الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقييم احداث 25 يناير بعد 5 سنوات

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2015 / 12 / 24
المجتمع المدني


الشهر القادم ستحل الذكرى الخامسة لاحداث 25 يناير عام 2011 ... وخلال هذه السنوات الخمس كتب الكثيريين عن 25 يناير بين مؤيد ومعارض .
ولكى نستطيع اليوم وبعد مرور خمس سنوات على هذا الحدث الهام فى تاريخ مصر .تقييم الموقف علينا الرجوع بالذاكرة للخلف قليلا لنتذكر الوضع المصرى انذاك .
كان مبارك تولى رئاسة مصر بعد اغتيال السادات وخلال الثلاثين عاما التى تولى فيها حكم مصر ... استطاع عمل انجازات ضخمة فى مجال البنية الاساسية مثل مشاريع المياه والصرف الصحى والطرق والكبارى وانشاء المدن الجديدة وتجنيب مصر الدخول فى حروب اقليمية لا طائل من وراءها .... ولكن فى نفس الوقت خلال فترة حكمه عانت مصر من مشاكل جذرية مثل تدهور التعليم وترك القرى والمناطق الشعبية للتيارات الدينية المتطرفة تقدم خدمانها بديلا عن الحكومة لتكون قاعدة شعبية ضخمة ساعدت على تغيير ثقافة مجتمع باكمله خلال بضع سنوات .. وانتشرت البطالة والترهل الادارى باحهزة الدولة وارتفاع الفجوه فى الدخول واحتمالات كبيرة لتوريث الحكم لابنه جمال وتعاظم دور رجال الاعمال على المستوى الساسى .. ادى كل ذلك الى حدوث وقفات احتجاجية فئوية من ان لاخر كان التعامل الامنى هو الاسلوب الوحيد للتصدى لها , بالاضافة الى تجاوزات الشرطة المصرية بحق المواطن العادى حيث ان التجاوز الشرطى كان منهج الداخلية وليست حوادث فردية .. كان ذلك هو الوضع صباح يوم 25 يناير 2011 .
واندلعت مظاهرات 25 يناير والمجتمع المصرى يراقبها فى صمت وترقب من بعيد ومن خلال وسائل الاعلام ... وعندما احس الكثيريين بمدى قوتها وصلابتها امام مواجهه الشرطة دخلت عناصر كثيرة لهذه الاحتجاجات ... دخلها الشباب الذى يعانى من البطالة والفساد املا فى مجتمع افضل .. دخلها لصوص وجدوها فرصة سانحة لنهب المحلات والمولات وقاموا بذلك على اكمل وجه... دخلها بعض المثقفين ورجال الاعلام ووجدوها فرصة للظهور الاعلامى والافتاء السياسى والشهرة وجنى الارباح ..دخلها رجال عانوا من الفساد وناقمون على اوضاع خاطئة لم يستطيعون ان يغيروها فى عهد مبارك وظنوا ان هذا هو الوقت المناسب للتغير للاحسن ودخلها بعض الاقباط ليثبتوا انهم غير سلبين وليحصلوا على بعض حقوق المواطنة ولم يشتركوا كاقباط وانما كمواطنين مصريين ضمن الفئات السابق ذكرها .واخيرا دخلها التيار الدينى بجناحيه الاخوان والسلفين ثالث يوم بعد ما تاكدوا من الوضع الضعيف الذى اصبحت عليه الشرطة انذاك ..حيث وجدوها فرصة ذهبية للظهور على المسرح السياسى بصفة رسمية لتطبيق مفاهيمهم الدينية على مصر .
وبعد تنازل مبارك عن الحكم بدأ صراع سريع بين الفصائل السياسية الموجودة على الساحة على من يتولى زمام الامور وحاول كل فريق اضعاف الاخر وادى هذا التناحر الى اضعاف الكل ماعدا الفصيل الدينى الذى وجد دعم داخلى وخارجى كبير ادى الى ظهور اكبر على المسرح السياسى وان يجد لنفسه موطئ قدم بالاضافة الى الدور المشبوه للمجلس العسكرى انذاك لمساعدته فى ذلك وادى كل هذا الى حكم الاخوان لمصر لمدة عام واحداث 30 يونيو بعدها ..
ولذلك يصف البعض 25 يناير بانها ثورة واخرون بانها انتفاضة والبعض يصفها بانها كانت مؤامرة ... وكلهم قد اصابوا جزء من الحقيقة .
ولكن المؤكد ان هناك بعض ملاحظات يمكن تسجيلها عن الوضع المصرى قبل 25 يناير وبعده وهو
- كان الشعب المصرى يكاد يكون سلبيا جدا سياسيا قبل 25 يناير وقد ادى ذلك الى بقاء مبارك فى الحكم 30 عاما بدون اعتراضات شعبية حقيقية ...اما بعد 25 يناير فقد اصبح الشعب المصرى اكثر تمردا وثائرا على اوضاع لا تعجبه .
- مازالت الديمقراطية لا تجد طريقا امنا للموطن المصرى حيث ان شراء الاصوات او عزوف المواطن عن الانتخابات نتيجة الفقر او عدم الوعى تجعل الوضع السياسى فى مصر على المحك
- احداث 25 يناير لم يكن يقودها مفكرين حقيقين كما حدث ابان الثورة الفرنسية لذلك فلم تحدث تغيرات جذرية فى ثقافات المجتمع المصرى وانعكس ذلك على احساس المواطن المصرى بالاحباط رغم محاولات الاصلاح ولكنها غير كافية .
- اذا قمنا بمقارنة 25 يناير باحداث الدول المجاورة فنجد ان الفوضى والخراب قد حل بسوريا وليبيا واليمن , وقد تكون تونس هى الدولة الوحيدة التى تستثنى من ذلك .
- ان المجتمع المصرى مازال يتفاعل مع الاحداث ويراقب الوضع والاحداث حوله تتصاعد عالميا ولكنه ترك مقاعد المتفرجين ايام مبارك واصبحت اى قيادة سياسية حريصه على عمل حساب للشارع المصرى الان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت


.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي




.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون