الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى شارع فيت بورج

صلاح وهابي

2015 / 12 / 3
الادب والفن


رغم ثقل السنين و تبدل الادوار و الالوان على الذاكرة و ما تهدم منها، لا تزال تلك القصة طرية في ثناياها. لماذا و كيف ؟ ...
ذلك اليوم من ايام الربيع المشمس و المورد من عام 1962. دخل مدرس اللغة العربية الى صفنا، ضخم الجثة اسمر البشرة يتوسطه الطول برأس كبير يستند على كتف عريض تتوسطهما رقبة قصيرة يحمل وجه يميل الى التدوير بملامح حادة.
كنا كأوراد يانعة و طرية في يد شديدة القسوة تعتصرنا فيهرب رحيقنا من بين يديه خارج صفنا، و ما فضل يبقى عصي على الفهم، رغم امتلاكه لإختصاصه.
وقف امامنا يحمل كتاب المطالعة المخصص للصف الثاني المتوسط ليقول: افتحوا الصفحة 86، لم ادرك حينها لماذا اختار هذه القصة بالذات من دون عشرات القصص غيرها، رغم قسوته؟!.
هي قصة مترجمة لكاتب انكليزي مسحت الذاكرة اسمه ليبقى عنوانها و ثيمتها عصية على النسيان تدور احداثها حول عربجي يوصل ركابه من و الى شارع فيت بورج، يلتفت الى الركاب لإيصال مأساته اليهم بعد ان ماتت زوجته و مرض ابنه الصغير، لكن زحمة الحياة لم تبقِ لهم فضلة من الوقت لسماع الاخرين؟. ينهي عمله ليلاً، يحرر الحصان من لجامه و سرجه، يشبك رأس الحصان يقص عليه مأساته و هو يبكي بحرقة، فتدمع عينا الحصان فيمتزج دمعيهما !!.
يلتفت الطلاب الى صوت نحيب صادر من نهاية الصف.
الاستاذ: لماذا تبكي؟.
الطالب: لم اجد من يشارك العربجي همه غير الحصان و انا!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا