الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بين حزورة الطائرات ونكتة الحذاء

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2015 / 11 / 23
كتابات ساخرة


يقول جون ستيوارت أن النكتة أداة المواطن المغلوب يستخدمها للتعبير عن رأيه وهي لا تؤذي إطلاقاً لأنها مجرد كلام فلم نرى في حياتنا نكتة تقود درّاجه نارية لتضرب الرجال أو تسرق حقائب النساء , أو نكتة تفجر نفسها أو تطلق الغازات أو خراطيم المياه , ويزيد بأن النظام الذي لايحسن التعامل مع النكتة لا يحسب نظام , ومع تلك الومضة تذكرت منذ الأمس نكتة تقول :
ذهب زوج مع زوجته لشراء حذاء لها فأقترح البائع على الزوجة أن تشتري حذاء بكعب عالي من النوع الصلب الأقوى من الفولاذ
لكن الزوج أعترض وطلب منه أن يجد لها حذاء خفيف دون كعب عال
البائع أصر على أن الموضه الحالية تفرض وأن الحذاء (ماركة) وأصلي ومن الأفضل أختياره وذكر المزيد من المغريات
الزوج كان أكثر أصراراً بأن الأفضل لها أن تشتري حذاء خفيف ومرن دون كعب ولا أكسسوارات
وبعد جدل طويل صرخ الزوج بوجه البائع قائلاُ :
(يا أخي هوّه حذاء لمرتي يعني آني اللي راح أنضرب بيه .. أنت شعليك حاط روحك وتختار) !
ربّاط النكتة عن قصّة الطائرات الغربيّة تلك التي تحط خلسه بمطار بغداد , حيث يفترض بنا نحن العراقيين أن نعرف على الأقل بأي سلاح سيقتلوننا , ولانقبل إطلاقاُ أن يبقى الأمر طي الكتمان , فقد مللنا من عنصر المفاجئة حين تباغتنا النوائب (التايهات) , وعلى ذكر النوائب , فقد مات كثير منّا بالسيارات المفخخة دون أن يعرفوا أرقام وموديلات تلك السيارات , وقضى آخرون دون أن يعلموا بأي سلاح غادروا العاجلة فمن سيئات القتل عندنا أنه يأتي فجأة دون سابق إنذار , ولذلك تملّكنا الفضول فبحثنا كثيراً عن مصادر تلك الأخبار , ولم نجد سوى خبر يتيم يقول (صرّحت أحدى النائبات أن الأمر خطير وقد تكرر للمرة الثانية خلال أيام) , فيما السيد الوزير لم يصرّح الى الآن رغم ألمامه بكل الظواهر والمخفيات ! , طائرتان في كل مرّة تأتي محملة بالكواتم والأموال وتذهب لأماكن مجهولة , أوراقها تقول أنها مرسلة من أوروبا الى بعض السفارات , ركزوا على المصدر أحبتي , أوروبا نفسها التي أعلنت الحرب على الأرهاب وتتباكى من التهديدات , تسمح لنفسها على أرسال أسلحة محرمة دولياً للعراق , وباب التحريم أن تلك الأسلحة مخصصة للقتل السرّي و التصفيات والأغتيالات , أي أنها أدوات تستخدم في الأرهاب , نجدها تتطابق مع التعريف الضيّق لمفهوم الأرهاب وهو القيام بأعمال أبادة جماعية أو أستهداف وترويع الناس , الأمر يقودني الى مشهد يومي يتكرر حين أتجول بمدن العراق , فحين أدخل لمدينة معينة أجد أمامي نقطة تفتيش يكون أفرادها متوثبين ويبذلبوا جهودهم من أجل الحرص على الأمن وحماية الناس, لكن الأمر يختلف عند الخروج , حيث لاتوجد نقاط تفتيش وإن وجدت فهي لاتفتّش الخارجين ويبدو أن واجبها يقتصر على حماية أهل المدينة فيما لا تكترث لبقية المدن أو الأرياف , أوروبا تهتم اليوم بمن يقطن على أراضيها وبمن يدخل أراضيها فقط , ولاتكترث لما يخرج منها , آلاف بل ربما الملايين من الأدوات المادية أو البشرية (40% من داعش أتوا من أوروبا نفسها) ولذلك علينا أن نسد تلك الثغرة ,والسؤال اليوم كيف نخلص أنفسنا من هكذا بلاء في بلد أقرب الى (خان جغان), وبما أننا مواطنون لانملك أي شيء سنضطر للعودة الى جون ستيوارت ونطبق مقولته أعلاه , بأننا سنواجه تلك الأخطار بالــ(نكات) , سنتسامر بها إذا ما بقينا أحياء , عساكم سالمين أيها المواطنون الأبرياء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع


.. سر اختفاء صلاح السعدني عن الوسط الفني قبل رحيله.. ووصيته الأ




.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا