الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخطط تركي والتنفيذ داعشي

لازكين حسن

2015 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


المجزرة التي تم ارتكابها في مدينة التنوع الثقافي والاثني تل تمر تظهر حقيقة النوايا السيئة جدا لتركيا تجاه الشعوب المتآخية في روج افا. وهي استمرار لمجزرة سروج وانقرة وباريس، وايضا هي تعبر عن رد فعل الدولة التركية تجاه نجاح مؤتمر سوريا الديمقراطية.
طبعا مرتزقة داعش اعلنت مسؤوليتها عن التفجيرات التي سببت المجزرة لكن بالأساس داعش تستمد قوتها ودعمها من تركيا وبالذات من شخص رئيس جمهوريتها الحالي السلطان اردوغان. وليس خفيا على أحد كيف ساهمت تركيا وما تزال في تأجيج الصراعات في سوريا من اجل تحقيق مآربها واطماعها التوسعية في كل من سوريا والعراق.
فتركيا هي التي ساهمت بظهور العديد من العصابات الارهابية في سوريا والعراق كجبهة النصرة واحرار الشام وداعش ويوما بعد اخر تظهر الادلة الدامغة على دعم الدولة التركية لهذه الجماعات الارهابية التي تعمل وفق عقيدة القاعدة، وفي اكثر من مناسبة تكشفت العلاقة القوية بين داعش وتركيا وخاصة من خلال مقاومة كوباني والهجمات التي جاءت لأكثر من مرة من الجانب التركي وتصريحات السلطان اردوغان حول سقوط كوباني، وايضا صراخه والضجيج الذي افتعله بعد تحرير تل ابيض (المدينة التي وصل من خلالها القنصل التركي مع بدء الحرب على كوباني) من داعش، وما يزال السلطان يضع الخطوط الحمر للكرد ويحذرهم من تجاوز ضفة الفرات نحو جرابلس المعبر الوحيد الباقي في يد داعش مع تركيا.
تركيا التي أضفت الشرعية على فكر تنظيم القاعدة في الرياض من خلال احرار الشام ويبدو انها ستكون البديل الرسمي عن كل من داعش وجبهة النصرة في سوريا، لأن القرار الدولي تم اتخاذه حول داعش صريح ولا يمكن التراجع عنه ولكن جبهة النصرة يمكنها ان تتحول الى احرار الشام واصلا قبل فترة تم الترويج بأن جبهة النصرة انسحبت من مناطق اعزاز في شمال حلب مع دخول الكتائب المرتبطة مباشرة مع تركيا ككتيبة السلطان مراد وما شابه ولكن في الحقيقة ان جبهة النصرة متواجدة في المنطقة وتقود العمليات العسكرية ضد الكرد في كل من حلب وعفرين الى جانب احرار الشام.
اردوغان يسعى بكل ما لديه من قوة ان يستفيد من هذه القوى الارهابية لإبادة الكرد ولكن المقاومة العظيمة التي يبديها الكرد والنجاحات الكبيرة التي حققوها خلال عام 2015 يظهر الفشل الذريع الذي مني به المشروع الاردوغاني ويبدو ان اردوغان سيستمر بمعاداته للكرد وتقديمه الدعم للإرهاب ولكن ليس واضحا ما ان كان هذا الدعم الكبير سيحقق اطماعه ام سيؤدي به الى حافة الهاوية، لأن النار التي تندلع في بيت الجيران كلما زاد لهيبها سوف تتوسع وتصل الى جيرانها وتركيا تمتلك حدودا طويلة جدا مع سوريا وايضا مع العراق، وتدخلاتها المباشرة في كلا البلدين سوف يدخلها في قلب الصراع الدائر في المنطقة اكثر وسوف تحرق النار تركيا ايضا.
الكرد يمثلون التوجه الديمقراطي في سوريا وانهم اصبحوا الامل في حياة افضل وتطور ديمقراطي في سوريا وتركيا اليوم تمثل التوجه الارهابي بسياساتها والقوى التي تدعمها، ومهما حصل فلن تتمكن تركيا من ايقاف التحول الديمقراطي في سوريا بريادة الكرد، خاصة بعد انعقاد مؤتمر سوريا الديمقراطية وتأسيس مجلس موسع الى جانب وجود قوات سوريا الديمقراطية المدعومة امريكيا في شرق الفرات وروسيا في غرب الفرات. لكن يبقى الاساس هو اعتماد الكرد والشعوب السورية كافة على ذاتهم بالدرجة الاولى وكلما نجحوا في تحقيق تطور على الارض سوف يزداد الدعم الدولي لهم ايضا.
الشعب الكردي يخوض حربا باسم الانسانية ضد اعداء البشرية مرتزقة داعش وجبهة النصرة واحرار الشام وهي حرب الدفاع عن النفس وكل وطني غيور على وطنه وشعبه عليه ان ينضم للنضال الانساني الذي يخوضه الكرد في سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في