الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا كان قطاف العملية السياسية.. عفصاً ام بلوطاً.؟

علي عرمش شوكت

2015 / 12 / 15
المجتمع المدني


سؤال له دلالة، هامة منبعث من واقع حياة الكادحين في الريف. وغالباً ما يطرحه الفلاحون على بعضهم البعض، لمعرفة جني الاخر في موسم الحصاد، - ما هو حاصلك هذه السنة .. عفص ام بلوط ؟- وهو مستوحى من طبيعة شجرة البلوط، التي اذا ما اثمرت بلوطاً في موسم معين، "صالح للاكل" جاء ثمرها عفصاً في الموسم اللاحق." غير صالح للاكل" وعليه اذا كان جواب الفلاح بأن حصاده بلوطاً، يعني ما جناه خيراً. واذا كان جوابه، عفصاً، يعني ما حصل عليه في ذلك الموسم شحيحاً لا يسد الرمق.
لقد آمن معظم العراقيين بهذه العملية السياسية في البدء، وتأملوا منها خيراً، الا ان فصولها الملتبسة والغارقة بأزمات متلاحقة بين اطرافها، جعلت الامل حلماً. يجسده على واقع الحال كابوس يضاهي او يزيد عن سلفه النظام الدكتاتوري في اغلب جوانبه. فأول قطاف ثمارها المريرة كان "عفصاً" الا هي تلك الخدعة "البريمرية" التي سميت بـ " الديمقراطية التوافقية " والتي هي بحقيقتها محاصصة لا تتم في الاغلب الاعم، الا بين من تشاركوا برأسمال للمتاجرة، او تشاركوا مع سواهم بسرقة. والارجح كانت هذه الاخيرة هي التي تجسدت على ارض الواقع، اي شراكة السرّاق بأمتياز.
وهنا يتربع على ناصية الحديث سؤال ساخن مفاده، من المسؤول عن هذا المآل الكارثي الاخير، الذي ينبئ بافشال الدولة كمقدمة لتفتيت وحدة البلد ؟. مما جعل الطامعين من كل صوب وحدب، يسيل لعابهم على حطام العراق. هذا اذا ما بقي شيء اسمه حطام. فليس من الاخلاص والمسؤولية الوطنية تجاهل جوابه الصارخ المتمثل بأن من انتخبوا الاوساط الحاكمة اليوم، هم الذين تقع على عواتقهم المسؤولية الاولى، ويأتي بعدهم من لازال راهناً يتأمل خيراً بهذا المسمى " العملية السياسية" بشكلها الحالي المريب!!. اذن ما العمل ؟، والعراقيون لا يجدون اياً من هياكل الدولة سليماً من التخريب، بفعل شراسة وشراهة المفسدين، الذين سوف تعجز اية جهود مخلصة من تعداد مفاعله الطاعنة بالصميم، اوالاهتداء الى مخرج من هذه المتاهة الفلكية الابعاد، اذا لن ينبثق نهوض شعبي موحد ومتدارك لا يقبل التأجيل.
ولكن ما يحز في صدور المواطنين هو. ان يؤخذ الوطن عنوة من دولة تركيا الجارة الطامعة كغيرها من دول الجوارالاخرى، والانكى من ذلك هو ان ينبري ويهلل له بعض من العراقيين كيداً ضد البعض الاخر المدافع عن خرق لسيادة العراق من قبل ايران الجارة الطامعة هي الاخرى. دون اي شعور بوجع جرح الوطن المنهوش بتكالب خسيس. ذلك ما يأخذ المرء الى الماضي في التاريخ العراقي. حينما كان صراع الامبراطوريتين الرومانية والفارسية، مما دفع سكان وادي الرافدين الى الانقسام، بين الغساسنة، الذين كانوا يحاربون بالإنابة عن الفرس، والمناذرة الذين كانوا يدافعون عن الرومان، قطعاً كانت النتائج حريق الارض والمال والبنين بصورة كافرة بالوطن ومقدساته.
التاريخ يعيد نفسه كما يقال اما بمسخرة او بمأساة، وها هي الاثنتان معاً، تعيد علينا الماضي المتخلف كثمرة حنظلية من ثمرات العملية السياسية " المباركة"، التي حولت العراق الى بلد " مكونات" طائفة وعرقية متصارعة متحاصصة في ذات الوقت !!، غادرة لحق المواطنة، وكابحة للروح الوطنية الاصيلة، وراعية لثقافة الفساد الطاعن بكيان الدولة برمته، ولم تكتف باباحة حرمات البلد بأيدي اعداء الشعب العراقي وبالافلاس المريع، وانما راحت تقضم لقمة عيش العوائل الكادحة من الموظفين والمتقاعدين، ولم تلتفت نحو حيتان الفساد، ماذا بقي لهذا الشكل الكسيح المسمى بـ " العملية السياسية" ؟.لقد توفرت دوافع عديدة ومقدمات فاعلة تقتضي العمل من قبل القوى الحية الوطنية المخلصة الثائرة المجسدة بالحراك الشعبي المدني المثابر لتغيير شكل ادارة الحكم. وتحويله الى نظام مدني ديمقراطي معمد بالعدالة الاجتماعية. رحمة بهذا البلد المكوب المنهوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عائلات الأسرى الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون بالإ


.. States must intensify their efforts to combat climate change




.. شبكات | اعتقال وفصل موظفين من غوغل احتجوا على مشروع نيمبوس م


.. لحظة اعتقال شيف سوري في تركيا




.. محمود عباس يرفض طلبا أميركيا بالتراجع عن تصويت عضوية فلسطين