الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هاب الأميركيّون فعل عاد وثمود بالرمادي وجيشهم بالعراق, فعلها طيرانهم بتغطية ولد -الملحة-

طلال الصالحي

2015 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


حرب عصابات هذه الجارية الآن ولا يفسّر الأمر بشيء آخر ولا تستطيع أميركا تغطيتها "بغربال" بزمن اكثر من الفائت إن طال الزمن ,فكما تبيّن ,وبعد سنوات من الاحتلال ,وبعد ما أظهرت النوايا الحقيقيّة "للمعتصمين" ؛إن هي إلّا خطّة لمسلّحون عراقيّون على مستويات عالية من التدريب وإحكام للخطط لحرب كرّ وفرّ طويلا الأمد ,وهذا ما لا يريد ذكره الاعلام العالمي بل ينكره إذ كلّنا يتذكّر وعود أميركا بالقضاء على "القاعدة" في العراق ..وأنّ العالم بعدها "سيرتاح" خاصّةً وقد ارتاح فعلًا بعد التخلّصّ من صدّام مثلما وعدوا من قبل.. ملخّص الاتّفاقيّة الأمنيّة: (( منكم الرجال ومنّا الغطاء الجّوّي)) هكذا يبدو مشهد "التكتيك" المرسوم في تلك الاتّفاقيّة والجاري تنفيذه الآن, حيث كانت "بروفات" الاتّفاقيّة تجري على قدم وساق قبل "انسحاب" الجيش الأميركي من العراق 2009 حيث كان الغطاء الجوّي الأميركي يرافق "الجيش العراقي" أينما توجّهه وقوّات أميركا في الخلف أثناء ما كانوا يطاردون "المسلّحين .. تصريحات العبادي, أو أوباما ,ليست سوى أوهام كأوهام "أبو ما ينطيهه" ..الحرب طويلة ,يتوقّف أمدها ,طولها من قصرها ,على تبدّلات السياسة العالميّة وعلى مدى فرض الإرادة القتاليّة بطبيعتها الاستنزافيّة ,تكاد مشاهد حروب "تحرير" كهذه حروب زئبقيّة تسقط مدينة هناك تسترجع هنا ليفلت عيار السابقة لتعود لتسقط الأخرى؛ وهذه المشاهد هي الّتي باتت تغطّي الأصل من وجود حكومة في بلد ..الحكومة وكأنّ كلّ ما مطلوب منها هي ممالأة السياسة الأميركيّة بطريقة الإكراه و"الأمر الواقع" ,عن طريق "داعش" ومثيلاتها فيصبح منطق أمر الحكومة "مجبر أخاك لا بطلُ"..
عيشة العراقيين لا حلوة ولا جميلة وأفراحهم ومسرّاتهم حذرة واستقرارهم متأرجح ولا يملكون أيّ سيادة, وحدودهم غير مسيطر عليها ولا يعلم كيف تتصرّف حكومته الّتي "انتخبها" بتصريف ثرواته, ولا أمواله ,ولا معلومات لديه ولم يخبره ناطق باسم الحكومة كيف مشاريعه أصبحت وهميّة وكيف أصبحت خزينته مرهونة ,ولا كيف حرموا الكلمة الاعلامية الحرة, هل بقنوات التضليل الّتي شيّدت بأسماء ساسة البلد؟ إذًا فمن أين لهم هذه الملايين من الدولارات و"خيّرهم" كان بنچرچي أو عربانة دفع لبيع الخضروات وأثقفهم حملدار ذو ثقافة غيبيّة يحكّ أسنانه بتوجيه دماغه لكلمات "خشنة" ,قبل النوب وبعده؟.. هل اخترقوا فضاء الكلمة بأموالنا بلا حسيب وبلا رقيب؟ وأين لجنة "النزاهة" هل هي بحاجة للجنة أخرى رقيبة عليها؟.. وكأنّ العبادي يقول: "لن نسمح للدواعش وقف مسيرة التقدم والاصلاح أو وقف منافساتنا للصومال ولليابان".. وكأنّ البلد لم يعد بحاجة لكفاءات وخبرات مطرودة تعود باطمئنان إلى بلدها الآمن الثري ..وكأنّ العراقيين قبل داعش كانوا متنعمين لا خطف لا قتل على الهوية وبلا نهب والاستقرار المُدّعى يسمح للإبداع وبما لا مجال فيها لتوثيق المآسي بمختلف الفنون الّتي اشتهر بها العراقيّون كأفضل بلدان العالم عندما كان العالم أفصل بلا عبادي وبلا مالكي وبلا أوباما أو بلير ..هل كنّا مثل دبي قبل أن تأتي داعش لتنتهك أعراضنا المصونة بالشيشاني وبالتلمساني وبالأفغاني وبالأورفلي وبالزاجل وبالطويرجاوي وبالسيگاه؟ ,وكأنّ العبادي بمعيّة زفّته الدفّافة المهتاجة بالأفراح والمسرّات أعاد لنا الرمادي لتنظم الى قافلة المدن المتنعّمة المزدهرة البهيجة تكتظّ بالأشجار وتزحف على الصحراء لكسر حدّة الانتعاش الفائض عن الحاجة.. ولا عزاء للتريليون ونصف التريليون دولار.. ترى هل العبادي في زيارته "للجبهة" للرمادي ,وهو يسير فوق أرضها ,كان يتمشّي على مجمّعات سكنيّة بادت ,وأحياء تنثّرت ,وأسواق دُفنت ,وشوارع بنايات تهبهبت؟.. العبادي وهو يسير بقدميه دون دالّة على وجود مدينة قصدها اسمها رمادي! أو أنّ المدينة حاق بها ما حاق بقوم عادٍ وثمود ..يا إمّا كان يدور حول أطراف مدينة خربة موحشة مليئة بالفخاخ وبالمفاجآت وبما لا يحمد عقباه لم تحرّر بعد لا يجرء أحد دخولها؟.. هنّ أربع لقطات وثائقيّة يكرّرها الاعلام ..أين الرمادي؟ فالمجمّع الحكومي بأطراف المدينة؟.. سرقوا الرمادي كما سرقوا أموال العراق؟ ,أم "دفنوها" كما دفنوا أموال الشعب, فأغلب ساسة الحكومة كانوا "دفّانة" ..والحلو الجميل أن هنالك أقلام تكتب عن المشاريع التي ستنجزها الحكومة للرمادي؟ ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را