الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة للهدوء

لبنى حسن

2005 / 11 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عذرا إن كانت أفكاري ستبدوا صادمة للبعض و لكن أتمنى أن يتسع صدركم, فأنا لست متخصصة ولا أدعي علماً و لكنى مجتهدة اهتم بالكتب السماوية, ابحث و أفكر و أكون أراء قد لا تروق للغالبية و قد لا أكون على صواب, فمثلا كما أرى انه يمكن للوفدي أو الناصري أن يتزوج من حزب التجمع لأنهم في النهاية كلهم وطنيون, أيضا لا أرى مشكلة في أن تتزوج المسلمة مسيحي أو العكس لأنهم كلهم مؤمنون, أما الآيات القرآنية التي تقتطع بعيدا عن سياقها و تذكر في بعض الكتابات دون إكمالها و ربطها بظروف نزولها أو توضيح مناسبتها فتعني شيء مختلف إذا ذكرت في موضعها, فالقرآن لا يصف المسيحي بالكفر أطلاقا بل هذه أفعال المفسرين المتطرفين و الوهابيين, و خير دليل على هذا وجود سورة "مريم" في القرآن و أيضا في سورة " العمران" جاء "قل ءامنا بالله و ما أنزل علينا و ما أنزل على إبراهيم و إسماعيل و اسحق و يعقوب و الأسباط و ما أوتى موسى و عيسى و النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم و نحن له مسلمون" و جاء أيضا في القرآن" و ءاتينا عيسى ابن مريم البينات و أيدنه بروح القدس و لو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم" و هذا خير دليل على أن القرآن أكد على قدسية يسوع عليه السلام, و اقر بثبوت الكتب المقدسة (التوراة و الإنجيل) و حث على عدم التفريق بينهم (في الاحترام و الاعتقاد أيضا) لأنهم جميعا يمثلون كلام الرب.

إما آية " و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين" فكلمة الإسلام أو مسلمين في هذا الموضع لا تعنى من اتبع القرآن أو المصحف بل لو قرأنا كل الكتاب بهدوء أو استعنا ببعض كتب التفسير المعتدلة سنجد إنها تعنى المؤمنين بالله الواحد الذين لا يشركوا به أحدا, لذا فالإسلام هنا تعني إسلام الروح لله (الإله الواحد) اى الأيمان به بصورة مطلقة و أرى أن هذا ينطبق على كل مؤمن حتى و إن لم يكن يتبع كتاب سماوي أصلا و لكن يكفى انه يعتقد في وجود اله واحد.

و الدليل على هذا انه جاء في سورة النساء "أن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم و ندخلكم مدخلا كريما" و هنا أفهم أن الحديث للمؤمنين بالله و كتبه و رسله بشكل عام و يعنى أن من يتجنب الكبائر (مثل القتل و الزنا) التي حرمتها جميع الكتب السماوية فهو مؤمن محبوب من الله.

المفترض أن الهدف من الكتب السماوية هو غرس المبادىء و القيم الأخلاقية لذا اعتقد أن الأساسيات ليست مختلفة لان منبعهم واحد وهدفهم واحد ففي النهاية الجميع يصلون و يصومون و يشكرون الرب حتى تصفى نفوسهم وينفعوا مجتمعهم و يتعايشوا في سلام داخل أوطانهم.

المشكلة ليست ابدأ في كلام الرب في اى كتاب سماوي, بل في عباد الرب الذين يسيئون الفهم و التفسير, و يدعم جهلهم و يغذيه أنظمة ديكتاتورية منتفعة تزرع بذور الفتنة حتى يغرق الشعب في التفاصيل و ينشغل في الصراعات ليجدوا هم متعتهم في نهب الثروات و التسلط على العباد.

أرى أن الهدف من الكتب السماوية بشكل عام هو خدمة و حماية البشرية و تنميتها و ليس تدميرها و عرقلة مسيرتها فكلام الله لا يهدم و لكن جهل البشر فتاك, لذا اعتقد أن على العقلاء البعد عن الحروب الكلامية و التوقف عن مهاجمة الكتب السماوية ذاتها و الكف عن تغذية الكراهية بل يجب التأكيد على حرية الاعتقاد و مكافحة كافة أشكال التمييز و توجيه النقد للمتعصبين و المتطرفين فقط دون تعميم حتى لا تساهم كلماتنا دون أن ندري في ازدياد أعدادهم أو استعداء آخرين و إشعال الموقف.

الحل العملي يكمن في النضال من اجل ترسيخ مبدأ الدين لله و الوطن للجميع و إلغاء اى مواد في الدستور المصري تتعلق بالمرجعية الدينية, و من ثم التخلص تدريجيا من الأفكار المتعصبة و الموروثات البالية التي تراكمت عبر السنين لتتحول إلى قيود تخنقنا وأغلال حديدية تثقلنا و تجرنا إلى الخلف فكادت أن تودي بنا, لان في النهاية هناك اختلاف في المذاهب و التفسيرات لكل الكتب السماوية, لذا ففكرة المزج بين الدين و الدستور تسيء للدين و تدخلنا في دوامة من الجدال تشتتنا عن أهدافنا الأساسية, فلندع العقل الذي يراعى المتغيرات و حده يحدد قوانيننا و أفكارنا و لنؤكد على أن احترام حقوق الإنسان و حق المواطنة مطلب و أمل لكل شريف على ارض هذا الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد