الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باريس مدينة الجَمال... لا تصلح كحضيره للجِمال

عارف الماضي

2015 / 11 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


باريس مدينة الجَمال...لا تصلح كحضيره للجِمال
ارهبت تفجيرات باريس مساء امس 14 نوفمبر الحالي كل سكان الارض وخاصه من يقطنون او ينتئون دول توسم بالتمدن وتنتعش فيها الحريات الخاصه و العامه كباريس عاصمة الثقافه ومدينة العشق و الجمال, لقد حنأت دماء المئات من الابرياء من النساء و الاطفال و الرجال مرافق عده في تلك المدينه دون ان يقترفوا أي ذنب سوى انهم قبلوا لانفسهم بالتعايش مع كائنات تشبه البشر ولاكنها في واقع الحال لا تعبد الا آلهة الشر و الكدر... فتلك ألآلهة لا يشفي غليلها الا صور اشلاء تشخب منها دماء حمراء , و تتعطر بروائح السهك و التخريب و الدمار, والاخيره هي جُل الطرق للدخول الى الجنه! . جنة المسعورين والتي ترسخت في عقول سكان القرن العاشر متناسين اننا تجاوزنا القرن العشرين.فباريس مدينة النور يراد لها ان تكون كهف من كهوف للظلام, ومسرح (باتا كلان). كان يمثل ابشع مظاهر تلك الجريمه عندما اختاره المنحرفون كمنبر لنشر الاسلام !عندما يُحتجز ويقتل مايقارب المئة مواطن بعد أسرهم وهم يستمعون الى الموسيقى صيوان لغة العالم...وغيرها تفجيرات انتحاريه على جدران ملعب باريس حيث كان الرئيس الفرنسي يتابع مباريات لكرة القدم بين فريقين من فرنسا والمانيا, واخرى اطلاق النار في شمال فرنسا ووسطها على رواد مطاعم , من مواطنين طرق آذانهم بان الاسلام دين للمحبه و التأخي و السلام ,قبل ان يتعرفوا على قصص وروايات تُحسب على هذا الدين, نقلتها كتب متنوعة المذاهب اغلبها سلفيه أي اصوليه تحلل دماء واموال ونساء من اتباع الديانات الاخرى .
لماذا باريس دون غيرها من دول الاتحاد الاوربي(دول الشنغن) تستهدفها هذه الهجمات الهمجيه, بالرغم من اختفاء الحدود بين تلك الدول فالذي يفجر جسده العبثي في باريس يستطيع ان ينفذ ذلك في برلين او لاهاي او براغ او روما او غيرها, سيما وان العديد من دول الاتحاد هي مشاركه ولو كانت مشاركتها عسكريه رمزيه في التحالف الدولي ضد تنظيم الدوله الاسلاميه في سوريا و العراق, وقد يعود السبب الى تنامي عدد المسلمين في فرنسا و الذي وصل الى (6) ملايين مسلم, فهو الاكبر في اوربا الغربيه, وان اكثر من 80% منهم من دول المغرب العربي, و هنالك احياء كامله في باريس يقطنها سكان مسلمون من تلك الدول ,حصلت فيها احتجاجات واعمال شغب قبل اكثر من سنتين, وقد يمثل ذلك حاضنه ملائمه للفكر السلفي التكفيري المتشدد, و الذي لايتقبل الاخر بل تسهد عيونه حتى يتمكن من قتله و اجتثاثه, وهذا ماسهل مهمة تنظيم داعش الارهابي الاجراميه في تنفيذ اعماله الجبانه و التي حصدت ارواح العشرات وعوقت اجساد المئات من مواطنين لا ذنب لهم في كل مايحصل. ان تلك الهجمات و التي تعتبر الاسوء في اوربا ومنذ هجمات قطارات مدريد في عام 2004 و التي اودت بحياة اكثر من 190 شخصا, سوف تزيد من ظاهرة الاحتقان و التخندق الديني حتى في باريس تلك العاصمه و التي وصمت وبكونها مدينة الثقافه و الاخاء و التسامح. فظاهرة الاسلاموفيبيا(العداء للاسلام) و التي ظهرت في اوربا وامريكا خاصه بعد تفجير برجي التجاره العالمي في 11سبتمبر 2001 , نعتقد انها سوف تتنامى وسيعاني المسلمين هناك من مضايقات جمه كرد فعل سلبي لتلك الاحداث الدمويه, فهنالك منظمات دينيه مسيحيه متطرفه لها نشاطات علنيه في التحريض ضد المسلمين خاصه وكل المهاجرين عامه, وقد تعرض عدد من المهاجرين العرب و الافارقه في الاشهر الاخيره الى اعتداءآت عده كان هدفها ايقاف الهجره, وكان هاجس تلك التنظيمات وفكرها دائما يتمحور في ذلك الخطر المحدق و الذي يهدد مجتمعاتهم المدنيه من تغلغل تلك الجماعات و التي تحمل افكار ومعتقدات بدائيه قد تهدد رخائهم ومستقبل بلدانهم.
ولكن عندما يتابع أي منصف وصاحب عقل وضمير تلك الثقافات السلبيه الاقصائيه سواء من اتباع الاسلام او المسيحييه اوغيرهما فاننا نشاطره الرأي وبكون المتشددين و المتطرفين يعانون من فاقه فكريه ,ولكن هذه الفاقه لم تكن عذراء فقد انجبت ثقافات تكفيريه سوداء اسهمت في ثعب دماء الالاف من الأبرياء في عواصم ومدن وقصبات حول العالم,ولكننا وفي هذه الاجواء المؤلمه و التي لاتتناسق مع معطيات وتحضر وتقنية القرن الواحد و العشرين وبعد ان تجاوز العالم الحربين العالميتين بعد توصلهم الى اعلانات وقوانين واتفاقيات ومعاهدات دوليه اجمعت على قدسية احترام حق الانسان في الحريه و العيش الكريم بغض النظر عن الدين او المذهب اوالعرق او اللون او الجنس, تحت ظلال تلك المعطيات و الظروف فأننا ندعوا اصحاب الفكر الناصع و القلم الوقح العادل الى نبذ واحتقار كل من يروج ويدعم ويؤاز ويعاضد ويشارك عن قرب او بعد تلك التنظيمات الخطيره . حتى يقف العالم متحدا متكأ على اصابع قدميه ولكي تُجفف منابع كل تلك الافكار الظلاميه الاقصائيه البدويه الدمويه,وهذا يحتاج الى جهد دولي واعد واراده قويه تتجاوز المصالح القوميه و الاقليميه والدوليه.
اننا وفي هذه الايام و التي تعاني من القحط و الجفاف في المنظومه الانسانيه و الثقافيه و التوعويه وبفعل غلو تلك الافكار الاجراميه وسطوتها في داخل بلداننا وحتى في خارجها نعلن عن اتعاضنا وغضبنا الشديدين من تلك الافعال الا اخلاقيه و التي تجاوزت كل الحدود, محذرين المجتمع الدولي مره اخرى وداعين له بالاسراع في اتخاذ الاجراءآت الضروريه التي تؤدي الى القضاء التام على تلك الجماعات, وتجفيف منابعها الفكريه و الاقتصاديه.
واخر الكلام بودنا التذكير بما قاله (نجيب محفوظ): اذا لم ينقرض الجهل من بلداننا فسيأتي السياح ليتفرجوا علينا بدلا من الآثار.
الكاتب: عارف الماضي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة