الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدوية 12

مارينا سوريال

2015 / 11 / 28
الادب والفن


كاد التنين ان يبتلعه ..لا يدرى كيف تراجع من بين فكى اسنانه فى اللحظة الاخيرة ..كان سمع بذلك التنين الذى يعيش البحر ويحرس السيدة الان علم لما لم يهاجم احدا قصرها من قبل او يرتفع على غير رضاها ..لكن عيناى ذلك التنين لم تنسيه زوجته ولا ولديه ..ادرك الان انهما ماتا من الجوع ولم يصمدا اكثر من ذلك ارتاح جسدهما من الالم والبرد ..من رائحة العفن التى تخرج من كل زاوية فى المنخفض من بؤس ما سيحدث لهما عندما يصيران صيدان مثله هو ...لن يتمنيا اكثر من طعام اليوم ولن يعلما ان هناك مدن اخرى تسكن البحار غير تلك المدينة الرملية التى سمتها السيدة وحدها ....ولن يعلموا انه ابدا لم يكن صياد ولم يحب الرمال حقا بل كذب ليترجى طعامهم...لن يقول ابدا ان احب حرث البذور وان دخل بيوت اكبر واضخم من التى صنعتها السيدة وترقص فيها الان وان والدة كان مثلها ...نعم كان مثلها ...ربما لم يكن يدخل غرفة مخصصة له وحده مثلها ..ولكن عرف التقدمه....ربما هو الوحيد الذى كشف السر الذى تتباهى به السيدة عندما تقول على لسان عبدها المنادى انها الوحيدة التى تدخل الغرفة المخصصة وان هناك غيرها ....
كان يقترب ثانيا لم يكن معه سوى الرمال فقط القى بها فى فمه...سد بها نيرانه ..كان يلقى بالرمال اكثر واكثر..كان يخمد نيرانه بالشىء الذى كرهه ولم ينجح فى حبه يوما..تلك الصحراء التى كان يعيش فيها ..رغم انه ملقى على الجانب بالقرب من البحر لكنه لم يستطع ان ينسى ان تلك الرمال تحاوطه وتفصله عن مدينته وان بينه وبين خلاصه منحدر لم يصعد فيه احدا متمردا من قبل ...اما البكر فهو حامل لقوتها هو فقط من فعلها والان هاهو الصياد يلقى بمزيد من الرمال فى ذلك الفم المتسع...شاهد عيناه التنين وهما تحترقان ..شاهده يحاول الطيران ولا ينجح ...كان يلهث من فرط الدهشه وهو يشاهده يسقط فى بحره ..يضرب المياه بقوته فتعلن غضبها معه بان ترسل موجه عاليه فى السماء ثم تردها للرمال التى خذلتها ...
استيقظ المنادى من ثباته العميق فزعا ..تدحرج من فراشه يراقب البحر الهائج غير مصدق عيناه لقد راى التنين وهو يسقط ...هل سقط حقا ام انك تهذى ايها المنادى التعيس ؟
لا انك لاتهذى لقد فعلها حقا ...انتفض المنادى وهو يستدير لعيناى الغريب التى لمعت فى الظلام وكاد ان ينفلت من لسانه صرخه اسرع الغريب وكتمها قبل ان تخرج ..كانت عيناى المنادى جاحظتين لم يرى عين اشد قسوة من عين الغريب تلك الليلة ....همس المنادى هل فعلها حقا ؟..اجاب الغريب فى هدوء ماذا ترى ؟...
ابتلع المنادى ريقه ولكن..ولكن يا اخى الناس جوعى ...
رد الغريب وما شائنى هل سائلونى الطعام !...
اكمل بابتسامة انه دور ..السيدة ..اكمل باستهجان نطق حروف اسمها ..بدوية ..قال اه بدوية اتعلم يااخى انا صنعتها ..لولاى لما كانت تلك المدينة ولما كانت سيدة فيها ولكنها عندما قررت ان تصير الكاتبة قررت قتلى هل تصدق هذا ؟...نعم لا تندهش هل تصدق حقا انها كانت تريدنى عبد ا لعبدها !...ذلك المشوه ..حتى طاعته وحبه لم تحصل عليهما كاملتين ....ولن يحدث هذا ابدا ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في


.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة




.. الفنان صابر الرباعي في لقاء سابق أحلم بتقديم حفلة في كل بلد