الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمير قنطار هل كان بطلا أو كان قاتل أطفال ..

سلمان محمد شناوة

2015 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


سمير قنطار هل كان بطلا أو كان قاتل أطفال ..

في مقابلة ل CNN قال الإعلامي اللبناني، هشام ملحم " إن سمير القنطار الذي قتل مؤخرا في غارة في سوريا، يعتبر بطلا بالنسبة لحزب الله اللبناني، أما بالنسبة له ولكثير من اللبنانيين فإن القنطار قاتل أطفال " ..

وقال: "قتل سمير القنطار كان قتلا مستهدفا ولم يكن مفاجأة بالنسبة للعديدين من المراقبين، سمير القنطار قد يحتل مرتبة بين أبطال وشهداء حزب الله ولكنه كان أحد أسوء السجناء في إسرائيل سمعة وقضى ثلاثة عقود مسجونا بإسرائيل بعد الطريقة التي قتل فيها مدنيا إسرائيليا والطريقة التي حطم بها رأس طفلته."

فهل كان سمير قنطار كما وصفه هشام ملحم قاتل أطفال وكان احد أسوء السجناء في إسرائيل سمعة , كما يقول .

الحقيقة إن هذه هي الرواية الاسرائيلة والتي حيكت حول سمير القنطار ’ ولا نفهم كيف اعتمد هشام ملحم والكثير من العرب الرواية الاسرائيلة في تحليلهم لشخصية سمير قنطار , والحقيقة الأخرى انه إذا أزيلت الرواية الاسرائيلة سوف تظل صفة سمير قنطار البطولة وكونه رمز للمقاومة .

إذا هو بطل مقاومة لدى حزب الله و وهو قاتل أطفال لدى إسرائيل , وهو قاتل أطفال كذلك لدى كثير من العرب والذين اعتمدوا الرواية الاسرائيلة مصدر مهماً لهم ..

كل ما في الموضوع إن من التزم ودافع عن قضية سمير قنطار والتزم قضيته هو حزب الله , وحزب الله هو مكروه من كثير من الأنظمة العربية ومكروه كذلك من كثير من المحللين والذين يجبرونا دائما إن نسمع أحادثيهم الغريبة على الشاشة الصغيرة , ليس دفاعا عن حزب الله أو سمير قنطار , ولكني كنت أريد إن افهم كيف تحول رمز للمقاومة الفلسطينية واللبنانية معاً إلى قاتل أطفال .

فإذا قلنا إن سمير القنطار كان قاتل أطفال فهل كانت إسرائيل بريئة من دم الأطفال و لم تقتل أطفال فلسطين ولبنان ومصر , وإذا قلنا إن سمير قنطار أسوء السجناء في إسرائيل سمعة , فمتى كانت سمعة إسرائيل تتصف بالشرف , وكيف تصف إسرائيل السجناء الباقين هل هم أكثر شرفا في نظر إسرائيل , وكيف تصف إسرائيل المقاومين الفلسطينيين هؤلاء والذين قاموا بطعن المستوطنين الإسرائيليين بصفة يومية في الإحداث الخيرة ...

تفصيل العملية ..

شهد يوم 22 من نيسان لعام 1979 عملية نوعية غيرت تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي حيث ضمنت العملية مجموعة من القادة وهم جمال عبد الناصر وعبد المجيد أصلان ، ومهنا المؤيد وأحمد الأبرص فيما تولى سمير القنطار قائد العملية برتبة ملازم من جبهة التحرير الفلسطينية .
تفاصيل العملية .
اخترقت هذه المجموعة رادارات الاحتلال الإسرائيلي وترسانة أسلحته منطلقة من شاطئ ‏مدينة صور بزورق مطاطي صغير من نوع (زودياك) معدل ليكون سريعاً جداً، وكان هدف العملية ‏الوصول إلى مستوطنة نهاريا واختطاف رهائن من الجيش الإسرائيلي لمبادلتهم بمقاومين معتقلين في ‏السجون الإسرائيلية.
‏ المميز في عملية نهاريا إن المجموعة استطاعت اختراق حواجز الأسطول السادس واخفوا الزورق عن ‏الرادار وحرس الشاطئ، بدأت العملية في الثانية فجرا واستمرت حتى ساعات الصباح، ووصلت ‏المجموعة إلى شاطئ نهاريا حيث يوجد اكبر حامية عسكرية إضافة إلى الكلية الحربية ومقر ‏ الشرطة وخفر السواحل وشبكة الإنذار البحري ومقر الزوارق العسكرية الإسرائيلية شيربورغ)، ‏اقتحمت المجموعة إحدى البنايات العالية التي تحمل الرقم 61 في شارع جابوتنسكي، وانقسمت ‏المجموعة إلى اثنتين، واشتبكوا في البداية مع دورية للشرطة وحاولوا الدخول إلى منزل يملكه ‏‏(امون سيلاع) يقع على الشاطئ مباشرة، وبعد ذلك اشتبك أفراد العملية مع دورية شرطة ‏إسرائيلية فقتل الرقيب (الياهو شاهار) من مستوطنة معلوت.
‏ وبعدها استطاعت المجموعة اسر عالم الذرة الإسرائيلي (داني هاران) واقتادوه إلى الشاطئ، لكن ‏المعركة الرئيسية وقعت عندما حاول سمير الاقتراب من الزورق وفي هذه المعركة استشهد احد ‏رفاقه وأصيب رفيقه الأخر بجراح بالغة كما إن سمير قد أصيب بخمس رصاصات في إنحاء جسده كافة، ‏وبعد إن استقدمت قوات الاحتلال وحدات كبيرة من الجيش دارت اشتباكات عنيفة على اثر احتماء ‏سمير وراء الصخور، ونجح سمير بإطلاق النار على قائد قطاع الساحل والجبهة الداخلية الشمالية ‏في الجيش الإسرائيلي الجنرال (يوسف تساحور) حيث جرح بثلاث رصاصات في صدره ونجا بأعجوبة، ‏والجدير ذكره إن إسرائيل طمست خبر إصابة الجنرال بجراح بالغة في العملية وعندما ادلى ‏بشهادة للمحكمة فيما بعد تم إخلاء القاعة من الناس والمحامين ومن ثم عاد الجنرال ليصرح بعد ‏عشر سنوات لإحدى الصحف الإسرائيلية انه "لن ينسى طيلة حياته وجه الفدائي الذي أصابه ‏بثلاث رصاصات في صدره انه دون شك سمير القنطار"، وكانت الحصيلة النهائية للعملية ستة ‏قتلى من بينهم عالم الذرة داني هاران واثنا عشر جريح.
‏ إما أفراد العملية فقد استشهد منهم اثنان هما عبد المجيد أصلان ومهنا المؤيد واعتقل سمير ‏القنطار واحمد الأبرص، وأطلق سراح الأبرص عام 1985 على اثر عملية تبادل للأسرى، وتم نقل ‏الأسير سمير القنطار وهو ينزف دما إلى شاطئ نهاريا للتحقيق معه في ظروف العملية التي نفذها ‏وأهدافها.
خلال محاكمته ظل سمير يردد " نحن طلبة حرية ولسنا قتلة أطفال " ونفى سمير أن يكون قد أطلق النار على داني أو ضرب ابنته بأخمص بندقيته، كما تقول الشرطة الإسرائيلية والطب الشرعي الذي قال "إن " عينات " وهي الطفلة والتي قتلت بين المجموعة المهاجمة والجيش الإسرائيلي توفت نتيجة تهشم رأسها بأداة حادة، أغلب الظن أنها أخمص بندقية وأن أجزاء من جلد رأس عينات وجدت على بندقية القنطار."

في المحكمة الإسرائيلية أيضا أنكر سمير القنطار اتهام المرأة له بأنه قتل الطفلة الثانية ، فهو لم ير أطفال، فقالت له وهي غاضبة: لو لم تأت إلى "نهاريا" بهدف تنفيذ العملية، لما قتلت طفلتي!..

لكن كيف قتلت الطفلة الثانية " اختبأت المرأة اليهودية مع طفلتها الصغيرة، وجارتها، تحت سلالم البيت، وظلت مختبئة طوال فترة الاختطاف، والتفاوض الكاذب، الهادف لكسب الوقت، وحشد القوات لمحاصرة المكان، وعندما اكتملت الاستعدادات، بادر الجنود الإسرائيليون بإطلاق النار على المجموعة الفدائية، وجرى تبادل إطلاق النار، حينئذٍ صرخت الطفلة الصغيرة من الخوف، فكان ردة فعل أمها؛ أن وضعت يدها على فم ابنتها لتكتم صوتها، وأنفاسها، وهذا تصرف غريزي للدفاع عن النفس، وظلت الأم مغلقة فم ابنتها طوال فترة تبادل إطلاق النار، دون أن تتنبه، أو تحس بخطورة ما تفعل، ولم ترفع يدها عن فم ابنتها إلا بعد أن فارقت الطفلة الحياة.

وفي نوفمبر 1979 بدأت محاكمة القنطار والتي استمرت لثلاث أشهر استمع خلالها القنطار إلى شهادات 52 شاهدا وسمح له بالإدلاء بشهادته لتسعين دقيقة باللغة العربية.
ويقول القنطار إنه سمع في المحاكمة لأول مرة بأسماء إلياهو شاشار وداني هاران وسمادار هاران , ويجب أن تفهم أن ما حدث لم يكن موضوع شخصي , وانه لم يأتي من لبنان ومعه ورقة تقول "ابحثوا عن عائلة داني هاران", ويقول : لقد كنت جزءا من صراع وكنت مقتنعا بأن علي أن أشارك فيه."
وفي التاسع والعشرين من يناير عام 1980 أدين القنطار من قبل محكمة إسرائيلية وحكم عليه بالسجن خمس مؤبدات بالاضافة إلى 48 سنة ليصل المجموع إلى 542 سنة .
التعذيب الذي تعرض له سمير القنطار يصفه بأنه أشبه بقصص الخيال التي لا يمكن إن ‏يصدقها الناس أو يتصورها العقل البشري ثم تم الأفراح عن سمير القنطار يوم الأربعاء 16 يوليو 2008 في صفقة تبادل بين حزب الله وإسرائيل تم بموجبها الإفراج عنه وعن أربعة أسرى لبنانيين من أفراد حزب الله، تم اعتقالهم في حرب يوليو 2006، وجثث 199 لبناني وفلسطيني وآخرين في مقابل تسليم حزب الله جثث الجنديين الإسرائيليين الذين قتلا في عملية "الوعد الصادق" في يوليو 2006.
بعد تبادل السجناء الذي تم بين حزب الله وإسرائيل عام 2004 ولم ترد إسرائيل حينها الإفراج عن سمير القنطار إلا إذا حصلت على ملاحها الجوي المفقود رون آراد، قال سمير لأحد حراس السجن: "ستحدث حرب من أجلي . تذكر ذلك " , وبالفعل قال حسن نصر لسمير قنطار .. " لقد كانت الحرب من اجل تحريرك " ...
المشكلة في سمير قنطار انه كان يقف في المنطقة الرمادية والتي تتجاذب فيها الأطراف المتناقضة , فهو محسوب على حزب الله , وحزب الله هو الوحيد والذي التزم قضيته وقاتل قتالا شرس من اجل عودته , إما الباقون فهو يرون في سمير قنطار , كل ما يريدونه في الهجوم على حزب الله , فلو كان حزب أخر أو دولة أخرى هي من ساهمت في أطلاق سراح سمير قنطار , لم نرى هذا الهجوم الشرس على رمزية سمير قنطار وبطولته ...
في كل مجتمع يكون بطل مجموعة ما أو رمز كفاحها هو بالضرورة رمز إجرام للمجموعة الأخرى , وهكذا كان سمير قنطار اتصف بالبطولة في جهة وفي جهة أخرى هو قاتل أطفال , والحقيقة نحن نفهم إن يكون سمير قنطار قاتل أطفال عند إسرائيل , ولكن الذي لم نفهمه كيف أصبح قاتل أطفال عند كثير من العرب , فقط لأنهم يختلفون مع حزب الله .
سمير قنطار قال حين تم إطلاق أسره من سجن إسرائيل " لقد عدتُ اليوم من فلسطين، لكي أعودَ إلى فلسطين"..
مختصر لحياته . هو من مواليد 1962 وعمره 53 سنة , قضى نصفها بالسجن والنصف الأخر بالمقاومة هذا هو سمير القنطار , ولكني اعتقد جازما , إن إسرائيل سوف تتذكر سمير قنطار بحياته وأيضا في وفاته ...
واعتقد كذلك انه ليس من السهولة تماما , إن يختار إي شخص إن يكون ضمن مجموع تهاجم إسرائيل في عقر دارها , إلا إن يكون له نصيب كبير من الشجاعة والحزم ...ومهما كانت المزايدات على مقتل سمير قنطار , نحن من نشكل موقفنا منه مع أو ضد كل ما يشكل مبدأ , أو موقف مع المقاومة أو ضدها , ولا ادري لماذا فقدنا ذاك الحس بالمقاومة وبتنا نهاجم كل ما يشكل المقاومة في الوطن العربي , وكأن الأمور تتجه للتجزء وجعل الدول العربية جزر منفصلة عن بعض , بحيث يكون كل هم الوطن التفكير بهذا الجزء فقط , لذلك نحن نسينا كل شيء يختص بفلسطين , وبتنا نبحث عن تفسير جديد ومختلف لكل ما يسمى مقاومة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية طيبة
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 12 / 28 - 08:56 )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=497588


2 - انه ليس اكثر من مجرم
سيلوس العراقي ( 2015 / 12 / 28 - 13:18 )
هل أن العرب لا يعرفون شيئا آخر غير تمجيد وتعظيم المجرمين ؟


3 - ساعبر عن رأيي بصراحة
ملحد ( 2015 / 12 / 28 - 14:36 )
ساعبر عن رأيي بصراحة!
لا اتعاطف, كعلماني ملحد, مع اي شخص ينتمي الى اي حزب/تيار/جبهة....الخ ديني سياسي ..... وانا هنا لا افرق بين دين ودين!
فجميعهم في الخرى سوى! مع اعتذاري المسبق لان تعليقي احتوى كلمة بذيئة

تحياتي


4 - المرأة العربية درة، آجرة ترجم وتلقم سيلوسSelous
بنعربي ( 2016 / 1 / 6 - 09:38 )
خلال مداخلة هاتفية ببرنامج العاشرة مساء الذي يقدمه الإعلامي «وائل الإبراشي»، على قناة -دريم-، أعربت الفنانة التونسية «درة»، عن وعيها الإنساني نقيض الصهيوني الإجرامي الخبيث اللئيم، عن أسفها لإعدام القيادى الشيعى نمر باقر النمر بالسعودية قائلة: «أنا ضد إعدام النمر، وولائى لبلدى تونس ومعظم أهل بلدي من أهل السنة، وأنا لست شيعية»، مشيرة إلى أن كل المعارضين لإعدام «النمر»، ليسوا شيعة.
أن نبرة الطائفية التي انتنتشر مؤخرا تخدم المشروع الصهيوني الذي يرغب في تقسيم الوطن العربي. وقالت الفنانة درة: إن المملكة العربية السعودية منعت مؤيدى نظام الرئيس السورى بشار الأسد، من أداء فريضة الحج، منذ 5 سنوات. واعتذرت عن انفعالها قائلة إنها «ضد الإخوان في تونس وفي كل مكان واللي حاصل في الأقطار العربية فتنة طائفية تخدم المشروع الصهيوني».

اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة