الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات في المعتقل ( 3-3 )

عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)

2015 / 12 / 21
أوراق كتبت في وعن السجن


خسّة الذئاب
اجتازت الحافلة نفق أمن الدولة القريب من دوار كفر سوسة، والتفّت يميناً نحو مدخل خلفي للمبنى، لفظتنا تحت الحراب، وعبرنا المدخل الى ساحة كبيرة، انقسمنا الى مجموعتين، ذهبت الأولى الى مايعرف بالسجن الجنوبي، وأنا مع ستة موقوفين، الى السجن الشمالي. في هذا المكان الفسيح، القلعة المنتصبة هنا تتعدد السجون في المكان الواحد: الشمالي والجنوبي، والزنازين الانفرادية تحت المبنى الضخم. ذكرني ذلك بسجون القذافي الذي كان مهووساً بالمجمعات: الأسواق، إدارات الدولة ، وبالطبع السجون، هناك قضيتُ سنواتٍ في مجمّع يضم ثلاثة سجون.
مبنى أمن الدولة، كنتُ أمرّ بجانبه كل يوم ، على الطرف المقابل - حين كنتُ أعمل في مؤسسة الصحافة - مختلساً النظر بزاوية عيني إلى السور والبوابة، أتخيل مايحدث داخله، ومن يقضي في أقبيته. فيما بعد صرتُ أعاين آثار الإنفجار الذي دبرته مخابرات النظام، في زاوية ميتة من المبنى، كي ترهب السوريين، وتمنع توسع الانتفاضة.
مساءً
وضعت قدمي في عتبة باب السجن، أوقفني على الحائط، ثم طلب مني أن أتحرك قليلاً، لم أفهم أنه يقصدني بكلامه، هائماً كنتُ، مغمض العينين، مكبّل اليدين الى خلف.. لم أكن موجوداً حيث جسدي . رمى شيئاً نحوي فأخطأني. فجأةً.. ركلَتُه على إليتي رفعتني بقوةٍ من مكاني، وقذفتني فوق صاحبي، فارتمينا . أخذ يركلني بجنونٍ وهو يعوي بالسباب والشتائم، أنهَضَني من ياقة قميصي بقبضةٍ ضخمة، وأنا مثل ريشة.. وهو يوقفني وينهال على خدّي كفّاً وراء آخر..
لم افتح فمي بكلمة، ولم تصدر عني نأمة أو آهة.. أتعجب الآن من نفسي ، كيف احتملتُ ذلك ، وكنتُ بين يديه، وتحت قدميه مستسلماً.. ليّناً وهشّاً تماماً .
أوقفني في المكان الذي يريد مجدداً، وفك العصبة عن عيني ، سدد نظرته القاسية إليّ وقال: أنظر.. حرك فمه المغلق ، ثم قذف بصقتة في عيني، فملأت وجهي.
لصقني بالحائط ، ومضى عني..غير أن صفعة قوية على رقبتي طرقت رأسي بشدة على الجدار، خلتُ فيها أن جمجمتي تهشمت، أو أنها صعقة كهرباء، أفقدتني بصري وتوازني للحظة ، وسمعتُ آهةً عميقةً متألمةً تخرج من بين ضلوعي، من حشايَ.. وتجرح بحرقتها بلعومي.. ثم ابتلعتني عتمة مديدة !
احتجت لدقائق كي أستعيد توازني، كنتُ مجبراً على النهوض، للإدلاء بمعلوماتي الشخصية، وتسليم الأمانات والخضوع للتفتيش الشخصي. جلس العنصر على حافة السرير، أقف أمامه مباشرة وهو يفتش حقيبتي، لم يترك شيئاً إلاّ وقلبه، حتى الأوراق، ليعثرعلى مفتاح الحلقة الجديدة من التعذيب.
قصاصة ورق، مزقة تحمل ملاحظة حول فكرة ما لهربر ماركوز من كتابه الإنسان ذو البعد الواحد، وعلى الوجه الآخر عبارة مجتزأة بقي منها كلمتين " دولة الاستبداد ". لم يتعب نفسه بالسؤال، فكل شئ كان واضحاً بالنسبة له، المثقفون إما خونة، وإما وطنيون مع النظام. هكذا بدأ يغني موّاله، وهو يشتمني ويشتم معي كل الكتاب، وأننا عملاء للخارج. نهض من مكانه بهدوء ووجه لكمته القوية على كتفي، ثم أمسك بي وراح يكيل لي الصفعات المتوالية على الخدين، وهو يردد مسعوراً: دولة الاستبداد..دولة الاستبداد، أنتم بلا شرف، الكلاب الخونة، بدكن الحرية يا أنجاس..
عاد جسدي للتقاذف بين يديّ ثعلبٌ واحد. كان الآخرون مشغولون عنه بأعمال أخرى، منها استجواب الآخرين مع الصفعات والشتائم. أنا الوحيد الذي كان له مثل هذا الاستقبال الحافل منذ دخولي. صفتي وعملي ككاتب وصحافي، استوجبت إفراغ الحقد والكراهية من صدر السجان، الذي يمثل نظاماً جعل من الحرف وأصحاب التفكير عدوه الأول، وعمد الى ملاحقتهم وتغييبهم، عبر الاعتقال والتصفية والتهجير.
بقيتُ وحدي مع السجانين في البهو، وأنا أتلقى درساً في الحرية والوطنية، وما الذي كان ينقصنا حتى نقوم بتخريب البلاد وحرقها، بالعمالة مع أعداء البلد. أسمع وأنا مغلق الفم، لكن روحي تغلي، فمن كتب على الجدران إذن" الأسد أو نحرق البلد ". قرأت العبارة مراراً.. لم يخبرني أحد عنها. رأيتها بنفسي في حرستا، وعلى الطريق الدولي، وفي مدخل حمص، ومفرق سلمية، وأمكنة اخرى عند البوابات، على الجدران وخيم الجيش، وعلى فوهات الدبابات وأبراجها.
أقبية الخوف
أبو لؤي، مدير السجن، تردد وهو محتار بيّ، قبل أن يحسم أمره: أدخلوه هنا. لأول مرّة أرى مهجعاً بهذا الشكل. هي أشبه بزنزانة، بل هي كذلك. لكنها مديدة.. طويلة،
يُطلق عليها اسم البولمان. المسافة بين الجدارين المتقابلين لا تسمح بتمدد جسد واحد براحة دون أن يثني جسده. وقفتُ بالباب ماخوذاً بالمشهد، كان المعتقلين يجلسون متكئين الى الجدران على صفين متقابلين يضمون أرجلهم الى صدورهم، كي يتركوا بينهم مسافة مقدارها شبر واحد، ممر من الباب حتى الحمام، في الواجهة، بطول عشرة أمتار تقريباً. هنا يقيم حوالي 70 معتقلاً، جميعهم من حملة الشهادات العالية، بينهم مهندسون وأطباء، ومستشارون قانونيون واقتصاديون ومدرسون، وكان المكان هادئاً.
جاءني الصوت مرحبّاً، وطلب مني أن اتقدم إلى الحمام لأغتسل وأضع حذائي، على السقيفة، فلم تعد بي حاجة إليه..تم التعارف همساً، وأنا أعود الى جانب الباب ملتمساً مكاناً لاوجود له. نهض شاب وسيم وأفسح لي كيف أقف في جواره، ترك لي موضع قدم، ثم همس في أذني كي احترس من الكلام هنا. حسام يحمل ماجستير في الحقوق وشهادة عليا في الإدارة، وموظف رفيع في هيئة عامة، تم القاء القبض عليه بعد عودته من مهمة رسمية، اتصل خلالها بالقنصلية الأمريكية، دون علم السلطات السورية، فاحتجزته " لخيانته "، ترك التعذيب آثاراً مباشرة على جسده، ونتج عنه مرض جلدي، وحالة نفسية متردية. يتذكر وترتجف شفتيه وصوته وهو يقول بمرارة: هذه أقبية الخوف..والموت.
مع دخول العشاء، أومأ لي رجل ستيني كي أنضم إليهم، كان المهندس محمد أحد قادة الثورة في حرستا ودوما. شحب لونه، وخنقته عبرة الرجال، حين أخبرته باغتيال الدكتور عدنان وهبة. انتابته لحظة سكون قاسية تلمستُ إحساس الفقد فيها، لشخصية هامة في العمل المدني مثل وهبة. جلستُ إلى جانبه نتحدث حول آخر التطورات في الثورة السورية، ومآلاتها. تحدث بعمقٍ كبير كيف يمكن للسوريين أن يعملوا معاً ضمن خطط عمل مجدية. اليوم لا أعرف عن هذا الرجل شيئاً، ما أعرفه أن كاميرا السجن كانت تسجل كل شئ، لذلك مع الصباح الباكر، كنتُ أغادر البولمان. أُمرت بان أخلع ثيابي، وأن أدخل الى المهجع رقم 6 أمام باب السجن مباشرة.
لاتزيد الغرفة عن 3x4 متر، رائحة الغازات المنبعثة من تعرّق الأجساد العارية، تملأ السقف بغيمة سديمية، رغم شفاط الهواء الذي يصدر صوتاً قوياً مزعجاً. أجساد ما يقارب أربعين موقوفاً، جلّهم من الشباب تتكوم فوق بعضها، وفي الزاوية الجنوبية، يتمدد مسنان مريضان، الأول منهك القوى نحيل يتجاوز السبعين عاماً، والثاني لا يقدر على الحركة بسبب تقيّح الجروح والحروق في جسده الضخم. لايوجد في الغرفة حمام، ولا صنبور مياه. يتم الخروج الجماعي الى الحمام ثلاث
مرات في اليوم، ولا يسمح بالاغتسال أو الوضوء، ويتم تعبئة عبوة بلاستيكية تتسع لعشرة لترات ماء يجب أن تكفي لفترة مابين 6-12ساعة لأربعين شخصاً في منتصف تموز!
غالبية المعتقلين من إدلب، وصلوا دفعة واحدة بالطائرة الى دمشق، أبو مالك من تفتناز، حدثني كيف أن أجسادهم كانت تتقاذفها جدران طائرة الشحن العسكري، مع أبشع انواع التعذيب، وكأنهم علب تنك فارغة يتم اللعب بها، في الفضاء.
ارتفع لغطٌ وملاسنة بين الشباب، ضد رئيس الغرفة، بسبب منع أحدهم من شرب رشفة ماء من قارورة يحتفظ بها لنفسه، ثم شكاهم الى الحراس، الذين لم يتأخروا في معاقبتنا بالشتائم، وأن نقف على قدم واحدة، وأيادينا لفوق..
النور
غصباً عني وكارهاً بصمت، وقفتُ أمام النافذة الصغيرة المربعة، الملتصقة بالسقف المنخفض،داخل المهجع. فتحت عيناي عن آخرهما. قلتُ أملأهما بالنور، قبل أن تحتضني الظلمة القاسية، أخذت روحي تَشرُق الضوءَ، كمن يشربُ ماءً خشية العطشِ في الصحراء. بقيتُ على هذه الحال ساعاتٍ، طوال فترة العقوبة جاثياً، عارياً إلا بما يسترُ عورتي. أخذت أستعيد كثيراً من تفاصيل الحياة في الطريق الذي أُخمن أن النافذة تطل عليه، وعلى بائع الزهور الذي كنتُ زبوناً دائماً لديه. أستعيد خطاي وخطى النساء الباهرات، شعرهن الذي يتطاير مع الريح صباحاً، فيتلون قاسيون بالياسمين وتغتسل دمشق بالعطر الذي يشعل في داخلي جمرة المشتهى والأمل.
مرّ الوقت دون أن يحيدَ نظري عن النافذة ..لأكتشف أن المساء قد حلّ، وأن النور الذي شغُفتُ به ليس سوى ضوءَ الكشّاف الذي يبقينا في حالٍ سديميةٍ لا تُلحظ فيها تحولاتُ الليل والنهار..لا النور ولا الظلمة. كان ذلك ، واحدة من وسائل التعذيب. لم أكترث لمثل هذا النوع من العقوبة، على قسوتها وعدم قدرتي على احتمالها من اشتداد نوبات الربو في المكان الخانق. لكني كنتُ محبطاً من خديعةِ النور، التي لا زالت تلازمني حتى اليوم !
خالد حلاق من إدلب، مرّحل من السجن العسكري، لانتهاء محكوميته في قضية مخدرات، كان رئيس المهجع، ويبلّغ السجّان بمن يصلي، أو من يتحدث في قضايا الثورة، اصطدمت معه منذ اليوم الأول، شتمته هو ووليه السجان والأسد، رداً على تهديده، فسارع من فوره يشكوني لأبي لؤي. نلت حظي من البهدلة، شتمني وقال لي:
- سوف ترى العجب العجاب يا مثقف يا متفهمن، ياعميل خلّي عبدالله ( الملك ) ينفعك ويطالعك.
حذرني لآخر مرة، كان المخبر الفساد يواصل شكواه ضدي، وأبو لؤي لا ينصت إليه، كان يقول له إني تحدثتُ بكلامٍ لا يقال هنا ضد الدولة. واصل تحذيري، ونجحت في الإفلات من حفلة تعذيب خاصة. على الرغم من بشاعة السجان، فإن حقارة نفس المخبر، لاشئ يعادلها في الخسّة والوضاعة.
طوال الوقت لم يتوقف التعذيب الفردي، والعقوبات الجماعية داخل الزنازين والمهاجع. كان القيد يبقى في الأيدي لأيام طويلة في المنفردة، والحجرة، لأسباب كثيرة أهمها إرغام المعتقلين على الإفادة او الإخبار أو التوقيع على تبني جرائم لم يرتكبوها. في غرفتي كان رياض ذي الثانية والعشرين ربيعاً قد أصيب باختلال عقلي طفيف جراء التعذيب، وأقر قيامه بقتل 45 جندياً في ريف إدلب. كان يتم إخراجه كل يوم إلى البهو ليروي لهم كيف أنه ذبح بالسكين خمسة عشر، ورشاً بالبندقية عشرين آخرين بمفرده.. وكيف كان لون الدم ومنظره جميلاً وهو يقتلهم.
بعد ذلك يعود إلينا منهكاً، بصورة مؤلمة للغاية. قصص اتهامات تتكرر مع كثيرين يتم إلصاق جرائم قتل الجنود بهم، عبر أسلحة وأموال يتلقونها من الخارج: تركيا والسعودية وقطر.
الجمعة 13 حزيران
جاء الطبيب اليوم، لم يختلف أسلوبه عن أي سجان، كان يسخر من الجميع، ويرى فيهم كاذبين مخادعين. وأفضل وصفاته حبة بنادول أو بروفين، لكنه كان يبدل على الحروق والجروح المتقيحة. لا أعرف ما يدفعه لذلك طالما يشارك في قتل السجناء وتعذيبهم. قال لي اليوم أن الربو أمر عادي وبسيط بسبب الحرّ: " سنكيّف لك السجن، وحين تختنق لن تحتاج الى الدواء ".
رفض أن يستمع إلى مريض بالقلب، لأن اسمه لم يسجل منذ الصباح، ولا وقت لديه. أما صاحب الساق المكسورة فقد رفسه، كي يعاين الكسر!
اكتشف خالد اليوم أن غالبية الشباب، يؤدون صلاة الجمعة جماعة، كلٌ في مكانه، رأى ذلك في عيونهم وصمتهم وحركة الشفاه، فأبلغ عنهم. حُرِمنا من الطعام ومن الخروج الى الحمام، أكلنا ماتبقى لدينا من خبز. حرمنا من الجلوس على الأرض، ومن الاضجاع أو النوم. لكن العقوبة الأشد هي حرماننا من الماء لمدة 12 ساعة متواصلة، بدون رأفة أو رحمه.. كاد العطش والحرّ أن يفتك بنا حتى الصباح.

السبت 14 حزيران
مات محي الدين اليوم، ارتمى على الأرض، أثناء تنفيذ عقوبة طويلة، كان يقف قليلاً ويرتاح قليلاً، ولم يعطى دواءً كان يجب أن يتلقاه يومياً. مرّ السجان المناوب، فرآه جالساً مع آخرين، فجنّ جنونه، وأجبره على الوقوف، ترك الباب مفتوحاً وجلس أمام المهجع مراقباً لنا. لم يتوقف أنين محي الدين، لم يحتمل قلبه الضعيف فوقع على الأرض، ممدداً بطوله الرشيق، بقفصه الصدري الناتئ . ركله بقدمه كي ينهض، جروه الى الخارج وسمعناهم يطلبون الطبيب.
لكن محي الدين لم يعد بحاجة للعودة إلى المهجع، مرة أخرى، ولا إلى الدواء!
الاثنين 16 حزيران
بدأت أخضع للتحقيق، كان الضرب شغّالاً كالعادة في غرف التعذيب، وعند الذهاب والعودة منه. رأيتُ مشهداً للتحقيق بحق المسّن السبعيني، لا يمكن نسيانه إطلاقاً. كان جاثياً، محني الظهر، حتى يكاد صدره يلامس ركبتيه، يداة مقيدتين إلى الخلف، معصوب العينين. يجلس على عتبة غرفة التحقيق، وقد سمح له أن يمدّ رأسه خلال الباب.. كي يجيب على أسئلة المحقق، فيما يلكزه الحارس بالهراوة بين حينٍ وآخر. كان أسلوباً يتعمد فيه المحقق إهانة المعتقل، والحطّ من آدميته إلى أكبر قدر يمكن أن تجود به عقلية التأسد على الضعيف، مَنْ لاحول ولاقوة له، بحكم الإعتقال، ثم يجبره على توقيع أوراق بيضاء.. هكذا أنا بَصَمتُ أيضاً على ورقتين فارغتين، إضافة إلى محضر التحقيق بعد أن قرأه على مسمعي!

الأحد 23 تموز
الثانية فجراً فتح الباب، وقائمة طويلة من الأسماء، خرجتُ معهم..الحرية تدّق الأبواب..وتفتحها غصباً عن السجان، هكذا أنشدتُ في داخلي. كنا في كل يوم نستذكر أرقام الهواتف لمن نحسّ أنه سيغادر قبلنا. خرجتُ الى الردهة وأنا أرتدي ثيابي على عجل، مضينا الى الساحة الخارجية ونحن نقلّب في أذهاننا صورة الإفراج عنا بعد قليل.
عبرنا نحو المبنى الضخم للمخابرات العامة، من باب خلفي يفضي إلى درج نحو الأسفل..وبدأنا ننزل. تملكني شعور بأنني لن أخرج من هنا بعد الآن، وأنني ذاهب إلى التصفية، بعد أن اتهمني المحقق بالتطاول على رئيس الجمهورية والنيل منه، والخيانة العظمى.. في أحسن الأحوال سأقتل.
ونحن ندخل الزنزانة التي اكتظت بنا وقوفاً متلاصقين، همس أحدهم بأننا مرحلون
الى المخابرات الجوية، كان ذلك مثاراً للهلع في قلوبنا وأننا ماضون الى المجهول. في الزنزانة كان هناك أربعة شبيحة مفتولي العضلات، من بينهم رئيس قاووش الخطيب، الذي قال لرفاقه بأنني كاتب وصحفي.
الزنزانة تضيق بنا، الأوكسجين يتناقص، طلبتُ هواءً.. لم أعد بعدها أشعر بشئ. حين صحوتُ، وجدتني مرمياً عند الباب، متكوراً، عارياً ومبللاً، والشبيحة يبصقون عليّ !
_________________
- كاتب سوري
- نص من " جحيم الأسد "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. مجلس الأمن الدولي يفشل في منح العضوية الكاملة لفلسطين


.. رياض أطفال بمبادرات شخصية بمدينة رفح تسعى لإنقاذ صغار النازح




.. مندوب السعودية بمجلس الأمن: حصول فلسطين على عضوية كاملة في ا


.. فيتو أمريكي يسقط مشروع قرارا بمجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية




.. السلطات الإسرائيلية تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من سجن