الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النازحون اهلنا وهمومهم همومنا

احمد الخالدي

2015 / 12 / 15
السياسة والعلاقات الدولية



(عندَ الشدائدِ يُعْرَفُ الإخوانُ) تلك المقولة التي تجذر في المجتمع جذور قيم الإخوة و معاني الإنسانية الصادقة فحينما يواجه احد أفراد المجتمع محنة عصيبة فمن الحكمة و العقل وقوف كل المجتمع إلى جانب هذا الفرد وعلى رأسهم القيادات السياسية و الدينية امتثالاً لقوله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) : (( كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيته ) و انطلاقاً من هذه النفحات المقدسة لا يتوقع أن يُترك وحيداً كفريسة سائغة سهلة لتلك المحنة العسيرة خاصة من قادة المجتمع أهل الحل و العقد الذين يكنزون الدينار و الدرهم و الدولار و بمبالغ تفوق الخيال فالقيادة السياسية تسير أمور العباد و البلاد و تتحكم بمصيرهما و خيراتهما و أما القيادات الدينية فهي تهيمن على العائدات المالية التي تدرها العتبات الدينية لما تحظى به من مكانة مميزة عند أفراد المجتمع الإنساني وخير ما يجسد لنا تلك الحقيقة التي يكاد يتفطر لها القلب ما يقع على أهلنا و إخوتنا النازحين و المهجرين في ربوع عراقنا الجريح وما يتعرضون له من تجاهل حكومة العبادي و عدم اهتمام مرجعية السيستاني التي باتت تتحكم بكل شيء في العراق و تسير شؤونه الداخلية و الخارجية حسب أهوائها و ميولها الخارجية فمن الحضن الدافئ الإيراني إلى الدلال الأمريكي اللذان جعلا من العراق ساحة لتصفية الحسابات بينهما فوقع النازحين و المهجرين ضحية تلك الصراعات الدولية التي جعلت منهم حطباً لنارها المستعرة التي أحرقت الأخضر قبل اليابس بسبب الانقسام الحاصل بين السياسيين العراقيين الناتج عن تعدد التبعية التي يحملون هويتها فكان لكل محتل في العراق تبعية خاصة به منها لإيران و الأخرى لأمريكا و بذلك عاش أهلنا النازحون ويلات المرارة و ألم الحرمان فضلاً عن التردي الكبير في الواقع الصحي يقابله قلة الدعم الصحي لهم مما تفاقمت معه معاناتهم و ازدادت مآسيهم ومع هذا الوضع المزري و المرير وسط غياب الدور الحكومي و عدم مبالاة مرجعية السيستاني بالنازحين و المهجرين نجد أن المرجع الصرخي الحسني الذي جعل النازحين في ضميره الحي فلم يتوانى في تقديم الدعم لهم بكل ما يملك رغم عدم امتلاكه للأرصدة المالية في داخل أو خارج العراق إلا أن ذلك لم يثني عزمه في تجديد مطالباته للحكومة العراقية والمتسلطين على اموال العتبات الدينية بضرورة مد يد العون و المساعدة لأهلنا النازحين ولعل في الحملة الكبرى التي انطلقت من مدينة الديوانية بتاريخ 12/12/2015 تحمل معها المساعدات الغذائية متوجهة صوب عوائل و اسر النازحين و المهجرين ما هي إلا تجسيد حقيقي و مصداقاً قولاً و فعلاً لمبدأ الإخوة العراقية الأصيلة في إغاثة الفقراء و اليتامى و الأرامل من نازحين و مهجرين ومن الجدير بالذكر أن تلك الحملة الغذائية جاءت تلبية لحملة التبرعات التي أطلقها المرجع الصرخي لدعم و إعانة النازحين التي نشرت على المركز الإعلامي التابع لمرجعيته.
فالتأريخ يدون كل شيء سواء أكان المُدَوَّنُ خيراً أم شراً مواقف أو أحداث صغيرة أم كبيرة فصاحب المواقف النبيلة الأصيلة سوف تسجل مواقفه و تخلدها الأجيال أما المواقف المخزية و صاحبها فيذكر في مواقف الخزي العار .
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049060882#post1049060882 .

بقلم // احمد الخالدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق