الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(ألفُ انكسار) وخلود واحد معادلة اوجدت لها د. راوية الشاعر حلاً لايضاها قراءة في قصيدتها .. (تعال كانون)

احسان العسكري

2015 / 11 / 24
الادب والفن


* احسان العسكري
* حينما تطلقُ النداءات لايجد غير الجبان عذراً ولكن امرأة بكل هذه الصلابة وهذا الكم الهائل من العاطفة والانسانية لايمكن ان تقبل عذر احدهم مهما قدم من مبررات , وهي تدوزن بقايا وجعها بسيمفونية الألم الجميل . مذ عرفتها هي راوية الانسانة ومليكة الشعر وصوت المرأة المثقفة الحالمة المحترمة . هاهي من جديد تقدم لكانون دعوة طالما حلم بها وتمناها تموز مذ وجِد ان اتنماء الشاعرة لذاتها يعدُ بمثابة اعلان عن الفضائل التي تربت عليها والفت العيش معها بسلام فهي أنه لا تخشى الأحداث مهما تشعبت وانجبت احداثا جديدة موضحةً سمو أهطموحاتها فهي المجاهدة لمجد بلادها العاشقة لسمو شعبها في افاق العالم والمجتهدة لتحقيق ذلك
" تعالَ كانون
حجرة الخلايا
توجعها جاذبية دورانها
مذ صار الدم عازلاً
على شرفة شريان مصلوب
تعالَ كانون
احملْ نعش الصباح
على كتف حساب مؤجل
اغسلني بـــ القبل التائبة
التي غفتْ تحت شراشف العزلة
لــــ الف انكسار"
* حجرة الخلايا هذه مجازٌ لما تراه الشاعرة راويه الشاعر بقايا انسان لما يزل يختلط بذكرياته عبر عصورٍ من التوجهج البريء لذات الشاعرة . انها دوامة من دمٍ معطرٍ بياسمين الحياة فهكذا عطور تكون عادة ازلية الخلود براقة الشكل حانية المغزى ونقية السريرة . تضع الشاعرة هنا ذكراها في هذه الدوامة التي اوجدتها فهي الطامحة للحياة الجميلة والمحبة للإنسان كيف ترى كل هذا الهوان ولا تنتفض فلا الصباح يقض فيبعث في نفسها الأمل ولا لكانون عباءة يمكن ان تخفي عن القدر ما لا يجب ان يراه . مؤدلجٌ ذلك الحساب لا مؤجل ولكن الشاعرة هنا صاغت لخنصر البراءة خاتماً من سمرتها والبسته التوبة البريئة بعد ذنب الوفاء .. وللعزلة بقايا سكون لما يزل يقض مضاجع الشعراء بمختلف تكويناتهم واتجاهاتهم .. ويبقى النداء "
تعالَ كانون
ارزقْ منطاد العين
بـــ أولاد السحب
وهم يلعبون على كوكب الرمش
يدغدغون أزرار الربيع
كلما كان قميصه مشدوهاً
مرسوماً بــ الزهور والموائد "
* موائد الذين رحلوا كانت مزينة بزهور الاستقبال وربما افترشت الشاعرة هنا لمقدمهم الارض نرجسا وغطت أفول اليقين بشيءِ من عزلتها وهي تعيد صقل البراءة ببراعة وتناغي احلام الطفولة المسروقة هنا كما يناغي الندى جفاء السحب ويدغدغ اطراف القمح حين السحَر , لوحة جميلة رسمتها الشاعرة هنا بعشق كان بعظمة عشق زليخة لـ يوسف ما قدت قميصه غير حرقة الغياب والم الفقد وكأنه يتقلب على سرير من رماد تكون من بقايا معركة ودماء لم تجف بعدُ ً
" تعالَ
فكْ عقدة البرد من اللسان
حتى يستفيق اللحن
من كهف حنجرة
يجلجلها الصمت
بـــ صفير الخواء "
* ايها الحالمون على شواطيء ساحةٍ ما لم يعد للصمت من كناية ولا للتقية من حضور فعقد اللسان لايحلها الصمت وهاقد استفاق لحن الحرية ودق الخطر ناقوسه بمكرٍ وآن لحناجركم ان تصدح باسمي فأنا (هلهولة) لم ترضَ بـ (فرعتكم) ولن يسكتها وعد قاله قائل بين منصة لامعة وسلطةٍ خاوية ومملكة من الشهداء حدودها عند الله وبابها وطني .. نعم ان الشاعرة د. راوية الشاعر تعي تماماً ما تقول فهي تتنصل ببراعة من مسؤولية الانثى لتقف على طريق المرأة بشجاعة الرجل وعنفوان الفارس وشدة (اخت الرجال) وصبر العراقية وعذوبة ورقة وانسانية الشاعرة . تقف كالنخلة السامقة غير آبهة بفؤوس النفعيين وارباب المصالح والمنافع لتستنهض همم ابناء اخوتها فهي عمة الثوار . تقف مناديةً تعال ....
تعالَ
فـــ غيرة المواسم تشحذُ الفقر
بـــ صلابة عظمي
تتحالفُ لــ قص رائحتكَ
من تقويم جلدي"
* لا حيلة للصمت هنا ولا مكان للصمم فغداً لا بقاء لنخلة ولا سمو ولا عزة ولا كرامة وسيختطف الغرباء ما تبقى من (برحي) الحياة كما اختطفوا احلامنا وفي وضح النهار . امرأة بكل هذه الصلابة والعنفوان والقة بالنفس لايمكن ان يتجاهل نداءها حر ابداً سيما وهي تخاطب تأريخاً من التحدي فلحرارة الحنين ذكرى ولعرق الجبين نشوة وللثورة رائحة وبالسياط عزوف عن معانقة اكف الجلادين , تخاطب كانون بعقلية الواعية وكبرياء المنتصرة مغازلةً كانون : مالَكَ
تنوء بثقل الثوار"
وهم يعتصمون امام الأعوام
بــ لافتة ساخنة
وشعار قلق
تتعسكرُ بـــ خنادق ضيقة
تناور بـــ قصف الأصابع
كلما لوحتْ نوايا الاعتقال
بـــ الغرق ... في سمرة ورق
كلما صافحَ الغدر سطراً
مبتلى بالوفاء
لـــ لمس عاص
في ثياب قصيدة عذراء"
* باقِية على سجاياهـا الجميلة التي وهِبتْ لها ويسعد بها أحبتها تخالط بكل هذا الشعور الجميل حسرة على خصومها بإنسانية عظيمة هي داعية للخير بلا شر , لدرجة انها وضعت عشقها للوطن بآنية الحزن وهذا ليس غريباً فهي السومرية الاكدية الاشورية هي ابنة هذا التراب . فبقصف الاصابع ومرارة الاعتقال تسجن حزنها ويسعدها ان الوطن سعيدٌ ببعده عن أعدائه ولن يتسنى لهم نصب مكيدة او التقاء شرين او ابتعاد أمل . هذا الوطن المبتلى بالوفاء من الممكن ان يرى كل قاريء لهذه الكلمات رؤياه الخاصة ويشعر شعوره الأقرب فلربما قيل ان المرأة وطن مبتلى أو ان راوية الشاعرة مبتلاة بأنثى تسكنها وقلب رجل محترقٍ على وطنٍ يهز كيانها أو يقال ان هذه الشاعرة تناجي حبيباً ادرجه القدر على قائمة المبعدين عن الحياة مع الاحتفاظ بعيشها . وهنا تتبلور امامنا امكانية الشاعرة في فنانة تشكيلية تستخدم الحروف لرسم لوحة تنتمي لمدرسة الواقع بجذور شتى
" تعالَ كانون
فميلادكَ يحملُ حقائب النذور
وتذاكر التحليق تنفد
وأنا أنثى
يلومها التذكار
لــ أحد عشر منجلاً
يجزون العشب صاحياً
على مرأى
من أمهات العطر
في صدر المواويل
* بنفسٍ لاتقبل بالذل وروح ترفض الخضوع للضعف وقلم يسامق النخيل عطاءاً . كتبت راوية الشاعر ملحمتها الجميلة هذه مخاطبةً كل من وقف موقف المتفرج وشادةً على عضد من خرج من جلباب العادت المريض وتقاليد الجهل المقيته . فهي لم تمضِ الا بما اشار عليها ضمير الإنسانة به برضى وقناعة تامة . شاعرة ترى في قطاف المحاصيل انجاز وفي تركها للطيور مثلبة وهاهو الشتاء قادمٌ بليله الطويل وكل يستقبله بطريقته الخاصة فمن نعم براحة فرح به ومن فقد عزيزاً حزن معه ومن عشق آالمه مقدمه فماعاد لليل من رفقة تسر , ان دعوتها لكانون هي دعوة للاستكانة مما نحن فيه بشرط ان نحقق ما نصبو اليه وما نمقته من لؤم وترك الناعقين المصلحين كذباً يغرقون بدوامة من الهذر واللغو التي لا يمكن أن يبلغوا غايتهم بطريقة كهذه , فنسفها الأبية ترفض الخنوع وقبول الذل كما عهد ناها في كل قصيديتها ونحن نتقل بين كلماتها تنقل المنتقي للزهور وسط جنة من العطر والازهار فكل ما نقتطفه ذو لون وصبغة واسمٍ وحضور . راوية الشاعر مغنية هادئة تجيد اختراق الحزن للمواويل وتقدر ان تستخلص الأطوار من اللحون , فالف طوبى لحروفٍ راقتها اصابعكِ وهنيئاً لقلب شعر بما يجول في خلجات قصائدك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة