الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراب الارصفة

سعد محمد موسى

2015 / 11 / 15
الادب والفن


عراب الارصفة
سعد محمد موسى

تبقى الوجوه والارصفة والمقاهي هي ذاكرة المدينة .. غالبا ما كنت اراقب ايحاءات وملامح الناس بانطباعاتها المختلفة وانا اجلس في مقهى ( كَلاتني كافيه) في محلة ( كولنك وود) وهم يترددون يوميا فوق تلك الارصفة .. يمر العابرون وانا اتطلع اليهم والى مفارقات التشابه مابين ملامح وجوه الكلاب المدللة واصحابها وهم يقودوها بحميمة واهتمام.
في المنعطف الاخر كانت هنالك تجمعات الابروجنيل( سكان استراليا الاصليين) وهم يعاقرون الخمرة ويتبادلون التحايا والشتائم مع بعضهم أمام اسواق (سيف وي) الشهيرة .. وكان ايضا من رواد ارصفة شارع (سميث ستريت) فنانون وشعراء ومتسكعون وشواذ ومدمني مخدرات ومبشرون بالديانات ومهاجرون من كل مكان.. شواخص حاضرة دائما وسط هذا الشارع المزدحم بالغرائبية ... اما المشهد الذي اثار فضولي هذا الصباح هو كان للمعتوه ( ميخائيل) الحافي القدمين والملتحي والذي عادة ماكان يحمل قنينة نبيذ ويتحدث مع نفسه ويحاور الارصفة.
لكني شاهدته هذا اليوم برفقة فتاة عرجاء كانت تتأبط ذراعه وهو ينتعل حذاء لاول مرة كان يعرج منه ايضا ربما احتفاءاً باللقاء الاول .. ثم توقف ميخائيل فيما بعد امام محل لبيع الخمور فغادر رفيقته العرجاء .. ودخل الى المحل .. ثم انتظرته صديقته ويبدو انها سئمت الانتظار... فغادرت بوابة المحل وعبرت الى الرصيف الاخر وتوقفت امام محل لبيع الهدايا تطلعت الى بطاقات المناسبات المعروضة امام المحل فاختارت بطاقة حب .. استعارت قلم ورسمت فوق البطاقة خربشات وكلمات مبهمة .. ربما لا أحد كان يفهمها غير ميخائيل .. الذي حمل زجاجة النبيذ وتوارى خلف الحديقة التي كانت تقع وراء شارع سميث ستريت وهو يدمدم باغنية ايطالية قديمة ( اموريه بالا)!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في