الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقطات هوليودية

علي عبد الواحد محمد

2005 / 11 / 7
كتابات ساخرة


كانت السينما الهوليودية في تقديمها لأفلام عن حكايات الف ليلة وليلة ، من ضمن ما تقدمه من افلام حريصةً على تقديم بغداد بأبهى صورها وتركز إهتمامها على تقديم ألأجواء الرومانسية في أسواقها العامرة ، حيث يقدم السوق بحلة بهية يرتاده الناس من كل الطبقات ، فيما ينساب صوت المزمار المألوف في هذه ألأفلام ، ترافقه صورة الحاوي الذي يرقص حيات الكوبرا ، يتخلل ذلك أصوات المساومة بين المتسوقين والبائعين ، ولا يفوت المخرج أن يعرض لقطات الغزل بين عيون الشابات وعيون الشباب ، وإبتسامات الحياء. وان يعرض النخاسين والجواري الحسان المعروضة للبيع ومع إنسجام المشاهد مع هذه البانوروما البغدادية ، تهتز الشاشة فجأة ، ويحل الهرج والمرج محل الهدوء ، ويعلو الصخب ويسارع الناس الى الهرب من الخطر القادم المتمثل بالخيالة بكامل عدتهم الحربية وغالباً ما تكون ملابسهم سوداء، صائحين بالناس مستعملين السياط لأبعادهم عن الطريق ،ولإفساح المجال لمرور موكب السلطان أو الوزير أو الحرم والجواري والخصيان المماليك، من لم يسعفه الوقت للهروب ، عليه السجود وإظهار الطاعة والولاء. كان السياسيون وكبار السن منا ، يحتجون على ذلك ويؤكدون بانها دعاية إستعمارية لتشويه سمعتنا، وسمعة رجال الحكم وخاصة الوزير جعفر ، وكنا نسميه جعفر البرمكي لاأدري لماذانطلق عليه أسم وزير الخليفة هرون الرشيد ، جعفر هذا يكون بالعادة ساحر يستخدم القوى الخارقة والعفاريت لتحقيق غاياته، ومنها الزواج بالأميرة المشغول قلبها وعقلها بغيره، والذي عادة مايكون السندباد أو علاء الدين أو الشاطر حسن أو غيرهم. فيزداد حقدنا على الوزير جعفر وتعاطفنا مع البطل والبطلة.
سيناريو هذه ألأفلام يعاد اليوم ، ولكن بشكل آخر ، فالفرسان ما عادوا يمتطون أحصنتهم السوداء ، بل غيروها الى سيارات سوداء بقدرة التكنلوجيا ، وبدلاً من حمل السياط والسيوف ، حملوا المدافع الرشاشة وبدلاً من إرتطام السوط بالأجساد وألأجسام ألأخرى تسمع لعلعة المدافع وأزيز الرصاص ، ولكن المتغير جداً عن المشهد في الفلم الهوليودي؛ إن الذي يجري أمامنا حقيقة عراقية ، تكاد ان تكون يومية في شوارع بغداد، وللتذكير فقط إن السيارات ليست فقط سوداء ، بل تزاحمها السيارات البيضاء وسيارات الشرطة الملثمة، غير عابئين بالمارة والسيارات المدنية ، وغير مكترثين لتعليقات الجمهور الذي فارق صمته منذ أن سقط النظام الدكتاتوري السابق.
يتسابق المسلحون على إخضاع الناس لسلطانهم ، فجيش المهدي وقوات بدر وغيرها تقاتل بعضها البعض ، وترهب الموا طنين وتزج عنوة الدين بالسياسة، وتصبح الميليشيات معبرة عن توازن القوي في الدولة . ومازال المواطن الضحية يتسائل عن موعد شعوره بالأمان ، ويجد نفسه محاطاً بألأعداء وأشباه ألأعداء ، ويجد أن لاحل إلا بحل الميليشيات وفصل الدين عن الدولة الذي ستكفله القائمة العراقية الوطنية 731
أنتخبوا القائمة 731 لترسيخ الديمقراطية وحقوق ألإنسان وخاصة حقوق المرأة والطفل وللخلاص من اللقطات الهوليودية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و