذين زاروا العراق في تلك الفترة في كتبهم الى الاحوال السيئة التي كان عليها الشعب العراقي تحت حكم الاحتلال التركي حيث كانوا شهود عيان لتلك الاحوال ، رحل الاستعمار العثماني التركي عن العراق مرغما بفعل قوة المحتل الجديد تاركا البلد في حالة تخلف وجهل وبؤس ، لم يشعر العراقيون بقيمة الخلاص من الاحتلال التركي لانهم لم يصنعوا حريتهم ، ورغم كل مآسي الاحتلال شارك العراقيون المحتل القديم في مقاومة المحتل الجديد عند قدومه بدافع ديني وليس وطني وبتحريض من رجال الدين ، ومعلوم ان فكرة الوطن لا وجود لها في العقيدة الدينية ، الدين لا وطن له ، وهكذا ساهم الدين في تكريس خضوع وخنوع الشعب العراقي للمحتل التركي وفي ضياع الوطن اربعة قرون التزاما بوحدة العالم الاسلامي تحت قيادة سلاطين دولة بني عثمان حماة الدين وولاة أمور المسلمين ، لقد كان الولاة العثمانيون الذين حكموا العراق على مدى القرون الاربعة جميعهم غير عراقيين ، ولم تظهر خلال تلك القرون الاربعة اية محاولة من العراقيين ولا حتى دعوة او نداء لتحرير وطنهم العراق من الاستعمار التركي، اما حركات التمرد التي كانت تحدث بين فترة واخرى من قبل العشائر ضد سلطة الوالي العثماني فانها لم تكن بدافع الرغبة في تحرير الوطن وتحقيق استقلاله ، لان هذه المفاهيم لم يكن لها وجود في الثقافة العامة السائدة آنذاك ، وانما كان بدافع الرغبة في التمرد على اوامر السلطة وخاصة فيما يتعلق بدفع الضرائب او السوق للخدمة في الجيش العثماني ، ولذلك كانت العشائر في حالة عداء دائم ضد سلطة الوالي ورغم ذلك لم تتوحد العشائر للثورة على الحكم العثماني المحتل ، اما مفهوم الوطن فلم يكن له وجود وبالتالي لم يتشكل الوعي الوطني عبر تلك القرون ، خرج العراقيون من هيمنة المحتل القديم ليقعوا تحت حكم محتل جديد ، دخل الانكليز العراق فوجدوه بلدا متخلفا وفقيرا ومعدما لا توجد فيه اي مظهر من مظاهر الرقي والتقدم ، وكانت صدمة لهم حين دخلوا بغداد الف ليلة وليلة (بتاريخ 11 / 3 / 1917) فوجدوها مدينة مهمَلة بحالة بائسة ومزرية وليست كما كانوا يتخيلونها ، شرعوا في اعادة تنظيم البلد ولكنهم واجهوا مقاومة من العشائر العراقية بتحريض من رجال الدين ،هذا بالاضافة الى ان العشائر كانت تحمل عقدة الكراهية تجاه الحكومة والدولة وتجاه كل سلطة ، حدثت صدامات وانتفاضات عديدة ضد المحتل الجديد، بعد جهود مضنية ومساعي بليغة تأسس العراق في عام ( 1921 ) كدولة حديثة التكوين ووطن لشعب متعدد الاطياف والمكونات ، وطن لشعب لم يعهد من قبل مفاهيم الانتماء الى وطن والولاء لهذا الوطن ، كنا شعبا بلا هوية وطنية ، مشكلتنا كانت في البحث عن هوية وطنية تجمعنا وتوحدنا ،هوية فوق الانتماءات والولاءات والميول ، لقد كنا بحاجة الى تشكيل هوية جديدة بديلة عن الهوية الموروثة ، هويتنا الموروثة كانت انتماءاتنا المذهبية والعشائرية ، في سنوات التأسيس لم يتوفر رمز وطني عراقي تلتف حوله كل الطوائف والقوميات ، وهنا المأزق عندما يكون الوطن بلا هوية وبلا رمز ، لقد ولدت الدولة العراقية الحديثة ولادة غير طبيعية لانها ولدت على يد سلطة الاحتلال وليس بارادة العراقيين ، العراقيين فشلوا في الاتفاق على تنصيب حاكم لدولتهم الجديدة ، اما ثورة 1920 التي كانت تعبيرا عن رفض العراقيين للاحتلال الانكليزي الا اننا نتسائل لماذا لم يحدث مثلها اثناء الاحتلال التركي ؟ الجواب كما نعتقد ان رفض الاحتلال الانكليزي كان بدافع ديني وليس وطني ، ولو كانت القوات الايرانية هي التي احتلت العراق وليس الانكليزية لما حدثت ثورة 1920 ، لم يكن العراقيون يعرفون معنى الدولة والوطن ولم يكن يملكون مقومات ادارة الدولة ، البلد تأسس ولم تكن توجد فيه مؤسسات للدولة ولا علم ولا نشيد وطني ولا عملة وطنية ، ولم يكن هناك اشخاص مؤهلين لادارة مؤسسات الدولة الفتية ، البلد تسوده الامية والجهل والمرض ، وطبعا لم يكن يوجد شيء اسمه الشعور بالانتماء للوطن لانهم عاشوا قرونا تحت حماية السلطان التركي امير المؤمنين وولي امر المسلمين ، وهذا ما يفسر اسباب شيوع ظاهرة ضعف الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن في الوقت الحالي وعدم الاحساس بالذنب من قبل ابنائه عندما يسرقون امواله وآثاره وكنوزه التاريخية ويهربوها الى الخارج وكأن هذا الوطن غريب ومستباح لا أهل له ، اما بالنسبة لمفاهيم ( النخوة والغيرة ) التي غالبا ما يتم تداولها على الصعيد الشعبي فلا يمكن اعتبارها من مفاهيم الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن لانها مفاهيم تخضع للمزاج الشخصي والموقف الذاتي ولا تخضع لمعايير الشعور الوطني العام ، ان عهود الاحتلال الطويلة وسياسات الحكام الظالمين وتقلبات الاحداث السياسية ونكبات الدهر كلها ساهمت في خلق ونشأة عدد من الصفات السلبية لدى الغالبية من افراد مجتمعنا ويجب بذل الجهود الجبارة للتخلص منها مثل عدم الحرص على الممتلكات العامة ، تفضيل المصلحة الخاصة على المصلحة العامة ، قلة الصبر وسرعة الملل ، وكثرة الشكوى والتبرم لأتفه الاسباب ، وكثرة الكلام وقلة العمل ، وسرعة الغضب وسرعة اليأس ، ضعف الشعور الوطني نتيجة اشتداد النزعة الطائفية ، كل فئة تريد الوطن لطائفتها وتعتبر نفسها هي فقط حاملة لهوية الوطن ، فيصبح الوطن هو طائفتها ، وهذا ما نلاحظه عندما تحل مناسبة دينية فنجد الاعلام والرايات واللافتات والملصقات الدينية تملىء الشوارع وعلى جدران البيوت والمحلات ، وعندما تحل مناسبة العيد الوطني للعراق لا نجد مثل هذه المظاهر في الشوارع والاماكن العامة والخاصة وكأن هذا الوطن لا يعنيهم .
في الحقيقة من الناحية التاريخية فان شعب العراق قد فقد التحكم بسيادته واصبحت سلطة بلاده بيد الاغراب منذ عام 1258 حيث سقطت الدولة العباسية على يد المغول الغزاة وبقي العراق تحت حكم الاغراب حتى عام 1958 عندما سقط النظام الملكي الذي كان حكامه غير عراقيين بالاصل ، هذا مع تقديرنا الكبير للملك فيصل الاول الحجازي الاصل لما بذله من جهود مخلصة ونزيهة في بناء مؤسسات الدولة العراقية الفتية وتوحيد صفوف العراقيين ، في تموز عام 1958 عاد حكم العراق الى العراقيين بعد فترة ضياع واستلاب طويلة جدا ، عاد العراق الى العراقيين تحت قيادة حاكم عراقي الاصل لاول مرة وهو عبد الكريم قاسم ، نعم 700 عام والعراق مسلوب السيادة وحكامه ليسوا عراقيين وهذا ما ترك اثرا عميقا في شخصية الانسان العراقي القائمة على التمرد والعصيان وعدم الرضا وعدم القناعة وعدم الثقة بمواطنيه ، ومعلوم اهمية وجود السلطة الوطنية والحكومة النابعة من تربة الوطن ومن ارادة الشعب في خلق الشعور الوطني والاعتزاز بالوطن ، ولكن مخلفات 700 عام الثقيلة والعميقة لا يمكن ازالتها خلال 70 عام لان تلك المخلفات دخلت في الجينات الوراثية ويتم توارثها جيلا بعد جيل وان اصلاح الجينات المعطوبة يستغرق زمنا طويلا .
لقد ( تميز المجتمع العراقي منذ زمن بعيد بالتعددية ولكن بأعقد أشكالها وصورها , فهو متعدد الديانات , متعدد القوميات , متعدد المذاهب , متعدد الطوائف , متعدد القبائل , متعدد الفصائل , متعدد الانتماءات , متعدد الولاءات , متعدد الجذور , متعدد الميول . فالتعددية في العراق تمتد خطوطها افقيا وعموديا , ولم يشهد العراق في تاريخه الحديث حالة الاستقرار من جراء هذه التعددية الا لفترات زمنية قصيرة كانت اشبه بالتقاط الانفاس , والتاريخ الحديث للعراق يشهد على حالات كثيرة من الفوضى والتمرد والعصيان والمحاولات الانقلابية واعمال العنف والاغتيالات ) هذه التعددية ليست وليدة العصر الحديث فهي قديمة ولكنها مع قدوم الاستعمار البريطاني وخروج الاستعمار التركي برزت بشكل عنيف لان الصراع ضد الاستعمار الجديد اخذ طابعا دينيا لم يكن موجود سابقا ، ومع تأسيس الدولة العراقية الحديثة بدأت مرحلة الصراعات السياسية التي لم تكن موجودة سابقا في العهد العثماني ، ثم تدخل رجال الدين في السياسة فانتعشت الطائفية التي كانت في العهد العثماني مكبوتة تحت قاعدة ( للسنّة الحكم وللشيعة اللطم ) فلا تتدخل الحكومة العثمانية السنية في طقوس الشيعة ولا تمنع الزوار الشيعة من داخل العراق ومن خارجه من زيارة الاضرحة المقدسة مقابل عدم تدخل الشيعة في شؤون السلطة ، وعدم المطالبة باي استحقاقات من الدولة ، في الحقيقة لم يكن للشيعة وجود في مؤسسات الدولة العثمانية العسكرية او المدنية ، وفي عهد الدولة العراقية بدأت الخطوات الاولى لزج الشيعة في مؤسسات الدولة ، وعندما اصبحت السلطة بيد الشيعة بعد عام 2003 اظهر الشيعة رد فعل عنيف لما يعتقدوه من وقوع المظلومية عليهم نتيجة حرمانهم من ممارسة طقوسهم الدينية ومن حرمانهم من السلطة والدولة ، حيث اقحمت مؤسسات الدولة في خدمة الممارسات الدينية الشيعية وتعطلت مصالح المواطنين اثناء المواسم الدينية فتراجعت هيبة الدولة وتراجعت سلطتها وتراجعت خدماتها نتيجة لتعطيل مؤسسات الدولة اثناء مواسم الزيارات الدينية الشيعية ، وبصراحة ان المناسبات الدينية لدى الشيعة كثيرة العدد فما ان ينتهوا من واحدة حتى يتهيأوا للاخرى وهكذا على مدار السنة وكأنه لا عمل لهم سوى زيارة المراقد ولطم الصدور وايقاد النيران تحت القدور ، وهذا ما يسبب تعطيل للمصالح العامة التي هي من صلب واجبات الدولة ، ونحن نعتقد ان الوضع المناسب للعراق الجديد هو في اقامة الدولة المدنية العلمانية التي تفصل بين الدين والدولة وتمنع رجال الدين من التدخل في السياسة وتمنع قيام احزاب على اسس دينية ، ولكي لا يشعر الشيعة بالمظلومية في ظل الدولة العلمانية نقترح تحويل محافظتي النجف وكربلاء الى اقليم ذو صفة دينية ويتمتع بالاستقلالية بوضع مشابه لوضع دولة الفاتيكان داخل ايطاليا
ان ما نحتاجه لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة هو اعادة بناء الشخصية العراقية ، بنفسية جديدة وارادة جديدة من اجل حياة جديدة ومستقبل جديد ، اننا بحاجة الى عملية اصلاح اجتماعي ، اصلاح البشر قبل اصلاح الحجر ، واول خطوة مهمة جدا في عملية الاصلاح الاجتماعي هي في اعلان المصالحة مع التاريخ ومن ثم تليها خطوة اعلان الحملة الوطنية لغسل الذنوب وتطهير النفوس واعلان التوبة والبراءة عن الاعمال الخاطئة التي ارتكبت سابقا في ظروف غير اعتيادية من قبل الحكومة او من قبل فئات من الشعب ، وهذه الحملة الوطنية بمثابة صحوة ضمير غرضها تصحيح المسار وتقويم الاعوجاج وتطهير النفس واعلان التوبة ، هذا وان الشدة والحزم مطلوبين في عملية الاصلاح الاجتماعي لان عهود الظلم الطويلة انتجت اعداد كبيرة من النفوس الشريرة المعوجّة من الرجال والنساء التي لا يمكن تقويم اعوجاجها بالكلام الحسن والنوايا الطيبة ، ان الهدف من موضوع المصالحة مع التاريخ هو طي صفحة الماضي الدامي المليء باعمال القتل والسلب والنهب والاغتصاب التي ارتكبت منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عام 1921 ولغاية اليوم بحق فئات او شرائح من الشعب العراقي لاسباب دينية او مذهبية او قومية او سياسية والتي تعتبر انتهاكا صارخا لحقوق المواطنة ولحقوق الانسان ، وتكون المصالحة من خلال اعلان يصدر من مجلس النواب باعتباره يمثل جميع اطياف الشعب العراقي ، يتضمن الاعلان تقديم اعتذار موجه الى الضمير الوطني والى الضمير الانساني عن جميع الاعمال الوحشية التي ارتكبت من قبل الحكومة ضد الشعب او من قبل طائفة او فئة من الشعب ضد فئة اخرى مختلفة دينيا او مذهبيا او عرقيا او عشائريا او سياسيا ، والاعتذار ذو مضمون انساني اخلاقي ولا تترتب عليه التزامات مالية ، وندرج هنا قائمة بابرز الاحداث التاريخية في تاريخ العراق المعاصر والتي وقعت فيها انتهاكات لحقوق المواطنة ولحقوق الانسان او وقعت فيها اعتداءات كبيرة على المال العام او الممتلكات العامة او الممتلكات الخاصة لاناس ابرياء :
1 ـ احداث سميل ( اب 1933 ) حملة الجيش العراقي ضد الثائرين الاشوريين / حدثت فيها انتهاكات لحقوق المواطنة ولحقوق الانسان
2 ـ احداث الفرات الاوسط عام 1935 حملة الجيش العراقي ضد عشائر الفرات الاوسط / حدثت فيها انتهاكات لحقوق المواطنة ولحقوق الانسان
3ـ حملات الحكومة ضد سلسلة انتفاضات الكرد البارزانيين في الثلاثينيات والاربعينيات / حدثت فيها انتهاكات لحقوق المواطنة ولحقوق الانسان / في الحقيقة ان المشكلة الكردية تصدرت احداث العراق منذ تأسيسه ، اذ حدثت حركات مسلحة عديدة بين الحكومات العراقية المتعاقبة والثائرين الاكراد المطالبين بالحقوق السياسية والقومية للشعب الكردي ، وذهب ضحية هذه الحركات عشرات الالاف من البشر بالاضافة الى الخسائر المادية ، نحن نعلم بان الشعب الكردي شعب صديق للعرب وتربطه بالعرب علاقات تاريخية بحكم التجاور في الموطن ، وان اساليب العنف والقسوة التي تم التعامل بها سابقا مع الشعب الكردي كانت اساليب ظالمة ، نحن نؤمن بان للشعب الكردي الحرية اذا ما اختار بموجب استفتاء عام الانفصال عن العراق في كيان مستقل ويجب احترام ارادته ، ان قيام الكيانات السياسية على اساس قومي من الناحية المبدأية هو حق معترف به ، لان القومية هي لغة وثقافة ، واللغة عنصر مهم في تشكل اي كيان لمجموعة بشرية ، ولكن يجب ان تتوفر للكيان السياسي المستقل مقومات اقتصادية ، فاذا ما توفرت الشروط الاقتصادية لتأسيس اي كيان سياسي لمجموعة بشرية ذات لغة واحدة يتحتم حينئذ القبول بهذا الكيان ككيان مستقل
4ـ احداث الفرهود ( حزيران 1941 )/ حدثت فيها انتهاكات لحقوق المواطنة ولحقوق الانسان / حيث هجم المسلمون على اليهود في بغداد وقاموا باعمال سلب ونهب لممتلكات اليهود اضافة الى اعمال القتل دون ذنب ولم تتوفر لليهود الحماية آنذاك بسبب الفراغ الامني الذي حدث على اثر فشل حركة رشيد عالي الكيلاني المناوئة للسلطة الحاكمة ، هذا الحدث يعكس ضعف الروابط داخل النسيج الاجتماعي العراقي عندما يهجم جار على جاره ويغتصب امواله .
5ـ احداث تهجير اليهود العراقيين (1950 ـ 1951 ) من خلال دفعهم الى مغادرة العراق بالترهيب واسقاط الجنسية العراقية عنهم جميعا لكونهم اختاروا الهجرة الى اسرائيل ، وقد جرت فيها عمليات سلب لممتلكات اليهود او اجبروا على بيعها بابخس الاثمان ، لقد انتهكت الحكومة العراقية حقوق المواطنة في تعاملها مع قضية هجرة اليهود عندما اصدرت قانون اسقاط الجنسية العراقية عن اليهود العراقيين الذين غادروا العراق وذلك لمنعهم من العودة الى البلد مرة اخرى ، علما بانه ليس كل اليهود الذين غادروا العراق ذهبوا الى اسرائيل ، كما انه ليس كل اليهود العراقيين الذين هاجروا الى اسرائيل كانوا يكرهون العراق ، لقد ساهم غير المسلمين في بناء هذا الوطن منذ تأسيسه ، وان اول حكومة عراقية تشكلت بعد التأسيس بتاريخ 25 / 10 / 1920 كان تضم وزير يهودي من عدد ثمانية وزراء يشكلون مجلس الوزراء ، ان سياسة تحريض الناس على كراهية ومعاداة كل ما هو يهودي على خلفية احداث فلسطين هو الذي دفع اليهود الى مغادرة العراق خوفا على حياتهم بسبب عدم توفر الحماية الكافية لهم ، ونفس الشيء حصل وما زال يحصل للعراقيين المسيحيين والصابئة المندائيين والايزيديين منذ عام 2003 ولغاية اليوم حيث تعرضوا الى التهديدات بالقتل والسبي ومصادرة اموالهم وممتلكاتهم من قبل الارهابيين والمتطرفين الاسلاميين ، وقد فشلت الحكومة في حمايتهم مما دفعهم الى مغادرة العراق في ظاهرة هجرة جماعية مشابهة لظاهرة مغادرة اليهود للعراق في اوائل الخمسينات
6ـ احداث ( تموز 1958 ) في بغداد وقيام الجيش بتغيير نظام الحكم الملكي بقوة السلاح ، وقد حدثت انتهاكات لحقوق المواطنة ولحقوق الانسان من خلال عمليات القتل الهمجي البربري الذي قام به منتسبون للجيش وكذلك الاهالي ، ونعتقد من الضروري اعادة الاعتبار للسيد نوري السعيد رئيس وزراء العراق الذي قتل بطريقة لا يستحقها ، وليس من الوفاء ان تكون نهاية الرجل الذي بذل جهود عظيمة في تأسيس الدولة العراقية وخدم العراق كدولة ان تكون نهايته بالطريقة البشعة التي حصلت بغض النظر عن جميع اخطائه ، العمل في السياسة لا يخلو من الوقوع في الاخطاء وخاصة ان العراق كبلد كان حديث العهد في السياسة ، وليس من المنطق ان نطالب السياسيين ان لا يخطأوا في قراراتهم في بلد يتأسس لاول مرة بعد قرون من الاحتلال
7ـ احداث ( اذار 1959 ) في الموصل و( تموز 1959 ) في كركوك حدثت انتهاكات لحقوق المواطنة ولحقوق الانسان بسبب خلافات سياسية بين الاحزاب انسحبت الى الخلافات القومية او العرقية او المذهبية فانفجرت الخلافات عن اعمال عنف نتج عنها جرائم قتل بشعة راح ضحيتها الابرياء
8ـ احداث شباط 1963 في بغداد حدثت انتهاكات لحقوق المواطنة ولحقوق الانسان بسبب خلافات بين الاحزاب السياسية وصراع على السلطة ادت الى اعمال قتل وتعذيب بشعة ومصادرة اموال وممتلكات دون وجه حق
9ـ تهجير العراقيين حاملي صفة التبعية الايرانية ( 1979 ـ 1980 ) وهذا التهجير يعتبر انتهاك لحقوق المواطنة ، لا يجوز التشكيك بولاء مواطنين عراقيين مقيمين منذ زمن بعيد في العراق بحجة اصولهم غير العراقية ، عندما يكون الحاكم عادلا يكسب ولاء الجميع ، وعندما يكون الحاكم ظالما يخسر ولاء الجميع ، ولا علاقة للولاء بالاصول والجذور
10 ـ الحرب العراقية الايرانية ( 1980ـ 1988 ) من المعلوم ان كل حرب شاملة بين بلدين لابد ان تحدث فيها انتهاكات لحقوق الانسان من قبل الطرفين المتحاربين نتيجة للعمليات الحربية فيقتل فيها المدنيون الابرياء وتحدث اصابات في الاشخاص او في الممتلكات الخاصة او العامة ، ولسنا بصدد الخوض في اسباب هذه الحرب ومن هو الطرف المعتدي، ولكننا ندعو الى طي صفحة الماضي بكل اخطائه ومآسيه وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين جميع الدول المتعادية ، وعلى الصعيد الدولي شهد التاريخ الكثير من الحروب بين الدول ، وتركت تلك الحروب مآسي وذكريات مريرة ، ولاجل ان لا تتحول ذكريات تلك الحروب الى وسائل لزرع الكراهية والضغينة بين الشعوب ، فانه من المناسب ان يتم دعوة جميع دول العالم للمشاركة في اعلان عالمي للاعتذار والتسامح ، وعادة الاعتذار والتسامح يقع بين المعتدي والمعتدى عليه ، وكنا قد قدمنا مقترح في مقال سابق بعنوان ( في تفسير التاريخ ـ 3 ) اقترحنا فيه ان تقوم الامم المتحدة بتحديد يوم يسمى ( يوم الاعتذار والتسامح ) حيث تقوم كل دولة باصدار بيان تعلن فيه الاعتذار للدول المعتدى عليها من قبلها والمسامحة للدول المعتدية عليها ، من اجل اشاعة اجواء السلم والامن والصلح بين دول العلم ونبذ الكراهية والحقد والضغينة بين الامم ، والعراق سيكون مطالب باصدار بيان يتضمن الاعتذار لجميع الدول التي وقع عليها اعتداء من قبل العراق في السابق كما يتضمن البيان المسامحة عن كل دولة اعتدت على العراق في السابق ، والدول الاخرى المعنية ببيان العراق تقوم هي الاخرى باصدار مثل هذا البيان وبنفس المضمون وفي نفس الوقت وتحت اشراف الامم المتحدة ، الاعتذار يحمل الصفة الانسانية ولا يترتب عليه التزامات مالية لاننا نريد تطهير النفوس
11 ـ احداث غزو الكويت ( آب 1990 ) من قبل الجيش العراقي بناءا على اوامر من الحكومة العراقية وقد حدثت اعمال قتل للمدنيين ونهب وسلب للاموال والممتلكات العامة والخاصة في الكويت وهذا يعتبر انتهاك لحقوق الانسان واعتداء صارخ على سيادة الدول ، والعراق مطالب بتقديم الاعتذار من خلال بيان عام شرحناه في الفقرة السابقة ، وكما ذكرنا فان الاعتذار يحمل الصفة الانسانية ولا يترتب عليه التزامات مالية لاننا نريد تطهير النفوس من الحقد والكراهية
12 ـ احداث انتفاضة اذار 1991 بعد انتهاء حرب تحرير الكويت ، حدثت انتهاكات صارخة لحقوق الانسان من قبل الحكومة تجاه المنتفضين الثائرين على سوء السلطة وظلم الحاكم الديكتاتوري الذي زج البلد في حرب ظالمة وخاسرة ، وقد قامت السلطة الديكتاتورية بقمع الانتفاضة بقسوة بالغة
13 ـ العقوبات الاقتصادية الشاملة على العراق للفترة (1990 ـ 2003 ) تلك العقوبات التي فرضها مجلس الامن في اعقاب غزو العراق للكويت ، حيث ابتدأت العقوبات بالقرار 661 / 1990 ومرورا بالقرار 687 / 1991 ( اسلحة الدمار الشامل ) وقد رفعت تلك العقوبات بالقرار 1483 / 2003 في اعقاب اسقاط نظام صدام ، لقد مثلت العقوبات الاقتصادية الشاملة على العراق جريمة كبرى بحق الشعب اشترك في ارتكابها كل من النظام الديكتاتوري الحاكم والدول التي صوتت بالموافقة على قرار مجلس الامن رقم 687 سيء الصيت ، لقد كانت سنوات الحصار سنوات جوع ومرض وحرمان وهدر للكرامة وموت وتمثل انتهاكا صارخا لحقوق الانسان ، واذا كان صدام قد لقي جزائه العادل عما ارتكبه بحق الشعب العراقي من مآسي فأن دول مجلس الامن التي صوتت لصالح القرار 687 / 1991 سيء الصيت مطالبة بتقديم الاعتذار للشعب العراقي عما سببوه له من مآسي لن تنسى ولن تغتفر الا بالاعتذار الرسمي
14 ـ احداث 9 نيسان 2003 وما تلاها والتي تتعلق بسقوط نظام صدام واحتلال العراق من قبل القوات الامريكية وحلفائها ، اذا كانت الحروب في كل مكان وزمان لا تخلو من انتهاكات لحقوق الانسان والتي ترتكب من قبل القوات المتقاتلة بحكم طبيعة العمليات الحربية ، فان انتهاكات اخرى لحقوق الانسان وقعت من قبل الاهالي مثل اعمال قتل للعديد من الاشخاص دون محاكمة بحجة كونهم من فلول او ازلام النظام السابق وهي تعتبر انتهاكا لحقوق الانسان لان السلطة الوحيدة المخولة بالحساب والعقاب هي السلطة القضائية ، كما وقعت اعمال سلب ونهب واسعة للممتلكات العامة من جراء هجوم الاهالي على مؤسسات الدولة ومرافقها ، وهي جميعها اعمال مخزية ومشينة ، الوطن شرف ، وممتلكات الوطن شرف ، واموال الوطن شرف ، والحفاظ عليها وصونها شرف ، من يسرق وطنه كمن يهتك بيته ، ومن يستبيح الممتلكات العامة كمن يبيح ممتلكاته الخاصة للاخرين
15 ـ احداث الفتنة الطائفية في الاعوام ( 2005 ـ 2007 ) وقعت خلالها اعمال قتل على الهوية واعمال تهجير واسعة وذهب ضحيتها الالاف نتيجة الخلافات المذهبية والتعصب الطائفي ، وهي تعتبر انتهاكا لحقوق المواطنة ولحقوق الانسان
الحملة الوطنية لغسل الذنوب وتطهير النفوس :
شهد العراق المعاصر حوادث سلب ونهب واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة بالاضافة الى عمليات كسب الاموال بطرق غير قانونية مثل اختلاس اموال الدولة وغسيل الاموال واستغلال الوظيفة العامة للابتزاز وغيرها من اساليب الكسب غير المشروع وخاصة في فترة ما بعد عام 2003 ، هذه الاعمال المشينة المخلة بالشرف قد اشاعت الفساد المالي والاخلاقي في المجتمع ، وان أكل المال بالباطل اذا شاع في اي مجتمع فانه سيؤدي الى تفسخ المجتمع وهلاكه اذا لم يتم تدارك الوضع من قبل أولي الامر واصحاب القرار ، وان تدارك هذا الوضع الخاطيء يكون بتصحيح الخطأ ومعالجة الضرر وازالة الباطل واعادة الحقوق الى اصحابها ، وحيث ان الفساد المالي قد شاع في البلد على مستوى واسع فان الاسلوب المناسب لعلاج هذه الظاهرة هو ان تتولى الحكومة تنظيم حملة وطنية لتطهير النفوس ، وخاصة تلك النفوس المريضة التي حل بها داء الطمع والجشع فاستمرأت أكل المال بالباطل دون احساس بالذنب او بتأنيب الضمير ، الحملة الوطنية يطلق عليها اسم ( الحملة الوطنية لغسل الذنوب وتطهير النفوس ) لانها تناشد ضمير ووجدان كل مواطن للعودة الى احضان الوطن نظيفا طاهرا بعد ان يقوم بغسل ذنوبه وتطهير نفسه ، يتم دعوة جميع المواطنين المذنبين والابرياء دون استثناء للمشاركة في هذه الحملة بهدف الحصول على وثيقة براءة الذمة تعبيرا عن صحوة الضمير ويقظة الشعور الوطني ، المذنبين يسددون ما بذمتهم من حقوق للدولة ثم يوقعوا على وثيقة التوبة للتعهد بعدم تكرار مثل هذه الافعال المشينة المخلة بالشرف وبعدها يتم اعفائهم من التبعات القانونية ويمنحوا وثيقة براءة الذمة ليعودوا مواطنين صالحين الى المجتمع ونطوي صفحة الماضي بكل سلبياته ومساوئه ، اما الابرياء فانهم يوقعوا على وثيقة التعهد بعدم التكسب بطرق غير قانونية وعدم التقرب من المال الباطل ويتم منحهم وثيقة براءة الذمة تعبيرا عن مشاركتهم في الحملة الوطنية ، تقوم الدولة بتأسيس هيئة عليا للاشراف على الحملة وتقوم هذه الهيئة بفتح حسابات في المصارف باسم ( صندوق الشرف الوطني ) يخصص لايداع الاموال التي يعيدها المواطنون الى الدولة عن عمليات الكسب غير المشروع التي ارتكبوها سابقا ، ويقوم المصرف بتزويد كل شخص يودع اموال في الصندوق بوصل او كشف بالمبلغ الذي اودعه لكي يقوم بتسليم الوصل الى الهيئة المشرفة التي بدورها تمنحه وثيقة براءة الذمة بعد ان يوقع على وثيقة تعهد بالتوبة وعدم تكرار مثل هذه الافعال المشينة ، واذا كان المال المسروق من الدولة عبارة عن مواد عينية ويتعذر اعادتها لاي سبب من الاسباب فيتم تقدير قيمتها المالية من قبل لجنة مختصة ليقوم بعدها الشخص المعني بالمواد بايداع المبلغ المقرر عن قيمتها في صندوق الشرف الوطني ، الهيئة المشرفة تتولى وضع الية مناسبة لتنفيذ الحملة ووضع الضوابط والتعليمات لتسهيل الاجراءات ، نؤكد مرة اخرى ،اننا نريد من هذه الحملة فتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي بكل اخطائه وسلبياته باتباع اسلوب غسل الذنوب وتطهير النفوس لاعادة بناء شخصية المواطن الجديد وتخليصها من العيوب والشوائب والاحساس بالذنب ، نريد صفاء القلوب وطهارة النفوس وصحوة الضمائر ، هدفنا من هذه الحملة هو اعادة بناء الشخصية العراقية على اسس سليمة وصحيحة بدءا من اصلاح النفوس ، اننا بحاجة للمصالحة مع انفسنا ، لاننا اسرفنا في انحراف انفسنا ، والنفس البشرية يغريها الطمع ويعميها الجشع فتفسد اذا لم تجد ما يردعها ويقوّم مسارها كلما انحرفت
وفي الختام نقول بكل اخلاص يجب ان تعود للعراق عافيته لينهض من جديد ، لانه وطننا وهو عزيز علينا ولا نريده ان يكون عليل ، يجب ان ينهض العراق من جديد وطنا موحدا لكل العراقيين ويقف على قدميه فيسير بثقة وعزيمة نحو المستقبل ، لنا الامل الكبير والثقة الوطيدة بان الارض التي انجبت اعرق الحضارات البشرية لن تعجز عن انجاب ابناء بررة يمسحون الحزن عن وجهها ويرسمون البسمة عليه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف