الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد الحنفي - نقابي، حقوقي، كاتب، و عضو الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بالمغرب - في حوار مفتوح القراء والقارئات حول: المغرب إلى أين في ظل الضعف والتشرذم اللذين يعاني منهما اليسار المغربي؟

محمد الحنفي

2015 / 11 / 22
مقابلات و حوارات


من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -168- سيكون مع الاستاذ محمد الحنفي - نقابي، حقوقي، كاتب، و عضو الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بالمغرب -  حول:  المغرب إلى أين في ظل الضعف والتشرذم اللذين يعاني منهما اليسار المغربي؟.


يعرف المغرب، الذي يعد استثناء، بعد ما صار يعرف ب(الربيع العربي)ن الذي لم ينتج إلا التخلف العربي، الذي أبان بوضوح عن طبيعة الحركات الأصولية، المؤدلجة للدين الإسلامي، التي صارت تعتبر نفسها محتكرة للحديث باسمه، وجاعلة لأدلجتها له بديلا له، وضعا مترديا على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، كما يعرف حملة من النهب المضاعف لثروات الشعب المغربي، والتحكم المخزني في جميع مفاصل الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، كما يعرف وضعا حقوقيا مترديا، يجعل الأمل في أي تحول إلى الأحسن، غير واردة، كما تؤكد على ذلك السياسة الحكومية، لحكومة عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب الأصولي، الذي يحمل اسم (حزب العدالة والتنمية)، الذي يحرص من خلال ترؤسه للحكومة، على تحقيق غايات معينة، تتمثل في:
1ـ خدمة مصالح الطبقة الحاكمة، ومن يدور في فلكها، وكبار المستغلين، والوزراء، والبرلمانيين، وكبار الموظفين، ورؤساء الجماعات الترابية: المحلية، والإقليمية، والجهوية، وكل أعضاء المكاتب الجماعية، وغيرهم، ممن يساهمون بشكل كبير في استغلال نفوذهم، لنهب ثروات الشعب المغربي.
2 ـ إنهاك قدرات الجماهير الشعبية الكادحة، وفي مقدمتها: العمال، وباقي الأجراء، الذين أصبحوا بحكم ما تقرره حكومة عبد الإله بنكيران، معنيين بتقديم المزيد من التضحيات، المتمثلة في الجمود الذي تعرفه الأجور، وفي الارتفاع المستمر، بدون حدود مرسومة، للمواد الاستهلاكية، بما فيها فواتير الماء، والكهرباء، اللذين صارا يشكلان غولا، يصعب التخلص من تأثيره، في الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لكونه تحول إلى عامل إضعاف للقدرة الشرائية لعموم الكادحين.
3ـ التحكم في المنافذ التي يتسرب منها أبناء الشعب المغربي إلى وظائف الدولة، في مختلف القطاعات، حتى تبقى تلك الوظائف محتكرة لمن يرونه مناسبا لهم، للإيغال في التنكيل ببنات، وأبناء الشعب المغربي، الذين أنتجوا حركة 20 فبراير، التي كان حزب بنكيران يساهم فيها، بالحضور المكثف، وينتجون، يوميا، المزيد من الاحتجاجات، ضد شركة الاستعمار الجديد: أمانديس الفرنسية، التي تمتص دماء سكات مدن الشمال، وفي مقدمتها: مدينة طنجة، وضد الممارسات الحكومية، وضد باقي شركات الاستعمار الجديد، التي تساهم بشكل كبير في التنكيل ببنات، وأبناء الشعب المغربي، وامتصاص ما يمكن أن يتجمع لديهم من مدخرات، حتى يفقدوا القدرة على مواجهة متطلبات الحياة.
4 ـ رهن الدخل الوطني القائم، على أساس تضحيات كادحي الشعب المغربي، عمالا، وأجراء، وفلاحين فقراء، ومعدمين، وتجارا صغارأ، في خدمة الدين الداخلي، والخارجي، الذي تضاعف في عهد حكومة عبد الإله بنكيران، بشكل مهول، إلى أن تجاوز في المدة الأخيرة 600 مليار درهم، ولا زال مستمرا في الارتفاع، نظرا لأن حكومة عبد الإله بنكيران، التي ادعت بعد مجيئها بعد انتخابات سنة 2011 السابقة لأوانها حينذاك، بعد المصادقة على دستور فاتح يوليوز 2011، أنها ستعمل على محاربة الفساد، وإحالة كل الفاسدين، الذين سماهم عبد الإله بنكيران في خطاباته الشعبوية، ب {العفاريت، والتماسيح}، الذين ينتمون إلى مختلف الأحزاب الإدارية، وإلى حزب الدولة، الذي تأسس بعد الانتخابات البرلمانية سنة 2007. إلا أن السيد عبد الإله بنكيران، سرعان ما تراجع عن متابعة الفاسدين. وقال في حقهم عفا الله عما سلف، ليتحالف معهم في النسخة الثانية لحكومته.
5ـ الرفع من قيمة الضرائب المباشرة، وغير المباشرة، التي تقف وراء الزيادات المتوالية في اسعار المواد الاستهلاكية، وفي النقل، وفي قيمة الأرض، وقيمة الكراء، وفي قيمة المحروقات المختلفة، وغير ذلك، مما يجعل تقدير الأضرار، التي تلحق الشعب المغربي، من الصعوبة بمكان.
6 ـ إنهاك الملتزمين بالإضرابات، التي تدعو إليها النقابات المختلفة، بما فيها نقابة حزبه، بالاقتطاعات المختلفة عن أيام الإضراب، مما أدى إلى لجوء النقابات إلى صيغ أخرى من النضال، لتجنب ما يصيب المضربين من أضرار، نتيجة الاقتطاعات من الأجور. وهو ما اعتبره عبد الإله بنكيران انتصارا له على النقابات التي تلجا إلى خوض الإضراب، كشكل من أشكال الضغط، في أفق الاستجابة إلى مطالبها، خاصة، وأن حكومة بنكيران، وصلت بالنقابات إلى مستوى من الضعف، جعل وجودها كعدمها.
7 ـ نهج مجموعة من الخطوات الهادفة إلى إلغاء صندوق المقاصة بصفة نهائية، حتى يبقى المواطن في مواجهة مباشرة مع ارتفاع الأسعار، في جميع مواد الاستهلاك، وفي تقديم جميع الخدمات، التي تصير مخوصصة، لتحويل المواطن البسيط، إلى عامل من أجل خدمة الرأسمال الذي لا يرحم أحدا، ما دام الهدف هو تحقيق المزيد من الأرباح، التي تصب في حسابات الرأسماليين.
وهذه الغايات، التي تحققها حكومة عبد الإله بنكيران، الذي يعتبر حزبه الأصولي المحافظ، مؤدلجا للدين الإسلامي، وموظفا له في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، ووصيا عليه ومستغلا صلاحياته البئيسة لشراء ضمائر الشرائح المهمشة، وخاصة النساء الأرامل، إما عن طريق جمعيات حزبه الإحسانية، الممولة من جهات خارجية، والتي توزع، سنويا، مئات الملايين، لضمان ولائهم لحزب العدالة والتنمية، في أي انتخابات تجري على المستوى الوطني، ولصالح مرشحيه، دون أن يقول أحد: إن ما يمارسه حزب العدالة والتنمية، إنما يعبر عن عمق الفساد السياسي، على مدار السنة، في الوقت الذي يمتنع فيه عن تشغيل المعطلين، من حاملي الشهادات المختلفة، أو عن طريق الإحسان الحكومي، الذي تحول إلى إحسان شهري، والذي شرع فيه بسنة قبل الانتخابات البرلمانية، التي يراهن من خلالها على تحقيق الأغلبية المطلقة، التي تغني عن التحالف مع أي حزب كان.
وهذه الوضعية، التي تقف وراء تكريسها الطبقة الحاكمة، بواسطة أداتها حكومة عبد الإله بنكيران، الذي عمل خلال ولايته القائمة، على تحقيق أهداف الطبقة الحاكمة، ومن يدور في فلكها، وأصحاب امتيازات الريع المخزني، وغيرهم ممن تنفسوا الصعداء، بعد أن تخلت حكومة بنكيران عن فتح ملفات الفساد، ورفع شعار عفا الله عما سلف، دون إتمام الآية، مما يمكن اعتباره توظيفا بشعا للنص الديني، في سياق غير مناسب، خاصة وأن بنكيران لا يتلقى الوحي من الله، حتى يتصرف كما يتصرف الأنبياء، والرسل. وهذا التصرف يكشف عن أن بنكيران مشمول بالآية الكريمة: (يومنون ببعض، ويكفرون ببعض). واجتزاء شعاره من النص الديني دون إتمام الآية / النص القرآني: ( عفا الله عما سلف، ومن عاد فينتقم الله منه)، يدل على أنه صار يسلك سياسة إرضاء الفاسدين، حتى لا يهربوا بأموالهم إلى الخارج، لتنضاف غلى الأموال المهربة أصلا، والمنهوبة من أموال الشعب المغربي.
ومعلوم أن هذا التردي الذي يعرفه المغرب، في مستوياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، يوازيه ضعف اليسار المغربي، وتشرذمه، كأحزاب، وكتوجهات، نظرا لغياب الوحدة الأيديولوجية، التي يترتب عنها غياب الوحدة التنظيمية، المنتجة للتشرذم التنظيمي، المنتج بدوره للاختلاف، والخلاف، في اتخاذ المواقف السياسية، التي قد تتناقض فيما بينها.
فمنابع اليسار الأيديولوجية في المغرب، كثيرة، ومتعددة، وهذه الكثرة، والتعدد، أنتجت لنا تنظيمات يسارية كثيرة، ومتعددة بدورها، مما يجعلها لا تعكس بالضرورة التعبير عن اهتمامات الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، التي لا يمكن أن تنهض إلا بنهوض اليسار، الذي لا يمكنه النهوض بدوره إلا على أساس وحدة أيديولوجية. والوحدة الأيديولوجية لا يمكن أن تتحقق في صفوف اليسار، إلا بالانطلاق من اعتماد المنهج الاشتراكي العلمي، الذي يكاد الحديث عنه يغيب في صفوف أحزاب اليسار. والمنهج الاشتراكي العلمي، يتمثل في اعتماد قوانين المادية الجدلية، والمادية التاريخية المتطورة. وهذه القوانين العلمية المتطورة باستمرار، هي التي سوف تقف وراء العمل على قيام وحدة تنظيمية، تدمج في إطارها كل مكونات اليسار. والوحدة التنظيمية المتحققة، هي القادرة وحدها على إنتاج المواقف السياسية المعبرة عن اهتمامات الجماهير الشعبية الكادحة، وعن طموحاتها في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
واليسار عنمدما يتحول إلى أداة، بوحدة أيديولوجية، وتنظيمية، وسياسية، يتحول إلى يسار منظم، في بوثقة واحدة: أيديولوجية، وتنظيمية، وسياسية قوية، تستطيع قيادة الصراع في مستوياته الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، ذات البعد الطبقي، الذي لا يكاد الحديث عنه يطرح في الميدان، الذي امتلأ بأشكال الصراع المصلحي: الفئوي، أو الفردي، ليصير البعد الطبقي في الصراع غائبا في النظرية، والممارسة.
والنهوض باليسار، يقتضي فتح حوار عميق بين مختلف المكونات اليسارية، حول الأيديولوجية، والتنظيم، والسياسة، وصولا إلى إيجاد قواسم مشتركة، بين مختلف المكونات، يمكن اعتمادها في البرنامج المشترك.
وفي هذا الإطار، فإن المطروح الآن، هو ضرورة التمييز بين اليسار الواقع، و(اليسار) المدعي.
فاليسار الواقع هو الذي ينحاز جملة، وتفصيلا، إلى الشعب المغربي، وإلى عموم الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة.
و(اليسار) المدعي، هو كل الأحزاب والتوجهات التي تدعي انتماءها إلى اليسار، في الوقت الذي تنحاز فيه بفكرها، وبممارستها، إلى الطبقة الحاكمة. وحتى إذا وصلت إلى مستوى تدبير الشأن العام، فإنها لا تخدم إلا مصالح الطبقة الحاكمة، ومن يدور في فلكها، ومن يدبر أمورها، ومن يستفيد من امتيازات الريع المخزني، مع الحرص على تحقيق تطلعاتها الطبقية، باعتبار قياداتها من البورجوازية الصغرى، المريضة بتحقيق التطلعات الطبقية.
ونحن في هذه الافتتاحية، سوف نعتمد المفهوم الذي يكون فيه اليسار منحازا إلى الشعب المغربي.
وحسب هذا المفهوم، فإن جميع المكونات اليسارية، تعاني من الضعف، والتشرذم، ولا يستطيع أي مكون منها أن يقوم بدور معين، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة. وهو ما جعل كل المكونات، مقتنعة بضرورة توحيد اليسار. وقد تم إنجاز محاولتين أساسيتين، لتجميع عمل السار المشترك، انطلاقا من برنامج مشترك.


المحاولة الأولى: تجمع اليسار الديمقراطي، الذي كان يضم حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، والحزب الاشتراكي الموحد، وحزب النهج الديمقراطي. وقد تم وضع برنامج مشترك، يهدف إلى استنهاض الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، حتى تهب للدفاع عن مصالحها، إما مباشرة، وإما عن طريق التنظيمات الجماهيرية، التي تنتمي إليها. وقد توقفت هذه التجربة الوحدوية، لأسباب لا داعي لذكرها.


المحاولة الثانية: تحالف اليسار الديمقراطي، الذي تم تشكيله من الأحزاب اليسارية، القابلة بالمشاركة في الانتخابات، ومن أجل تنسيق جهود الأحزاب اليسارية المشاركة في الانتخابات، والمتمثلة في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي الموحد، وحزب المؤتمر الوطني الانحادي. وفي هذه التجربة الوحدوية، قام تحالف اليسار الديمقراطي، بتنسيق جهود الأحزاب المذكورة في الانتخابات البرلمانية سنة 2007، وفي انتخابات الجماعات الترابية سنة 2009. وهذه التجربة، بينت بوضوح، ضرورة الانتقال بتحالف اليسار الديمقراطي إلى مستوى أرقى من التحالف، وأقل من الاندماج. ففتح نقاش واسع في إطارات الأحزاب المذكورة، وفيما بينها، لتصل هذه الأحزاب إلى تشكيل فيدرالية اليسار الديمقراطي، بعد المصادقة على الأرضية السياسية، والأرضية التنظيمية المعتمدة في تشكيل فيدرالية اليسار الديمقراطي، التي تختص بالبث في كل ما يتعلق بالمسألة الانتخابية: مشاركة، أو مقاطعة، وبالمسألة الدستورية، وبالقضية الوطنية، التي لا يستطيع اي حزب البث فيها بشكل منفرد.

وقد بقيت فيدرالية الية اليسار الديمقراطي مفتوحة على جميع الأحزاب والتوجهات اليسارية، من أجل الانضملم إليها، بشرط المصادقة على الأرضيتين: السياسية، والتنظيمية، كما هما، مع موافقة الأحزاب المؤسسة لفيدرالية اليسار الديمقراطي، التي تعتبر امتدادا لتحالف اليسار الديمقراطي.
وفي حالة نجاح فيدرالية اليسار الديمقراطي، في مهامها التاريخية، فإنها يمكن أن تعتبر نواة لقيام جبهة يسارية قوية، تكون مهمتها:
أولا: مواجهة المد الأصولي، الذي تمكن من الوصول إلى عمق الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة.
ثانيا: التصدي للاختيارا الرأسمالية التبعية: اللا ديمقراطية، واللا شعبية.
ثالثا: فرض اختيارات ديمقراطية / شعبية، انطلاقا من دستور ديمقراطي شعبي، بعد تحقيق سيادة الشعب على نفسه، وإقرار دستوره.
فإلى أين يسير المغرب باعتماد الاختيارات الراسمالية التبعية: اللا ديمقراطية، واللا شعبية؟
إلى أين يسير به هذا التحكم المخزني في كل مجالاته: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي يسخر أداته الحكومية، في فرض تكريس الاختيارات المذكورة، وبقوة (القانون)، الذي لايخدم إلا مصالح المؤسسة المخزنية، ومصالح من يدور في فلكها بالدرجة الأولى؟
وما هو الدور الذي ينتظر من اليسار أن يقوم به، في اتجاه فرض اختيارات ديمقراطية شعبية؟
هل تعيد الطبقة الحاكمة النظر في سياستها، وفي اختياراتها الرأسمالية التبعية: اللا ديمقراطية: واللا شعبية، حتى تتحول إلى اختيارات ديمقراطية شعبية؟
هل تمكن الشعب المغربي من السيادة على نفسه، حتى يتمكن من تقرير مصيره الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي؟
هل تعمل على وضع دستور جديد، يقر سيادة الشعب على نفسه، ويفصل بين السلطات، ويقر ملكية برلمانية يسود فيها الملك، ولا يحكم؟
هل يمكن الشعب المغربي من إجراء انتخابات حرة، ونزيهة، لا وجود فيها لشيء اسمه الفساد السياسي؟
هل تعمل على وضع حد للاستغلال الأيديولوجي، والسياسي للدين الإسلامي، في أفق تحييده في العملية السياسية، حتى يصير ما لله، لله، وما للبشر، للبشر، التزاما بالإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان؟
هل تعمل على حل الأحزاب التي تاسست على أساس استغلال الدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا؟
هل تحرص على أن يتمتع الشعب المغربي بالتحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، واحترام الكرامة الإنسانية؟
هل تعيد النظر في سياستها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، حتى تتحول إلى سياسة ديمقراطية شعبية؟
هل تعمل على وضع حد للفساد، والاستبداد، الذي ينخر كيان الشعب المغربي؟
وهل يدرك اليسار المغربي المناضل، والمنحاز إلى الجماهير الشعبية الكادحةن وطليعتها الطبقة العاملة، أن الشروط الموضوعية التي يعيشها في إطار هذا الواقع المأزوم، تفرض عليه أن يتكتل في إطار جبهة يسارية، حتى يناضل بشكل وحدوي، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة؟
هل يحرص على أن تصير تنظيماته ديمقراطية، حتى يكرس مصداقيته في النضال من أجل الديمقراطية؟
هل يعمل على تقوية تنمظيماته أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا؟
هل يحرص على فتح الأوراش الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية المشتركة؟
هل يتحمل مسؤوليته في إعادة الاعتبار للاهتمام الشعبي بالواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي؟
هل يعمل على توعية الشعب بواقعه؟
هل يضع برنامجا مشتركا لخوض الصراع الأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي، ضد الحركة الأصولية التي تلتهم المجتمع برمته؟
هل يحرص على ديمقراطية المنظمات الجماهيرية، حتى تتحول إلى إطارات فاعلة في دمقرطة المجتمع؟
هل يسعى اليسار المغربي إلى علمنة الممارسة اليومية للأفراد، والجماعات؟
هل يعمل على إقامة جبهة يسارية متماسكة، تصير نواة لإقامة جبهة وطنية للنضال، من أجل الديمقراطية؟
وهل يحرص على أن يفعل في الواقع، في فق تغييره، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة؟
هل يعمل على تفعيل برنامجه المشترك، في افق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، على خطى النضال من أجل تحقيق الاشتراكية، في إطار دولة وطنية ديمقراطية علمانمية مدنية، ودولة للحق والقانون؟
وهذه الأسئلة، وغيرها، مما لم نطرحه، والتي فرضت نفسها علينا، إنما تهدف إلى إعادة النظر في الاختيارات الرأسمالية التبعية: اللا ديمقراطية، واللا شعبية، وفي الممارسة اليسارية السائدة، والتي تحولت إلى مصدر لإلحاق الأضرار المتوالية بالشعب المغربي، الذي لم يعد يذكر أن هناك يسارا يناضل من أجله، سعيا إلى تغيير الأوضاع لصالحه. وقد آن الأوان، لأن يستعيد اليسار قوته التي لا تتأكد إلا بتطهير صفوفه من الانتهازيين، الذين وصلوا به إلى ما هو عليه. وهذه القوة لا تكون إلا أيديولوجية، وتنظيمية، وسياسية، حتى يمتلك القدرة على الفعل في الواقع، توعية للجماهير الشعبية الكادحة، ومساهمة منه في التغيير الذي تنشده لتحقيق طموحاتها التي تنتقل به إلى الأحسن، مما يضمن لها العيش الكريم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الربيع العربي: متي يمكن الحكم عليه بصدق؟
عبدالله محمود عزت ( 2015 / 11 / 22 - 21:32 )
بزغ الربيع العربي في تونس ونظرا لتحييد دور الجيش التونسي و وجود كوادر مؤهله و فاعده علميه جيده فقد تبدل الحال نحو مزيد من الحريه والديمقراطيه. ربما كان الحال في مصر أبطأ و أقل تأثيرا في نفس المدي القصير ولكن الثورات قد لا يمكن قياس تأثيرها إلا بعد عده عقود من بدايتها ولنا في الثوره الفرنسيه وغيرها الأسوه والمثل. ومن المؤكد أن المردود في ليبيا واليمن كان محدودا نظرا لعدم وجود مؤسسات قادره علي إداره البلاد أو قوي يمكنها السيطره علي مقدرات الشعب بعد القذافي وإنحياز الجيش اليمني للمخلوع في اليمن إلي جانب الإنهيار الإقتصادي السريع وسيطره إزكاء الطائفيه الدينيه البغيضه علي ما سواها. فهل من أليه سلميه تسعي لها الشعوب الربيع للتغير الناعم المبني علي قواعد وتشريعات واضحه وعادله يحميها القانون والدستور قبل الأله العسكريه ؟ .


2 - رد الى: عبدالله محمود عزت
محمد الحنفي ( 2015 / 11 / 22 - 23:32 )
إننا لا نستطيع إنكار تعطش الشعوب في البلاد العربية إلى حركة جماهيرية واسعة، في أفق تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، على المستوى القريب والمتوسط والبعيد. وعندما تحركت تونس، كانت البداية، وأخذ الأمل ينمو في انتاع الحركة التي صارت تسمى فيما بعد بالربيع العربي، بعد تداول العديد من التسميات التي لم تدم طويلا، غير أن الشروط القائمة في البلاد العربية، ليست مؤهلة لإنتاج الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، نظرا لطبيعة الجماهير المساهمة في الحركات الجماهيرية الواسعة، ولطبيعة التنظيمات المؤطرة لتلك الحركات، ولكون الفكر الظلامي هو السائد، حتى وإن كانت الشعارات المرفوعة لا تعكس ذلك، نظر لسيادة الثقافة المستندة إلى الدين الإسلامي، وإلى التراث المؤدلج للدين الإسلامي، ولوجود تنظيمات قوية تحتضن الفكر الظلامي، وتنشره باسستمرار في صفوف الشعوب العربية، وفي جميع أنحاء العالم. وهي تنظيمات مدعومة من الرجعية العربية، ومن النظام الراسمالي العالمي، إلى جانب انعدام حركة تنويرية علمانية قوية، ونظرا للضعف الذي يعاني منه اليسار على مستوى البلاد العربية، وعلى مستوى المغرب، مما جعله في موقف من العجز عن احتواء وتوجيه وضبط الحركات الجماهيرية الواسعة، التي صارت في معظمها تحت تأثرير التنظيمات الظلامية، التي استأسدت بالدعم الخارجي، ووصلت إلى مراكز القرار من أجل التحكم في القرار السياسي، كما هو الشأن بالنسبة للمغرب، أو من أجل اعتماد الإرهاب وسيلة للوصول إلى مراكز القرار، كما حصل في العديد من الدول العربية. وهو ما يعني إعادة صياغة الشروط الملائمة لإحداث تغيير إيجابي لصالح الجماهير الشعبية الكادحة. وهي مهمة ليسة موكولة إلى الحركات المؤدلجة للدين الإسلامي، بقدر ما هو موكول إلى الحركة الديمقراطية التنويرية العلمانية اليسارية القوية. وهذه الحركة لا زالت ضعيفة ومتشرذمة في البلاد العربية بما في ذلك المغرب.


3 - نحتاج لمواقف اممية لواد قوى الظلام الاسلاموية
وداد عبد الزهرة فاخر / رئيس تحرير السيمر ( 2015 / 11 / 23 - 08:40 )
ساد الفكر الظلامي التكفيري أجواء البلدان العربية ضمن خطوط متعددة ساهمت بها الدول الاستعمارية الاحتكارية التي مهدت لذلك بمدرسة الكوادر للتظاهرات سوية مع قوى الرجعية العربية الممثلة بالوهابية التي تقودها كل من قطر والسعودية وسارت من وراءها قوى الظلام الاسلاموي باحزابها المختلفة التي تسند سياسيا الوهابية وقواها الممثلة في الحكومات التي تنهج نهجا اسلامويا بعيد عن التقدم والتطور الحضاري .
والحل يجب ان يكون امميا في مجابهة هذه الهجمة المتوحشة بوحدة جماعية لقوى اليسار والتقدم العالمي وليس فقط بوحدة القوى الوطنية المحلية والاستفادة من خبرات قوى التقدم واليسار العالمي السابقة في مواجهة الفاشية والنازية والوقوف بوجهها فالقضية الانية ليست قضية تشتت اليسار المغربي فقط بل هي هجمة استعمارية اعتمدت قوى ظلامية متدرجة في التفكير لكنها في المحصلة النهائية متوحدة في مطالبها الظلامية ضد كل قوى الخير والحرية والديمقراطية في العالم .


4 - رد الى: وداد عبد الزهرة فاخر / رئيس تحرير السيمر
محمد الحنفي ( 2015 / 11 / 23 - 09:12 )
إن ما أثبتته الظلامية، وقواها، وأدواتها الدعومة من قبل النظام الرأسمالي العالمي، وأدواته الرجعية، وفي مقدمتها السعودية، وقطر، وتركيا، أنها أكثر إخلاصا في تنفيذ المخططات الراسمالية العالمية، وأكثرها ابتداعا في تحريف الدين الإسلامي، بتحويله من دين لإنتاج القيم النبيلة، إلى وسيلة للسيطرة على شعوب المسلمين، والشعوب العربية، وتكريس لاستبداد بها، ونشر الإرهاب عبر العالم، عن طريق دعم الاستبداد القائم، أو العمل على فرض الاستبداد البديل، الذي يذيق العرب، والمسلمين، وغير المسلمين، الويلات التي لا قبل للإنسانية بها، إلى درجة أن الظلامية الهمجية، أصبحت داء عضالا، يصيب كل المجتمعات، في جميع القارات، كما أثبثت التجارب ذلك. وأنا أتفق مع الأخ الكريم، وداد عبد الزهرة فاخر: رئيس تحرير السيمر، على أن محاربة الظلامية، ومنتجيها، وداعميها، ومموليها، هي مهمة أممية على جميع المستويات: الأيديولوجية، والعسكرية، والتنظيمية، والسياسية، في أفق القضاء المطلق على الظلامية، والظلاميين، لإعفاء البشرية من ويلاتهم. وذلك لا يتاتى إلا باقتلاع الجذور الفكرية، والأيديولوجية المنتجة للظلامية. وعلى القوى الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، والتنويرية، والعلمانية، أن تعلنها حربا لا هوادة فيها على الظلامية، والظلاميين، وعلى الشعوب العربية، والإسلامية، أن تتحرر من أسر أيديولوجية الظلام، التي تجعلها تحلم بالجنة يوم القيامة، في الوقت الذي تعاني فيه من جحيم الحياة.


5 - العزيز محمد الحنفي
ناصر عجمايا ( 2015 / 11 / 23 - 11:48 )
نتابع عن كثب مقالاتكم وردود أفعالكم عبر المواقع المختلفة
أطلعنا على مقدمتكم للحوار البناء من أجل مغرب جديد متطور في النظور العلمي التقني الديالكتيكي وصولاً للأشتراكية العلمية لتحرير الطبقة العاملة وفقراء المغرب من الوضع المأساوي الذي يمر به المغرب عبر قرون من الزمن العاصف ، أسوة بالبلدان العربية والأسلامية التي تنحوا نفس الظريق المظلم.
كيف يرى الكاتب المقتدر ليقدر الفترة الزمنية لخلاص الشعوب المضطهدة من الوضع الحرج والظلم والظلام الدامس والدماء الزكية التي تراك عبر عقود من الزمن؟؟ وما هي الحلول الناجحة لهذه الشعوب المبتلية بواقعها المرض الطيئيب الدامي؟


6 - رد الى: ناصر عجمايا
محمد الحنفي ( 2015 / 11 / 23 - 13:11 )
تحية للرفيق ناصر عجمايا.
إن سؤالكم المتعلق بالفترة الزمنية لخلاص الشعوب المضطهدة، ومنها الشعب المغربي، من الوضع الحرجن والظلم، والظلام الدامس، والدماء الزكية، والمتعلق بالحلول الناجعة لهذه الشعوب المبتلية بواقعها المريض، والدامي.
إن المسألة المطروحة ليست في تقدير المدة الزمنية لخلاص الشعوب المضطهدة، والمقهورة. فجميع الشعوب، ومنها الشعب المغربي، تعاني من إرث ثقيل، يحول دون إدراكها لما تعاني منه، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالإرث الناجم عن الدين، الذي تحول إلى منظومات أيديولوجية متعددة، منذ موت محمد بن عبد الله، لتصير تلك الأيديولوجيات، التي تحولت إلى أديان متعددة، تحت يافطة الدين الإسلامي، لتدخل الشعوب في البلاد العربية، وفي بلاد المسلمين، في متاهات من التضليل، التي لا حدود لها؛ لأن الذوات المضللة لا تعيش في الواقع، بقدر ما تسجن نفسها في تصورات مثالية، ناجمة عن طبيعة الأيديولوجيات الدينية التي تقود إلى مفهوم الجهاد، وإلى مفهوم القتل، والذبح باسم الل،ه وباسم تطبيق الشريعة الإسلامية، لتحقيق المثال الذي يصعب تحققه بوسائل أخرى غير سفك دماء المخالفين، والقضاء عليهم، لإخضاع المجتمع إلى حكم استبدادي متخلف؛ بل هي في العمل على تغيير الشروط الموضوعية القائمة على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، ورفع مستوى وعي الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، بأوضاعها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وبخطورة الاستغلال الأيديولوجي، والسياسي للدين، أيا كان هذا الدين، والانخراط الجماهيري الواسع في النضال الديمقراطي، الذي تقوده الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، في أفق تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية.


7 - أين يتموقع اليسار في الخارطة السياسية بالمغرب؟
محمد الدفيلي ( 2015 / 11 / 23 - 11:59 )
أنا لست يساريا،كما تعلم ذلك استاذيا الكبير,لكننا اليوم ومن منطلق حزبي ،نرى ضرورة تحديد التوجهات الاديوليوجية و الفكرية للاحزاب المغربية على السواء حتى ،تضح معالم كل تيار،عوض هذا الكم الهائل من الاحزاب المنقسمة على نفسها خاصة في اقليم الرحامنة.
مع تحياتي ،محمد الدفيلي مدير جريدة السفير الالكترونية.


8 - رد الى: محمد الدفيلي
محمد الحنفي ( 2015 / 11 / 23 - 14:05 )
الأخ محمد الدفيلي
تحية طيبة
بالنسبة لتموقع اليسار في المغرب، يستلزم طرح السؤال: أين يتموقع اليمين في المغرب؟ وهو سؤال مضلل، كالسؤال المتعلق بتموقع اليسار في المغرب؛ لأن اليسار يسار في موقعه، ولأن اليمين يمين في موقعه، وكان المفرض أن يطرح السؤال حول انحياز اليسار، وانحياز اليمين. وبالمقارنة مع انحياز اليمين إلى الطبقة الحاكمة، وإلى المؤسسة المخزنية، فإن اليسار منحاز إلى الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة؛ لأن وجوده في الأصل، مرتبط بالنضال من أجل التحرير والديمقراطية، والاشتراكية، وليس من أجل استغلال الكادحين، وهضم حقوقهم، كما هو الشأن بالنسبة لليمين.
وبالنسبة للأحزاب التي يصطف فيها الناس على أساس المصلحة الخاصة، فإنها لم تقم في الواقع على الأسس الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، كما هو الشأن بالنسبة لليسار. ولذلك فأنأ أتفق معك علي ضرورة إعادة صياغة الأحزاب القائمة على الأسس المذكورة، حتى ينتمي إليها المواطنون على أساس الاقتناع بأيديولوجيتها، وبتصورها التنظيمي، وبمواقفها السياسية، حتى تتجنب الأحزاب الانقسام المتعدد، الذي يقودها إلى التشرذم. فكأنها أحزاب غير قائمة أصلا، أو كأنها مجرد مجموعات مصلحية. وطابع الانتماء إلى الأحزاب على أساس المصلحة، لا على أساس الاقتناع، هو الذي يجعل الأحزاب ضعيفة باستمرار.


9 - ضياع اليسار / مرارة الفرجة
محمد التهامي بنيس ( 2015 / 11 / 23 - 12:44 )
مداخلتي في النقاش سبق ونشرتها في صفحة اليسار والديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي . منذ سنة 6-11-2014 , وكنت خصصتها لحزب يساري مغربي تقدمي يدعى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . وبما أنه يعتقد أن يتزعم اليسار المغربي . فإني أنشر مساهمتي في الحوار وهي تخص اليسار كاملا

ضياع اليسار .مرارة الفرجة
في لحظة يأس من مخاض فرجة ما وصف وسمي تطويرا لليسار المغربي .بينما هو يعيش حالة الانحلال والتفكك . وينأى عن الوحدة والديمقراطية الداخلية . وعن استعمال العقل والفكر الذي يؤدي إلى الإقناع . ويرجح كفة الفرجة السياسية المتحركة من فضاء إلى فضاء آخر . ومن مبدأ إلى مبدأ آخر . يوظف هنا الحكواتي ( قائد الحزب أو زعيمه ) ويوظف هناك الراوي . لتشخيص مواقف متباينة ومتناقضة , فيما بينها , ومتناقضة مع مبادئ اليساري التقدمي حالة أي حزب هذه أصبحت مقززة ومنفرة . أشعرتني في كثير من المحطات بأنني أصرخ وحيدا عند فوهة بركان سياسي . بين يوم وآخر يقذف حمما تتطاير في الفضاء ثم تستقر جاثمة على أرض الواقع المرير- واقع اللاشيء يفعل - أصرخ فيخرج صراخي صمتا مخيفا مما أدى إلى التهاب مشاعري وتعطل تفكيري وأخشى أن يكون لتحليلك وآرائك ذات القيمة والحمولة اليسارية العلمانية . نفس الصدى . أمام تسارع أحداث التضاد وسكاكين قطع شعرة التلاقي أو التفاهم . تتصارع قبالتنا . ونحن نستلذ الفرجة في ذهول وصمت وعجز لم نكن مسؤولين عنه بأي شكل في خضم هذه الحالة . قررت يوما أن ألتحق بالصمت . أسوة بكثير من مناضلي ومناضلات اليأس . لكنني شعرت بهلامية. ولا أخفي أنني أتصبب عرقا , وأطرافي ترتعش ولحظات الخوف تزداد من أن الكارثة قادمة والانفجار قريب والسقوط حتمية لا مفر منها . فالهيستيريا المتبادلة لم يعد من الممكن التحكم في أحاسيسها . لأن المصابين فقدوا السيطرة على أنفسهم نتيجة ما حصل من اضطراب في التحول . بغرابته المثيرة للفرجة , التي تشكل صدمة للشخصية اليسارية , في نفس الوقت الذي تصدم الرأي العام والمهتم لقضايا كل الأحزاب . سواء أكان متشفيا أو متحسرا أو مراقبا . فالوقت يطول وبقصر معه عمر اليسار التقدمي الديمقراطي العلماني بكل حمولته التاريخية والنضالية والسياسية . لأن ما فيه من جوهر ولب المضمون والذي بني بالتضحيات والاغتيالات والاعتقالات والمواقف المبدئية . يغيبه ويزيحه نسق الأحداث البهلوانية , وشكلها الموسع لدائرة الفرجة في شخوص هذه الأحزاب . وطنيا أوإقليميا . سرا أو تهريبا لكل اللقاءات . في أي فضاء جغرافي , لا تراها إلا عروضا هزلية وفرجة كوميدية . تقحم الكوميديا في عالم السياسة . بأسلوب ينفر في الحزب , ويقرأ الفاتحة على سوء الختام . كل الأطراف تتصارع بشكل فرجوي . يغيب الفكر والجد في النضال . ليتحول الصراع بينها أحيانا كما لو كان صداما . وأحيانا كهدوء يسبق العاصفة . وأحيانا بلا مبالاة . وأحيانا بارتجال أفعال وارتجال قرارات غير محسوبة العواقب . فليس هذا هو اليسار المغربي الذي يبدو ضروريا في المشهد السياسي . اليسار صانع الأحداث . وصاحب المبادرات . وصاحب التضحيات . وصاحب النضال الجاد مع ولصالح القوات الشعبية وكل فئات المجتمع . لقد أصابه الوهن وأصبح هو الفرجة السياسية بعينها محمد التهامي بنيس


10 - رد الى: محمد التهامي بنيس
محمد الحنفي ( 2015 / 11 / 23 - 14:46 )
الأخ التهامي بنيس
تحية يسارية مناضلة
إن هذه المقالة التي ساهمت بها في هذا الحوار، توقع قارئها في الإحباط الممل، الذي يشيع اليسار إلى مثواه الأخير.
والمشكل القائم في المجتمع المغربي، ليس هو ضعف اليسار، أو تشرذمه، أو تلاشيه، كما توحي بذلك المقالة المعاد نشرها؛ بل هو اختلال ميزان القوى لصالح القوى اليمينية، واليمينية المتطرفة، بفعل عوامل متعددة، لا داعي إلى الخوض فيها الآن ،ليبقى اليسار محاصرا، ومنزويا على نفسه، وضعيفا، ومتشرذما، نظرا لانعدام، أو تقلص من ينصت إلى خطاب اليسار؛ ولكن هذا ليس معناه الحكم على اليسار بالموت؛ لأن اليسار قائم، وسيبقى قائما، وسيعمل على تغيير ميزان القوى لصالحه، وسيتوحد على أسس أيديولوجية، وتنظيمية، وسياسية، وسيصير قويا، وسيناضل لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، التي تنخرط في نضالات اليسار بعد استعادتها من عمق الوعي الزائف، إلى الوعي الحقيقي، الذي افتقدته بفعل التضليل المزدوج، الذي ساهم فيه، بشكل كبير، وعي البورجوازية الصغرى، باعتبارها متذبذبة، ومتقلبة، وغير مستقرة، وحاملة لأيديولوجية توفيقية، وتلفيقية، لا هي بأيديولوجية اليمين، ولا هي بأيديولوجية اليسار، بالإضافة إلى انتقال العديد من البورجوازيين الصغار، من مواقع اليسار بين مزدوجتين، إلى مواقع اليمين المتطرف، وأصبحوا أكثر خطرا على اليسار من اليمين التقليدي.
أما اليسار بمفهومه الصحيح، فباق إلى أن يحقق أهدافه المرسومة، والمتجددة باستمرار.


11 - لكن المشكلة فيما انتج التكفيريون الظلاميون
وداد عبد الزهرة فاخر / رئيس تحرير السيمر ( 2015 / 11 / 23 - 18:54 )
شكرا جزيلا استاذي العزيز محمد الحنفي
ما اكدتة في ردكم هو الصحيح وما يعانيه اليسار المتشرذم هو نتاج سيولة الأموال التي تملكها القوى الظلامية بشخص حكوماتها ولذلك نرى رأس المال يحرك شخوص وحكومات من خلال الشركات الاحتكارية ورجال الاعمال التي تزيد من بؤس الطبقة العاملة وتضيف قيودا لقيودها .
والفساد جزء مهم للسياسات لتي وضعها الاحتكار الذي غيب عن عمد قوانين الاقتصاد ونظمه وترك المعدمين بين سلطة الدولة القمعية وفساد الطبقة الحاكمة فزاد من مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية وعمق الصراع الطبقي لذلك تبقى وحدة الطبقة العاملة اساسا لكل تحول ديمقراطي
وبذا نستطيع محاربة الإرهاب الذي يستخدمه الفساد والمفسدون وسيلة لنمو وتضخم سرقاتهم المالية من جهد الطبقة العاملة
ولذلك يجب ان تكون هناك توعية إعلامية حراك جماهيري منظم ولقاءات بين لاحزاب اليسارية لوضع برنامج موحد لنضال اجتماعي سياسي يأخذ بالحسبان مصلحة الطبقة العاملة المغربية وقواها المحركة


12 - رد الى: وداد عبد الزهرة فاخر / رئيس تحرير السيمر
محمد الحنفي ( 2015 / 11 / 23 - 19:52 )
تحية للأخ وداد عبد الزهرة فاخر / رئيس تحرير السيمر.
ما يجري الآن في العالم، وفي البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، جاء، ويجيء نتيجة لتحالف الرأسمالية العالمية، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والرجعية العربية، بقيادة السعودية، وقطر، ودولة إسرائيل الصهيونية، محاولة منهم للسيطرة على العالم العربي، والإسلامي، ولقطع الطريق أمام إمكانية ظهور، أونبثاق قطب جديد، في مقابل القطب الرأسمالي الأمريكي، ودعم هذا التحالف الرأسمالي الأمريكي الرجعي الصهيوني، للحركة الظلامية، حتى لا نقول الحركة الإسلامية، نظرا لدورها في إسقاط الدولة الاشتراكية، في أفغانستان، ولقيامها بإضعاف دولة الاتحاد السوفياتي السابق، الذي تحول إلى مجموعة من الدويلات، التي يعتبر بعضها حليفا وفيا للولايات المتحدة الأمريكية، وللنظام الرأسمالي العالمي، ونظرا لدورها في تشويه الاشتراكية، وكل الحركات الماركسية في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وتنفير المسلمين منها، باعتبار المقتنعين بها كفارا، وملحدين، ونظرا لدور هذه الحركات الظلامية، في التخلص عن طريق الاغتيلات المتوالية، للعديد من الأقلام اليسارية، والتنويرية، وللعديد من قادة اليسار، مما أدى بالضرورة إلى إضعاف اليسار، وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، واستمرار الحركات الظلامية في نهش لحوم اليساريين، والعمل على الفصل بينهم وبين الجماهير الشعبية الكادحة، حتى لا يعملوا على التأثير فيها. إلا أن ما يجري الآن في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وعلى المستوى العالمي، يقتضي من اليسار، ومن اليساريين، العمل على إعادة الاعتبار لليسار، وللتنظيمات اليسارية، من منطلق أن اليسار هو وحده المؤهل لقيادة النضال الطبقي، ضد التحالف الرأسمالي الرجعي الصهيوني، وتعبئة الجماهير الشعبية الكادحة، من أجل انعتاقها من أسر الفكر الظلامي، وخاصة بعد ظهور داعش في العراق، والشام، والإفتاء بجهاد النكاح، وإعادة تنشيط أسواق النخاسة، ودوس كل القيم النبيلة، التي نعتبرها قيما مستمدة من الدين الإسلامي، الذي لا علاقة له بما تقوم به أمريكا، والرجعية العربية، وكل التنظيمات الظلامية، التي تقف وراء نشر الإرهاب في العالم.


13 - أنا متفاءل كثيرا بحركة واعدة للطبقة العاملة
وداد عبد الزهرة فاخر / رئيس تحرير السيمر ( 2015 / 11 / 23 - 20:49 )
شكرا لك سيدي الكريم واستاذي محمد الحنفي
لا انكر ان هناك تراجع كبير لنضال الطبقة العمالية العالمية ، وخفوت تام لحركة التحرر الوطني العربية خصوصا لكن تحرك القوى الوطنية المرتبطة اصلا بالقوى والحكومات التي تسير قسم منها على النهج الماركسي وهي دول أمريكا اللاتينية باعتقادي سيستنهض همم ونشاط الحركات والأحزاب الماركسية العربية التي حجم دورها عاملين أولهما سقوط العالم الاشتراكي وبروز ما سمي حينها بـ - الصحوة الإسلامية - التي كانت ولا زالت عاملا رئيسيا بيد قوى القمع العربي واستخدمت بعد ذلك كقوة قمع عالمية باسم القاعدة واخواتها والتي انبثقت داعش وفروعها من عندها . وكان لدور دولة وطنية وقوى قومية عربية الدور الرئيس بانبثاق داعش بحجة محارية المحتل الأمريكي وبذا استفادت قوى الظلام الاسلاموي وشجعت ودعمت فكرة الجماعات الإرهابية التي تشعبت وتوسعت بعد ربيع أمريكا الأسود وفق الخطة الصهونية التي نفذها الصهيوني برنارد هنري ليفي . وعندها وقعت الدولة الوطنية والقوى القومية في حفرة الإرهاب التي حفروها من قبل بعد ان ظهرت مخالب الحركات الإرهابية الامريكية .
واعتقد ان الدائرة ستدور بعد ان تنفض الحركات والأحزاب الماركسية غبار الخوف من الجماعات الاسلاموية والارهابية وتشكل قوى فاعلة جديدة على الساحة العالمية وفق تحالفات مستقبلية مع قوى وطنية ذات مصلحة حقيقية في عملية التغيير المستقبلية والتي ستكون الطبقة العاملة نواتها .


14 - رد الى: وداد عبد الزهرة فاخر / رئيس تحرير السيمر
محمد الحنفي ( 2015 / 11 / 23 - 22:02 )
مرة أخرى أشكر الأخ العزيز وداد.
إن التحولات التي يعرفها العالم، وعلى جميع المستويات، لا بد أن تسلك الطريق الصحيح، إذا كانت الجماهير الشعبية الكادحة في مستوى التقاط اللحظة المناسبة، بعد امتلاك الوعي بالأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، على أن لا يصير هذا الوعي مقلوبا، أو زائفا، كما هو حاصل الآن في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين. وإذا كانت هناك نخبة تمتلك الوعي الصحيح، فإن فرض الحصار عليها، وعلى جميع المستويات، يجعلها عاجزة عن أداء دورها، لكن عندما يتم التفاعل بين المحلي، والأممي، وعلى مستوى الإعلام السمعي البصري، والمقروء، والإليكتروني، وعلى مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، فإن ذلك التفاعل، لا بد أن يؤتي أكله على المدى القريب، والمتوسط، والبعيد. وما حصل في بلدان أميريكا اللاتينية من تطور في المسار السياسي / الديمقراطي، الذي أوصل الحركة اليسارية إلى مراكز القرار، لا بد أن يكون له تأثير على المدى البعيد في إفريقيا، وفي آسيا، وحتى في أوروبا. لكن ما يجب أن لا نغفله، أن دول أمريكا اللاتينية، عانت كثيرا من السيطرة الأمبريالية، التي كانت تحشر أنفها في كل ما يجري في أي دولة من دولها، وأن هذه الدول، لم تعرف نمو الحركات الظلامية، التي تسرطنت في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين. وهو ما يجعل الشروط المختلفة في أمريكا اللاتينية، تساعد على امتلاك الوعي بدور اليسار، في مواجهة الرأسمالية العالمية، بشركاتها العابرة للقارات. فالتفت الجماهير الشعبية حول اليسار، ودعمته دعما مصيريا، فكان الإبداع النضالي لليسار، وللجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، ليصير اليسار في مراكز القرار، ولينتج ما يجعل الجماهير الشعبية الكادحة تزداد التفافا حوله. وهو عمل لا بد أن يؤثر على مجريات الأمور على مستوى الكرة الأرضية، وبالطرق الديمقراطية، التي لا علاقة لها بالفساد السياسي / الانتخابي، الذي لا زال معتمدا في البلاد العربية، بما فيها المغرب، وفي باقي بلدان المسلمين، نظرا لسيادة الوعي الزائف، الذي يقف وراء تمكنه من الواقع جملة من الشروط الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. ولذلك لا بد من العمل على إنضاج شروط نقيضة للشروط القائمة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وخاصة في المغرب، حتى يمكن لليسار أن ينطلق في افق تحقيق أهدافه الكبرى، وفي مقدمتها جعل الجماهير الشعبية الكادحة مالكة لوعيها بأوضاعها المادية، والمعنوية، وملتفة حول اليسار، بدل التفافها حول الحركات الظلامية. وحين ذلك، ستعرف البلاد العربية، ومنها المغرب، واقعا مختلفا، جملة وتفصيلا.


15 - كيف جاءت حكومة العدالة والتنمية للحكم ؟
عبد الرحيم ازبيدة ( 2015 / 11 / 23 - 20:54 )
تحية تقدير واحترام للأخ محمد الحنفي على فتح هدا اللقاء الرفاقي التواصلي الشيق .
من المؤكد أن السلطة في المغرب كانت دائما تسعى لتجديد نفسها عبر إدماج نخب سياسية جديدة.فإذا كان إدماج حكومة التناوب التوافقي بقيادة عبد الرحمن اليوسفي والنخبة السياسية التي تمثلها بهدف تأمين انتقال الحكم والسلطة إلى الملك محمد السادس،وتجاوز مرحلة السكتة القلبية بتبني مشاريع تتناقض كليا مع هويتها الإيديولوجية ، تكبد اليسار عامة نتائجها، فإن إدماج حزب العدالة والتنمية وفق قواعد اللعبة السياسية في السلطة كان الورقة السياسية الرابحة بالنسبة للنظام للتعامل مع وضع جماهيري ثوري قائم في سياق ما يسمى بالربيع العربي وفي ظل أوضاع اقتصادية واجتماعية مزرية.ليبدو أن النظام في سياق إعادة إنتاج نخب سياسية جديدة وبنفس السيناريو السابق.
فجاء خطاب 9 مارس كمناورة سياسية لكبح دينامية حركة 20 فبراير وخلق اصطفاف طبقي من حول السلطة، لتعبيد الطريق أمام حزب العدالة والتنمية الوافد الجديد

على - دار المخزن - عبر الدعم الإعلامي والمؤسسي والمالي وعبر الآلية الديمقراطية المتحكم فيها من طرف وزارة الداخلية ذات الباع الطويل في صناعة الخرائط السياسية بالمغرب،بالإضافة للتاريخ الدموي الأسود لتوظيف هدا التيار من طرف وزارة الداخلية لتصفية حساباتها مع اليسار المغربي واغتيال رموزه.
كما تبين بالمكشوف أن الولايات المتحدة الأمريكية ترحب بالوافد الجديد الذي لا يتناقض مع مصالحها الإستراتيجية في المنطقة والذي يروج للإسلام السياسي المعتدل وللنموذج التركي في المنطقة. هدا بالإضافة إلى استغلاله للفضاء الروحي للشعب المغربي، والوفرة المالية التي تراكمت لديه عبر الدعم الخارجي.
لقد نجح النظام بعد خطاب 9 مارس في احتواء الوضع، من خلال سيناريوهاته المتعددة والمتنوعة في خلق اصطفاف طبقي من حوله وتوسيع قاعدته السياسية بإدماج حزب العدالة والتنمية في السلطة.ومهدت الوثيقة الدستورية المنزلة الطريق لانتخابات سابقة لأوانها فجاءت انتخابات 25 نونبر 2011 التي أوصلت حزب العدالة والتنمية إلى دار المخزن،ضمن تكتيك محكم للالتفاف على مطالب الحركة وتفكيكها عبر آلية - ديمقراطية - مزعومة،فاقدة للشرعية الشعبية والديمقراطية،يؤطرها هاجس التحكم والحرص الدائم على صنع الخرائط السياسية عبر اختيارات ومخططات محددة سلفا من طرف خبراء النظام وفي دهاليز وزارة الداخلية ومكاتب الدراسات الأجنبية.وشكل انسحاب جماعة العدل والإحسان من الحراك الشعبي وما يطرحه دلك من تساؤلات سيجيب عنها التاريخ، دعما سياسيا مكشوفا لحزب العدالة والتنمية وكبحا لدينامية الحركة التي كانت في أوجها، وبدت الجماهير الشعبية منشقة حول نفسها بين متشبث بمطالب ومشروعية حركة 20 فبراير وبين مراهن على حكومة ليبرالية متأسلمة.


16 - رد الى: عبد الرحيم ازبيدة
محمد الحنفي ( 2015 / 11 / 24 - 06:13 )
الرفيق عبد الرحيم ازبيدة.
تحية نضالية عالية.
إنني لا أستطيع إلا أن أتفق معك جملة، وتفصيلا، في تحليلك العلمي الدقيق للممارسة المخزنية، التي أصبحت واضحة للعيان، والتي تؤكد ان الأجهزة المخزنية محكومة، باستمرار، بالعمل على التحكم في الخريطة السياسية، حتى لا تنفلت الأمور من بين يديها، انطلاقا من إعادة صناعة النخب، خاصة وأن الأيديولوجية المخزنية، تجعل الجميع يحلم بالوصول إلى مراكز القرار، من أجل القيام بدوره في تقديم الخدمات المجانية، وبدون مقابل للشعب المغربي، الذي يبقى محروما من كافة حقوقه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ومن حقه في إيجاد دستور ديمقراطي شعبي، ومن حقه في التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، كامتداد لتحكم الفساد، والاستبداد. وإذا كان اليوسفي قد قدم خدمات جلى للطبقة الحاكمة، وللمؤسسة المخزنية، فإن أفضل خدمة قدمها على الإطلاق، هو إضعافه لليسار، الذي صار يراوح مكانه، ولا يستطيع التطور الذي يسعى إليه، من خلال العمل على تجميع قواه الضعيفة، والمتشرذمة، التي لا تريد أن تكون صريحة مع نفسها، لتمارس نقدا ذاتيا، بانتهاجها منهج الشهيد المهدي بنبركة، والشهيد عمر بنجلون، وباستفادتها من التجارب اليسارية العالمية، وبإعادة الاعتبار للتحليل الاشتراكي العلمي، في التعامل مع الواقع، في تجلياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. هذا المنهج الذي يبرز بشكل واضح، ودقيق، في تحليل الرفيق عبد الرحيم ازبيدة، والذي بدونه لا يمكن تقديم التحليل الملموس، للواقع الملموس، كما فعل لينين مع الواقع الروسي، وكما فعل الشهيد عمر بنجلون الذي اغتالته أيادي الظلام، تحت إشراف مؤسس حزب العدالة والتنمية، إلى جانب الأجهزة القمعية المخزنية، حتى نفهم: لماذا تعتمد الأجهزة المخزنية حزب العدالة والتنمية لاستيعاب النخب المؤدلجة للدين الإسلامي، والتي تأتي في إطار الحرص على تأكيد الاستبداد القائم، وإقرار الفساد المنتج له، بمنطق عفا الله عما سلف، كما صرح بذلك بنكيران الذي تحول إلى حليف طبيعي للفساد، والاستبداد، إقرارا منه بالأمر الواقع، الذي استطاع أن يحتوي كل التوجهات البورجوازية الصغرى، المريضة بالتطلعات الطبقية، حتى وإن استطاعت أن توظف الدين الإسلامي الذي تستغله أيديولوجيا، وسياسيا، لتصل بذلك إلى عمق الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، التي تبتلى باللهث وراء التوبة، من ذنوب لم ترتكبها، بقدر ما ارتكبها حزب العدالة والتنمية ومن على شاكلته في حقها، بتضليلها، من أجل تغييبها عن واقعها الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، لتنتقد فسادا، بانخراطها في فساد مواز له، ولا ينفيه. فالفساد الذي يشيعه حزب العدالة والتنمية في المجتمع، هو ما يمكن تسميته بالفساد الديني، الذي يتجسد في شراء ضمائر الشعب المغربي، وضمائر كادحيه، بمن فيهم الأرامل، والعجائز، باسم الإحسان الديني، الذي تمارسه الجمعيات الإحسانية الممولة من جهات خارجية، والذي أصبحت تمارسه حكومة عبد الإله بنكيران، لسرقة أصوات الشعب المغربي في الانتخابات البرلمانية المقبلة. إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه علينا هو: ألا تعتبر تجربة بنكيران، وسيلة لإحداث انهيار في التنظيمات الظلامية، من خلال ما يقدمه من خدمات بليغة للطبقة الحاكمة، وللمؤسسة المخزنية، كما تدل على ذلك كل الممارسات المخزنية / البنكيرانية؟


17 - راهنية اليسار . ضعف وانسحاب
محمد التهامي بنيس ( 2015 / 11 / 24 - 11:39 )

راهنية اليسار . ضعف وانسحاب
كنت صادقا وقوي الطرح في تشخيص الواقع الاقتصادي والاجتماعي . وإن كان لي أن أضيف فأذكر فقط بتردي الوضع الثقافي تحت قيادة وزراء ينتمون إلى اليسار . لم يستطيعوا إخراج الثقافة من تقوقعها . بل هي تسير نحو المجهول , بالصمت المطبق حيال المد الأصولي واكتساحه للفضاءات الثقافية والفنية , واقتحامه بعض الأندية الثقافية وجل دور الشباب التي يهجرها المتعاطي للأنشطة الثقافية ذات الحمولة الاشتراكية . ناهيك عن العلمانية . فكأن المثقفين استقالوا واختاروا الانزواء . إلا من بعض الخرجات المعدودة على أعمدة الجرائد الورقية التي تعاني بدورها من غياب قرائها أو إحجامهم على قراءتها . وهذا ما يؤكد أن هذه الوزارة انغمست في خدمة مصالح الطبقة الحاكمة أسوة بمن يدورون في فلك هذه الطبقة من المستغلين إن التحكم في حصول أبناء الشعب المغربي على وظائف . يزيد من أزمة تغييب مناصب الشغل في القطاعين العام والخاص , زيادة على هضم الحقوق والتجني عليها بالتسريح والإغلاق من جهة , ومحاولة منع وثني العمال والمأجورين على حقهم في الإضراب كوسيلة لاستعادة حقوق أو الدفاع عنها . وغير هذا مما ذكرته موفقا في تحليلك أخي الحنفي . أي أنه أفرز وضعية كل مؤشراتها – مؤشر البطالة في صفوف المعطلين وحملة الشهادات كمتغير مستقل – مؤشر الفقر كمتغير وسيط – ومؤشر الاستقرار السياسي كمتغير تابع – كلها مؤشرات تنبه إلى السير نحو الكارثة . ولمنع الكارثة من وقوعها , نحتاج إلى يسار قوي . في حين أن يسارنا المغربي يعاني – وباستمرار وسبق إصرار – من التشرذم والضعف . وضعف اليسار المغربي , سببه ضعف قادته في الوقت الراهن . لأنهم لم يستطيعوا – لا أقول توحيد الرؤى أو توحيد الأيديولوجية – فهذا راهنيا يبدو من المستحيلات . وكأني باليسار ينتظر مخرجا أو طريقا مجددا . قد يكون أمل مولد حزب جديد بحمولة يسارية متجددة تجتمع حولها الأحزاب اليسارية الحالية . وهو ما يلوح في الأفق من خلال الحضور المتنوع من مناضلات ومناضلي مختلف الأحزاب اليسارية في اللقاء التأسيسي لحزب البديل الديمقراطي . وإغناء أدبياته بآراء وأفكار تروم التوحيد , وتقطع مع التشرذم الواقع والمعاش . يعتمد الحوار مبدأ . ويضع حدا لتدجين الشباب وتهجين أنشطتهم . ولعل من شأن هذا التجميع , إعادة صياغة واقع اليسار بواقعية لا تعيد نفس الإنتاج ولا تبقي على نفس الهفوات محمد التهامي بنيس


18 - رد الى: محمد التهامي بنيس
محمد الحنفي ( 2015 / 11 / 24 - 14:43 )
الأخ محمد التهامي بنيس.
تحية يسارية.
إنني أيها الأخ الكريم، قد أتفق معك، وقد أختلف فيما تذهب إليه، إلا أن ما يمكن أن يجمعنا على مستوى الرؤى، والتصورات، أن الشروط القائمة الآن في الواقع الموضوعي، لا تسمح بنهوض جارف لليسار، إلا إذا تم تفكيك المعيقات القائمة في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في أفق نفيها، انطلاقا من التحليل الملموس، للواقع الملموس، الذي يحيلنا إلى ضرورة اعتماد القوانين العلمية، التي تساعدنا على التحليل العلمي الدقيق لواقعنا الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. والقوانين العلمية في مثل حالتنا، لا تتجاوز أن تكون قوانين الاشتراكية العلمية في تطورها، التي يمكن اعتبارها أساسا للبناء الأيديولوجي اليساري، الذي تتوحد حوله كل فصائل اليسار، مهما كانت صغيرة، خاصة وأن قوانين الاشتراكية العلمية، حتى وإن كانت من إبداع ماركس، وأنجلز، فهي ذات بعد كوني، مما يجعلها صالحة لتفكيك أي واقع مهما اختلف، حتى لا نسقط في تقليد تجارب الآخرين، التي لا يمكن تطبيقها على واقعنا، وحتى لا نبني أيديولوجية توفيقية تلفيقية، نسميها أيديولوجية لليسار، وهي ليست لا باليسارية، ولا باليمينية، ولا باليسارية المتطرفة، ولا باليمينية المتطرفة، إنها مجرد خليط من كل ذلك، الذي يسمونه بالخصوصية، التي لا يمكن نفيها عن الواقع، لكن، لا يمكن إسقاطها على الأيديولوجية، لأن الأيديولوجية، إما أن تكون يمينية، أو تكون يسارية، ولا شيء اسمه الأيديولوجية التوفيقية التلفيقية.
فأيديولوجية اليسار إذا، هي التي تقوم على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، والعمل على تفعيل المادية الجدلية، والمادية التاريخية، في التعامل مع الواقع، في تجلياته المختلفة، في أفق بناء أيديولوجية معبرة عن اليسار الفعلي، والصادق، في ارتباطه بمصالح الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة.
وبالنسبة لليساريين الذين تم استوزارهم في مرحلة معينة، وخاصة في إطار حكومة اليوسفي، فإن علينا أن نستحضر أن حكومة اليوسفي ،تحملت المسؤولية في ظل دستور لا وجود فيه لصلاحيات محددة للحكومة، التي لا تستطيع فعل أي شيء لصالح الشعب المغربي، بما في ذلك النهوض بالثقافة المغربية، التي لا يمكن أن تنهض إلا بخوض الصراع المرير، ضد ثقافة الظلام، والتخلف، التي تلقى رعاية خاصة من قبل الأجهزة المخزنية، على جميع المستويات، حتى وإن كانت حاضنة لثقافة التطرف، التي أنتجت عشرات الآلاف من الدواعش المغاربة، الذين يتحينون الفرصة، من أجل الانقضاض على الشعب المغربي، ومن أجل التخلص من كل اليساريين، ومن كل المتنورين.
ولذلك، فالوزراء المعتبرون يساريين في عهد حكومة اليوسفي، أو في عهد الحكومة التي جاءت بعدها، لا يمكنهم أن يفعلوا شيئا في الميادين الثقافية المختلفة، التي صارت ثقافة ظلامية مخزنية بامتياز. وهو ما ترتب عنه الاستمرار في اعتماد ثقافة متخلفة.
وإذا كان دستور فاتج يوليوز 2015، قد خص رئيس الحكومة بصلاحيات معينة، فإن رئيس الحكومة، وكل وزرائه، حتى وإن لم يكونوا من حزبه، لا يستطيعون أن يغيروا من الأمر شيئا؛ لأن حكومة الظل، هي التي تحكم، وهي التي توجه ما يجري في الحياة العامة، في الوقت الذي تعمل فيه أحزاب اليسار الصغرى، على خلق إطارات للعمل المشترك، في أفق الانتقال بها إلى مستوى الاندماج، فإن أحزابا أخرة تعتبر يسارية، تعاني من الاستمرار في الانقسام، والتشرذم، نظرا لاختلاف مشاربها الأيديولوجية، ونظرا لقيام قياداتها باستغلال الأحزاب، لخدمة مصالح لا علاقة لها بالانحياز إلى الجماهير الشعبية الكادحة.
ولذلك، فإن أي فعل لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، يقتضي إعادة النظر في كل الأيديولوجيات التلفيقية، والتوفيقية، المعتمدة من قبل أحزاب تعتبر نفسها يسارية ،في اعتماد أيديولوجية الوحدة، التي تقوم على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، في تطورها، من منطلق أن أيديولوجية الوحدة، هي أيديولوجية الكادحين، كما سماها الشهيد عمر بنجلون، في تقديم التقرير الأيديولوجي أمام المؤتمر الاستثنائي، المنعقد سنة 1975.


19 - شكرا جزيلا
وداد عبد الزهرة فاخر / رئيس تحرير السيمر ( 2015 / 11 / 24 - 15:07 )
استاذي العزيز محمد الحنفي أتمنى ان تشارك بمقالاتك على صفحات جريدة السيمر الإخبارية
[email protected]
www.alsaymar.org
مع تحياتي أيها المبدع

وداد


20 - رد الى: وداد عبد الزهرة فاخر / رئيس تحرير السيمر
محمد الحنفي ( 2015 / 11 / 24 - 15:37 )
سيكون لي شرف عظيم أن يحتضن موقعكم كتاباتي فتحية لكم ولموقعكم العظيم


21 - اليسار والحركات الاسلامية
ادهم ابراهيم ( 2015 / 11 / 25 - 09:40 )
طرحك موضوعي وفي وقته . وهذه المشكلة نعاني منها في كل مكان . بعد سقوط الاتحاد السوفياتي . تشتت الافكار والتنظيمات اليسارية. كما تشتت او انتهت الافكار القومية بعد احتلال العراق على وجه الدقة . اصبح عالمنا العربي يعيش في فراغ فكري اذن . وقد استطاع الاسلاميون بمساعدة او بدون مساعدة يملؤون هذا الفراغ . ومما ساعدهم على ذلك تصدير الثورة الاسلامية في ايران فاصطدمت بالفكر الوهابي فنشات الاحزاب الدينية والطائفية . وقد اوحت امريكا او عملت على تشجيع الفكر الاسلامي والاخوان المسلمون بالتحديد للاستيلاء على السلطة بعد ماسمي بالربيع العربي . ولما لم يكن لنا بديل عقائدي موازي . فقد طرح لنا خيار اما ان تقبلوا بالاخوان او تخضعون للفكر المتطرف الداعشي . يعني تريدون العمى او نصف العمى . ولكننا رفضنا هذه المعادلة وبقينانحاول لملمة انفسنا لخلق تيار يساري يستطيع مقاومة هذا المد الرجعي . وفي المغرب اذا لم يستطع اليسار من توحيد نفسه باي طريقة كانت فاعتقد ان كارثة ستحدث لاسامح الله لان الوضع اصبح على حافة الاصطدام . والاخوان لن يبقون طويلا امام هذا المد من التطرف الاعمى . كان الله في عوننا . سلام


22 - رد الى: ادهم ابراهيم
محمد الحنفي ( 2015 / 11 / 25 - 20:51 )
إننا في العالم العربي، وفي باقي بلدان المسلمين، بما في ذلك المغرب، لا نعيش فراغا فكريا، بقدر ما نعيش البؤس الفكري الناجم عن التعويض الذي قاد إلى استبدال الفكر التنويري، الذي كان سائدا نسبيا في الستينيات من القرن العشرين، بالفكر الظلامي، بعد إعادة صياغة البرامج الدراسية، خلال السبعينيات من القرن العشرين، لتصير في خدمة إنتاج وتنمية الفكر الظلامي، تحت يافطة الصحوة الإسلامية، مما جعل المدرسة المغربية منتجة للظلامية، وللظلاميين، وخاصة بعد إلغاء تدريس الفلسفة، مما حول المدرسة العمومية المغربية إلى مدرسة ظلامية. وإذا أضفنا إلى ذلك ما يبث خلال السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، من خطب في المساجد المغربية، ذات مضمون أيديولوجي ديني ظلامي سياسي مخزني، واستحضرنا ما يبث في الإعلام على مدى عقود، وتمكين رموز الظلامية الذين كانوا، ولا زالوا يسمون علماء، فإن الأجيال الصاعدة التي تتلقى نفس الخطاب الظلامي في المدرسة، وفي المسجد، وعلى مستوى الإعلام، لا يمكنها أن تكون إلا ظلامية، مع العلم أن أغلب أفراد الأسرة المغربية كانوا أميين، مما يجعلهم ينساقون، بسبب تدينهم، وراء الخطاب الظلامي، ونظرا لأن الطبقة الحاكمة، ومنها المؤسسة المخزنية، توظف الدين، فإن ذلك أدى بالضرورة إلى ظهور أحزاب دينية مؤدلجة للدين الإسلامي، ومحرفة له، من أجل حشر المضللين من المتدينين وراء هذه الأحزاب، التي تشتغل على تلحيد، وتكفير اليساريين، والعلمانيينن وكل المتنورين، حتى وإن اختصوا في إنتاج الدراسات الإسلامية، التي تقدم فهما صحيحا للدين الإسلامي. وفي هذا الإطار جاء اغتيال الشهيد عمر بنجلون في المغرب، تحت إشراف مؤسس حزب العدالة والتنمية المغربي، الذي أدى ضريبة النضال من أجل تقوية اليسار، الذي صارت أيديولوجيته قائمة على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، وأخذ ينحو في اتجاه التحول إلى حزب ثوري.
ومعلوم أن قيام الرأسمالية العالمية، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بدعم، وتمويل التوجهات الظلامية في العالم العربي، وفي كل بلاد المسلمين، بما فيها المغرب، يأتي في إطار الخطة الإستراتيجية، التي وضعتها الرأسمالية العالمية، من أجل إيجاد البديل الذي يخدم مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية في الوقت المناسب، إذا تبين أن الأمور في البلاد العربية، والإسلامية، تسير على خلاف ما تخطط له الرأسمالية العالمية، ومن ورائها الرجعية العربية: اللا ديمقراطية، واللا شعبية. وهو ما حصل، فعلا، فيما صار يسمى بالربيع العربي، الذي تراجع فيه نتاج الفكر العلمي، أمام ضخامة إنتاج الفكر الظلامي، وفي كل الجامعات العربية، وعلى المستوى الإعلامي، الذي تحولت فيه الفضائيات العربية، إلى فضائيات لترويج الفكر الظلامي، لتدخل التنظيمات الظلامية على الخط، وبدعم من الأمبريالية الأمريكية، وباقي الدول الرأسمالية، والرجعية العربية، وغيرها، وبتسليح من الدول الداعمة، وتمويل منها، دون ذكر أسماء هذه الدول، التي أصبحت معروفة إعلاميا، حتى تقوم التوجهات، والدول الظلامية المدعومة رأسماليا، بما تقوم به في العراق، وسورية، وليبيا، واليمن، وما يمكن أن تقوم به في مصر، وفي تونس، وفي الجزائر، وفي المغرب. وما داعش إلا واجهة إستراتيجة للتغطية عما ينفذه الظلاميون، تحت إشراف النظام الرأسمالي العالمي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وهذه الوضعية الناجمة عن التحالف الرأسمالي الرجعي الصهيوني ضد التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، هي التي تفرض نهضة يسارية عارمة، تتجلى في مظهرين اثنين:
المظهر الأول: العمل على تقوية كل أحزاب وتوجهات اليسار ،بخوض الصراع المرير ضد الظلامية، والظلاميين، وفضح التحالف الرأسمالي الرجعي الصهيون، الذي يقف وراء خراب البلاد العربية، من المحيط، إلى الخليج، وصولا إلى تحويله كما هو متصور في المخيال الأمريكي الرجعي الصهيوني، من أجل أن يصير بثرواته النفطية / الغازية، في خدمة الرأسمالية، والرجعية، والصهيونية.
والمظهر الثاني: البحث المستمر في الصيغ المناسبة لتوحيد اليسار، على جميع المستويات، في المغرب، وعلى مستوى البلاد العربية، وعلى المستوى العالمي، حتى يتمكن من استعادة قوته، وحتى يقوم بالدور المنتظر منه لصالح الشعب المغربي ولصالح شعوب البلاد العربية، ولصالح كافة الشعوبن في أفق انعتاق جميع الشعوب من الاستغلال الرأسمالي الرجعي الصهيوني.


23 - اليسار والحركات الاسلامية
ادهم ابراهيم ( 2015 / 11 / 25 - 09:49 )
طرحك موضوعي وفي وقته . وهذه المشكلة نعاني منها في كل مكان . بعد سقوط الاتحاد السوفياتي . تشتت الافكار والتنظيمات اليسارية. كما تشتت او انتهت الافكار القومية بعد احتلال العراق على وجه الدقة . اصبح عالمنا العربي يعيش في فراغ فكري اذن . وقد استطاع الاسلاميون بمساعدة او بدون مساعدة يملؤون هذا الفراغ . ومما ساعدهم على ذلك تصدير الثورة الاسلامية في ايران فاصطدمت بالفكر الوهابي فنشات الاحزاب الدينية والطائفية . وقد اوحت امريكا او عملت على تشجيع الفكر الاسلامي والاخوان المسلمون بالتحديد للاستيلاء على السلطة بعد ماسمي بالربيع العربي . ولما لم يكن لنا بديل عقائدي موازي . فقد طرح لنا خيار اما ان تقبلوا بالاخوان او تخضعون للفكر المتطرف الداعشي . يعني تريدون العمى او نصف العمى . ولكننا رفضنا هذه المعادلة وبقينانحاول لملمة انفسنا لخلق تيار يساري يستطيع مقاومة هذا المد الرجعي . وفي المغرب اذا لم يستطع اليسار من توحيد نفسه باي طريقة كانت فاعتقد ان كارثة ستحدث لاسامح الله لان الوضع اصبح على حافة الاصطدام . والاخوان لن يبقون طويلا امام هذا المد من التطرف الاعمى . كان الله في عوننا . سلام


24 - رد الى: ادهم ابراهيم
محمد الحنفي ( 2015 / 11 / 25 - 14:12 )
أخي أدهم إبراهيم.
بعد التحية والتقدير.
في إطار النقاش المفتوح مع القارئات والقراء، في موضوع: المغرب إلى أين في الضعف والتشرذم اللذين يعاني منهما اليسار المغربي؟ نجد أنفسنا أمام سؤال مشابه، حول العالم العربي، الذي يفرض علينا صياغته كالتالي: العالم العربي إلى أين في ظل الضعف، والتشرذم اللذين يعاني منهما اليسار العربي، والقومية العربية؟
وفي إطار السؤال الأخير المطروح على مقاس السؤال الأول، وانطلاقا مما ورد في مداخلتك يمكن القول:
أولا: ان ضعف اليسار هو نتاج عوامل موضوعية ناجمة عن انهيار المعسكر الاشتراكي، وظهور ما كان يسمى حينها بالدول المستقلة، المنبثقة عن تفتيت الاتحاد السوفيات السابق، بالإضافة إلى الهجمة الرأسمالية الأمبريالية على الاشتراكية، والاشتراكيين، في كل مكان من العالم، وظهور ما صار يعرف بالتوجهات الإسلامية، كجمعيات، وكأحزاب، وتنظيمات غير معلنة، والتي اعتبرها البعض داخلة في إطار ما سموه بالصحوة الإسلامية، التي ليست إلا إيحاء بضرورة الاعتراف بهذه الصحوة الإسلامية المتمثلة في مختلف التنظيمات الإسلامية، التي غزت كل المرافق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وأصبحنا، حينها، نجدها في المدارس، والجامعات، بالإضافة إلى استغلالها للمساجد بشكل مكثف، وإلى الشوارع العامة، التي تتحول في معظم البلاد العربية، إلى أماكن لأداء الصلوات الخمس، ليعتبر كل ذلك تجديدا، وصحوة في الدين الإسلامي، ولم يستيقظ العالم من غفوته إلا بعد أن بلغ السيل الزبى، وجاوز الحزام الطبيين، كما يقولون، لتصير الماركسية ضعيفة، والقومية، كما يظهر، في ذمة التاريخ.
ثانيا: أن تشرذم اليسار كان أمرا قائما في البلاد العربية، نظرا لتعدد المرجعيات كالماركسية، واللينينية، والكاوتسكية، والتروتسكية، والماوية... إلخ: أي أن الانطلاق في وجود يسار متشرذم، منذ البداية، لا يرجع إلى الواقع الموضوعي الذي ينتج ضعف اليسار، بل إلى الانطلاق من تلك المرجعيات، في وجود مختلف التوجهات اليسارية، إلى الأفكار، والتجارب التي ترجع في أصلها إلى الماركسية. ولكنها لا ترجع أبدا إلى وحدة المنهج، ووحدة الأيديولوجية. والفرق كبير بين أن ننطلق من التجربة التي تختلف من تنظيم يساري إلى تنظيم يساري آخر، وبين أن ننطلق من وحدة المنهج، ووحدة الأيديولوجية. والتنظيمات اليسارية التي تعاني من التشرذم، والانحسار على جميع المستويات، لا يمكن أن تتقوى إلا بمراجعة نفسها، مراجعة جذرية، على مستوى المرجعية، وعلى مستوى التصور التنظيمي، وعلى مستوى الأيديولوجية؛ لأن كل ما هو قائم حتى الآن، في صفوف اليسار، لا يمكن أن يقود إلا إلى قيام تناقضات رئيسية، تقود إلى التناحر فيما بين تنظيمات اليسار، بدل الحفاظ على التناقض الثانوي، الذي يتم تجاوزه بالحوار الديمقراطي السليم، خاصة وأن كل تنظيمات اليسار المتشرذمة، تدعي أنها ديمقراطية، وأنها تناضل من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، والمراجعة المطلوبة، تقتضي:
1} أن تبقى التجارب خاصة بأصحابها، فلا لينينية، ولا ماوية، ولا تروتسكية، ولا ماركسية، ولا غير ذلك من التسميات، التي لا علاقة لها بيسار حقيقي، مع صلاحية التجارب المذكورة للاستفادة من إيجابياتها، ومن سلبياتها، دون نكران إضافاتها الناجعة للفكر الاشتراكي العلمي.
2} أن تعتمد كل التوجهات الماركسية / اليسارية: الاشتراكية العلمية، كأساس للبناء الأيديولوجي، الذي يعتبر ضروريا، لقيام يسار سليم، من كل الأمراض الأخرى.
3} أن تنطلق من البناء الأيديولوجي القائم على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، بقوانينها: المادية الديالكتيكية، والمادية التاريخية في تطورهما، تبعا للتطور الحاصل في الواقع، وخاصة في مجال العلوم، والتقنيات.
ولا شك أن تنظيمات اليسار، إذا قامت بالمراجعة الشاملة لمنطلقاتها، ولأيديولوجيتها، ولتنظيماتها، ستجد نفسها قريبة من بعضها، وستنسق فيما بينها، وصولا إلى الاندماج الذي يشكل وحده قوة عظيمة لليسار.
وفيما يخص موت القومية العربية، فإن ذلك فيه نظر؛ لأن الأصل في وجود هذه القومية، هي اللغة العربية. واللغة العربية قائمة على أرض الواقع المادي، والمعنوي، وتطور المجتمع العربي، رهين بإقرار التعدد اللغوي، كما هو رهين بقوة اليسار، الذي هو الحامي لكل المقومات التي تؤدي إلى قوة اللغة العربية، التي لا بد لقوتها أن ترتبط بتحولها إلى لغة للعلوم، حتى تستطيع استيعاب مختلف المفاهيم العلمية، والفلسفية، بالإضافة إلى استيعابها للمفاهيم الأدبية، والفنية، وغيرها؛ لأن العلاقة بين القومية، واليسار، هي علاقة جدلية. والعلاقة الجدلية لا يمكن أن تنتج إلا الإيجابي لصالح اليسار، ولصالح القومية العربية، وهما معا لا ينهضان ولا يتقويان، إلا بانعتاق المجتمع العربي، من أسر الظلامية، والظلاميين كما يظهر لي.


25 - ذاك وتلكن الحلوات
سلام فضيل ( 2015 / 11 / 25 - 17:31 )

السيد محمد الحنفي ان المغرب بلد ناجحا الى حد ما كبلد نامي وفيه نسبة نمو عاليتا جداالى مافوق الاربعة بالمائه وهي اكثر من محيطه بفارق النصف بما فيها البلدان النفطيه حسبما اخر تقارير التنميه قبل ايام وفيه بنية تحتيه متقدمة وله مشاركة في الصناعه مع العالم المتقدم منها السيارات... وبعض مشاهد افلام هوليود تصور فيه وبلد سياحي الذي بالضروره يكون الشعب فيه اناس محبين مبتسمين كسجيه من خلال التعامل مع مختلف الناس التي ذاتها إّذ التقدم الحضاري
ولكنه مابعد منتصف السبعينات حيث استشراف مرحلة وفرض التحول الى النظام الديني ومنه السلفي والوهابي التكفيري التي ذاتها في مصر صارت بتلك صاحبة القوة الناعمه اي مصر الاكثر تأثيرا في محيطها كانت الثمانينات التسعينات وانحدار الجزائر ومانحوها
وفي المغرب مابعد نهاية الحرب وتداخلها بداية التسعينات القرن العشرين سمح لليسار في بعض قيادة السلطه لما نحو التوجه للدوله المدنيه وتكافئ الفرص وقبل بعضا من الاعوام اجري تعديل اخر اعطى بعض زيادة صلاحيات السلطه العامه التنفيذيه ومنها اليسار
وفي كلها ذا تزاوج مع اطراف النظام الديني تلك زمن القرون الوسطى ومنها النظام في السعوديه وافغانستان وما نحوها كمثال ومن خلال خلطة مابعد نهاية الحرب الباردة حيث مرحلة واعداد مناطق الصراع وعرض العراق التسعينات عرضا مبهجا جدا كثيرا
وفي كلها السلطه هي المسؤوله ومنها المغرب واليسار التي تماهت او تواطئت مع سطوة الديني التكفيري لغرض ضبط هيمنة وتكفير النظام المدني لغرض الاستخدام ضد التغيير وصارت فتاوي التكفير في نشرات الاخبار في المغرب مثلما هي في مصر والسعوديه وافغانستان وباكستان واليمن والجزائر ...بتلك التي كانت من مستلزمات الحرب البارده ومن خلال السلطات كانت وبذاتها حيث اعداد مناطق الصراع مابعد نهاية الحرب الباردة وبذاتها المحميات واعداد مناطق الصراع والتقسيم وهي ليست نظريه المؤامرة بل هي شراكة ضبط سلطة تلك الازمان زمن محاكم التفتيش والتكفير والانغلاق التي ذاتها سلطة الامر بالمعروف في السعوديه ومانحوهاالان وجلها من خلال مناهج التعليم والصحافة والاعلام والثقافة العامه ومن خلال مسؤولي مندوب ادارة الاقطاعيات(ادوارد كندي-ك-حكاية حياتي الصادر عام 2009وهنتنغتون وكتب قادة اخرين من العالم المتقدم و-ك-حروب الاششباح كاتب امريكي معتمد على الوثائق الرسميه ) وفي المغرب الان صار هناك بعض مما انزلقت فيه مصر وتكفير الادب وخلق الابداع
ومنه منع تصوير احد افلام مصطفى العقاد في المغرب الثمانينات بعد فترة من مباشرة العمل فيه وهو اي العقاد قال ان السلطه في المغرب بلطف قالت من انها تعرضت لضغط من السعوديه ومانحوها التي تكفر حتى التصوير هو قال هكذا المؤسسة الدينيه والسلطه العامه في السعوديه قالوا لي ان مجرد التصوير حرام
وبذاتها قبل بعض من الاعوام فرض الكثير من القيود على فيلم المخرجة المغربيه فاطمه الذي عرضت فيه ممارسة الجنس للنساء المثليات
وقبل ايام منعت السلطات المغربيه عرض الفيلم المغربي الزين اللي فيك الذي يحكي عن ممارسة الجنس ومنها كعمل وعرض حياة واقع وهي موجدة منذ القدم وفي كل البلدان وفي هذا الوقت
وتعرض العاملين في الفيلم للاذى والتكفير ومن خلال السلطه العامه التي منها المؤسسة الدينيه وهذي ذاتها التي حصلت في مصر الثمانينات والتسعينات وثقافة التكفير بذات زمن محاكم التفتيش ومنها ماتمر فيه مصر الان هي نتيجة التحول للنظام الديني العابره لغرض الاستخدام مابعد منتصف السبعينات من خلال السلطه العامه والثقافة والصحافة والاعلام ومناهج التعليم
والسؤال لماذا هذا وماهو دور او رد اليسار الذي بالوقت الذي فيه هو في السلطه صاروفي بلد مستقر مثل المغرب وتونس؟
ولماذا لم يتمكنوا من تغييراي شيء جهة النظام المدني ونتيجتها مما عليه الان في المغرب والعالم الفاشل بشكل عام بالرغم من انفتاح المغرب وتقدمه واستقراره؟


26 - رد الى: سلام فضيل
محمد الحنفي ( 2015 / 11 / 26 - 08:04 )
السيد سلام فاضل.
بعد التحية، والتقدير، والاحترام.
لقد قرأت تعليقك عدة مرات، ولم أجد فيه إلا أنك ضحية للدعاية الإعلامية ،التي تسوق ما عليه البورجوازية المغربية الهجينة ،التي تنهب بدون حساب، وبدون مساءلة، ثروات الشعب المغربي، الذي يعيش البؤس المتجسد في الجوع، والفقر، والمرض، الذي تبتلى به الجماهير الشعبية الكادحة، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، فلا شيء، مما ذكرت، يكون في متناول هذه الجماهير، باستثناء البؤس، والتخلف، الذي يعم أوساط هذه الجماهير الكادحة، التي تعاني، بالإضافة إلى ما ذكرنا، من البطالة ومن عطالة الخريجين، من مختلف المدارس، بمن فيهم حاملو الدكتوراه، والماستر، بالإضافة إلى حاملي الإجازة، ومختلف الديبلومات التقنية، والفنية، والهندسية، الذين لا يجدون ما يفعلون، مما جعلهم عالة على عوائلهم، التي تعاني من دخل منخفض، لا يكفي حتى لشراء الخبز، الذي يتغذى به جميع أفراد كل أسرة. فمدارسنا، وجامعاتنا، لا تنتج إلا المعطلين، والذين فضلوا الاستمرار في الدراسة، حتى الحصول على أعلى الشهادات، وجدوا أنفسهم وجها لوجه، مع العطالة المقيتة، التي تقتل القدرات، والكفاءات العالية.
وفي ظل هذه الوضعية التي تعاني منها الجماهير الشعبية الكادحة، نجد استئساد الفساد، والاستبداد، وقمع الحركات الجماهيرية المختلفة، بما فيها حركة المعطلين، من حاملي الشواهد العليا، والحركة الحقوقية، المتجسدة بالخصوص في الحصار المادي، والمعنوي، والمنع الممنهج، اللذين تعاني منهما الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى الحصار الذي يعاني منه اليسار الحقيقي عمليا، وفي الميدان الذي يعج بالمشاكل الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
وفي مقابل ما ذكرنا، نجد تضليل الجماهير الشعبية الكادحة، بواسطة الإعلام المخزني الموبوء، وعن طريق البرامج المتبعة في المدارس، وفي الجامعات، التي لا تساهم إلا في تضبيع الخريجين، وجعلهم منفصلين عن واقعهم المادي، والمعنوي، وعن طريق ما تقوم به مختلف التوجهات، والأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، التي تصرف الناس عن الاهتمام بالواقع، إلى الاهمام بقولبة البشر، وتنميطهم باسم الدين الإسلامي، وبمنطق هذا حلال، وهذا حرام، وباستغلال الدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا، من أجل ركوب الجماهير المضللة، في أفق الوصول إلى السلطة، أو الوصول إلى مركز القرار، كما حصل مع حزب العدالة والتنمية، الذي يرأس الحكومة المغربية، والذي يخطط، من خلالها، لجعل الشعب المغربي محروما من جميع الأحلام المشروعة بالنسبة للإنسان، بقطع النظر عن دينه، أو لغته، أو جنسه.
أما ما تكلمت عنه يا أخي سلام فاضل من تقدم، وتطور، بالنسبة للمغرب، فإنه لا يعكس إلا ما عليه البورجوازية المغربية، التي تقوم على أساس نهب ثروات الشعب المغربي، وعلى أساس الجمع بين السلطة، والثروة، وعلى أساس الريع المخزي، الذي يتجسد في مجموعة من الامتيازات، التي تحول أصحابها بين عشية وضحاها إلى بورجوازيين كبار، حسب المفهوم القدحي للبورجوازية، الذي لا علاقة له بمساهمة هذه البورجوازية في التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، كما لا علاقة له بتحقيق الديمقراطية بمفهومها البورجوازي، على الأقل، وبدون مضامين اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، بالإضافة إلى بورجوازية الإرشاء، والارتشاء، وبورجوازية الاتجار في المخدرات، وبورجوازية التهريب الذي يخرب الاقتصاد الوطني، وبورجوازية نهب أراضي الجموع، والأراضي السلالية، وبورجوازية المسؤوليات الجماعية، والبرلمانية، مما يجعل المغرب تحت رحمة هذه البورجوازية، التي لا أصل لها ولا فصل.
أما ما تكلمت عنه من ارتفاع نسبة النمو الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، فإنما يكذبه اعتماد حكومتنا المتدينة، واعتماد النظام المخزني على الاستدانة، التي تثقل كاهل الشعب المغربي، الذي تجاوزات الديون المتراكمة عليه، ما يفوق 600 مليار درهم، وهو ما يدخل الاقتصاد المغربي في دوامة خدمة الدين الداخلي، والخارجي، بالإضافة إلى التهرب الضريبي، الذي تمارسه البورجوازية المغربية بشكل فج. وهو أمر يترتب عنه نهب مستقبل الشعب المغربي، الذي ينعكس على تشجيع خوصصة الخدمات، وبيعها إلى الشركات العابرة للقارات، التي تمارس النهب المفضوح في حق سكان المدن، التي تدبر فيها هذه الشركات الماء، والكهرباء، والصرف الصحي، سواء تعلق الأمر بمدن الشمال، أو بمدن الوسط، أو بمدن الجنوب، وصولا إلى اعتبار مستقبل الشعب المغربي في خبر كان. أما خوصصة التعليم، والصحة، فحدث ولا حرج.


27 - الحق يعلى و لا يعلى عليه.
الحسن بن محماد بن عامر ( 2015 / 11 / 27 - 23:16 )
في راي ان هناك علاقة جدلية بين اسباب تراجع نضال الطبقة العاملة و بين تموقع الاحزاب السياسية المعارضة مهما كانت تسميتها يسارية او غير يسارية في الواقع ادا كانت من بين الاسباب الرئيسية في تراجع النضال العمالي يعود بالاساس الى مدى تشبث رجال النقابات بالمناصب و اندماجهم الشبه الكلي مع سياسة الاغراءات و التحفيزات الغير المباشرة و التي غالبا ما تكتب في اسم المقربون لهؤلاء النقابيون الانتهازيون الخونة لامانة و رسالة مفهوم العمل النقابي ،خصوصا في الدول العربية سواء بارادتهم او رغم انفهم ،لان الطبقة البورجوازية العربية و عموما و المغربية خصوصا جد دكية خصوصا وانها تجد الدعم الكلي من طرف المؤسسة الملكية التي تدافع بدورها على مصالحها المرتبطة بالخلود و الاراثة التي تتشابه تماما مع سياسة استدامة و اراثة المناصب السياسية و النقابية و الادارية و العسكرية و الاقتصادية بين باقي مكونات المجتمع المتمدرس في مدارس الانتهازية و التملق و الاستعباد من اجل الصعود و المصاهرة مع العائلات المرموقة و العريقة و من اجل التملك و الاستدامة و الاراثة لما وصلوا اليه بطرق غالبا ما تكون مشبوهة تجعلهم خائفون من فقدان الرفهية المزيفة بالرجوع الى الفقر الشريف و العزة و الكرامة التلقائية ،خصوصا وانهم يدركون باحسيسهم المادية و ليس الروحية بان مفهوم الشرف و العزة و الكرامة يبقى مهددا بالفلاس في ضل االانظمة الفاسدة تحت اشراف السلم الاداري ،من ادارية الى نقابية الى سياسية الى مؤسساتية ،و تبقى روح المواطنة فقط بين المؤمنين القانعين المتفائلين بالمستقبل الواضعين املهم في خالقهم و حسن سلوكهم و اخلاقهم مهمى كثر اعداد المفسدون المتعاونون يتعاونون الاثم و العدوان،و للاسف طبيعة النظام الحاكم و علاقته بالشبث و التملك و اراثة المناصب السياسية وليست الاقتصادية المشروعة،لا يمكنه الا ان يفرز كائنات سياسية و نقابية و ادارية و عسكرية تسير على نفس النهج اي التشبث و الاستدامة و التملك للمناصب السياسية و النقابية و العسكرية و الادارية ،تفعيلا لمقولة ،ما هو حلال على المؤسسة الملكية و حاشيتها ،فهو حلال على اللوبيات العسكرية و السياسية و النقابية و الادارية و الاقتصادية ،بالاظافة الى الاعداد الهائلة من البلطجية المتسكعة ،المتحايلة عن القانون ،و المروجة للدعارة و المخدرات و شهادة الزور و كل المهن المشبوهة ،مما ينعكس سلبا على مفهوم الدموقراطية و مفهوم النضال العمالي و مفهوم المطالب الحقوقية المتجددة و المتطورة بشكل ساروخي في اتجاه الغلاء الفاحش.و بالتالي يتسائل بلا حشمة و بلا حياء الاعلامي والصحافي و المتدين و المتعلم ،الانتهازيون عن ما هي الاسباب التي تفرز موارد بشرية متطرفة منحرفة ساخطة ارهابية،دون ان يتساءل عن دور النضال الاجابي المتمر في التحسيس بالمواطنة بين العمال والتخفيض من عدد المنحرفين . ، .


28 - رد الى: الحسن بن محماد بن عامر
محمد الحنفي ( 2015 / 11 / 28 - 09:18 )
السيد الحسن بن محماد بن عامر.
تحية الود والاحترام.
في الرد على تعليقكم هذا، يمكن أن أتناول:
ـ مفهوم المعارضة.
ـ غياب احترام القوانين والضوابط النقابية والعمل النقابي.
ـ مفهوم الانتهازية وتوظيفه في خلق تكتلات الأتباع في مختلف النقابات المركزية والقطاعية.
ـ الأصول غير الشرعية للبورجوازية العربية ومنه المغربية.
ـ مفهوم الشرف الميتافيزيقي والشرف الواقعي.
ـ مفهوم الفساد والاستبداد.
وهذه المفاهيم مجتمعة، وردت في تعليقكم في هذا الحوار المباشر، مع القراء والقارئات.
وأول مفهوم نتناوله في هذا الرد، هو مفهوم المعارضة التي بقيت عائمة لتشمل كل من يمارس المعارضة، ودون تحديد.
فالمعارضة يا سيدي الفاضل، معارضتان:
معارضة الحكومة في إطار الاختيارات الرأسمالية التبعية اللا ديمقراطية واللا شعبية التي تتبع في إطار النظام المخزني القائم، الذي يرفض أن يتنازل عن كل الصلاحيات التي يمارسها، ومنذ عقود، مما أدخل الشعب المغربي في دوامة من الفساد والاستبداد، الذي اصبح يتحكم في كل مفاصل الحياة.
ومعارضة الاختيارات الرأسمالية التبعية، باعتبارها اختيارات لا ديمقراطية، ولا شعبية، وهي معارضة تجد نفسها وجها لوجه مع النظام المخزني المستبد، ومع الطبقة الحاكمة، التي استولت على المال والسلطة. وهي بطبيعة الحال معارضة منحازة إلى الشعب، تسعى إلى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية. لأن المحللين السياسيين عندما يتناولون الوضع القائم في المغرب، لا يميزون بين معارضة الحكومة التي تأتي في إطار نفس المنظومة المخزنية، وبين معارضة الاختيارات الرأسمالية التبعية، التي يلتزم النظام المخزني باتباعها، وبين معارضة الاختيارات اللا ديمقراطية واللا شعبية.
وفي إطار الإقرار بالوضع القائم، الذي يفرض، بقوة، شيوع الفساد، والاستبداد، نجد أن الأيادي المخزنية، تمتد إلى معظم التنظيمات القائمة، بما فيها النقابات التي أصبحت، في معظمها، تنحو منحى الممارسة البيروقراطية، التي تنهج نفس الممارسة المخزنية، في التعامل مع واقعها، ومع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين لم تعد التنظيمات النقابية، بالنسبة إليهم، إطارات للتربية على الممارسة الديمقراطية، كما كانت، على الأقل، في مراحل كانت النقابات تحرص على أن تكون بنياتها قائمة على الممارسة الديمقراطية. ولذلك، نجد أنه من الطبيعي جدا أن يغيب احترام المبادئ والضوابط القانونية، التي لم تعد منتوجا تقريريا كما كان من قبل.
ومعلوم أن عدم احترام المبادئ، والضوابط التنظيمية الصادرة عن الأجهزة التقريرية، سيجعل العلاقات النقابية، في مجملها، قائمة على الممارسة الانتهازية، التي تستغل لقيام تكتلات في هذه النقابة، أو تلك، مما يؤدي، بالضرورة، إلى خلق صراع في كل نقابة بين توجهين، أو أكثر، مما ينعكس سلبا على مصير العمال، وباقي الأجراء وسائر الكادحين، الذين يفتقدون الإطار النقابي السليم من الأمراض الانتهازية، للدفاع عن مصالحهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وفي إطار الربط الجدلي بين النضال النقابي والنضال السياسي.
وفيما يخص البورجوازية بمفهومها العربي، والمغربي، فإننا نعلم أن هذه البورجوازية القائمة لا علاقة لها بالمفهوم الصحيح للبورجوازية في أوروبا، أو أمريكا، أو اليابان؛ بل إنها بورجوازية ذات أصول إقطاعية، أو منبثقة عن امتيازات الريع المخزني، أو عن نهب ثروات الشعب المغربي، أو عن فساد الإدارة المغربية، أو العربية بالإرشاء، والارتشاء، لتصير بذلك بورجوازية امتصاص دماء العمال، وباقي الأجراء وسائر الكادحين، ومن منطلق الجمع بين الثروة، والسلطة. وفي عهد الحكومات المتأسلمة يضاف الدين إلى الثروة، والسلطة في إفقار الجماهير الشعبية الكادحة.
وفي ظل تحكم بورجوازية من هذا النوع نجد أن المفهوم الميتافيزيقي للشرف، هو الذي يصير متداولا بين جميع أفراد الشعب، أما المفهوم الواقعي، الذي لا يعني إلا احترام إرادة الشعب، وخاصة في المحطات الانتخابية، فيصير منعدما.
ومعلوم أنه عندما يغيب المفهوم الواقعي للشرف، فإن السيادة، والتحكم، يصيران للفساد، والاستبداد، المؤديان بالضرورة إلى الجمع بين الثروة، والسلطة، كوسيلة للوصول إلى أعلى المناصب، لتعميق كل الممارسات التي لا يترتب عنها إلا إنهاك القدرات المادية للشعب المغربي، الذي لا يمكن أن ينتعش، وأن تحترم كرامته الإنسانية، إلا بالتحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وضمان حقوق الإنسان للجميع.


29 - محاولة للفهم
حميد خنجي ( 2015 / 12 / 3 - 13:23 )
الزميل الفاضل محمد الحنفي المحترم
إنه من المؤسف أن يصل التيار اليساري المغربي إلى هذه الدرجة من التشظي والتشرذم والانقسام - من الناحية الكيفية خاصة- وهو الذي كان وحتى سنوات قليلة ماضية يحسب له ألف حساب. ولعل الأكثر أسفا أن قيادات ونخب ذلك التيار قد فشلت في توحيد العمل المشترك فيما بينهم! شخصيا لا اعرف السبب، لبعدي عن معرفة التاريخ النضالي المغربي بشكل دقيق .. غير أن هناك سمات عامة أراها يتصف بها التيار المعني منذ سنوات، خاصة في السنوات الأخيرة، مع بروز التيار الإسلاموي، وتبوؤه مركز الهيمنة والسلطة في المجتمع المغربي المعاصر.. أول هذه السمات هي قدرة الطبقة الحاكمة ورأس هرمها - العائلة الحاكمة - من إعادة إنتاج المشروع المحافظ على الدوام، ومع مجئ ملك جديد في كل مرة؛ نمط إقتصادي خدماتي ريعي وتابع. ونجاحها (الطبقة الحاكمة) في اشغال الجماهير المغربية الفقيرة بوعي متدن، يتسم بفهم نصي وشكلي بالعقيدة الدينية، لاتبرح الميتافيزيقيا القدرية التواكلية والاذعان لسطوة القدر .. الخ. ثاني هذه السمات؛ إنقسام التيار التقدمي واليساري خاصة، إلى قسمين أو تيارين حادين (يميني مهلهل ويساري متطرف).. وانشغال هذان التياران للعداء المستفحل فيما بينهما، بدل التركيز على فهم سمات وخصوصية المجتمع المغربي، بغية العمل المشترك لبلورة مشروع إقتصادي/ إجتماعي/ ثقافي معاصر، يفيد في تقدم وعصرنة المجتمع المغربي والمواطن المغربي، المبتلي بهيمنة وسيادة قيم إقطاعوية قديمة وكومبرادورية عتيقة، بعيدة - نوعا ما- عن القيم البرجوازية والرأسمالية العصرية والمعاصرة! السمة الثالثة متعلقة بنخب التيار التقدمي واليساري.. وهو الاستقطاب الحاد بين التيار اليميني واليساري، إلى درجة أن أكثرية النخب القيادية في معسكر -يمين التيار اليساري- قد تحولت على برجوازية إنتهازية مرتشية/ برجوازية وضيعة! وأيضا أكثرية النخب القيادية في معسكر -يسار اليسار-، قد تحولت إلى يسار حاد- حتى لانقول متطرف- لم يستوعب ماركس جيدا.. بل أن همه الأول والأخير هو محاربة الإسلام السياسي، بحيث أضحى أقرب إلى -فيورباخ-، منه إلى -ماركس- و- لينين- (من الملاحظ أن الزميل الحنفي ينهي فقراته بكلمة الظلاميين!) .. أكيد هذه الملاحظة ليست دفاعا عن إنتهازية ومكر الاسلامويين (الإسلام السياسي النفعي)!.. بل فقط لإدراك كيف أن اليسارويين المغاربة (اليسار الحاد والنصي/ البرجوازي الصغير) يعزلون أنفسهم عن المواطن المغربي الفقير، في محاولاتهم العبثية لمحاربة الدين السياسي بشكل مباشر.. وهي لعبة أشبه بالصبينة السياسية! بمعنى أن هيمنة الوعي الديني في المجمع المغربي (مثل المجتمعات العربية والإسلامية الأخرى) هي نتيجة مقومات موضوعية تاريخية، لا تضمحل بمواقف سياسية ذاتوية ومواعظية أخلاقية! النتيجة : الحل كما نراه؛ ليس بسياسة انعزالية شعاراتية يساروية، بل بفهم طبيعة وخواص المجتمع المغربي، والعمل المشترك مع كل القوى العصرية والديمقراطية بما فيها البرجوازية الوطنية غير التابعة (على ضعفها المادي في الوقت الحاضر)، قبل الحديث عن اية تحولات اشتراكية، بغية الوصول إلى برنامج متكامل لتحديث المغرب وعصرنه وانقاذه من شرك الدائرة الشيطانية المتمثلة في القوى الرجعية والمحافظة السمسارة. وأيضا إنقاذه أو إبعاده من القيادات والنخب الانتهازية والبرجوازية الوضيعة


30 - رد الى: حميد خنجي
محمد الحنفي ( 2015 / 12 / 4 - 09:35 )
الرفيق حميد خنجي.
تحية رفاقية.
أحترم، وأقدر التحليل، والاستنتاجات، التي انتهيت إليها، والتي قد لا تكون موضوع خلاف، أو اختلاف.
وقد كان بودي أن لا أتناول الرد عل تعليقك الهادف، ولكن، ونظرا لبعض ما ورد في هذا التعليق، فإنني أجد نفسي مضطرا إلى تناول فكرتين أساسيتين:
الفكرة الأولى: تتعلق بضرورة التمييز بين القيادة، وبين القاعدة في أي تنظيم يساري لا يحترم فيه مبدأ المركزية الديمقراطية، مما يجعل ما تقوم به القيادة من ممارسات، لا يمكن تصنيفها إلا في إطار الممارسات البورجوازية الصغرى، التي لا تسعى إلا إلى تحقيق التطلعات الطبقية لقيادة التنظيم اليساري، التي تنفصل، بممارستها، عن قواعدها، لتصير بذلك القيادة في واد، والقواعد في واد آخر. وقد انتبه مهدي عامل، منذ سبعينيات القرن العشرين، إلى هذا التميز القائم في معظم التنظيمات اليسارية حين ذاك، بين ممارسة القيادات اليسارية ذات الطبيعة البورجوازية الصغرى، وبين تمسك القواعد بالوجه الصحيح لليسار، وخاصة إذا كان يعتمد إقامة أيديولوجيته على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية في تطورها.
وعلى الرفيق الرجوع إلى كتاب مقدمات نظرية للشهيد مهدي عامل في هذا الإطار.
ونخن في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كان لنا الفضل في مواجهة انحراف القيادة، التي تخلت عن الاشتراكية العلمية، ولم تعد تتبنى مبدأ المركزية الديمقراطية، حتى تتحرر منه، لتفعل في قيادتها ما تشاء، من خلال علاقتها بالنظام المخزني حينذاك، وصولا إلى محطة 08 ماي سنة 1983، ليذهب إلى السجن 34 مناضلا يساريا، على رأسهم الرفيق الفقيد أحمد بنجلون، الكاتب العام السابق لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والرفيق عبد الرحمن بنعمرو، الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وفي مقابل ذلك، زورت نتائج الانتخابات لصالح 34 برلماني، باسم الاتحاد الاشتراكي، في انتخابات 1984، ليتم بذلك تخلص الاتحاد الاشتراكي من اليساريين الذين يبنون أيديولوجية اليسار، على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، ويتحول إلى مجرد حزب للبورجوازية الصغرى، بأيديولوجية تصب في اتجاه العمل على تحقيق التطلعات الطبقية، لكل من يتحمل المسؤولية القيادية الوطنية، أو الجهوية، أو الإقليمية، أو المحلية، أو يصير عضوا في المجالس المحلية، أو الإقليمية، أو الجهوية، أو في البرلمان عن طريق مجلس النواب، أو مجلس المستشارين.
والفكرة الثانية: هي الفصل بين الظلامية، وبين الطبقة الحاكمة، والمؤسسة المخزنية. فكأننا نعيش في دولة أوروبية، تحترم فيها الديمقراطية بمفهومها الليبرالي على الأقل.
فبورجوازيتنا توظف الدين، والمخزن يوظف الدين، والأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي باعتبارها أحزابا للبورجوازية الصغرى توظف الدين. وتوظيف الدين يقتضي تضليل الناس، وجعلهم لا يرون الحقيقة، هو الذي نسميه بالظلامية، التي لا علاقة لها بحقيقة الدين الإسلامي. وبالتالي فإن النضال ضد الظلامية، جزء من النضال الطبقي، خاصة وأن ما يجري في العالم الآن، يثبت أن التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي مدعومة رجعيا، ورأسماليا، لتصير جزءا لا يتجزأ من النظام الرأسمالي العالمي، خاصة وأن معاناة اليسار، ومنذ ستينيات القرن العشرين، من الظلامية، والظلاميين المؤطرين بالتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، تجاوزت كل الحدود، في الوقت الذي لا يعملون أبدا على نقض النظام الرأسمالي، أو الرأسمالي التبعي، إلا بألفاظ فضفاضة، لا يمكن أن يفهم منها قيام اي شكل من أشكال الصراع بين النظام الرأسمالي، وبين التوجهات والأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي. وفي أفق ذلك، وإيمانا منا بشمولية الصراع الطبقي، فإننا نجد أن الصراع ضد الظلامية، مشمول بالصراع الأيديولوجي، إلى جانب أشكال الصراع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، التي نضيف إليها شكل الصراع التنظيمي، الذي تعرفه كل التنظيمات الحزبية، من أجل جعل أي تنظيم في خدمة تحقيق أهداف اليسار، أو في خدمة تحقيق أهداف اليمين. أما الأهداف الدينية الصرفة، فيجب أن تبقى بعيدة عن مجال الصراع، عن طريق الفصل بين الدين والسياسة. وإلا فإن الدين في منطق من يوظفه، يصبح أداة في الصراع، نظرا لكثرة المتدينين بالدين الإسلامي في البلاد العربية، وفي بلدان المسلمين.
وعندما يتمسك اليسار بضرورة الفصل بين الدين والسياسة، فلأن ذلك الفصل في مصلحة تحييد الدين، وفي مصلحة عدم إقحام الدين في الصراع الطبقي، في المجتمع المغربي، وفي باقي المجتمعات العربية، ومجتمعات بلدان المسلمين.
والمعاناة القائمة الآن، هي كيف نتجاوز معضلة التطرف الديني، الذي يأتي على الأخضر، واليابس، والذي ثبت أنه مدعوم رأسماليا، وفي إطار ما يسمونه بالفوضى الخلاقة؟
فهل نستطيع تحييد الدين بصفة عامة؟
وهل نستطيع تحييد الدين الإسلامي، بصفة خاصة، في الصراع الطبقي الدائر بين اليمين، واليسار، في البلدان العربية وفي باقي بلدان المسلمين؟
وهل نستطيع التخلص من التنظيمات المتطرفة، التي تقود الفوضى الخلاقة في البلدان العربية، وفي باقي بلدان المسلمين؟
إن أفق الصراع القائم الآن بين اليمين، واليسار، هو الذي يحدد ما يجب عمله، من أجل إعادة الاعتبار لليسار الحقيقي.


31 - متابعة السجال الجدي والنافع
حميد خنجي ( 2015 / 12 / 4 - 17:58 )
شكرا رفيق حنفي، على المتابعة والشرح المستفيض، لأمور قد اضافت الشيء الكثير على السجال الدائر
نقطتك الأولى، المتعلقة بضرورة التفريق بين القيادة والقاعدة صحيحة، وقد جاء في تعليقي ما يؤيد هذا المنحى من الفهم حول العلاقة الإشكالية بين نخب قيادية نفعية -برجوازية صغيرة- تحولت إلى صفة الوضاعة (برجوازية وضيعة)، في أدائها السياسي وبين القاعدة العددية والهشة عادة.. والتي هي أيضا مسؤولة، بشكل غير مباشر، عن الداء، الذي نحن بصدده وذلك بالإذعان والسلبية، والمحاباة خاصة، في تعاملها مع قياداتها!.. ولعل هذه الظاهرة كونية في الوقت الحاضر، ولو أنها تتباين من بلد إلى آخر
أما إسهامات الألمعي اللبناني ؛ -مهدي عامل-، فقد أصبح الآن عتيقا-بعض الشيء-خاصة الأمر المتعلق بانتفاء الدور التاريخي للبرجوازية الوطنية، حيث أني أعتقد أن العكس هو الصحيح الآن.. وهو أن لبرجوازيتنا العربية -الضعيفة والهشة حاليا- دور تنويري وتقدمي يجب أن تلعبها في الأفق المنظور!.. (راجع أطروحات الألمعي البريطاني جاك ووديز). أعرف أن الكثر من الماركسيين لا يتفقون مع طرحي هذا.. وقد تتفق معهم يا صديقي، إنطلاقا من تبنيك اجتهادات -مهدي عامل-! حيث أضحى واضحا الآن؛ أن ذلك الطرح القديم، ضمن البنية السابقة للعالم (ثنائي القطبية المتناحرة) كان صحيحا في وقته. ولكنه قد تغير الآن مع تغير العالم، حيث تنبثق منظومة عالمية جديدة، سوف تتسم بـ -تعدد القطبية المتنافسة-.. بعد أن ظل القطب الواحد -اليانكي- يسرح ويمرح كما يريد في العقدين الأخيرين! أزف الوقت يا أخي الكريم أن نبرح التنظيرات والأطروحات القديمة، التي لم تزكها الحياة. يجب الخروج على النص والأفكار الجاهزة، المجلوبة من بطون الكتب، حسب السياق التاريخي. والتحول إلى الواقع نفسه، لنفهمه كما هو بالضبط وليس ما يترائى لنا.. أو كما نتمناه!.. هذا هو -بتقديري- جوهر قوانين الجدل.. فعداه نكون كمن يطوع القوانين الموضوعية، المنسجمة أصلا مع الواقع الحي المتحرك لتصورات ذاتية!.. على كل قد يطول الحديث حول هذا الطرح
أما إشكاليتنا نحن المسلمين مع الدين، فيجب أن نعالجها كما فعل -ماركس- في وقته، مبتعدا كليا عن أطروحات استاذه - فيورباخ-، الذي حاول تصفية حسابه مع -منظومة عالم الغيب- قبل أي شيء آخر.. وكما يفعل الآن المتمركسون الحكمتيون والتروتسكيون والفوضويون الجدد (هذا وللأسف ما لاحظته في متن بعض مقالاتك يا صديقي)! لقد أدرك ماركس بعمق، قل نظيره، الدور المراوغ للأديان.. فلم يصرف وقته وجهده في محاربة منظومة غيبية مطلقة، متمكنة من أفئدة وعقول الملايين الفقيرة (الدين).. وعرف أنه لا يمكن محاربة الدين، كونه ركن أساس ومنظومة معمرة طويلة الأمد، ضمن تشكيلة البنية الفوقية (يقول ماركس: أن الدين هو النظرية العامة لهذا العالم.. ألقه وعبيره النفسي.. الخ). وهو لا ينتفي هكذا ببساطة (آخر ما ينتفي)، إلا بتغيير جذري في قاعدة البنية التحتية. يجب أن ندرك هذا الفهم الماركسي للدين بعمق ودراية. بالطبع هذا لا يعني أنه -كلما ما أمكن- أن لا نناضل على الصعيد الفلسفي والنظري ضد المعوقات الفكرية للجماهير ومنها الأديان (موقف لينين).. ولكن بشكل غير مباشر، وليس على الصعيد السياسي اليومي. غير أن الامر الأهم هو أن نفرق بين المتدين العادي، الذي يرى بلسم علاجه في الدين (آهة زفير المقموع!) والمتدين النفعي المنافق المحترف!.. بل يجب أن ندافع عن حق الانسان في معتقداته وحق الآخر في معتقد آخر. في الوقت ذاته يجب فضح الوصولي النفعي المتستر بالتدين، المستخدم للدين، من اجل مصالح دنيوية / بنكيران مثالا عندكم! أعتقد أن فكرتي قد وصل ولو أن المسألة هذه في حاجة إلى شروح وافية
ختاما أرجو منك يا عزيزي أن تعدد لي بإيجاز (لتعميم الفائدة للقارئ) عن الأحزاب اليسارية المغربية ومنها مختلف الأحزاب الطليعية والماركسية - حسب تصنيفك لها ووجهة نظرك- وأيضا المجموعات التابعة للبرجوازية الوسطية / الاشتراكية الديمقراطية .. أي من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين .. سأكون لك شاكرا لو تفضلت بشرح هذه المعلومة للفقير بأمر الله


32 - رد الى: حميد خنجي
محمد الحنفي ( 2015 / 12 / 6 - 10:23 )
أيها الرفيق العزيز.
بعد التحية والتقدير.
لي عظيم الشرف أن أتلقى ملاحظاتك القيمة، وتحليلك العلمي الرصين، وتاريخية تعاملك مع الأفكار، وإقرارك بتطور قوانين الاشتراكية العلمية، انطلاقا من تطر الفكر العلمي نفسه، مما قد لا ينكره إلا جاحد للفكر العلمي، الذي له علاقة بالشروط الموضوعية المرحلية المتغيرة باستمرار؛ لأنه لا شيء ثابت في هذا الوجود.
وبعد إقراري بنجاعة مساهمتك، أود أن الفت انتباهك، أيها الرفيق، إلى أنني فيما أكتبه، باستمرار، أفرق دائما بين الدين كدين، له تأثيره في الواقع، وبين ما أسميه في كتاباتي بأدلجة الدين، والتي أصبحت موضة العصر الذي نعيشه، والتي كانت سائدة في عهد ماركس في أروبا على مستوى الدين المسيحي، أو حتى الدين اليهودي، الذي تأدلج ليصبح مصدرا للقرارات السياسية، التي تتخذ باسم الدين، والتي كانت الكنيسة تلعب دورا رئيسيا فيها، مما جعل ماركس، حينها، يصل إلى استنتاج: أن الدين أفيون الشعوب.
وأنا، في كتاباتي، عندما أميز بين الدين، وبين أدلجة الدين، فلأني أدرك، جيدا، ضرورة احترام المعتقد الديني، كما ادرك، جيدا، أن هذا المعتقد قد يتحول إلى قوة مادية، تلعب دورها لصالح إنجاح الثورة الهادفة إلى التغيير الإيجابي في التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية القائمة، الذي لا يكون إلا لصالح التطور في اتجاه التشكيلة الأرقى. إلا انه عندما يتعلق الامر بادلجة الدين في عصرنا، أي توظيف الدين ايديولوجيا وسياسيا، لتحقيق أهداف اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، كما يحصل الان في البلاد العربية، وفي باقي بلاد المسلمين، نجد أنه من غير العلمية، أن نعترف لمؤدلجي الدين الإسلامي، بالخصوص، بشرعية الوجود؛ لأن أدلجة الدين، ليست هي الدين نفسه.
فالدين ما يومن به الناس من أجل التحلي بقيمه النبيلة، التي تبقى حبيسة الحياة العامة، المشتركة بين الناس جميعا. وأدلجة الدين الإسلامي، تحاول أن تجعل الحياة العامة المشبعة بالإيمان بالدين الإسلامي، تنحشر في اتجاه خدمة أهداف مؤدلجي الدين الإسلامي: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من خلال الهجوم على أي توجه معبر عن إرادة الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، وخاصة عندما يكون هذا التوجه، هو اليسار، وبالأخص عندما يكون هذا اليسار مقتنعا بضرورة بناء ايديولوجيته على اساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، في تطورها. ومعلوم ما عاناه اليسار، ولا زال يعانيه من هجوم مؤدلجي الدين الإسلامي، الذين يطلقون الأحكام المطلقة بالتكفير، والتلحيد، ضد المفكرين، والمنظرين اليساريين في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين. وما اغتيال الشهيد عمر بنجلون عندنا هنا في المغرب، واغتيال مهدي عامل، وحسين مروة في لبنان، وغيرهم في العديد من البدان العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، إلا دليل على ذلك، بل إن مؤدلجي الدين الإسلامي، لا يتقبلون حتى المتنورين من المفكرين، والأدباء، وغيرهم، ممن تلقى أفكارهم إقبالا معينا في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة. فهؤلاء المفكرون المتنورون، يواجهون نفس المصير، كما حصل مع فرج فودة، وصبحي الصالح وغيرهما. وما يحصل الآن، بعد الحراك العربي، من عمل هؤلاء المؤدلجين للدين الإسلامي، الهادف إلى السيطرة على البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، إلا دليل على أن الحركة المؤدلجة للدين الإسلامي، ليست هي الدين الذي احترمه ماركس، ولينين، ويحترمه جميع اليساريين عبر العالم، كما يدل على ذلك استماتة اليسار، إما بواسطة أحزابه، أو بواسطة الإطارات الجماهيرية، بضرورة احترام جميع المعتقدات، وبضرورة تحييدها، وعدم استغلالها ايديولوجيا، وسياسيا.
ولذلك فالصراع ضد مؤدلجي الدين الإسلامي، الذين لا يخدمون إلا مصالح الرجعية، والرجعيين، بمن فيهم البورجوازية الهجينة القائمة في البلاد العربية، وفي باقي بلدن المسلمين، ومصالح الرأسمالية التابعة، والرأسمالية العالمية، بقيادة الولايات المتحدة الامريكية. وهو ما يعني ان الصراع ضد مؤدلجي الدين الإسلامي هو صراع طبقي، رئيسي، يجب أن ينخرط فيه اليسار، الذي يجب أن يقطع أي صلة مع هؤلاء المؤدلجين، مهما كانوا؛ لأن ما يجمع اليسار بهم غير قائم ابدأ.
وبالنسبة للأحزاب القائمة في المغرب، فإننا يمكن أن نصنفها إلى:
1} أحزاب وطنية تاريخية، التي افرزها الصراع ضد الاحتلال الأجنبي، وضد النظام المخزني، الذي كان حاضرا في الممارسة السياسية منذ استقلال المغرب سنة 1956، وهذه الأحزاب هي:
ا ـ حزب الاستقلال الذي كانت تتزعمه البورجوازية العقارية المغربية، التي اتخذت طابعا وطنيا. وهو حزب منفرز عن الحركة الوطنية.
ب ـ الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الذي انفرز بدوره عن الحركة الوطنية، إلا أنه كان يخوض صراعا ضد النظام المخزني، وضد أذناب الاستعمار الذين تسلموا الحكم.
2} ونظرا لأن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الذي كان يقوده ثلة من المناضلين الذين لا ننكر وفاءهم للوطن، ولا ننكر صدق نضالهم من أجل الشعب المغربي ومن أجل كادحيه بالخصوص، لا يقتنع مناضلوه بأيدولوجية معينة، فإن تعدد الأيديولوجيات فيه، قاد إلى صراع ديمقراطي ثانوي، تحول مع مرور الأيام إلى صراع رئيسي، أفرز بروز:
ا ـ توجه 23 مارس، الذي تطور فيما بعد إلى حزب منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، الذي اندمج فيما بعد، إلى جانب مجموعة من التوجهات اليسارية، في إطار الحزب الاشتراكي الموحد، القائم الآن.
ب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي كان يتزعمه الشهيد عمر بنجلون، قبل اغتياله، والذي عمل على جعل الحزب يقتنع ببناء أيديولوجيته على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، التي عرفت بروز خلاف حولها في مختلف الإطارات الحزبية، مما جعل الاتحاد الاشتراكي مجالا لانفراز مجموعة من الأحزاب اليسارية، التي يأتي في مقدمتها:
ا ـ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الذي يعتبر نفسه حزبا للطبقة العاملة.
ب ـ المؤتمر الوطني الاتحادي الذي لم يعد يقبل الأداء اليميني في صفوف الاتحاد الاشتراكي.
3} حزب التقدم والاشتراكية، الذي تحول عن الحزب الشيوعي، الذي نشأ في عهد الاستعمار الفرنسي للمغرب، والذي تخلى عن أيديولوجيته التي كانت تربطه بالاتحاد السوفياتي السابق.
ونظرا لأن عملية التحول التي عرفها التقدم والاشتراكية، فإنه عرف أيضا فرزا نتج عنه بروز حركة إلى الأمام، التي تحولت، فيما بعد، إلى حزب النهج الديمقراطي.
ولأن حركة اليسار المناضل، لا تقتنع بالعمل الفردي، فإن العمل على توحيد جهود اليسار أفرز لنا تنظيمين هما:
ا ـ تجمع اليسار الديمقراطي الذي يضم حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي الموحد، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وحزب النهج الديمقراطي وهذا التجمع يعرف الآن جمودا.
ب ـ فيدرالية اليسار الديمقراطي، التي تتكون من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي الموحد، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي.
ودون الإشارة إلى توجهات يسارية أخرى لا داعي لذكرها.
أما الأحزاب اليمينية القائمة في المغرب فهي من صنع الإدارة، أو من صنع الدولة مباشرة، بالإضافة إلى الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، والتي من بينها حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة المغربية، بعد الحراك العربي.
وحتى لا اطيل، فإنني أكتفي بما ذكرت، وشكرا للرفيق الكريم.


33 - الدين والدنيا والإسلام السياسي
وليد الفاهوم ( 2015 / 12 / 6 - 11:57 )
سررت جدا من هذا السجال الفكري العميق ، أرجو تعميقه أكثر ! وبهدوء واتزان لفتح بعض الخلايا المغلقة لدى بعض البشر .. وأنا أولهم . يقال عموما أن البشرية قد استعملت حتى الآن ما يقارب العشر في المئة من خلايا دماغها ، وهي في تطوّر مستمر لا نهاية له . وفي مثل هذا السجال ما يساهم في قضيّة الوعي ، خاصة في عملية تفكيك الغيبيات . فالإنسان يلجأ إلى الغيب عندما يعجز أو يضعف ، الإسكندر الكبير لجأ إلى العرّافين عندما شعر بضعفه الإنساني ، لكنه طرضهم من مجلسه عندما انتصر ... المجهول مخيف لكن الوعي يكسّر هذا الخوف . على كل حال ليست المشكلة في الدين والتدين ، إنما في استغلال هذا الميل الفطري لدى الإنسان من قبل رجال الدين ، لذلك مصيبتنا الأولى هي استغلال الدين للمصالح الدنيوية . مصيبتنا هي في استعمال بعض الألفاظ الثورية في الإسلام السياسي ، ما يسمّى بالربيع العربي ، والدكتاتورية المتوحشة ، والحراك الشعبي ، الإستبداد ، وتوريث السلطة ، والرئيس الصنم ... وترويض الشعوب ... والإستعمار الجديد .. . وكل ذلك لا ينضوي تحت الدين المستنير ، إنما هو وضع السم في الدسم . والضحك على ذقون الناس البسطاء ودغدغة غرائزهم ، والرجوع بهم إلى الوراء آلاف السنين . أعتقد أن مشكلتنا في الراهن العربي والإسلامي هي في تسييس الدين وتديين السياسة ! شكرا لحميد خنجي والكاتب الأساس محمد الحنفي .

اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال