الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية وطن الوافدين فمتى أغادرها ؟!!

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب

(Abduallh Mtlq Alqhtani)

2015 / 12 / 25
أوراق كتبت في وعن السجن


منذ أكثر من شهر لم أتناول وجبة غذاء واحدة ،
ليس بخلا مني أو حرصا على المال لذات المال ،
بل لآدخر مالا لشراء أرض في إحدى القرى البعيدة كما كنت احلم طوال السنوات الماضية ،
أرض ابني عليها غرفة بالمنافع ، وبقية الأرض أقوم بفلاحتها وزراعتها ، كما سأقوم بشراء بعض الماشية وتربيتها ،

هذا ما كنت أحلم به واخطط له منذ سنوات طويلة ،

رغم الصراع الداخلي في نفسي بضرورة مغادرة الوطن للأبد ،
وألا استسلم للظلم والقمع وانتهاك كرامتي وحرماني من أبسط حقوقي كإنسان في الحصول على جواز سفر ،
ومن ثم السفر لأي مكان آخر بالعالم لعلي أتمكن فيه من البدء بحياة أخرى ،
واسعد بتكوين بيت أسرة واتمكن من الزواج ، وتقر عيني ويهنىء فؤادي برؤية ابن او ابنة لي قبل أن تطالني سهام المنايا والموت ،

حاولت أن أتغلب على هذا الصراع النفسي الداخلي بشتى الطرق ، ومختلف الصور ،
لكنني للأسف لم أتمكن سوى من تخفيف همه والتقليل بعض الشيء منه ،

لكن قبل ساعة ونصف تفجر هذا الصراع الداخلي مجددا وأصبح لهيبا يحرق الفؤاد ،

إذ عقب سماعي لمكبر صوت الجوامع التي بجواري وهي ثلاثة جوامع تعلن انتهاء صلاة الجمعة بادرت بالخروج من غرفتي للذهاب لمطعم لشراء ربع دجاجة صدر - انا من عشاق الصدور - مع بعض الرز لتناول وجبة الغذاء ،
والتي مرت أسابيع خمسة على آخر وجبة منها للغذاء ،

وليتني لم أخرج ،

إذ بمجرد خروجي مر على يميني وعلى يساري العشرات من الوافدين ،
وأغلبهم من الوافدين الآسيويين ،
ثم الوافدين اليمنيين فالوافدين الصوماليين وبقية الجنسيات الأخرى ،

لم أر مواطنا واحدا ،

وكثيرا من هؤلاء وأولئك برفقة أبناء لهم صغار سن وشبابا ،
وعندما مررت بجوار الجامع شاهدت تدفقا منه من هذه الجنسيات أيضا ،
كما أن الآسيويين مروا كالجراد يمنة ويسرة مئات لا تحصى وانا في طريقي للمطاعم لشراء وجبة الغذاء ،

شعرت أنني لست في وطني البتة ،

بل هذا وطن الوافدين فحسب ،

المطاعم من يملكها اما آسيويون أو يمنيون ،
وكذلك البقالات والمخابز والمغاسل وكل شيء ،

حتى العمائر القديمة والبيوت الشعبية التي هي بصوك شرعية مسجلة باسماء بعض المواطنين مقابل نسبة شهرية !!

ولم أكن أعلم على سبيل المثال أن البقالة التي أمام الجامع الذي أمامه وافد صومالي يملكها مع العمارة ذات الطوابق الأربعة الوافد اليمني مع البقالة ، وأنه يدفع لكفيله الذي باسمه صك العمارة والبقالة نسبة في السنة !! ،
سنوات كثيرة أسكن الحارة ولم أعرف ذلك إلا مؤخرا وصدفة ،
فزاد شعوري بالغربة في وطني وزاد همي وعاد حلمي القديم من جديد ليلهب فؤادي بالصراع الداخلي مجددا ،
ورغم أنني خلال أسابيع كنت عازما على البدء بشراء الأرض إلا أنه يظهر لم أعد أرغب إلا بمغادرة الوطن !!
وآمل ألا تكون المغادرة بعد خراب مالطا !!

فرغم الألم وفظاعة الظلم لا ارجو للوطن إلا كل خير ،
ولن يفلح الاوغاد بجبروتهم بزرع بغض الوطن في جناني ،
بلدي وان جارت علي عزيزة ،

ملاحظة /
هذا آخر مقال لي ولن اكتب مجددا إلا وأنا في أرض ووطن الحلم ،
فمن لا يملك حريته لا يستحق قلمه !!



كل عام والجميع والعالم كله بخير ومحبة وسلام بمناسبة العيد المجيد لميلاد السيد المسيح أبي الأحرار.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد


.. تقرير أميركي.. تدهور أوضاع حقوق الإنسان بالمنطقة




.. واشنطن تدين انتهاكات حماس لحقوق الإنسان وتبحث اتهامات ضد إسر


.. الأمم المتحدة: الأونروا تتبع نهجا حياديا وإسرائيل لم تقدم أد




.. تقرير المراجعة المستقلة بشأن الأونروا: إسرائيل لم تقدم أدلة