الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سد النهضة وآفاق الطاقة الشمسية في أسوان

هويدا احمد الملاخ

2015 / 12 / 25
الادارة و الاقتصاد


من آيات الله سبحانه وتعالى في خلق الكون الشمس، حيث سخرها المولى عز وجل منذ بدأ الخليقة؛ لتكون مصدرًا دائمًا للطاقة التي تمد الإنسان بالحياة ، وطاقة لكل أعضاء المجموعة الشمسية حيث جعل الشعاع المعكوس من سطح القمر نوراً ، " وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْن " (إبراهيم: 33) ، كما اكتشف العلم الحديث العلم أهمية الشمس و ارتباطها الوثيق بالإنسان ، فالشمس هي المصدر الرئيسي للطاقة الحيوية .

وفي عصر القدماء المصريين لم تكن الشمس مجرد شعاع أو مصدراً للضياء على الأرض بل كانت كيانا أعمق من ذلك بكثير ، فالشمس هي المصدر الذي يمدهم بالطاقة الروحية في الأساس ، لذلك استفاد المصري القديم من طاقة الإشعاع الشمسي مباشرة في تطبيقات عديدة كتجفيف المحاصيل الزراعية وتدفئة المنازل كما استخدمها في مجالات أخرى وردت في المصادر التاريخية ، وخير دليل على ذلك اهتمام المصريين القدماء ببناء المسلات فى العصور المختلفة حيث تحدد المسلة معدل الأشعة الشمس الهابطة من السماء ممثلة في قمتها الهرمية ، فضلا عن مراقبة تغير موضع الشمس في السماء علي مدار اليوم والسنة .

لاشك بان استغلال هذا المصدر من الطاقة في عصرنا المعاصر هو أمل الدول النامية في التطور ، خاصة وان الشمس مرشحة لأن تكون المصدر الأول للطاقة الكهربائية في العالم خلال السنوات القليلة المقبلة، ومن ثم أصبح توفر الطاقة الكهربائية من أهم العوامل الرئيسية لإيجاد البني الأساسية لأنها طاقة متجددة ودائمة لا تنضب ، وبما إننا نقع فى محيط القارة الأفريقية نستقبل أكبر كمية من الإشعاع والسطوع الشمسي عن بقية قارات العالم، فما هي الطموحات و التوقعات لاستخدامات الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء ؟

إن الحكومة المصرية منذ أن قررت إثيوبيا تحويل مجري النيل الأزرق لاستكمال بناء سد النهضة، والإعلان رسميا عن تدشين العمل في ذلك السد وهى تواجه تحديات كبرى تهدد الأمن المائي المصري ، خاصة بعد إهمال تلك المنطقة الإستراتيجية بالنسبة للأمن القومي وغياب التنسيق والتعاون بين دول حوض النيل على مدار ثلاثة عقود ومن وثم تفاقمت الأزمة .
إن الدافع الرئيسي والأكبر للحكومة الإثيوبية من بناء سد النهضة هو إنتاج الطاقة الكهرومائية ، و توليد طاقة نظيفة تحقق التنمية المستدامة ، وتصدير الكهرباء إلى الدول الأفريقية و دول أوروبا أو دول الشبكة الموحدة .

في ظل هذا الوضع المعقد تستطيع الحكومة المصرية مواجهة أزمة سد النهضة بالتوسع في مشروعات مجال الطاقة الشمسية في مناطق متعددة من الجمهورية في مقدمتها محافظة أسوان فقد أظهرت العديد من التجارب العلمية الناجحة التي أجريت في مختلف أنحاء العالم ، بأن مصر جغرافيا، تقع في منطقة الحزام الشمسي ذي المعدل العالي، للإشعاع الشمسي بالنسبة لدول العالم الأخرى ، فالثلث الجنوبي يعتبر ثاني أكثر الأماكن سطوعًا في العالم بعد جنوب أمريكا في ولاية أريزونا ونيفادا وتكساس ، كما تعتبر الطاقة الشمسية الساقطة على المتر المربع الواحد في أسوان من أعلى معدلاتها في العالم ، فضلا عن ذلك يتميز مناخ أسوان بأنه حار صيفا معتدل شتاءا ، وتغلب عليه صفات المناخ القاري إذ تتسع الفروق العظمى والصغرى لدرجات الحرارة خلال الأربع والعشرين ساعة سواء صيفا أو شتاءا ، و يتسم بأكبر مدة سطـوع شمسي وعـدم وجود سحب وانعدام التلـوث وارتفاع عـن مستوى سطح البحـر .

إذن شدة الإشعاع الشمسي الساقطة علي مصر خاصة محافظة أسوان تحفز وتشجع بل وتقول قوموا بإنشاء محطات طاقة شمسية ، لذا يجب على الحكومة المصرية أن تقدم الدعم المادي والمعنوي والعمل على تنشيط حركة البحث في مجالات الطاقة الشمسية ، والقيام بإنشاء بنك لمعلومات الإشعاع الشمسي ودرجات الحرارة ، و تبادر بإنشاء كيان علمي للطاقة الشمسية وتزويده بأحدث الأجهزة والمعدات.

إن إنشاء المحطات الشمسية وفق الخصائص الشمسية في مصر سوف تقضى على عجز الكهرباء خلال ثلاثة أعوام وسيكون سعر وات الكهرباء في مصر بنصف أسعارها في أوروبا ، ويمكن للحكومة المصرية إن تنافس الحكومة الأثيوبية في تصدير الطاقة المتجددة إلى دول الجوار الافريقى والعربي فضلا عن دول أوروبا ، خاصة وان بناء المحطات الشمسية لا يأخذ وقتًا طويلًا، حيث يتراوح زمن البناء من عام ونصف إلى ثلاثة أعوام حسب حجم المحطة ، وإذا كانت المحطات الشمسية الحرارية هي خيار استراتيجي لمواجهة أزمة سد النهضة باستثمار موازى ، فيمكن بناء عدة محطات بالقدرات التي تحتاجها الدولة ولن يزيد زمن البناء على ثلاثة أعوام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 23 أبريل 2024


.. بايدن يعتزم تجميد الأصول الروسية في البنوك الأمريكية.. ما ال




.. توفر 45% من احتياجات السودان النفطية.. تعرف على قدرات مصفاة


.. تراجع الذهب وعيار 21 يسجل 3160 جنيها للجرام




.. كلمة أخيرة - لأول مرة.. مجلس الذهب العالمي يشارك في مؤتمر با