الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهاجر: أما آن لهم أن يخجلوا ...؟

إبراهيم رمزي

2015 / 12 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يهم أن تطلق لحية كالمخلاة لكي يتم تمييزك. ودون أن تنتسب لدينك، بسحنتك واسمك ولغتك - وربما لباسك - تصنّف في خانة: "عربي" أو خانة: "مسلم".
ولدول الغرب حساسية خاصة تجاه العرب والمسلمين، فتهمة الإرهاب - أو المشاركة فيه ماديا أو معنويا - جاهزة.
والمتهم بريء إلى أن تثبت إدانته، ولكن ترجيح الإدانة يطغى من البداية حتى إثبات التهمة أو إسقاطها، بعد بحث دقيق ومنصف وعادل. علما بأن الإرهاب والتطرف والعنصرية .. سمات لعدد محدود من الأحزاب، أو الأشخاص، بالعالم الغربي، ولكنها تواجه بالمحاصرة والرفض، وتفعيل القانون المجرِّم لها.
يتنامى شعور الفوبيا "إسلاموعربية" إثر كل حادث إرهابي يستظل بـ "الإسلام"، يضرب الغرب - أو أي بقعة من العالم -. فيصبح أي مقيم من أصول عربية أو إسلامية نصبا للشك والحذر منه. وتبدأ المعاناة في مجال الشغل، والمواصلات، ومحلات التبضع، والأماكن العامة، والتجمعات البشرية، و ... و ...
إن افتقاد الثقة في العنصر العربي والإسلامي مرده إلى قيام أفراد - ربما لم يتطرق الشك من قبلُ إلى تصرفاتهم - بأعمال إرهابية، أو تقديم المساعدات اللوجستيكية للإرهابيين.
فهل نلوم دول الغرب على أي عنت ينال من واقع المهاجر - العربي أو المسلم - المقيم بدول "الكفار".

لا يكفي أن تشْهَر أنك وادع مسالم لا تتبنّى أي إيديولوجية إرهابية، لأن كثيرين استغلوا ديموقراطية الغرب وإطلاقه العنان للحريات الفردية وتمسكه بحقوق الإنسان، فغدروا بالغرب ومواطنيه، وأسَالوا أنهار الدماء بمجانية مقيتة لا يرضى عنها أي شرع أو دين. ومنحوا بذلك فرصة للمتعصبين العنصريين للمضي في شحن العواطف ضد جميع العرب والمسلمين، وتوعُّدهم باليوم الأسود إذا وصلوا إلى سدة الحكم.
وحتى لو تم تصديقك، فإنك لا تسلم من نظرات الارتياب التي تتبعك في كل مكان، واعتبارك "مشروعا/ أو أداة" إرهابية نائمة.

تقسو على نفسك في تصرفاتك - مكرَهاً، متألما، متذللا - وأنت تحاول بكل ما في استطاعتك إثبات صفاء نواياك ونقاء سريرتك واستنكارك لكل "سلوك" إرهابي .. ولكن الوسم لاصِق بك، ولا ينمحي من جبينك. وقد "يتوقد" في حال أي اعتداء إرهابي، حتى ولو كان خارج حدود الغرب.

من أين جاء تحويل حياتك إلى "جحيم"؟ وقلقك على مصدر رزقك؟ وتخوّفك على مصيرك؟ وتهديدك - اللا مرئي - بترحيلك؟

إنهم الذين منحوا أنفسهم توكيلا ربانيا يبيح لهم العبث بالحياة وبالناس، وارتكاب ما تنفر منه النفوس السوية،
الذين يركبون على النعرات الطائفية لتأجيج الأحقاد وزرع الفتن، وتفريق ما اجتمع، وضرب البعض بالبعض، والتغرير بـ: البسطاء والسذج والشذاذ والحالمين والمتوهمين والناقمين ..
الذين يدْعون إلى تقديس الأحفوريات و"الأصنام" البشرية أجداد كل السفاحين على مر العصور.
الذين ضرب على أبصارهم فهم لا يبصرون إلا الخراب والدمار، ويتقاعسون عن المساهمة في أي بناء حضاري، يصل أنوار ماضي الإنسانية بمستقبلها الطموح.
الذين لا يؤمنون بأنوار العقل والمنطق وتطور التاريخ، وينادون بالقهقرى إلى أفكار الظلام القروسطوية، ببشاعاتها .. وسفاهاتها .. وآلامها .. وأوهامها .. وانحطاطها .. ويحاولون "تنميط" البشر وفق رؤاهم المتخلفة. كان "أستاذهم: هتلر" يرى أن "العِرق الألماني" خير ما أخرج للناس. فأين منه الآن وقد اندثر، واندثرت عنصريته وبغضاؤه؟

إنهم حملة الفكر الظلامي التكفيري، الوالغون من الدماء في كل آن وحين،
الذين يستبيحون القتل والتعذيب والتشويه والحرق والتمثيل بالجثث، وإذلال النساء والصبايا،
الذين ينتشون بتطاير الأجساد أشلاء، ويطربون لأنين الضحايا وبكاء اليتامى وعويل الأرامل ..
الذين يطفئون أنوار الأمل والجَمال والخير والفن والعلوم الدقيقة .. ويعتبرون: حقوق الإنسان، والمدنية، والدستور، والديموقراطية، والانتخابات .. مجرد بدع،
الذين لا يؤمنون بالحوار العقلي والجدال المنطقي والتعايش السلمي، ويظنون أن الإقناع يتم بالحديد والنار فقط،

أما آن لهم أن يخجلوا من تصرفاتهم؟ ويكفّروا عن جرائمهم؟ وينبذوا شططهم؟ ويتجردوا من ظلاميتهم؟ .. إن كانت لهم ذرة من الآدمية، وغيرة على مصير الإنسانية.
فالمجتمع البشري ماض في طريقه نحو التقدم الحضاري والعلمي بتصميم وعزم، ومصير أعداء حركة التاريخ ومعاكسيها هو التهميش ثم الزوال فالاندثار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية


.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في




.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك




.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر