الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتفاضة الشبابية على طريق انتفاضة شعبية شاملة

نايف حواتمة

2015 / 11 / 23
مقابلات و حوارات


نناضل لإعادة بناء البيت الداخلي وتكوين حكومة وحدة وطنية

تنفيذ قرارات الاجماع الوطني ومشاريع قرارات جديدة في الأمم المتحدة
عديد من القوى المحيطة بسوريا والدولية لا تريد لها أن تبقى موحدة ومستقلة،
نحن مع سوريا موحد ومستقلة وحريصين أيضا على مكونات الدولة السورية وفي المقدمة منها المكونات العسكرية

تونس - نوفمبر 2015
* خليفة شوشان - تصوير منتصر العكرمي
الدكتور نايف حواتمة هو أحد قامات النضال الوطني الفلسطيني ومن أهمّ رموز حركة التحرر الوطني العربية، وأحد القادة الذين طبعوا بنضالاتهم القضية الفلسطينية طيلة النصف الثاني من القرن العشرين ومازال إلى اليوم يكافح دفاعا عن القضية الفلسطينية ونيل الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الرازح تحت نير الاستعمار الصهيوني الغاصب.. وبذلك فالحوار معه يتجاوز حدود الحوار مع رجل سياسة يحاول كل جهده ترتيب أفكاره وتنميق خطابه بأكثر ما يمكن من العبارات الثورية لإقناع المتلقي بأنه زعيما فذّ لا يضاهى ويسجل في رصيده النقاط التي تنمي رصيده لدى الرأي العام.. كان لقاؤنا مع الدكتور نايف حواتمة فرصة للاستماع إلى شاهد على العصر يروي قصة النضال الوطني الفلسطيني والقومي العربي ويغوص في أهم القضايا التي تشغل الساحة الفلسطينية اليوم في ظل سقوط اتفاقيات السلام وفشل المسار التفاوضي مع العدو الصهيوني، ويستشرف مآلات الصراعات الدموية و«الحروب الاهلية وشبه الأهلية» التي تعصف بعديد الأقطار العربية مثل سوريا والعراق وليبيا، وفهم الميكانيزمات التي حكمت الثورتين التونسية والمصرية وحولتهما إلى أيقونتين استلهم منهما الشباب الفلسطيني انتفاضته العفوية التي فجرها دون مواربة ومن غير أن يستشير أحدا.
* دكتور نايف حواتمة لو تحدثنا عن واقع القضية الفلسطينية اليوم في ظل المتغيرات التي تمر بها المنطقة العربية؟
- القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية تمر بظروف صعبة بفعل سلسلة من التداعيات وقعت على امتداد الــ 22 سنة الأخيرة من المفاوضات العبثية والعقيمة والمبنية على اتفاقات أوسلو الجزئية ولذلك وصلت من فشل إلى فشل ولا ننسى الاحتلال والمستعمرين الإسرائيليين في القدس الذين يقومون بكل الأعمال بناء على قرارات حكومة اليمين واليمين المتطرف من أجل تكثيف عمليات التهويد و«الأسرلة» للقدس والاستيطان الذي لا يتوقف في الضفة الفلسطينية ولهذا فالحالة الفلسطينية تعيش سلسلة من الأزمات، لا أفق سياسي للوصول إلى حلول سياسية منذ اتفاقيات أوسلو وبسبب اتفاقيات أوسلو. 22 عاما نشهد أزمة في المفاوضات لأنها جرت دون مرجعية شرعية دولية ودون رقابة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ومرجعيتها فقط ما يدور في المفاوضات بين فريقي التفاوض برعاية منفردة أمريكية. إضافة إلى ما تعيشه القضية من أزمة انقسام فلسطيني حاد خاصة منذ انقلاب حماس بعملية عسكريّة انقلابية في جويلية 2007 ومازال هذا الانقسام متواصلا للعام التاسع. وأزمة اقتصادية حيث لا إمكانية لأي تنمية اقتصادية لأن كل المال الذي يأتي ويصب في طاحونة السلطة الفلسطينية ذات الطبيعة الفتحاوية والذي يصب في طاحونة حماس يذهب رواتب لموظفي السلطة ولا يبقى شيئا للشعب الفلسطيني من أجل التنمية وهذا ما أدى إلى أزمة اجتماعية طاحنة في صفوف الشعب بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
*هل شكّل هذا الوقع الفلسطيني المتأزم داخليا على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما ذكرت الأرضية لاندلاع الانتفاضة الشبابية الجديدة؟
- خمس أزمات طاحنة تجعل الشعب يعيش حالة صعبة وانسداد آفاق ويتوجع يوميا من السياسة الاقتصادية والاجتماعية الخاطئة ولذلك فإن الجيل الجديد من الشباب لم يعد يتحمل هذا الوضع ولذلك انطلق في انتفاضة شبابية من شباب العشرينات تحت رايات النضال من أجل الحرية والاستقلال وطرد الاحتلال والاستعمار الاستيطاني وتصحيح الأوضاع الداخلية الفلسطينية - الفلسطينية وفي مقدمتها إنهاء الانقسام وإعادة النظر في النهج الاقتصادي وتأمين حدود دنيا من العدالة الاجتماعية.
هذه الانتفاضة الشبابية استلهمت من انتفاضة الشباب في تونس وفي مصر اللتين تطورتا إلى ثورتين شعبيتين شاملتين تحت عنوان إسقاط الفساد والاستبداد وفتح الطريق أمام «الشعب يريد الخبز والكرامة والعدالة الاجتماعية والمواطنية والدولة المدنية الديمقراطية». وقد دخلت تونس بشكل مبكر في مرحلة جديدة مع سقوط «نظام الطوابق العليا» في نظام بن علي وهي مرحلة مطالب الشعب التي طرحت في الميادين والشوارع، وكذلك الحال في مصر فقد تحولت انتفاضة الشباب سريعا منذ اليوم الثالث لها إلى انتفاضة وثورة شعبية شاملة. وهذا ما يستوحيه الجيل الشباب الجديد الفلسطيني الآن في مواجهة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والفاشية الإسرائيلية الصهيونية التي فوجئت بالانتفاضة الشبابية لذلك تقوم بكل أشكال العنف الوحشي الدموي بإعدامات في الميادين ومباشرة تحت عنوان إعدام دون قضاء ومحاكمات يقوم على الاشتباه والشكّ. انتفاضة شبابية بصدور عارية وبحجارة وما يمكن من أشياء بدائية في الميدان بينما تواجهها إسرائيل بكل التكنولوجيات الأعلى والأكثر تطورا في العالم لمحاولة قمع انتفاضة الشباب سريعا قبل أن تتطور إلى انتفاضة وثورة شعبيّة شاملة.
* كيف تعاطت السلطة والفصائل الفلسطينية مع هذه الانتفاضة الشبابية العفويّة ؟
- الانتفاضة الشبابية كانت عفوية ولم تستأذن أحدا عندما نزل الشباب إلى الشوارع، لم تستأذن السلطة الفلسطينية ولا منظمة التحرير الفلسطينية ولا قيادات الفصائل الفلسطينية، صمدت في اليوم الأوّل والآن دخلت أسبوعها الخامس والتطور والتحول في اتجاه انضمام قطاعات الشعب ولو ببطء لم يبدأ بعد لأن اليقين والاطمئنان لسلوك القيادة الفلسطينية غائب وتوجد فجوة كبيرة بين الشعب وبين السلطة الفلسطينية ولذلك من هو فوق سن 23 و24 سنة ليس مستعدا لينزل إلى الميدان ليحتضن الانتفاضة الشبابية على طريق تحولها وتطويرها إلى انتفاضة شعبية شاملة، عائلات لديها أبناء وأطفال ويوجد فقر وبطالة واسعة وجوع لذلك يأخذون موقفا حرجا قبل أن ينضموا إلى الانتفاضة لتطويرها وحمايتها.
بعد اليوم الخامس بدأت الفضائل الفلسطينية بدفع جيل الشباب في صفوفها إلى الانخراط في الانتفاضة الشبابية ويوجد عدد متواضع من الشباب من أبناء ما فوق 25 سنة لان الثقة بالسلطة الفلسطينية ليست قائمة. في حين أن الشباب الصغير لم يسألوا على ذلك نزلوا إلى الميادين معتمدين على الثقة في الذات ومستلهمين من التجربتين الشبابيتين التونسية والمصرية. اليوم وبعد أن بلغت الانتفاضة الشبابية أسبوعها الخامس الشباب ينزلون إلى الشوارع مع الجيل الجديد ويطرحون مطالبهم تحت شعار الشباب يريدون الحرية والاستقلال، طرد الاحتلال والاستعمار الاستيطاني، إنهاء الانقسام في الصف الفلسطيني وتحديدا بين فتح وحماس لان كلا منهما مستفيد من استمرار الانقسام فضلا عن كون محاور عربية وإقليمية لا تريد إنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية. واليوم نحن نعمل على تطوير الانتفاضة حتى تتجه أكثر نحو التحول إلى انتفاضة شعبية شاملة.
* ألا تخشون أن يكون مصير هذه الانتفاضة كمصير سابقتيها الأولى والثانية باستثمارها من قبل السلطة والفصائل الفلسطينية للدخول في مغامرة تفاوضية جديدة لا تستجيب للحد الأدنى للحقوق الوطنية الفلسطينيّة ؟
- اليوم نزلت كل المنظمات الشبابية للفصائل الفلسطينية إلى الميدان وتتداخل مع الشباب في الميدان باتجاه تطوير وتنظيم العملية الانتفاضية ولكن ما وقع في الانتفاضة الفلسطينية الأولى 87 – 93 شيء آخر فتلك الانتفاضة كانت منظمة منذ اللحظة الأولى وتشكلت لها قيادة وطنية موحدة من أربع قوى فتح الجبهة الديمقراطية، الجبهة الشعبيّة والحزب الشيوعي الفلسطيني آنذاك قبل أن يأخذ عنوانا آخر فيما بعد ليصبح عنوانه حزب الشعب الفلسطيني وبالتالي فالانتفاضة كانت منظمة بقيادة موحدة منذ اللحظة الأولى وعندما عملت حماس والاتجاه الإسلامي على الالتحاق بهذه الانتفاضة وكانوا بعيدين عن الساحة الفلسطينية ومشغولين بحرب أفغانستان وباكستان وفقا لرؤية الإسلام السياسي أن توحيد الأمة الإسلامية يبدأ من هناك وهو الطريق إلى تحرير فلسطين لذلك لم يشاركوا لا بالثورة الفلسطينية ولا بالمقاومة الفلسطينية التي نهضت ردا على هزيمة جوان 67 وبقوا لم يشاركوا مدة 20 سنة، وفي أوت 88 شكلوا حركتي حماس والجهاد الإسلامي ونزلوا إلى الشوارع مع الانتفاضة وعندما دعوناهم إلى الانضمام إلى القيادة الموحدة لم يقبلوا بذلك وأرادوا الاشتغال لوحدهم بخط موازي لأن لديهم مشروعهم وحدهم مشروع الإسلام السياسي.
وقد دامت الانتفاضة الكبرى «المغدورة» كما نسميها ستّة سنوات في حال هي منظمة ورفعت رايات الحرية والاستقلال لكن القيادة الفلسطينية انقسمت على نفسها وخاصة بعد حرب الخليج الثانية، وكنّا قد اختلفنا حول الموقف منها فالأخ أبو عمار ومعظم الإخوة في حركة فتح كانوا مع اجتياح قوات صدام حسين للكويت والجبهة الديمقراطية وقوى ديمقراطيّة وليبرالية فلسطينية كانت ضد هذا الاجتياح بالقوة العسكرية وهذا الخلاف في الموقف من حرب الخليج الثانية أدّى إلى مناشدة عديد الدول العربية إضافة إلى السياسة الأمريكية إلى الانخراط فيما سمي بمؤتمر السلام بمدريد دون مرجعية الشرعية الدولية للقضية الفلسطينية ودون رعاية الدولتين في حينها الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي الذي لم يكن قد انهار بعد وكذلك وبطبيعة الحال دون رعاية الدول الخمس دائمة العضوية وقد اختلفنا أيضا في ذلك لأننا قررنا في المجلس الوطني الفلسطيني في 28 و29 سبتمبر 1991 أننا مستعدون للسلام وأن نكوّن فريقا في المفاوضات ولكن يجب أن يضاف إلى القرارين 242 و388 الخاصين بحل قضايا الصراع بين البلدان العربية وإسرائيل أي البلدان التي تم احتلال أراضيها سيناء والجولان والأراضي الفلسطينية التي كانت تحت الإدارة الأردنية القدس والضفة الغربية، ووضعنا أسس للمشاركة وأكملنا هذا العمل في تونس بعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد أسبوعين من أعمال المجلس الوطني 17 و18 أكتوبر 1991 وبعدها بـ 12 يوماً فقط انعقد مؤتمر مدريد، حكومة شامير اليمينية المتطرفة رفضت حقوقنا ورفضت أن يكون لنا تمثيل مستقل باعتبارنا الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني كمنظمة التحرير الائتلافية ورفضت أن تكون لنا مرجعية شرعية دولية لقضيتنا كما أن للدول العربية مرجعية شرعية دولية ممثلة في القرارين 242 و388 بأن يشمل المؤتمر هذا القرارين ويشمل القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية وبرعاية الأمم المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية وحددنا حقوقنا بتقرير المصير ودولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 جوان 1967 أي الأراضي الفلسطينية التي احتلت في عدوان 67 وأيضا أن يكون الوفد الفلسطيني من الداخل ومن الخارج من أبناء القدس والضفة وقطاع غزّة وأقطار اللجوء والشتات. كل هذا تم رفضه من شامير وحكومته اليمينية والإدارة الأمريكية كانت معه ولم تقبل بهذه الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي الوقت نفسه انحنى الأخ أبو عمار لدول عربية قدمت له النصائح أن ينخرط في إطار وفد أردني به تمثيل فلسطيني من الضفة وغزة فقط ولا وجود لتمثيل للقدس الشرقية المحتلة ولا تمثيل للشعب اللاجئ الذي يشكل 60 بالمائة من شعبنا في أقطار اللجوء والشتات. وقد أدى الانخراط على هذه الأسس إلى الغدر بالانتفاضة الكبرى وأدى فيما بعد إلى نتيجة أكثر خطورة في المفاوضات التي جرت في واشنطن بين الوفد الفلسطيني من الضفة وقطاع غزة الذي تركه عليه الأخ أبو عمار وأجرى مفاوضات سرية في ستوكهولم ثم في أوسلو وتمّ التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق أوسلو في 13 سبتمبر 1993 وفوجئ الجميع بها حتى أن حيدر عبد الشافي رئيس الوفد وأعضاء الوفد عادوا من واشنطن وقالوا لأبي عمار نحن أنجزنا بواشنطن أفضل من اتفاق أوسلو الجزئي ونحن قادرون على تعديله فأجابهم بأن "لا حرف واحد يتعدل" وتمّ التوقيع، فلا يجب الجمع بين الانتفاضة الأولى المغدورة وما يجري الآن.
*وماذا عن الانتفاضة الفلسطينية الثانية أو ما عرف بانتفاضة الأقصى ؟
-الانتفاضة الفلسطينية التي جرت في 2001 التي كانت لها قيادة موحدة أيضا ، فقد كانت ردة فعل على اجتياح شارون رأس الحكومة اليمينية المتطرفة الأراضي الفلسطينية كل الضفة الفلسطينية وكل قطاع غزة وإيقافه المفاوضات وأخذ موقفا بالانسحاب من قطاع غزة سنة 2005 من جانب واحد ودون أي تنسيق مع السلطة الفلسطينية ومع منظمة التحرير الفلسطينية. واعتبر الشعب أن الانتفاضة الفلسطينية الثانية تم الغدر بها. ومنذ ذلك الزمان أصبح لدى الشعب يقين بأن القيادة الفلسطينية لا يمكنها أن تتمسك بما يطالب به الشعب خاصة بعد فشل آخر جولة من المفاوضات بين جويلية 2013 إلى أفريل 2014 والتي دامت تسعة أشهر برعاية الإدارة الأمريكية وهو ما زاد الفجوة بين السلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وبين الشباب الفلسطيني. لذلك لم تعد القوة الشابة قادرة على الصبر وأبدت جاهزيتها الخاصة لدفع الضريبة للانتفاضة الشبابية.
* وما هي الخطوات التي ترونها ضرورية بحكم خبرتكم بتاريخ التجربة النضالية الفلسطينية لدعم هذه الانتفاضة الشبابية وتحويلها إلى انتفاضة شعبية شاملة تمضي نحو تحقيق أهدافها دون أن يتم الالتفاف عليها أو إخماد جذوتها؟
- الآن نحن نناضل ونصارع من اجل تطوير الانتفاضة وحمايتها لتتحول إلى انتفاضة شعبية شاملة لان هناك اتجاهين داخل القيادة الفلسطينية اتجاه يدعو إلى الهدوء مقابل الهدوء ورفض التصعيد على الجانبين بينما يدفع اتجاه آخر من القوى اليسارية والتقدمية والليبرالية إلى تطوير الانتفاضة الشبابية إلى انتفاضة شعبية شاملة حتى تحقق لشعبنا ما طرحه بالانتفاضة الأولى والثانية. ولذلك فقد دعوت الشباب المنتفض إلى تشكيل قيادات شبابية في كل ولاية من ولايات دولة فلسطين تحت الاحتلال وجمعها في قيادة موحدة على مستوى كل الوطن، ودعوت في ذات الوقت إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة تشمل كل الفصائل الفلسطينية ومكونات الشعب الفلسطيني وتياراته النقابيّة والمحلية والشخصية على أن تكون فيها القيادة الشبابية قوة بارزة لها وزن ثقيل بالقيادة الوطنية الموحدة حتى نضمن صيرورة الانتفاضة وتحويلها إلى انتفاضة شعبية. وأن تكون الكتلة الشبابية قوّة مقررة في القيادة الوطنية العامة الموحدة، هذه الخطوات لم تنجز حتى الآن ولكننا نناضل من أجلها وعلى الشباب أن يبدؤوا لأنهم أحرار من السلطة الفلسطينية والخلافات الموجودة بين القيادات الفلسطينية.
* هذا على المستوى الداخلي ولكن ما هي الخطط التي تقترحونها على المستوى الدولي لاستثمار وهج الانتفاضة وترجمتها إلى مكاسب تخدم القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية؟
- ندعو الآن إلى خطوات جديدة فلسطينية ودولية لحماية وتطوير الانتفاضة، فقبل أن آتي إلى تونس كان لدي اجتماع طويل جدا مع الأخ محمود عباس أبو مازن وتحاورنا بضرورة اتخاذ خطوات جدية دولية أولا بالعودة إلى الأمم المتحدة وتقديم مشروع قرار جديد يقوم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية عضوا عاملا كامل العضوية في الأمم المتحدة على أساس «برنامج الاعتراف الذي اتخذ في الأمم المتحدة، بموجب بند في ميثاق الأمم المتحدة يسمى «متحدون من اجل السلام» ونكون بذلك عضوا عاملا بهيئة الأمم المتحدة دون المرور بمجلس الأمن لان «الفيتو» الأمريكي دائما موجود بمجلس الأمن، ونحصل على قرار بدولة كاملة العضوية وقد وقع هذا في ناميبيا وفي جنوب إفريقيا وبلدان أخرى وبالتالي تصبح دولة فلسطين العضو الكامل بهيئة الأمم المتحدة دولة تحت الاحتلال، وتصبح بذلك المسؤولية دوليّة عن إبعاد الاحتلال والاستعمار الاستيطاني عن القدس والضفة الغربية وقطاع غزة على حدود 4 جوان. وبموجب هذا القرار أيضا إذا رفض الاحتلال الإسرائيلي وعاند عندئذ تدخل الأمم المتحدة بقرارات لفرض العقوبات عليها بموجب أن دولة فلسطين عضو عامل بالأمم المتحدة يجب أن تكون حرة لا تحت الاستعمار الإسرائيلي الصهيوني التوسعي.
مشروع القرار الثاني نتقدم به إلى الجمعية العامة نطالب بفرض الحماية للشعب الفلسطيني بإرسال قوات دولية لأراضي الدولة الفلسطينية المحتلة من إسرائيل، ومشروع القرار الثالث أن تصدر الأمم المتحدة قرارا دوليا بحل قضايا الصراع بين الدولتين الفلسطينية و«اسرائيل» على أساس قرار الشرعية الدولية وبرعاية الدول الخمس دائمة العضوية، والقرار الرابع نحن الآن أعضاء في محكمة الجنايات الدولية قدمنا ملفات لمحكمة الجنايات لكن لم تطلب السلطة الفلسطينية حتى الآن تحويلها إلى شكاوى بمحكمة الجنايات الدولية تحت ضغط الإدارة الأمريكية وتهديدات إسرائيل ويجب ألاّ ننحني إلى هذا الضغط ونطلب الآن وقبل الغد تحويل كل هذه الملفات إلى شكاوٍ، وبذلك نكون على المستوى الدولي قد نقلنا وضع الدولة تحت الاحتلال وحقوق الشعب الفلسطيني إلى كل العالم وكل الرأي العام العالمي ليتحول إلى ضغوط على الاستعمار الاسرئيلي الصهيوني التوسعي.
* هل يعني ذلك إنهاء المسار التفاوضي القديم والقطع مع مخرجات الاتفاقيات التي لم تقدم شيئا للفلسطينيين بما فيها اتفاقية أوسلو ؟
- علينا إعادة بناء البيت الداخلي الفلسطيني بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل ووقف المفاوضات بالكامل ورفض العودة إلى الصيغة القديمة من المفاوضات على أن تكون أي مفاوضات جديدة نوعيا جديدة لها مرجعية قرارات الشرعية الدولية ومؤتمر دولي ورعاية الدول الخمس دائمة العضوية عندئذ يتحدد الإطار السياسي والقانوني دوليا للمفاوضات والرقابة الدولية التي غابت على امتداد 22 سنة من المفاوضات على خلاف كل الأزمات الدولية بما فيها الحديثة سوريا، العراق، اليمن، ليبيا وإيران التي كانت لها صيغ دولية. فأول مرة تتوفر لنا صيغة دولية منذ 1949 كانت سنة 2012 لكن كدولة مراقبة ليست لها الحق في طلب حماية الأمم المتحدة بإرسال قوات دولية وبعقد مؤتمر دولي والانتقال من دولة مراقب إلى دولة عامل بالأمم المتحدة لذلك فمشاريع القرارات التي تكلمت عنها ضرورية اليوم قبل الغد. كما يجب إنهاء إلحاق الاقتصاد الوطني الفلسطيني بالاقتصاد الإسرائيلي وإلغاء تجزئة وتقسيم الضفة الفلسطينية إلى ثلاثة أجزاء بموجب اتفاقيات أوسلو الجزئية البائسة، وقد حققنا في مجمل هذه النقاط برامج أربعة بالإجماع الوطني لـ 13 فصيلا واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني كما حققنا قرار إنهاء الانقسام الفلسطيني.
كل ما تقدم ناقشته مع الأخ أبو مازن في عمان واتفقنا على إجراء جولة جديدة قريبا في حدود 10 نوفمبر للبحث في الآليات العملية لتنفيذ هذه القضايا حتى ننتهي من حالة الانتظار لأن خطاب محمود عباس بالأمم المتحدة في أكتوبر المنقضي الذي قال فيه إن إسرائيل لم تنفذ أيا من التزاماتها بموجب الاتفاقات التي وقعت بينها وبين رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية ونحن انتظرنا 22 عاما لم نعد قادرين على الانتظار بينما الأرض تنهب بالتهويد و"الأسرلة "للقدس وأعمال التقسيم الزماني والجغرافي للمسجد الأقصى وتحاصر وتدمر الكثير من المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية والاحتلال والغزو الاستيطاني قائم ولذلك لم يعد ممكنا الانتظار خاصة أنه أصبح في اليد انتفاضة شبابية مرشحة للتطور إلى الأمام والتحول إلى انتفاضة شعبيّة شاملة. ونأمل في أن نتمكن من وضع الآليات التنفيذية لأن ذلك يعيد الثقة بين الشعب بكل مكوناته وطبقاته وتياراته والقيادة الفلسطينية في منظمة التحرير لأن هناك فجوة كبيرة بين الشعب وبين هذه القيادة بفعل ما حدث سواء 40 عاما من الثورة والمقاومة والانتفاضات الجماهيرية من جوان 67 والغدر بانتفاضتين شعبيتين كبيريين من قبل العدو وبسبب الأخطاء من القيادة الفلسطينية والانقسام الذي دخل عامه التاسع رغم أن الأساس يبقى أعمال العدو.
* وما هي الخطوات المستقبلية الملموسة والآليات العملية المناسبة لوضع كلّ ما تقدم من مقترحات موضع التنفيذ على أرض الواقع؟
- أقول بوضوح سنواصل النضال من أجل حكومة وحدة وطنية تضم كل الفضائل الفلسطينية والنقابات وشخصيات مستقلة وقد سبق أن اتفقنا على 4 برامج في إجماع وطني لكنها لم تنفذ وتتمثل في حكومة وحدة وطنية شاملة، العودة إلى الشعب في انتخابات تقوم على قائمات التمثيل النسبي الكامل تكون فيها أرض الدولة الفلسطينية المحتلة دائرة انتخابية واحدة وأقطار اللجوء والشتات دائرة واحدة، واعتماد دروس تجربة انتخابات 96 المرّة لإجراء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتجربة انتخابات 2006 المرّة، لإجراء انتخابات في الشتات لأن البرلمان أي المجلس الوطني يجب أن يكون معبرا عن كل مكونات الشعب في كل مناطق وجوده. كما يجب علينا أن نضع برنامجا سياسيا موحدا للجميع ونضع حلولا وآليات للقضاء على الانقسام والقضايا الأخرى التي طرحناها، وعند ذاك تصبح حماس والجهاد محجوجتين إذا لم يأتيا للدورة الحالية للمجلس الوطني المقررة نهاية هذا العام أو بداية العام القادم، وقد أعلنتا عدم الاستعداد للمشاركة فيه ومن الضرورة أن ينعقد هذا المجلس في إحدى الأقطار العربية المجاورة لنا أو في أي قطر من الأقطار العربية المستعدة لاستضافة المجلس الوطني، نعطي الأولوية للقطر المصري نظرا إلى كونه على الحدود وهناك تداخل بشري وسياسي واجتماعي على أن يكون وضع مصر قابلا لاحتضان المجلس أو بمبنى جامعة الدول العربية وإذا لم تسمح ظروف مصر الداخلية يكون الخيار هو الأردن اذا وافق وهو جار لنا، كما بحثت موضوع مكان الانعقاد مع رئيس مجلس النواب اللبناني وقد قال لي إنه وفي إطار مجلس النواب جاهز لاستقبال المجلس الوطني ببيروت.
* وماذا عن تونس هل من الممكن أن تكون من ضمن الخيارات الفلسطينية لعقد المجلس الوطني الفلسطيني ؟
- في تونس بحثت هذا الموضوع مع رئيس الجمهورية التونسية الصديق الباجي قائد السبسي ومع وزير الخارجية الصديق الطيب البكوش كما بحثته مع رئيس الحكومة السيد الحبيب الصيد وسأبحثه مع رئيس البرلمان ونأمل إذا لم نتمكن من عقد المجلس الوطني بأحد الأقطار المجاورة أن نعقده في تونس الثورة التي تحملت الكثير من أجل القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية منذ سنة 1982.
وأطرح هذه القضية لأول مرة معكم لأننا نحتاج إلى دور الاتحاد العام التونسي للشغل مع كل قوى ومكونات المجتمع التونسي ومع الدولة التونسية بحكم التجربة الجميلة التي لديكم للرباعية بزعامة الاتحاد لإدارة حوار شامل بين كل الأحزاب وتيارات ومكونات المجتمع المدني التونسي للوصول إلى حلول للقضايا الخلافية العميقة التي كانت بين التيارات السياسية. نجحتم في ذلك وكان لكم نيل جائزة نوبل وأستغل هذه الفرصة لأبارك للاتحاد وللمكونات الثلاثة التي شاركته بهذا التتويج الذي يؤكد أن تونس بتجربتها السياسيّة والثورية وبتجربتها في الحوار الوطني الشامل على أيدي الرباعي يمكن أن يكون لها الدور البارز في إسناد القضية الفلسطينية واستعادة الحقوق الوطنية.

* مثلت سوريا دوراً هاماً للقضية الفلسطينية والمدافعة الشرسة عن الحقوق الوطنية الفلسطينية سياسيا وعسكريا وهي اليوم تنزف منذ خمس سنوات فما هي قراءتكم للوضع السوري وماهي اقتراحاتكم لحل الأزمة؟
- كل الأقطار العربية المجاورة لفلسطين لعبت أدوارا بارزة في القضية الفلسطينية وان كانت متفاوتة، فمصر كما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أسابيع دفعت نحو 100 ألف من أبنائها دفاعا عن القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية والجيش المصري خاض خمس حروب من أجل نهضة مصر والشعوب العربية وإفريقيا، كما كان لسوريا دور كبير وخاضت عدة حروب من اجل فلسطين و الحقوق الوطنية لشعبنا وكان لجيشها دور بارز إلى جانب الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973 وقد حشد على جانبي جبهة القتال مليون جندي من الجانب ومن جانب، إسرائيل التي حشدت في 48 ساعة 800 ألف جندي، ومصر وسوريا بمساندة دول عربية عديدة جمعوا على جبهة القتال ما يفيض عن مليون ومائتي جندي. ونحن نشكر للدول العربية مشرقا ومغربا هذا كله. لذا نحن فلسطينيين وعربًا في حاجة إلى الشعوب والدول العربية التي على حدود التماس مع العدو الإسرائيلي، لذلك نحن مع سوريا موحدة ومستقلة ووطنية ومع سوريا ديمقراطية، لان الخلل الأساسي في البلدان العربية كان في غياب الحياة الديمقراطيّة وحلّ المشكلات الاقتصادية والاجتماعية بالحوار بين مكونات الشعب، الذي جرى في البداية وعلى امتداد الأشهر الستة الأولى حِراكات شبابية ومن المثقفين لم يستخدم فيها الرصاص إطلاقا وكان من الممكن أن يكون الحلّ السياسي بالحوار، وفعلا عقدت جولة من الحوار الواسع برئاسة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ثم توقفت هذه العمليّة، وبعدها بدأت انشقاقات داخل الجيش ثمّ برزت تشكيلات مسلحة والآن في سوريا يوجد أكثر من 50 تنظيما سياسيا مسلّحا وكثير منه من الدواعش والنصرة والقاعدة وشركائها إسلام سياسي دموي ووحشي في أعماله، وبالتالي دخلت سوريا طور الحرب الأهلية وشبه الأهلية للسنة الخامسة، وهو أمر يضعف سوريا ويطرح مشاريع تحاول أن تفتت سوريا مثل مشروع داعش على سبيل المثال (الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام)، كما أن عديد القوى المحيطة بسوريا ومن القوى الدولية لا تريد لسوريا أن تبقى موحدة ومستقلة، نحن مع سوريا موحدة ومستقلة وحريصون أيضا على مكونات الدولة السورية وفي المقدمة منها المكونات العسكرية لان سوريا لها أراض محتلة – الجولان المحتل وهي دولة على تماس مع فلسطين ومع الاحتلال الإسرائيلي في الجولان الواقع في شمال فلسطين وبالتالي فإننا نريد الحل السياسي السريع- السريع اليوم قبل الغد والأمس قبل اليوم بحوار سوري - سوري شامل لكل المكونات في النظام السوري وفي المعارضات برعاية الأمم المتحدة والدول الخمسة دائمة العضوية والدول المشاركة الآن والتي شاركت قبل ذلك في جينيف 1 وجينيف 2 وأضيف إلى هؤلاء إيران التي لم تكن مشاركة بعد تطور اللقاء الرباعي إلى لقاء 17 دولة على طريق التحضير لجينيف 3 من أجل حل سياسي يضمن وحدة سوريا ترابا ومؤسسات ودولة ويضمن أيضا دوراً وطنياً للجيش السوري لحماية البلاد وتحرير الجولان المحتل.
* الحروب الداخلية تكاد تعصف بعديد الدول العربية وتهدد بتغيير خرائطها وتفكيك نسيجها الاجتماعي، خاصة مع تمدد الجماعات الإرهابية وسيطرتها على أجزاء كبرى، فماهي الحلول التي تقترحونها ؟
- ما يمكن ملاحظته حول الوضع بالشرق الأوسط أن الجيوش العربية الفاعلة على خطوط التماس مع العدو الإسرائيلي بقي منها جيشان الجيش المصري والجيش السوري. الظهير المساند للجيش المصري يبدأ في عمقه من ليبيا حيث الوضع مدمر والمؤسسة العسكرية شبه مدمرة وفي حالة شبه حرب أهلية وكذلك الحال بالنسبة إلى العمق الاستراتيجي لسوريا في العراق الغارق في مشكلاته الداخلية الناجمة عن عدم انفتاح نظام صدام حسين على الشعب العراقي بكل مكوناته أولا وعن الغزو الأمريكي للعراق، فمنذ الغزو الأمريكي سنة 2003 إلى الآن والصراع الطائفي المذهبي الإسلامي - الإسلامي الشيعي السني والعرقي العربي الكردي وهو ما يعطل إمكانيات العراق.
الحل يجب أن يكون سياسيا أما الحلول الدموية والعسكرية فقد تكشف لنا بعد سنوات وليس بعد أيام أو أشهر أنها غير ممكنة، لذلك يجب أن نعود إلى الحلول السياسية، لأن الاستقرار أيضا غير ممكن إلا بحلول الديمقراطية والحريات والخبز والكرامة والعدالة الاجتماعية وكذلك بتطوير مناهج التربية والتعليم والكتب المدرسية في العمق لان الداعشيّة والدواعش موجودون في مناهج التربية والتعليم وفي الكتب المدرسية في كل المدارس العربية بناء على تاريخ الحكام الذي كتب والشعوب غائبة طيلة مئات السنين بل أكثر من 1400 سنة، والشعوب غير موجودة في قاموس انظمة الاستبداد والفساد، وحتى الشعوب التي انتفضت لتصحيح الوضع في البلاد العربية لم تحقق ما يجب أن تحققه في حين أن الشعوب التي لا تنتمي إلى العرب والتعرب استقلت عن الدولة التاريخية العربية في كل مكان حيث لم يبق من الإمبراطورية الواسعة إلا محيطها العربي أما المحيط الآخر من إيران إلى تركيا إلى آسيا الوسطى إلى بعض قطع الصين وفي إفريقيا إلى آخره كلها استقلت عن دولة الامبراطورية العربية، وقد انتهت الدولة العربية التي بدأت مع الرسول واستمرت 150 سنة وحل محلها السلاجقة الأتراك والمماليك من القوقاز وآسيا الوسطى... حتى الحكم العثماني الاقطاعي الذي استمر 400 سنة. وما بقي اليوم أنظمة قطرية عربية لم تتمكن من التوحد رغم أن الضرورة تدعو إلى أشكال من الاتحاد فيما بينها على أساس ديمقراطي. والآن حتى الدولة القطرية مهددة أن تنقسم على نفسها كما يحدث في سوريا والعراق الذي يحاول تفكيكه إلى ثلاثة دول سنية وشيعية وكردية إضافة إلى الصراعات الطائفية التي تحدث في عديد الدول على أساس سني - شيعي.
الشعب جريدة الاتحاد العام التونسي للشغل
23/11/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر