الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليعقوبى : الإسلامُ مَعناهُ ..... أَهلُ البَيتُ

محمود جابر

2015 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


فى حوار للمرجع الدينى سماحة الشيخ اليعقوبى مع وكالة مهر الايرانية، والتى جاءت عقب انتهاء مراسم اربعينية أبى عبد الله الحسين سلام الله عليه؛ أوضح سماحته فى كلمته التى وجهها لجموع المؤمنين فى مشرق الأرض ومغاربها، ولغير المؤمنين؛ أنه لا معنى للإسلام بدون آل البيت.
- فما هو معنى هذا الكلام ؟
هذا الكلام هو عين الحقيقة وعنوانها التى جاءت على لسان سماحة المرجع، فحقائق الإسلام ومعارفة قد يعرفها المسلم من باب الاعتقاد، ولكن غير المسلم يحتاج أن يقف على حقائق علمية ثابته غير إيمانية وغير اعتقادية، وإذا تخيل أحد من الناس تاريخ الإسلام ومعارفه بدون تاريخ آل البيت ومعارفهم التى هى جزء لا يتجزء من الإسلام، وبدونهم فإنه – الإسلام - سيكون شىء لا قلب له ولا نبض فيه ولا روح، أو معارف جافة و كلمات جافية لا روح فيها ....
وحتى يكون الكلام أكثر وضوحا نحتاج لضرب الامثال، وفى المثال يتضح المقال، فأهل البيت سلام الله عليهم رأسهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو رب البيت وعموده، وهو - رسول الله - المفروض الطاعة بنص الشارع الشريف قال تعالى ( (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً {21} الأحزاب .
الله تعالى أوجب على الثقلين – الإنس والجن – الذين أدركتهم رسالة النبي صلى الله عليه وآله و سلم أن يؤمنوا به وبما جاء به كما شهدت بذلك نصوص الكتاب العزيز.
كما أكد الله وجوب الإيمان بأن جعله مقترناً بالإيمان به سبحانه وتعالى في مواضع كثيرة من القرآن الكريم منها:
قال تعالى: آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ، وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [الحديد: 7-8]، وقال تعالى: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [التغابن: 8].
وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً [النساء: 136]، وقال تعالى: لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً [الفتح: 4]، وقال تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [الأعراف: 158]، وقال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات: 15]. والإيمان به صلى الله عليه وآله وسلم واحد من ثلاثة حقوق اقترن بها حقه مع حق الله تعالى في القرآن الكريم.
أما الحق الثاني له: فهو طاعته قال تعالى:( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [آل عمران: 132]،...
والحق الثالث هو: محبته قال تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة: 24]،..... (كما أن الإيمان به واجب متعين لا يتم إيمان إلا به ولا يصح إسلام إلا معه .
وقال تعالى في حق من لم يؤمن: (وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيراً [الفتح: 13].
وبما تقدم من آيات يعلم وجوب الإيمان بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهميته وأنه لا يتم الإيمان بالله بدون الإيمان به، كما لا تحصل نجاة ولا سعادة بدون الإيمان به لأنه هو الطريق إلى الله سبحانه وتعالى، ولذلك كان أول أركان الإسلام (شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله).
ب- الأدلة من السنة على وجوب الإيمان به صلى الله عليه وآله وسلم:
وردت في السنة أحاديث كثيرة جداً تدل على وجوب الإيمان به صلى الله عليه وآله وسلم على الجن والإنس الذين أدركتهم رسالته، سواء كانوا أهل كتاب، أم ليسوا بأهل كتاب، ويستوي في ذلك عربهم وعجمهم، وذكرهم وأنثاهم، فلا يسع أحداً من هؤلاء الخروج عن شريعته, أو التعبد لله بغير ما جاء به. لأن الله لا يقبل من أحد عملاً يخالف شرع نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
قال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران: 85] ...ومن تلك الأحاديث الواردة في هذا الشأن:
- وعن ابن عباس في حديث وفد عبد القيس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لهم: ((أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟، قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمس....)) .
5- وعن معاذ بن جبل قال: بعثني رسول الله فقال: ((إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب, فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله, فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة, فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب.)) .
وهذه الأحاديث وغيرها تؤكد وجوب الإيمان به صلى الله عليه وآله وسلم وبما جاء به، وكذلك طاعته، ويكون ذلك بأن يحل ما أحل الله ورسوله، ويحرم ما حرم الله ورسوله، ويوجب ما أوجبه الله ورسوله، ويحب ما أحبه الله ورسوله، ويكره ما كرهه الله ورسوله.
- دليل الإجماع:
أجمعت الأمة على وجوب الإيمان بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما أجمعت كذلك على أن كل من قامت عليه الحجة برسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الإنس والجن .
وهذا هو الجانب الإيمانى والاعتقادى الذى يجب على كل مسلم ومؤمن الاعتقاد به، وأهل البيت يبدأ عددهم الثانى بالامام على بن أبى طالب.
على بن أبى طالب :
الإمام على بن أبى طالب، ابن عم النبى، وأول المؤمنين به، والذى جمع به فى عالم الذر فى طينة واحدة، وهو أخوه بعد المآخة التى حدثت فى المدينة، ووزيره، ووصيه، وفارسه، وزوج كريمته سلام الله عليها.
اضافة لهذا فإن الإمام على هو فيلسوف الإسلام، وأبو العرفاء، وكتابه نهج البلاغة هو اعظم كتاب بشرى على الاطلاق.
تحدث الأستاذ روكس - روكس بن زائدة العزيزي الكاثوليكي - عن نهج البلاغة في كتابه (الإمام علي أسد الاسلام وقدّيسه) ص ٢-;-٢-;-٥-;- تحت عنوان (أثر الإمام في مثقّفي العرب) قائلاً:
(يقيناً أنّ كلّ مثقّف عربي، كلّ كاتب عربي، كلّ خطيب عربي مدين للإمام علي، فإذا كان كلّ مسلم في الدنيا مدين للقرآن الكريم في تكوّن عقليّته وتفكيره، فإنّ كلّ مثقّف عربي مدين لنهج البلاغة في تقويم قلمه، وما أعدت قول اليازجي العظيم إلاّ ازددت اقتناعاً بما أقول)، قال إبراهيم اليازجي:
(ما أتقنت الكتابة إلاّ بدرس القرآن ونهج البلاغة)
وإبراهيم اليازجي إذا أردنا أن نحكم على رجل من رجال القلم بالنسبة إلى كلّ علوم اللغة العربية مجتمعة، لا نجد في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين من يتفوّق عليه، وإن كان في كلّ علم من علومها على انفراد يوجد من ينافسه ويتفوّق عليه.
إذا كان اليازجي يقول هذا، فإنّ كلّ مثقّفٍ عربي مدين لنهج البلاغة وللإمام علي في استقامة نهجه الكتابي، وانطلاقاً من هذه النقطة فنحن لا نعدّ كاتباً أو أديباً عربياً مثقّفاً ثقافة عربية أصيلة إن لم يقرأ القرآن ونهج البلاغة قراءات عميقة متواصلة.
فالذي يريد أن يفهم المجتمع العربي والعقليّة العربية لا بدّ له من قراءة نهج البلاغة، والذي يريد أن يفهم أسلوب الحكم في البلاد العربية يحتاج إلى نهج البلاغة.
الفقيه الذي يرغب في أن يكون نافذ الفكر،مستنير البصيرة هو في أقصى الحاجة إلى نهج البلاغة.
رجل الوعظ المسلم الذي يريد أن يكون واسع الآفاق محتاج إلى نهج البلاغة، وإن لم يفعل فإنّه ظلاّم لنفسه، قليل الاحترام لعقله.
قال ابن العميد على كتب الجاحظ:
(كتب الجاحظ: تعلّم العقل أوّلاً والأدب ثانياً) .
ونهج البلاغة في اعتقادي يعلّم العقل أوّلاً، والأدب ثانياً، وأساليب كلّ فنّ من الكتابة والخطابة ثالثاً، ويطّلع منه الانسان على أمور لا أعتقد أنّها توجد في كتاب واحد كلّها مجتمعة.
وبعد فأنا أنظر إلى الكتاب على اعتبار أنّه كنـز ثمين لا غنى لمتأدّب عنه، وأنظر إلى صاحب هذا الكتاب فأرى أنّه طّوق جيد اللغة العربية بمنّةٍ لا تزول حتّى تزول الأرض ومن عليها.
وعندي أنّه إذا ثبت كلّ ما في نهج البلاغة للإمام علي، فهو معجزة أدبية، وإذا أراد النافون أن ينفوه عنه وينسبوه إلى جامع الكتاب، فتكون معجزة الإمام أعظم، إذ يستطيع حبّه أن يُملي على محبّيه أن يأتوا بمثل هذه الدرر الغوالي!
فإثبات نهج البلاغة للإمام ونفيه عنه يثبت عظمة الإمام الخالدة، ولا ينفي الدَين الذي للإمام على مثقّفي العرب كافّة.

وقد ذكرت المؤسسة الأممية – الأمم المتحدة – وصفا وتوصية بخصوص نهج البلاغة جاء فيها : يحوى نهج البلاغه رسالة علي بن أبى طالب الي مالك الاشتر وفيها وصايا لكل حاكم عن نشئة الدول ودعم الحكم, إن الأمم المتحدة - وبصفه عاجلة - تنادى أمة العرب أن يقرؤوها ويطلعوا عليها للالتزام بادابها واعتبارها انموذج لهم - الامم المتحده واصدارها لنهج البلاغه....

من خلال هذه الاطلالة القليلة عن سيدنا رسول الله عمود بيت الإسلام وأخيه الإمام على، وفى تلك العجالة اردنا أن نسلط بعض من الضوء عن تفسير كلمة سماحة المرجع الدينى سماحة الشيخ محمد اليعقوبى القصيرة البليغة عميقة الدلالات والمعانى : أنه لا معنى للإسلام بدون آل البيت.
....... وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السعودية.. شخص يطعم ناقته المال! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الادعاء الأمريكي يتهم ترامب بالانخراط في -مؤامرة إجرامية-




.. هذا ما قاله سكان مقابر رفح عن مقبرة خان يونس الجماعية وعن اس


.. ترامب يخالف تعليمات المحكمة وينتقد القضاء| #مراسلو_سكاي




.. آخر ابتكارات أوكرانيا ضد الجيش الروسي: شوكولا مفخخة