الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في إنقاذ المسلمين من الإسلام

خلف علي الخلف

2016 / 1 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يسارع زعماء الدول التي يحصد الإرهاب الإسلامي أبناءها، قبل أن تجف دماء الضحايا، إلى نفي التهمة عن الإسلام، وإلصاقها بمجموعة من المتطرفين الذين لا يمثلون الإسلام، ويقدمون صورة زائفة عنه.

هكذا قال الرئيس الأمريكي بعد أسبوع من "غزوة مانهاتن" التي حصدت حوالي ثلاثة آلاف أمريكي، الذي تحول إلى فقيه إسلامي يشرح للعالم مضمون الاسلام، الذي يمثل برأيه السلام والطمأنينة، ويشكو من الإرهابيين المتطرفين الأشرار، الذين يحاولون تشويه صورته بهجماتهم الإرهابية.

أما فرنسوا هولاند الرئيس الفرنسي الذي تعرضت بلاده لهجوم إرهابي استهدف الصحيفة الساخرة "شارلي إيبدو" و أسفر عن قتل رسامين صحفيين وآخرين، فقد أكد منذ البداية على أن "هؤلاء المتعصبين لا علاقة لهم بالدين الإسلامي"، ويجب "التفرقة بينهم وبين الإسلام". ليكتشف لاحقاً أن الإسلام يتلاءم مع الديمقراطية، بعد أن تفقه في الدين الإسلامي بعمق في خمسة أيام دون معلم.

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل غردت بحياء خارج السرب، إذ طالبت بضرورة الإجابة على التساؤل بشأن استخدام القتلة الدين الإسلامي في تبرير جرائمهم. ورمت الكرة في ملعب علماء الإسلام. وعلى الأرجح لن تسمع ميركل إجابة خلال فترة حياتها القصيرة.

سؤال السيدة ميركل جوهري، فهو يذهب إلى جوهر المشكلة وهو الإسلام الذي يزعم معتنقوه أنه الحل، لكل مشاكل "الأمة" وتخلفها وانحطاطها.

ولكن ما هو الإسلام الذي هو الحل، حسب فقه شيوخه الذين يسمون أنفسهم "علماء" وتنتظرهم السيدة ميركل ليجيبوا على تساؤلها؟

هل هو إسلام الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان الذي روى عن الرسول محمد أن شارب الخمر يقتل في المرة الرابعة!

أم إسلام العالم العلامة الشيخ الألباني الذي يُخرج من الإسلام كل من "أنكر (أو) جحد شيئاً يتبناه في إسلامه وفي دينه وهو يعرف ذلك فأنكره بقلبه وليس بلسانه فهو مرتد عن دينه ولو كان في حكم إسلامي، يقتل لأنه ارتد عن دينه". ربما تنتظر السيدة ميركل إجابة على تساؤلها من عالم كهذا!

إذاً فالمسلمون الطيبون المتسامحون المعتدلون المسالمون هم المرتدون عن الإسلام، والذين تعتبر أحكامهم في القتال أشد من الكفار، ولهؤلاء يَنسِبُ قادة دولٍ، وفقهاء مودرن، وزعماء رأي، وكتبة وصحفيون، الإسلام.

بل إن المسلمين عندما يفاخرون بإنجازاتهم العلمية في عصور ازدهارهم، لا يجدون غير إنجازات أشخاص تم تكفيرهم وقتل بعضهم، ليستولوا عليها وينسبونها للحضارة الإسلامية.

ما من شك أن دعاوى المسلمين المعاصرين بأن هناك قتلة يدينون بالمسيحية أو معتقدات أخرى، صحيحة. لكن القتلة المسيحيين لا يستخدمون ديانتهم لتبرير هذا القتل وشرعنته، بل يرجعون القتل لأسبابٍ دنيوية. لكن المسلمين حتى وهم يقتلون ويجزون الرؤوس لأسبابٍ دنيوية يفتشون في جراب الحاوي "الفقه الإسلامي" عن تبريرٍ لهذا القتل وإجازة له. ويقبل تبريرهم هذا علناً أو ضمناً قطاع واسع من المسلمين المتمسكين بإسلامهم، أي المسلمين الجيدين. صحيح أن كل قتل يحتاج مبررات، وفي العموم لا يعدم المجرم أو القاتل إيجادها كأن ينتصر للطبقة العاملة ضد البرجوازيين الذين يمتصون دماء الشعوب. إلا أن القتلة المسلمين لديهم "فورمة" جاهزة لكل مجزرة يرتكبونها ضد المرتدين والكفار، وما عليهم سوى تعبئة النموذج الفقهي المبَرِر للجريمة باسم الغزوة ووقائعها.

كتبت على صفحتي في الفيس بوك "أن المسلمين أكثر من عانى ويعاني من الإسلام" وكنت أعني هؤلاء المسلمين الطيبين "المرتدين" وفقاً لنصوص الإسلام، والذين ينسب لهم زعماء العالم في الملمات، الإسلام، فقام السيد هولاند بسرقتها وتحويرها بالاتجاه الفقهي الذي يعتقده فأصبحت على لسانه "المسلمون هم أول ضحايا التعصب والتطرف وعدم التسامح"، إذ أبعد التعصب والتطرف وعدم التسامح عن الإسلام.

يستحق تساؤل السيدة ميركل التوقف عنده، لكن بالتأكيد علينا أن لا ننتظر الجواب من "علماء" الإسلام، بل من مجتمع دولي، يجب أن يتكاتف لإنقاذ المسلمين من إسلامهم، إنقاذ المسلمين قبل "الكفار" وبقية العالم، كأن يقرر مجلس الأمن وفقاً للفصل السابع تنقية نصوص الإسلام من السحل والشوي والتقطيع، وحذف الوعود غير المؤكدة لمن يقوم بهذه الأفعال بالحوريات والخمر الذي يقتل شاربه في الدنيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد خلف
صباح ابراهيم ( 2016 / 1 / 1 - 18:23 )
لم تقل لنا لماذا يتسابق زعماء الدول الى الدفاع عن الاسلام،لماذا لا يجروء احد فيهم الى اتهام ادين الاسلامي و كتابه او نبيه بالتحريض على ارتكاب العنف و القتل والاغتصاب و السبي و تشريد الناس و الغير مسلمين وحتى المسلمين من ديارهم ؟
انها السياسات اللعينة و المصالح الانتخابية و كسب اصوات المسلمين والمصالح الاقتصادية و تحاشي نبش عش الدبابير وتحاشي وسائل الاعلام الاسلامية اذا ما اعترف بالحقيقة وقالوا ان سبب الارهاب هو الاسلام . ستقوم القيامة على اؤلئك السياسيين ، ويتهموهم بالعنصرية و معاداة الاسلام و النازية و غيرها .
صحيح ليس كل مسلم ارهابي ، ولكن كل ارهابي هو مسلم يستخدم ايات القرآن و احاديث الرسول لتنفيذ العنف والارهاب وقطع الرؤوس ، لأن الارهابيين و الوهابيين والمتشددين يقسمون العالم الى دار اسلام ودار حرب , ومن لا يدين بالاسلام هو كافر يستحق القتل او دفع الجزية عن يد وهو صاغر و يجب ان يخضع لحكم الاسلام والمسلمين .
الا يعرف اولئك السياسيون هذه المبادئ الاسلامية ؟



2 - الأستاذ خلف علي المحترم
شاكر شكور ( 2016 / 1 / 1 - 18:44 )
اقتباس : (كأن يقرر مجلس الأمن وفقاً للفصل السابع تنقية نصوص الإسلام من السحل والشوي والتقطيع، وحذف الوعود غير المؤكدة لمن يقوم بهذه الأفعال بالحوريات والخمر الذي يقتل شاربه في الدنيا) انتهى الأقتباس . إن كانت الدنيا انقلبت بسبب بعض الصور الكاريكاتيرية للرسول فتنقية النصوص يعني ذلك إعلان الحرب على الإسلام ، ثم ماذا سينقي مجلس الأمن ؟ القرآن كله ضد حقوق الإنسان بدأً من رفض التعايش مع الآخر بوصف غير المسلمين بالكفار الى التشريع بإحتقارالمرأة وأعتبار شهادتها وورثها نصف حق الرجل اضافة الى همجية السماح بزواج الأربعة وتشريع شرط المحلل ، اما بخصوص قولك (حذف الوعود غير المؤكدة) ، فهذا يعني بأن القرآن من تأليف بشري لا يصلح لكل زمان ومكان وإن كانت هذه هي النتيجة التي سيتوصل اليها مجلس الأمن فيجب عندئذ فضح مؤلفه ومحاكمته امام العالم غيابيا بتهمة الأحتيال وأدعاء بنبوة سماوية كاذبة وبهذا سيسقط القرآن دون الحاجة لتنقيته لأن الورم فيه قد وصل الى حد النخاع ولم تعد التنقية تنفع فيه ، تحياتي استاذ خلف وكل عام وأنتم بخير وسلام


3 - صباح إبراهيم
خلف علي الخلف ( 2016 / 1 / 1 - 18:56 )
اتفق معك إنهم لايقولون ذلك بسبب المصالح؛ لكن أيضاً على مستوى الأبحاث والدراسات وهي عادة بعيدة بقدر كبير عن المصالح لم يقل أحد أن العلة في النص الإسلامي الأساسي وليست بالمسلمين. 
إضافة إلى أن ليس كل الارهابيين مسلمين ؛ بل كل مسلم ملتزم بدينه هو إرهابي محتمل


4 - وبقية الاديان ايضا
ملحد ( 2016 / 1 / 1 - 19:27 )
اقتباس : ( كأن يقرر مجلس الأمن وفقاً للفصل السابع تنقية نصوص الإسلام من السحل والشوي والتقطيع، وحذف الوعود غير المؤكدة لمن يقوم بهذه الأفعال بالحوريات والخمر الذي يقتل شاربه في الدنيا )

تعقيب: نفس الامر يجب ان ينطبق ايضا على بقية ما يسمى بالاديان وخاصة الدين الاوحش على الاطلاق , اقصد بالطبع اليهودية

تحياتي


5 - حقائق تتحدى المنافقين وتكشف المستور
س . السندي ( 2016 / 1 / 2 - 04:25 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي خاف وتعقيبي ؟

1: إذا إقترف المسلم جريمة باسم الدين فهناك نص يدعمه ويزكيه ، وإذا إقترف المسيحي جريمة باسم الدين فهناك نصوص تدينه وتعريه ؟

2: إذا تعمق الانسان المسلم بدينه والتزم صار مجرماً إرهابياً ، وإذا تعمق الانسان المسيحي بدينه والتزم صار قديساً ويعمل معجزات ، وهنالك شواهد بالمئات بين الفريقين ؟

3: وأخيراً ...؟
أما نفاق الساسة بتبرئة الاسلام من تبعات إجرام أصحابه ، فصدقوني الغاية من هذا النفاق المفضوح هو إبقاء المسلمين في دهاليز الظلام الى يوم القيامة ، لأنهم مقتنعين تماماً أن لا خير يرجى من غالبيتهم ولا نفع ، بدليل كيف يستقيم الظل والعمود أعوج ، ، سلام ؟


6 - اتفق معك تماما
على سالم ( 2016 / 1 / 2 - 05:41 )
الاستاذ خلف ,انت قلت الحقيقه العاريه الا وهى حقيقه الدين الاسلامى الارهابى الدموى , بالمصادفه عرفت اليوم ان المنكوبه السعوديه قطعت بالسيف رؤوس مائه وسبعون فرد فى هذا العام المنصرم فقط شاء حظهم السئ ان يكونوا متواجدين على ارض السعوديه النجسه وان ينفذ فيهم مايسمى بالقصاص الاجرامى ,ارض الشيطان الرجيم والظلم والفجر والعهر واللواط والسحاق ,اصبح حتميا لهذا العالم البائس ان يتيقظ من هذا السبات والعبط ,السعوديه شر كبير ويجب الخلاص والقضاء عليها