الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلم سيد الساحة

زاهر نصرت

2016 / 1 / 4
العولمة وتطورات العالم المعاصر


مما لاشك فيه ان القضايا العلمية أخذت موقع الصدارة في جميع السياسات العالمية ، لا حبا ً بالعلم وهواية للبحث العلمي ، ولا لاكتشاف لذة كشف المجهول في الكون والطبيعة والانسان وانما وقبل كل شيء لأن العلم أصبح هو السائد المطلق على حياة الانسان فردا ً كان او جماعة ، وهيئة كان او دولة كبيرة ، ان العلم سائد في البيت لدى الاطفال في لعبهم وكمبيوتراتهم ولدى ربة البيت في كل تفاصيل عملها من خلال الاجهزة التكنولوجية المتطورة سواء في الطبخ او التنظيف او حتى ممارسة الهوايات المنزلية واستخدام مفردات الرشاقة والتجميل والحمل والولادة ... الخ ، كما انه اصبح سائدا ً لدى الشباب وبدلا ً من هوايات ركوب الخيل والرياضة التي كان لها السيادة اكثر في السابق ! صارت العقول الالكترونية والحاسبات الدقيقة والابتكارات هي الشغل الشاغل للشباب سواء كانوا يعشقون استخدامها او اختراعها وتطويرها .

لقد احرز القرن العشرون فتوحات علمية باهرة وانها لم تكن بواقع الحال من النوع المتوقع بدأها اينشتاين في عام 1905 بنظريته النسبية التي هدم فيها ركنين اساسيين من اركان النظام القديم ( نظام نيوتن ) فالنظرية النسبية الخاصة قادت علم الفيزياء التخلي الى الابد عن فكرتي المكان والزمان المطلق ذلك ان اينشتاين اثبت ان علاقات المكان والزمان وقوانين الحركة لا يمكن تعريفها الا بوصفها الموقف الشخصي للمراقب ولظروفه المادية ، اما السمات الاخرى للنظرية النسبية الخاصة كتكافؤ المادة والطاقة فهي في الواقع نتائج مترتبة على محورية المراقب وبفضل النسبية الخاصة أضحى المراقب فجأة جزءاً اساسياً من عالم الفيزياء ، ثم حدثت ثورة مشابهة في فيزياء الجسيمات فقد اثبت ايرنست رذرفورد عام 1911 ان الذرة تتكون من نواة متناهية الصغر يحيط بها حشد من الالكترونات وحاول الفيزيائيون لاحقاً ان يفسروا تركيب الذرة استناداً الى فيزياء نيوتن غير ان كل محاولة من محاولاتهم كانت تسفر عن تناقضات تبعث على الاحباط واخيراً ادى هذا الفشل الى التخلي كلياً عن نظام نيوتن على المستوى الذري والى التعجيل بتطوير ميكانيكا الكم في عشرينيات القرن المذكور على ايدي علماء من امثال نيلزبور وفيرنر هايزنبيرغ .

اذن فالقضايا العلمية أخذت كل الاهتمام كما ان الشعر والادب والقصة والرواية كان لهما يوما ً ما الدور الكبير في صياغة حياة الانسان والمجتمع ، ولكن في جميع الاحوال فالذي يراجع المسيرة التاريخية للانسان والمجتمع عبر جميع العصور الماضية ورغم اتسامها بغلبة فن من الفنون او فلسفة من الفلسفات او ادب معين الا انها لم تكن لتدخل في صياغة السياسات العلمية لتلك البلاد والحضارات كما يفعل العلم اليوم ، هذا العلم الذي يقدم الاف الضحايا من العلماء في سبيل فرضية من الفرضيات تنكشف مصداقيتها بعد حين من الزمن ، فالى سيد الساحة العلم علينا ان نقدم كل الاحترام له ما دام هو الذي يصنع حاضرنا ومستقبلنا ولكننا يجب رغم كل هذا ان لا ننسى ان العلم يجب ان يكون في خدمة الانسان والانسانية والا فعليه وعلى الحضارة التكنولوجية الف سلام .


زاهر نصرت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا والفلسطينين.. هل تؤدي المساعدات وفرص العمل لتحسين ال


.. فهودي قرر ما ياكل لعند ما يجيه ا?سد التيك توك ????




.. سيلايا.. أخطر مدينة في المكسيك ومسرح لحرب دامية تشنها العصاب


.. محمد جوهر: عندما يتلاقى الفن والعمارة في وصف الإسكندرية




.. الجيش الإسرائيلي يقول إنه بدأ تنفيذ -عملية هجومية- على جنوب