الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل صار الاسلام عبئا على المسلمين؟

عبد عطشان هاشم

2015 / 12 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من تناقظات المسلم المعاصر (المعتدل) وخصوصا الذي يعيش في بلدان الغرب ، انه مضطر للدفاع عن دينه كل يوم تقريبا ، وتبرئة نفسه من تهم الارهاب من خلال ترديد مقولة (الاسلام دين تسامح وسلام) وعندما يواجه المسلم بعشرات النصوص المتفجرة في القران والسنة التي تدعوا الى قتل المشركين والمرتدين واهل الكتاب واصحاب الملل والافكار الاخرى ومئات الفتاوى المماثلة من رجال الدين المسلمين يتعلل بشتى الاعذار المعتادة والتى تعزف على وتر- هؤلاء لايمثلون الاسلام!
يوما بعد اخر تصبح مهمة الدفاع عن دين يكره الحياة والتقدم والحرية والتعددية والمساواة وكل القيم الانسانية الكبرى ، دين لم يقدم للمسلمين عبر 1400 سنة سوى حكام جائرين وغلمان مخصيين وجواري وحريم واغتصاب للقاصرات ، مهمة عسيرة ينوء تحت كاهلها المسلم الذي ورث دينه عن ابويه كما يرث بعضنا الامراض الوراثية غصبا عنه .
لم يكن الاسلام يوما هو الحل ولن يكون ، بل هو المشكلة الجوهرية التي ترزح تحتها مجتمعات الشرق الاوسط برمتها.لقد قتل مئات الالوف من الضحايا الابرياء و تشردت ملايين الناس في العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال وافغانستان وماسواها باسم الاسلام ، ودول عريقة متعددة الاطياف مثل سوريا والعراق تمزقت وتكاد تتلاشى تحت راية الاسلام .
لقد اصبح المسلم ضحية ثلاثية للارهاب ونتائجه النفسية والاجتماعية. فهو يُعاقب بسبب انتمائه هذا ثلاث مرات. الاولى : ان يكون ضحية مباشرة لهذا الارهاب بالانفجارات او القتل العشوائي او المقصود ، ولو راجعت اي احصائية عن ضحايا الارهاب الاسلامي لوجدت ان المسلمين هم الضحية الاولى لارهاب دينهم الحنيف. والثانية : ان يجبر من قبل الجماعات الارهابية لكي يعيش في عصر الكهوف عصر اسلام الدرعية على طريقة محمد بن عبد الوهاب . والمرة الاخيرة من قبل المجتمع الغربي الذي لا يرى فيه سوى صورة ارهابي قاطع للرؤوس يتحين الفرص للانقضاض على الابرياء وقتلهم .
نعم هناك اعمال ارهابية قليلة تحدث بين الحين والحين من افراد يدينيون بعقائد اخرى ، لكن هؤلاء لايحملون مشروعا للقتل الجماعي تحت ستار اقامة دولة الخلافة . فالاسلام هو الدين الوحيد على الارض الذي يعتبر الجهاد او الارهاب من أركان عقيدته السمحاء. وهو الايديولوجيا الرسمية لقهر ونهب وتدمير ثقافات الشعوب وحضاراتها واحلال النموذج البدوي الاسلامي محلها.
لقد بات الاسلام في منظور العالم دينا متوحشا ، ساديا مظلما ومتنكرا لكل الاعراف والقيم الانسانية التي انتجها لنا عصر التنوير واصبحت تشكل الحقوق الاساسية للانسان المعاصر . الاسلام في حالة عداء مستحكم مع كافة الاديان والملل والعقائد في العالم بل انه في حالة عداء مع نفسه فهو يكفر كل الطوائف والفرق الاسلامية المخالفة فاصبح كالافعى التي تعض ذيلها!
لقد تداعت اركان التقدم والمدنية في المجتمعات المسلمة واصبحت هذه المجتمعات تحت سطوة شيوخ الكتب الصفراء وفتاويهم المقززة فلاصوت يعلو على الصوت القادم من المسجد ، الذي تحول بدوره الى مدرسة للارهاب والقتل، ولايجروء احد مهما بلغ من مرتبة علمية او اكاديمية رفيعة على تحدي سلطة المسجد وجبروته. وهكذا امست المجتمعات الاسلامية رهينة لفتاوي الشيوخ الذين يستطيعون ابتزاز الناس تحت طائلة تفسيرهم للنصوص الدينية و فقد الناس الامل في التغيير والخلاص من هذا الكابوس الثقيل.
لم يعد هناك افق للتطور والنهوض ومسايرة العالم والمسلمون في اسوأ الاحوال منذ قرون . لقد اصبحت المجتمعات (المسلمة) مجتمعات معتلة اخلاقيا واقتصاديا وسياسيا ، فهي تتصدر المجتمعات الاخرى في الفساد الاداري والمالي وتأتي في المراتب الاولى عندما نتحدث عن التحرش الجنسي والاغتصاب ، والغالبية العظمى منها دول توقفت عن التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي بل باتت تسير الى الخلف والاقلية منها معافاة بسبب تصدير النفط ليس الا في الوقت الراهن . اما ماليزيا وتركيا فقد بنيت اساسا على يد قادة علمانيين كمهاتير محمد وكمال اتاتورك.
المحطة الايجابية الوحيدة في هذه الرحلة المضنية ، ان كثيرا من الناس بدأو يدركون الافق المظلم الذي ينتظرهم من جراء السير وفق اهواء رجال الدين . وبدأ الناس وخصوصا الاجيال الشابة ينتقدون علنا على صفحات الشبكات الاجتماعية وفي قنوات الاعلام غير الرسمي كل الميراث الاسلامي وتشكك في مصداقيته وصلاحيته في عصر العلم.
وبدأت مسيرة التحول عن هذا الارث الدموي تتبلور شيئا فشيئا ومسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل كان الاسلام عبئا على المسلمين؟
شاكر شكور ( 2015 / 12 / 9 - 15:39 )
كالعادة تشخيص دقيق وواقعي من كاتب جريئ ، عن عنوان المقالة (هل صار الاسلام عبئا على المسلمين) ، الحقيقة ارغب بتبديل كلمة صار بكلمة كان ليشمل مرحلة حروب الردة التي كشفت عن رفض الناس للدين الإسلامي العنيف منذ نشأته ، كذلك لتشمل حروب التشقق الإسلامي في معركتي الجمل وصفين طمعا بالمناصب ، وكما يقال ان ام المؤمنين بدأت تأكل اولادها ففي هذا الزمان اصبح المثقفون يخجلون من تراثهم الإسلامي ويعلنون علنا رفضهم للسيرة النبوية والأحاديث المخجلة اي ان الإسلام فقد احد ارجله وبات كالأعرج يستند على عكاز التقية والتبريرات متمنين عودة الحياة الى جثتة ميتة سريريا ، اما القرآن فهو اصلا لا ينفع كطريق للعبادة لأن فيه استهزاء بذات الله وبطريقة دس السم في العسل فهو مجرد كتاب سياسي حزبي يستخدمه الإسلاميون للمنافسة السياسية للتسلل الى كراسي الحكم ، فالإسلام كان ولا يزال مصدر شؤم فأينما حلّ فنصوصه تبشر بقدوم غيمة سوداء ينتج عنها تجمع الغربان على جثث القتلى وصراخ السبايا وبكاء الأيتام وأسلم تسلم وإلا فضرب الرقاب ، تحياتي استاذ عبد عطشان


2 - تحليل صائب و دقيق
صباح ابراهيم ( 2015 / 12 / 9 - 21:53 )
الاسلام ولد مسخا مشوها مثل مسخ فرانكشتاين و بعد ان كبر و ظهرت انيابه و طالت مخالبه بدأ يعض بعضه بعضا فحروب عائشة وعلي اكلت الكثير من المؤمنين و حروب الامويين مع بني
هاشم و احتلال مكة وضربها بالمنجنيق الاسلامي خير دليل على تفكك الاسلام منذ مولده

الان ولد الاسلام و كتبه وشيوخه منظمات ارهابية دموية عرت حقيقة الاسلام السمح امام العالم اجمع بالصوت والصورة ، فقد اخذت عصابات داعش و اخواتها تنشر غسيلها الاسلامي القذر في الذبح والحرق والاغراق و قطع الرؤوس علنا على شبكات الانترنيت متباهية بدولة الخلافة الاجرامية مما اثار استياء كل شعوب العالم من الاسلام والمسلمين
سلوك داعش الاجرامي هو الممثل الحقيقي للاسلام السلفي الذي يستعر منه المسلمون الطيبون الان و خاصة المقيمون في اوربا وامريكا


3 - فات زمن النقاش.
احمد حسن البغدادي ( 2015 / 12 / 10 - 01:53 )
تحية أستاذ عبد عطشان.

لقد فات زمن النقاش، وكانت احداث باريس، هي القشة التي قصمت ظهر البعير.

لقد استفحل الاٍرهاب الاسلامي، ولم يعد السكوت عنه أمراً ممكناً، لقد قلنا مرارا؛
ان من يبرىء الاسلام والمسلمين من الاٍرهاب، هو ارهابي، يساهم في تضليل العدالة.

ومع الأسف سار على هذا النهج اغلب، ان لم نقل جميع زعماء الغرب السذج والمغفلين،

فكانت احداث باريس، هي الضربة التي صحت اغلب هؤلاء الزعماء من غفلتهم، كما صحى اجتياح هتلر لبولندا الزعماء الغربيين من خطر النازية، بعد ان دمروا بوارجهم الحربية قبل الحرب، لانها تهدد السلام العالمي كما كان يدعون آنذاك، بتأييد اليسار الاوروبي ومظاهراتهم المطالبة بتخفيظ الترسانة العسكرية، وعقد سلام مع هتلر، تماماً كما يفعل اليسار الاوروبي اليوم بدفاعه عن المسلمين اليوم.

ان وقت التسامح قد انتهى، كما قال زعيم الحزب الاشتراكي الألماني، بعد ان ساهم هو وحزبه وحكومته بانتشار المسلمين في أوروبا.

اننا الان بانتظار القنابل النووية الروسية، التي توعد بها بوتين يوم أمس، عسى ان تعيد المسلمين الى رشدهم، ويتخلصوا من الاسلام، بقرانه وأحاديث محمد الدموية، وسيرة محمد.

تحياتي..


4 - نحن نغرق
على سالم ( 2015 / 12 / 10 - 03:58 )
اكبر مثل للعربان المسلمين انهم يغرقوا رويدا وهم لايدرون الى ان يبتلعهم البحر , الاسلام ماهو الا مرض اجتماعى ونفسى خطير ومدمر وكارثى , الاشكاليه هنا ان الاسلام ليس فقط خطر ودمار على المسلمين انفسهم بل اصبح خطر يهدد العالم اجمع ,الواجب هنا وقفه مع حكماء العالم لكى يبدأوا فى العمل المشترك ويكون الهدف الاول هو التخلص من هذا السرطان الخبيث البدوى العفن المسمى الاسلام


5 - معا لنفضح....
بولس اسحق ( 2015 / 12 / 10 - 06:20 )
لا فض فوك سيدي العزيز...المسلمون وحدهم المتضررون من الإسلام ، و من واجبنا تجاه قومنا أن ننبههم لهذا الضرر بما أوتينا من علم ومعرفة ...تحياتي.






اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س