الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في نص عُرْفُ الوَطِيئَةِ للقاص توفيق صغير المتلوي

عماد ابو حطب

2015 / 11 / 16
الادب والفن


قراءة في نص عُرْفُ الوَطِيئَةِ للقاص توفيق صغير المتلوي
النص
*********************************
عُرْفُ الوَطِيئَةِ ... ق ق ج
--------------------------
أوْرَقَ الخَريفُ على غيْر عادَتهِ ولمَّا يفْطُنِ الخُطَافُ...
تهادَى القَطِيعُ إلى سَفْح خلفَ مَبْرَكِ الرُّعاةِ، ليعْتَشِبَ على صُكوك غُفْرَانٍ مُهتَرئةٍ...
كانتْ ذِئابُ القُفِّ لحْظَتئِذٍ تَتَطارَحُ طُقُوسَ رَفْع الجَنَـــابةِ على شَفَا جدْولٍ منْ دَمٍ.
**********************************
القراءة:
قبيل أي شيء النص بمفرداته من النصوص التي تغوص في اللغة كمفردات وتجعل المتلقي في حيرة من معاني كلماته إلى درجة البحث في المعاجم عن معان لبعض الكلمات كمفتاح يتيح للمتلقي فك النص و فهم ما أراده الكاتب منه.
وللولوج إلى النص لا بد من تسجيل النقاط التالية:
-"لما يفطن الخطاف..."لماذا استخدم الكاتب لما الجازمة وماهو الخطاف أهو طائر السنونو الذي يبشر بالربيع أم هو الخطاف " الحديدة المعوجة"؟
-هل للرعاة من مبرك؟ ونحن نعلم أن المبرك للبهائم...والمبرك هو مكان أناخة الجمال عادة .
-صكوك الغفران عادة تطلق على الصكوك التي وزعتها الكنيسة في عصر سابق مبينة على غفران ذنوب الشخص بعد دفعه مقابل مادي مقابل الإعفاء من العقاب على خطاياه...فما علاقتها بالقطيع هنا؟
-ذئاب القف والقف هو ما ارتفع من الارض وهو هنا موطن سكن الذئاب فهل هذا يعني ما هو أبعد من الذئاب كالملوك...أو الحكام؟
-الذئاب التي تغتسل من طقوس الجنابة فأي جنابة هنا؟فالجنابة يغتسل منها فور الاحتلام وليس وسط بركة من الدماء ويلزم التطهر بالماء وليس الغوص في الدم.من المؤكد أن الجنابة هنا ليست من أكل لحم الإبل. ..ومن المؤكد إذا أن القطيع ليس إبلا ولا الذئاب هي ما نعرفه من ذئاب.
أعتقد أن الإجابة على هذه التساؤلات ستكون مدخلا لفك هذا النص الجميل
هل نحن أمام تصوير بليغ لواقعنا العربي يباد فيه البشر وسط تكبير ظلامي من جهة ومشاركة مباشرة من الراعي / الذئب...الذئب هنا الحاكم والديكتاتور وحتى من ثار عليه لكنه بدل راية الديكتاتور براية أكثر بؤسا وولج في دم الابرياء.
إذن المبرك هنا للرعاة وهم وجه آخر للقطيع...هم كالابل وهم أيضا مثل من ثار عليهم...الراعي هنا يبيد في شعبه ويبرك كالابل أمام أي خطر خارجي على الشعب . هو من يتحمل مسؤولية الدم الذي يغتسل فيه من جنابة الإبادة للشعب وليس بعيدا عن هذا الراعي من وقف متفرجا من نخبة ومثقفي الوطن أو شد على يده...أو ركب مركب الظلام تحت يافطة الثورة ليغتسل هو أيضا من الجنابة عبر دم الضحايا.
وحده القطيع/نحن/ من يدفع ثمن مبرك الراعي واغتساله...فدمه /نا هو المسفوك وسيبقى مسفوكا ما دمنا وطئا لحكام كالذئاب المفترسة علينا وكالنعاج أمام العدو الحقيقي لاوطاننا...وما دمنا وطئا لظلاميين تحت ستار الله أكبر يوغلون في دمنا.
عتبة النص مع العنوان كانت من القوة لدرجة تجعل المتلقى يقف امامها..."عرف الوطيئة" و"الخريف" و"لما يفطن الخطاف"...ترابط مذهل ..انتقال في الزمن وفي الصورة فالخريف لم ينجب ربيعا...والخطاف لم يفطن. ..أي لم يهل الربيع لتغرد السنونو...هنا لما جازمة من الكاتب لم يتركها لمزاج أو تفسير المتلقي..
هنا رابط وثيق بين الوطيئة والذئاب وغسل الجنابة. .ترابط صيغ بحرفية عالية وذكاء .
شكرا للكاتب على هذا النص الجميل والماتع لذائقة المتلقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل


.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج




.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما