الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة الإرهاب وأسبابه وعوامله

فلاح أمين الرهيمي

2015 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


ظاهرة الإرهاب وأسبابه وعوامله
إن أية ظاهرة في الوجود تكمن وراء ظهورها أسباب وعوامل إما أن تكون إيجابية أو سلبية وتصبح رافد تصب في الظاهرة. وظاهرة الإرهاب تفرزها جوانب مادية ومعنوية ومثال
ذلك :-
1) إسرائيل وسلوكها الإجرامي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل واستهتارها وعدم مبالاتها واحترمها لقرارات الأمم المتحدة والرأي العام العالمي مدعومة ومحمية بالولايات المتحدة الأمريكية منذ أن وجدت عام/ 1948 إلى يومنا هذا وتعتبر الطفل المدلل لها والقاعدة المتقدمة في الشرق الأوسط والعالم العربي (مناطق منابع النفط). أي إنسان يشاهد أو يسمع من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ما تفعله السلطة الإسرائيلية ومرتزقتها المستوطنين وغيرهم من الشعب الإسرائيلي (اللقيط) من هدم البيوت على ساكنيها وتدمير الأراضي الزراعية وطرد أهلها منها وقتلهم والاعتداء عليهم تحت حماية الجيش الإسرائيلي وليس آخراً حتى تنتهي مأساة هذا الشعب (الطفل الرضيع في المهد الذي حرق وقتل والديه) وهذه العملية الإجرامية حركت وأثارت إحساس وشعور حتى قسم من اليهود الإسرائيليين فخرجوا في مظاهرة احتجاج ضد هذه العملية الوحشية. فكيف بالإنسان المسلم والعربي حينما يشاهد هذه العملية الوحشية المجرمة ؟ إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية المتحمسة جداً الآن في محاربة الإرهاب وحث دول العالم على القضاء عليه وتجييش الجيوش لمحاربته كان من الأجدر بها ردع إسرائيل من تصرفاتها الإجرامية وليس تعتبر أعمالها في الدفاع عن النفس ..!! وأن تمتنع من دعم إسرائيل في المؤسسات العالمية وعدم استعمال (الفيتو) الذي ينقض قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وعدم حمايتها وتزويدها بمختلف الأسلحة الفتاكة.
إن هذه الظاهرة معنوية ونفسية وليس مادية، لأنها تفرز في قلب الإنسان الحقد والانتقام ولأنها تمثل سلوك وتصرفات إنسان يشعر بقوة مدعومة ومؤيدة من أطراف أخرى مقابل إنسان يسلب حقه ويعتدى عليه ويهجّر من وطنه وداره ولا يمتلك القوة التي تساعده على ردع المعتدي وإعادة حقوقه المغتصبة. إن هذه العمليات الإجرامية التي تقوم بها إسرائيل دفعت وحرضت الكثير من البشر من مختلف الطوائف وأديان والقوميات الانخراط في الإرهاب لمحاربة الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر (الشيطان الأكبر) ليس في دعمها ومساندتها للظلم والعدوان الإسرائيلي فقط وإنما في العالم أجمع ما تعانيه الشعوب من مآسي وحرمان وفقر وفوضى وبذلك تعتبر راعية للإرهاب وخالقته.
2) الفقر والبطالة رافد يصب في حفرة الإرهاب : هذه الفقرة من الموضوع ذات طابع مادي ومعنوي معاً وهي تنتشر الآن في جميع أنحاء العالم وخاصة الدول الفقيرة التي تعاني شعوبها التفاوت الطبقي المجحف بين أقلية من الأثرياء وأكثرية من الفقراء الذين كثير منهم يعيش تحت مستوى الفقر، إن الإنسان في هكذا مجتمع أصبح تمسكه قوتان قدره يمضي بها فيدرك ما يريد ويرغب به فيطمئن، أو صبر يعقد به فيعجز فيطمئن، ولكنه متى امتحن بشيء لا يقدر عليه وهو مع ذلك لا يصبر عنه فيصبح في حالة لا إنسانية ولا وحشية ولا دونهما ولا فوقهما إذ يسلط عليه كل القوى التي في داخله فتدفعه بأشد عنف إلى القوى المحيطة به والمحيطة به ترميه إلى التي في داخله، فما أن يزال مرتطماً بين هذه وتلك وكأنه لشدة وقعها تحطيماً بين مطرقتين. هذه الحالة تجثم بكابوسها على كثير من العراقيين وبشكل خاص المتقاعدين الذين يستلمون راتباً شهرياً (أربعمائة ألف دينار) هو وعائلته وإيجار الدار والأمراض التي تنخر أجسامهم وبالرغم من بعض الزيادات شملت رواتبهم إلا أن سلم الرواتب الجديد قد شملتهم الاستقطاعات في الوقت الذي نسمع أن البعض تتجاوز رواتبهم التقاعدية (عشرات الملايين من الدنانير..!!) رب سائل يسأل : هل إن هؤلاء خلقت لهم (معدة) تختلف عن (معدة) الآخرين) ..!!؟
إن المتقاعدين أصحاب الأيادي البيضاء الذين كانت أعدادهم لا تتناسب مع حجم الأعمال التي كانوا يكلفون بها، فكانوا يحملون الأضابير إلى بيوتهم كي ينجزوا أعمال المراجعين على حساب راحتهم فهل يكافأ هؤلاء بشمولهم بالاستقطاعات في الوقت الذي كانت رواتبهم في السابق لا تسد رمق إنسان واحد وليس عائلة.
لقد كان هؤلاء يأملون من الصرخة الجريئة والشجاعة التي أطلقها السيد رئيس الوزراء بزيادة رواتبهم بعد تخفيض الرواتب الخاصة والمخصصات لذوي الرواتب العالية، إلا أنهم أصبحوا كما قال شاعر العرب الأكبر الراحل محمد مهدي الجواهري :
وكانوا كالزروع شكت محولا ولما استمطرت مطرت جرادا
إن هذه الشريحة الواسعة ليس وحدها التي تعاني الفقر وإنما الكثير من أبناء الشعب وقد أضيف إليهم البطالة من أصحاب الشهادات، هذه هي أحد الأسباب المادية التي تصب في رافد الإرهاب وهذه الظاهرة ليست في العراق وإنما في كثير من دول آسيا وأفريقيا ونلاحظ ذلك من الأعداد الكبيرة من البشر من أبناء تلك الدول في صفوف الإرهاب ولذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوربا والدول التي تعاني من الإرهاب، لو كانت توظف وتساعد الفقراء والبطالة بفتح المشاريع الإنتاجية كالمصانع والمشاريع التي تقضي على البطالة والفقراء بالعمل بتلك المشاريع والمؤسسات الإنتاجية عوضاً عن صرف المليارات من الدولارات على شراء الأسلحة وتدريب الجيوش لمحاربة الإرهاب ولأستطاع هؤلاء الذين يعانون من الفقر والبطالة خدمة وطنهم والاستقرار فيه وعدم الهجرة في البحث عن لقمة العيش بالدول الأخرى.
3) المحاصصة الطائفية والشوفينية والفئوية : من الأسباب المعنوية التي يستغلها الإرهاب وينفذ من خلالها إلى نفوس الآخرين ويجذبهم إلى صفوفه هو شعورهم وإحساسهم بالغبن والإهمال وعدم المساواة والمحاربة والعدوان نتيجة استعلاء وتفضيل وسلطة الآخرين الذين تجعلهم ذات شأن ومكانة ومركز وقوة وتقدير من قبل السلطة الحاكمة لأن السلطة الحاكمة التي تحكم الوطن تمتد رقعته من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب تسكن فيه طوائف وفئات وقوميات متعددة كالفسيفساء ذات الألوان المتعددة والمختلفة بالفكر والعقيدة بعضها عن بعض ومن خلال هذا الاختلاف على الحاكم عدم التمييز والتفريق بين أبناء الوطن الواحد وتطبيق قاعدة العلمانية في الحكم (مبدأ العلمانية يقوم على عدم التجرد من معتقده الديني وعدم التمييز بين الأديان الأخرى وليس التنكر لها كما يدعي البعض).


فلاح أمين الرهيمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو