الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهران زرباطية تعادل

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2015 / 12 / 1
كتابات ساخرة


حدثني الحاج منصور أبو خالد بأنه زار أيران في الأعوام 2003 و 2004 بدون جواز سفر ولا تأشيره ، يقول أنه كان في المرّة الأولى مع مجموعة تبلغ حوالي 40 شخص من الجنسين مابين قريب وصديق وزوجه وشقيقة فوجدوا أمامهم أفواجا" من العراقيين عند منفذ مهران وأن حرس الحدود منعوهم
هذه القصة طالما أعادها لي كونه يحسبها مغامرة عجيبة وهي فعلا" مغامرة بالنسبة لمجموعه يبلغ أصغرهم السبعين عاما" ، وكررها لي (أبو زكي الشريفي) و(أبو مالك الخفاجي رحمه الله) وأردت أن أسمعها على لسان الشاعر الفراتي ( حنتو البريسم) الذي قابلته في مكان قبل مدة فرواها لي بطريقته الساخرة البليغة
الموظفون الأيرانيون كانوا متشددين ولما صار عدد العراقيين عشرة آلاف أرتبكوا ، أرادوا طردهم بكل وسيلة ولكن لم تنفع كل وسيلة ، هراوات (و دفرات وتواثي) لم تجدي أطلاقا" ، فالعراقيون في ذلك الوقت كانوا مثل العصفور الذي أنقطع خيطه ( والكلام لحنتو ابو سليمه) ، ويسترسل متحمسا" وكأنه يستذكر إنتصاره في حرب شديدة ، (يا أبن أخوي ماشوفلك إلا وتجيني الروجه وتشمرني بنص الساحة اللي ورا التفتيش ، مكاتبهم تكسرت والأيرانيين إنداسوا برجلينا ، والبيبان والسياج أتفلشوا ، وآخر شي أجت قوات عسكرية قريبه ، قائدهم صاح بالسماعة ، كلام عجمي ما عرفنا معناه ، وراها أخذها واحد أحوازي وصاح : هدوء يمعودين على كيفكم كل واحد يوگف بمکانه ، خلي نشوفلكم چاره)
أصعب موقف مرّ على ابو سليمه هو وجوب نزع العقال واليشماغ الذي لم ينزعه إلا وقت نومه ، فقد طلب منهم كبير الأيرانيين أن يخلعوا كل مايشير الى أنهم عراقيين !
(ليش وعليمن) ، تسائل (الربع) مستغربين ، فعلموا أن الرجل يريد أن يدخلهم ولا يعترض ، مرغما" وليس بطلا" ، فالجموع لايمكن منعها ، وهل هناك قوة توقف آلاف من الزائرين ، ولذلك رضخ لكنه أشترط عليهم أرتداء البناطيل !
فسألوه لماذا ، أجابهم أنه يريد حمايتهم من البوليس الأيراني فهم الآن متوجهين للداخل والقانون عندهم صارم وعليهم أن لايظهروا كعراقيين بزيّهم الفاضح ،
فأخبروه أنهم لايملكون (بناطير) ، المهم تدبروا أمرهم من خلال أقتراض الملابس من الأيرانيين أنفسهم والأفندية العراقيين ، أبو سليمة أرتدى بنطلون عسكري خاكي وحوّل دشداشته الى قميص بوضعها تحت البنطال على طريقة الطلاب في الريف العراقي في زمن غابر ، المهم أنهم زاروا أيران بدون أوراق وبقوا ستة عشر يوما وعادوا ومعهم عراقيين بعشرات الآلاف لازالوا أحياء بغالبيتهم وأسألوهم عن ذلك ...

تذكرت تلك الحكاية وأنا أطالع أخبار دخول الأيرانيين عبر منفذ زرباطية بهدف الزيارة ،
رافقها تهويل وتخويف وأستهجان وصل لدرجة التخوين والشتم للعراقيين جميعا" والغريب أن نفس الناس الذين يشتمون أوروبا بسبب منعها دخول اللاجئين يشتموننا جميعا" ، لماذا ياسادتي الأكارم؟
فالعراقيون فعلوا نفس الفعل قبلهم وراجعوا ماكتبت من حكاية ، ومؤكد أن الطرق الأصولية القانونية هي الصحيحة والواجبة لدخول الأجانب لكن الأمر ينفلت حين يتعلق بأعداد كبيرة ، فما هو الحل برأيكم وعليكم أن تضعوا أنفسكم بمكان الضباط والموظفين في منفذ زرباطية
الأمر أحسبه عادي فماداموا زوّار مسالمين فما الضير في ذلك ، عليكم أن تنظروا للأمر من جانب أخلاقي بعيدا" عن أصطفاف الطوائف ، وأنا هنا لا أدافع عن حكومة فهي بمثالبها لديها من يدافع عنها لكني أردت أن أذكركم بأن شعب العراق ورغم كل الأهوال التي أصابته وتصيبه ، لم يطرد يوما" ضيفا" .. فأهلا" بكل زائر (مسالم) مهما كان فالعراق بيته ، نحن لسنا خونة و(على كيفكم حبايبي ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا