الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سورية دولة أم دويلات؟

سامي الاخرس

2015 / 12 / 31
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


سورية دولة أم دويلات؟
يبدو أن تدخل الدب الروسي في سورية جاء ليضع العديد من السيناريوهات التي يمكن البناء المستقبلي عليها من الناحيتين العسكرية، والسياسية. فكل المؤشرات تؤكد أن التدخل الروسي في سوريا جاء ضمن تفاهمات مسبقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو، وبعض القوى الإقليمية الحليفة، وذلك ضمن السياسات العامة التي يمكن من خلالها تحقيق سلسلة من الأهداف المشتركة، وإلا لما كانت هذه الأريحية التي تعمل بها روسيا في سورية الذي كان من أهم أهداف الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين إقصاء النظام السوري وإغراق سوريا في وحل النزاعات المذهبية محاولة تطبيق عدة نماذج سابقة كالنموذج العراقي، وبعد ذلك النمامذج المستولدة من حراكات العرب تونس ومصر وليبيا وأخيرًا اليمن إلا أن المقدمات السياسية التي اعتمد عليها الفيتو الروسي ومن ثم التدخل العسكري أجبر العديد من القوى على التفاهم مع روسيا حول سورية.
فالتحركات والأحداث على الأرض تؤدي لتوقع عدة أهداف وسيناريوهات في سورية خاصة بعد عملية الاغتيال التي شنها الطيران الإسرائيلي ضد المناضل سمير القنطار الذي كان يستلم ملف الجولان المحتل، ولا يمكن التسليم بأن الرادار الروسي لم يرصد أو يعرف تحرك الطائرات الإسرائيلية أو الصورايخ الإسرائيلية التي اغتالت الشهيد سمير القنطار، وربما كان استهداف سمير القنطار بعد أيام قلائل على تصريح القادة العسكريين الروس بأنهم مسيطرين على الأجواء السورية سيطرة كاملة وتامة يؤدي لهذا التنبؤ أو التوقع بعملية صفقة أو تفاهمات بين العديد من القوى انتهت أو أفاضت إلى ( تبييض) دمشق من الجماعات المسلحة، والقوى التي يمكن لها أن تشكل حالة أزمة وتوتر في العاصمة السورية، وعليه فإن عملية الإنسحاب للقوى المسلحة من مخيم وريف دمشق يوحي ويؤكد على ذلك وما سبقها من عملية اغتيال لزهران قائد جيش الإسلام الفصيل الأقوى عسكريًا في مجموع قوى المعارضة السورية المسلحة، وكذلك مؤتمر السعودية الذي ضم وفود عن قوى المعارضة والتي سلمت بضرورة التفاوض مع النظام لما للسعودية من تأثير وسيطرة على هذه القوى المعارضة. إذن فالمشهد العام يؤكد على أن هناك عملية متكاملة يشارك فيها الجميع بما فيهم روسيا وإيران والنظام السوري، والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا تؤدي فيها القوى الإقليمية واجبها الوظيفي بما قرره أو اتفق عليه القوتين الأكبر روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تأتي في إطار خطة شاملة لتقسيم سوريا لدويلات من خلال تبييض العاصمة ونقل الصراع لمناطق نزاع جانبية.
هذه الاحتمالات أو القراءات التي أعقبت أو وضحت ملامحها في أعقاب أحداث أو هجمات فرنسا تأتي كمدخل لجملة الترتيبات الأخرى التي اتضحت معالمها أو تتضح معالمها رويدًا رويدًا بعد سلسلة أحداث أهمها: اسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا وربما شكلت رسالة من حلف الناتو لروسيا عبر تركيا، مؤتمر المعارضة السورية في السعودية وهو رسالة أخرى من السعودية لقوى المعارضة، اغتيال سمير القنطار، ثم اغتيال سمير زهران، ثم انسحاب القوى المسلحة من محيط دمشق. هذه الدلائل توحي بأن هناك خيار تأمين العاصمة السورية ( دمشق) ونقل عملية الصراع لمناطق جانبية تتصارع فيها القوى المتصارعة كمقدمة لتقسيم سورية مستقبلًا أو صناعة ديويلات ترضي طموح وغرور القوى المتنازعة بأشبه بحكم ذاتي لكل قوة في منطقة نفوذها الديموغرافية.
د. سامي محمد الأخرس
[email protected]
31 ديسمبر (كانون أول) 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي


.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن




.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح