الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكنول ....عاصمة اللوز تتطلع إلى رفع التهميش والإقصاء ...

عبد الإله بسكمار

2016 / 1 / 3
الصناعة والزراعة


هنا …..على هذه السفوح الريفية الطينية التي تلتهب في ضوء الشمس ….بتعرجاتها وأشجارها الصامدة أمام عوامل الانجراف والجفاف ، لعلعت رصاصات المجاهدين في عشرينيات القرن الماضي دفاعا عن الأرض والكرامة في وجه الزحف الاستعماري بعيد الانتصار التاريخي الذي حققته المقاومة المغربية الريفية بقيادة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي في معركة أنوال ( يوليوز 1921 ) وهنا في هذه الربوع ، عادت البنادق من جديد لتعزف لحن الشهامة والعزة ، في أكتوبر 1955 عند انطلاقة جيش التحرير تحت القيادة الميدانية لعدد من أبناء المنطقة الأبرار وبمشاركة المجاهدين الجزنائيين و بمساهمة آخرين من أكثر المناطق المغربية ... حتى تحقق الاستقلال السياسي لتبدأ معارك المشروع المجتمعي....ولكن هنا أيضا نجد نوعا من العزلة فرضتها إكراهات الطبيعة ودعمتها مؤسسات مغرب ما بعد الاستقلال ، مما أدى إلى خصاص كبير في أهم المجالات الحيوية كالصحة والإدارة والتعليم والماء الشروب فضلا عن قلة فرص العيش الكريم مما دفع بكثير من أبناء المنطقة إلى الهجرة إما نحو أوربا منذ الستينيات أوباتجاه المدن المجاورة كفاس وتازة والناضور والحسيمة ( قبل زلزال 2004 )...
، بينما تعزف جهات سياسية على الوتر الإثني، نجد الساكنة ( حوالي 60 ألف نسمة على صعيد الدائرة و 6000 نسمة على مستوى مركز أكنول ) تتخبط في مشاكل لا حصر لها ، لم يجد بعضها الحل إلا في السنوات الأخيرة كالماء الشروب الذي فوتته الجماعة إلى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب كما تلعب الإكراهات التضاريسية دورا محوريا في انتشار البناء العشوائي واحتمال تعرض المنطقة لفيضانات جارفة بحكم التكوين الجيولوجي ....وتلك المشاكل كما نلحظ ذات طبيعة اقتصادية اجتماعية لاسياسية أيديولوجية كما يحاول البعض إيهامنا بذلك ...
تبلغ مساحة دائرة أكنول التابعة لإقليم تازة 1720 كلم مربع وحجم ساكنتها يصل إلى 46.030 نسمة وهو ما يوازي 9579 أسرة حسب آخر إحصاء ( 2014 )ولا يتجاوز عدد ساكنة مركز أكنول 5000 نسمة.... يحد الدائرة شمالا إقليم الحسيمة وشرقا إقليم الناظور ومن جهة الغرب إقليم تاونات وجنوبا جماعة مكناسة الشرقية ودائرة تايناست التابعتين لإقليم تازة ....وتبعد بلدية أكنول عن مدينة تازة مقر الإقليم ب 60 كلم وعن الحسيمة ب100 كلم وعن الناظور ب 115 كلم....
تشتهر دائرة أكنول بزراعة اللوز التي تشبه في كثير من خصائصها زراعة الزيتون ، وذلك يعود إلى الظروف المناخية الملائمة في هذه المناطق ولا تتجاوز المساحة المخصصة من أراضي المنطقة لهذه الزراعة حاليا نسبة 30 في المائة أي 25.300 هكتارا وهي ربع المساحة المخصصة للأشجار على مستوى الإقليم ، بينما كانت إلى بداية الاستقلال 10 في المائة ويستغرق شجر اللوز بين الإخصاب والنمو والإثمار3 سنوات على الأقل عبر جهود العناية والرعاية من طرف المزارعين ..مما يتطلب كميات ضرورية من الأسمدة والـأدوية المقاومة لعوامل التعرية وللحشرات الضارة ، فيما عرف إنتاج اللوز بالمنطقة ارتفاعا مطردا بلغ تقريبا 300 في المائة ما بين موسم 1996/ 1995 حيث بلغ 10.256 هكتار و 400 طن وموسم 2013 /2014 حيث وصل إلى 25.800 هكتارا و1500 طن ولا يخفى ما لزراعة اللوز بأكنول من فوائد متعددة و مهمة كالمساهمة في تحسين دخل الفلاحين وخلق فرص الشغل وتغطية الحاجيات الغذائية .....وقد تدخلت مؤسسات الدولة منذ الستينيات من القرن الماضي عبر مشروع DEROالديرو وتوزيع الشتائل في إطار صندوق التنمية الفلاحية ومشروع تنمية اللوز لوكالة تنمية أقاليم الشمال ومشروع MCA .والمشاريع المنجزة في إطار المغرب الأخضر...ومن أصناف اللوز المتميزة بالمنطقة ماركونا Marcona وفورنات Fornat وديسمايو Desmayo و فيرانيسFerragnès وفيرانديال Ferranduel وتيونوTuono والملاحظ أن الإنتاج عموما يتفاوت بين موسم وآخر بسبب عدة عوامل كفقر التربة ومحدودية استفادة شجرة اللوز من إصلاحات وتدخلات الدولة والمصالح المختصة ، وعدم ضبط تقنيات العناية بشجر اللوز من طرف الفلاحين وتزامن نزول الصقيع مع فترة تفتح أزهار اللوز...هناك إكراه آخر يعرقل تطور الإنتاج المحلي من اللوز ويتمثل في الطبيعة القانونية للأراضي الزراعية التي تنبت عبرها أشجار اللوز بحيث لا تتجاوز النسبة القانونية منها حسب أحد المعنيين من أبناء المنطقة 10 في المائة والباقي أي 90 في المائة هي أراض شيع وكثيرا ما ترتبط المساعدات ومظاهر دعم الدولة للقطاع بمدى التقدم في حل هذا الإشكال القانوني الذي يخص ملكية الأراضي الزراعية بالمنطقة ، في ظل اهتمام غير ذي شأن من طرف مواطني دائرة أكنول المقيمين بالديار الأوربية ....
وعلى المستوى التنظيمي للقطاع فلم تظهر الهياكل التنظيمية التي تدافع عن الفلاحين ومصالحهم إلا بعد انطلاق مخطط المغرب الأخضرومن ابرز تلك النظيمات التعاونية والجمعوية فدرالية الجمعيات التنموية بأكنول وجمعية تاشبانت للتنمية الفلاحية ، وتم في نفس الوقت اعتماد مقاربة النوع بتأسيس تعاونية نسائية من أجل تثمين اللوز بالجماعة القروية لكزناية الجنوبية وكذلك الجمعية النسائية لاجبارنة ، وكثيرا ما تتم الشراكات بين هذه الجمعيات ومنظمات وإطارت إسبانية نظرا لتشابه المنتوجين بين ضفتي المتوسط ، و بحكم البعد التاريخي بين الطرفين بسبب التماس مع المنطقة الخليفية / الريفية سابقا ، لكن الاستثمار في هذا القطاع الهام لا يعرف التطور المنشود من أجل تنمية مستدامة للمنطقة ....وتبقى عملية التسويق غير منتظمة ولا تخضع لأي عملية تحفيظ أو تغليف ، وعلاوة على هذا فبيع منتوجات اللوز يبقى محصورا في الأسواق الاسبوعية وعلى صعيد القرى الرئيسية لإقليم تازة وتتراوح أسعار اللوز بين 70 و110 درهما / كلغ للوز المقشر ووفق جودة المنتوج ...وقد بلغ الثمن خلال الموسم الحالي 120 د / كلغ ...
ويظل مهرجان اللوز الذي ينظم كل سنة معلما أساسيا لتسويق المنتوج المحلي والتعريف به جهويا ووطنيا وحتى دوليا وتبادل التجارب والخبرات بين المعنيين بالقطاع وهي السمة التي ميزت الحلقة السادسة من هذا المهرجان ما بين 18 و20 دجنبر الماضي ...وكانت تحمل فعلا شعارا كبيرا " اللوز المحلي ...جودة ودعم للاقتصاد الوطني " وهو الملتقى الهام الذي تنظمه جمعية مهرجان اللوز بشراكة مع المجلس الإقليمي لتازة والجماعات القروية لدائرة أكنول والمديرية الجهوية للفلاحة وجمعيات المجتمع المدني بأكنول ، وشهد العديد من الفعاليات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية ومعارض لمنتوج اللوز وما تتميز به المنطقة من رأسمال رمزي وثقافي وسياحي ....كما أولى أهمية مجالية لحماية مركز مدينة أكنول من الفيضان ....وتبقى مثل هذه التظاهرات بمثابة فرص حقيقية للرقي بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را