الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

سيف عطية
(Saif Ataya)

2015 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يا أمة ضحكت من جهلها الأمـم

ثقافة العرب البدوية والإسلام الوهابي السلفي الرجعي هي الكمال المطلق من دون إستثناء وهي ثقافة طردية تعتمد في ديمومتها على إختلاق الأكاذيب وتصديقها وعلى أتخاذ الدين سلاح وعلى إلغاء وتدمير الاخر إذا ماتعارضت مع ثقافة وتقاليد ودين الاخر حسب فهم الاسلام الوهابي التكفيري في تجميد وتطبيع الفرد أو الجماعة على توظيف الدين في السيطرة على المجتمع.

الثقافة العربية والاسلامية الوهابية ثقافة إستبدادية فردية مطلقة سواء من رب العائلة أو من السلطة الحاكمة إستغلت ومازالت طبيعة العقل العربي البسيط بغسل ماتبقى لديه من المعقول وروضته لمصالح وهابية خفية وخبيثة. إلعقل العربي أصبح للأسف عقلا مبرمج ومحدود القابلية للتحليل والتمحيص لأنه مروّض حسبما يتطلب البناء السياسي والطبقي والاجتماعي. المشكلة هو أن يستسلم ويصبح عقلية طغموية مستبدة وظالمة حيث لايدرك ولايصدّق بانه قاتل أو مجرم لانه لايعلم بإجرامه ولايريد أو حتى يحاول أن يعلم ويفهم. وهذا يعتمد حسب تقوقعه الديني والثقافي والبيئي والضخ الوهابي منذ الصغر محاولا إقناع نفسه وما حوله بان أفعاله مبررة دينيا وإجتماعيا وإنسانيا. بل والاخطر من ذلك يعتبرها مقدسة ربانية من أجل الدفاع عن الله حيث لايفهم ولايريد أن يفهم بأنه يضع الله منزلة ضعيفة غير قادر عن الدفاع عن نفسه . لقد أصبحت الحضارة العربية والاسلامية الحديثة بفضل الوهابية حضارة إرهابية عنصرية إستكبارية تستحقر الاخرلأنه ناقص وهم الكمال والصفاء والديانة الحقيقية. إنها ثقافة ترفض وتمتنع عن التغيير ولاتريد من الاخر أن يتغير. المشكلة مازلنا خياليين في تفكيرنا نعيش في وهم اننا الأفضل وأننا الأعلى وأننا الأكبر وأن من لايتقبل مانؤمن به يجب التخلص منه بأي طريقة لايهم إنسانية أم غير إنسانية لأننا نؤمن اننا خير أمة أخرجت للناس ومن يشكك في ذلك سنوبخهم ونرشقهم بتهم جاهزة . سنتهمهم بالكفر والإلحاد والخيانة والردة. هذه العقلية المحيرة المحتارة هي التي جعلت ثقافة القتل والتكفير تطغي على عقولنا لاننا نصدق بأننا على حق والاخر باطل بان الجنة لنا والاخر في النار وأننا الكمال والاخر ناقص مهان. هذه الثقافة التي جعلت مجتمعاتنا مفككة متحيرة متقوقعة متحجرة مفخخة مستغفلة مستنفرة منافقة مكفرة مهترئة مزغرفة مشككة مستهترة ممزقة منفلقة منبطخة. هذه تفاعلت مع التركيبة الباطنية والظاهرة للفرد العربي والاسلامي حيث أدت الى قتل العربي للعربي والمسلم للمسلم والمسلم لإخيه المساوي له في الخلق على أساس الدين او القومية أو الطائفة.

مجتمعاتنا بقضل الوهابية أصبحت ترفض التجديد والحداثة، ترفض التغيير، وترفض الاندماج مع الحضارات والاديان الاخرى لأننا نؤمن أننا من له الأولوية في التقرب الى الله وفي الصف الاول في جنة الفردوس... يعني بالمحسوبية والواسطات كما ندعي ليلا ونهارا في كتاباتنا وقنواتنا وصحفنا وجوامعنا من انهم وأننا وهم ونحن .... أنهم الكفار واننا المؤمنون الصالحون، وهم القردة والخنازير "أي اليهود والنصارى و أضيف عليهم الشيعة حسب الوهابية السلفية" ونحن ليست كالبشر بل في جنات السماوات السابعة وفوق البشر.

أن الشعب الغير قابل على تقبل الاخر والغير قابل على التغيير والغير قابل على الإنفتاح حيث يصر على أن لايتفاعل ولايؤثر ولايتأثر هو شعب يعيش زمن الجاهلية وشعب سيبقى قنبلة موقوتة تنتظر زمن الإنفجار القادم لامحالة. فمن يؤمن بالموسيقى حرام والغناء حرام والتمثيل حرام وخروج المرأة حرام وزينة المرأة حرام والمرأة عورة وتسمى حرم وحريم ، والعلوم حرام والتاريخ حرام وبناء القبور حرام وزيارة القبور حرام وقراءة الكتب المقدسة عدى القران حرام وقراءة وفهم الأنظمة الرأسمالية والشيوعية والاشتراكية وغيرها حرام ومن يؤمن ان الارض كروية حرام والسروال والدشداش الطويل حرام وحلاقة اللحية حرام و قص شعر الرجل حرام والدخان حرام والخيار والموز حرام على المرأة لأنها شبيهة بعضو الرجل، والسباحة في البحر حرام على المرأة لأنه إسم مذكّر وغيرها من المحرمات التافهة والمضحكة المهلكة. بينما زواج المسفار والعرفي وغيرها من محرمات الله حلال والقتل حلال بإسم الجهاد والسرقة حلال بإسم الغنائم والتهجير حلال تحت إسم الكفار وقطع الأعناق حلال تحت إسم الكفار والمرتدين وقطع الأعضاء حلال بذنب السرقة وحرق الحرث والزرع والعباد حلال والنهب حلال والغش حلال وعبادة الأمراء والملوك حلال لأنهم أولياء الأمر وهم من يمثّل الله على الأرض، وإضطهاد المرأة حلال وتجارة العبيد والرق حلال والكذب حلال والمحسوبية حلال والنميمة حلال وغيرها من المحللات التي ضخها شيوخ الجوامع تحت مسميات مغلفة وممتنعة لاأحد يفهمها ولاأحد يفسرها إلا الوهابيين السلفيين لأنهم هم الأفهم والأرقى والأكمل وأصفى جنس ودين وعرق على الأرض حيث نجحوا بملياراتهم المنهوبة من شعوبهم على إعادة الجاهلية التي ثار عليها النبي الكريم ونجحوا في تحجير عقول التابعين المستسلمين على الطاعة وخدمة أسيادهم وويل للذين يفكروا أو يمتنعوا أو يختلفوا معهم لأنهم الله على الأرض ولأنهم الصح ولأنهم الصراط المستقيم ولله في خلقه شؤون. فهل توّضح لماذا ظهرت داعش والقاعدة و بوكو حرام والنصرة والشباب وطالبان وغيرها من منظمات التكفير والإرهاب؟

هل غاية الدين أن تحفوا شواربكـم - يا أمة ضحكت من جهلها الأمـم - المتنبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي