الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هي الحرب القادمة؟

فوزي بن يونس بن حديد

2016 / 1 / 8
كتابات ساخرة


هل هي الحرب القادمة، هي تلك التي ستندلع بين إيران والسعودية؟ أو هي الدخان الذي يخفيه رماد العلاقات السعودية الإيرانية؟ فكلتا الدوليتن تورطتا في حربين كبّدتهما خسائر جسيمة في الأرواح والعتاد والمال، وما زالت الدولتان تتكلّمان بلغة التهديد والحرب، وما زال البلدان يضخّان مليارات الدولارات في شراء الأسلحة وصنع الدمار، فالسعودية التي تورّطت في اليمن أرادت أن تخضع هذا البلد لسياساتها بالقوّة ولم تفلح، فاخترعت ما سمّي بعاصفة الحزم بداية لقلع الحوثيين من جذورهم ثم أتبعتها بإعادة الأمل وهو المفهوم المخالف للكلمة، دمّرت اليمن تدميرا بصواريخها التي تهدّ الجبال، وتزعم أنها تقدّم خدمة إنسانية لليمنيين، تقتل النساء والأطفال والشباب وتزعم أنه انتصار على من يسمّونهم إرهابيين أو متمردين، إنها الحرب الخاسرة التي تدمّر كل شيء، وتقضي على كل جميل، ما زالت الحرب مستمرّة وما زال إنهاك الدولة السعودية مستمرّا، وما زال الشعب اليمني يدفع فاتورة القرار السخيف الذي اتخذته السعودية بغير موجب، فهي تخوض حربا خاسرة من البداية لأنها تعلم علم اليقين أن الشعوب لا ترضخ بالقوّة العسكرية وإنما ستدافع بشراسة عن حرّيتها وعن وجودها حتى لو سالت دماء الشعب كله.
ويبقى أمام السعودية التي تخشى التوسّع الإيراني في المنطقة، إلا افتعال المشكلة مع الجمهورية الإيرانية واستفزازها علنيّا لعلها ترتدع بعد أن فشلت ميدانيا في حسم المعركة في اليمن، ولن تحسمها إذا استمرت على هذه الوتيرة بل ستتعب السعودية وستقبل في النهاية بالجلوس مع الحوثيين والحوار معهم، مادام هناك من وراء الكواليس من يؤجّج نار الحرب المدمّرة بينهما، ومن يغري السعودية أي أنها غير قادرة على طمس الحوثيين واقتلاع جذورهم بالقوة والعتاد العسكري، فهي إذا تعيش وهما خياليا لا تستطيع أن تحققه واقعا.
أما إيران فهي عالقة في سوريا في حرب ضد الجماعات المسلحة التي تريد هي الأخرى تدمير المنطقة برمّتها، وليس تغيير النظام في سوريا، فمطالبها امتدت إلى العراق وليبيا واليمن وغيرها من الدول التي تعاني من التنظيمات المسلحة والمتشددة، وجدت نفسها أمام عدوّ جديد لم تألفه من قبل، فعقدت العزم على الوقوف بجانب حليفها القديم نظام بشار الأسد، وهي تخوض معركة كبيرة بعد خروجها من حرب ثقيلة مع جارتها العراق، فإيران تدعم حلفاءها في سوريا وفي اليمن من مفهوم المصلحة والتبعيّة لذلك فهي تجاهد من أجل تحقيق هدفها، فاتخذت من إعدام الشيخ نمر النمر قضية دينية مسيّسة لتهاجم السعودية وتطالبها بالكفّ عن إزعاج واستفزاز إيران كأنها بذلك تشبه إعدام النمير بقطع رأس الحسين في كرباء حينما أقدم يزيد بن معاوية على قتله، وهي تحرك بذلك المياه التي كانت راكدة وتهيّجها من جديد على الساحة.
والمتابع للأحداث يأسف لما يحدث في الدول العربية والإسلامية، ويتمنى تغليب العقل والحكمة في كل مرّة تحدث فيها عاصفة هوجاء تدمر ما بني خلال عقود وسنوات في لحظة من رمش عين، بل إن الحرب في غالب الأمر تدمّر البشر والحجر ويتأثر بها كل ما يقع على الأرض التي أمرنا المولى عز وجل بتعميرها لا بتدميرها، وبينما كانت السعودية وإيران متوافقتين يوما أو على الأقل محافظتين على المسافة التي بينهما للعمل سويّا فإنهما اليوم صارتا عدوّتين لا لشيء إلا لأن السعودية ترغب في المد الوهابي وإيران ترغب في المد الشيعي، وأذكى هذا الخلاف بينهما من يرى مصلحة في ذلك وهي إسرائيل بالدرجة الأولى التي كانت دائما تتوعّد إيران في كل مناسبة على لسان رؤسائها المتعاقبين على حكمها، بينما تقف واشنطن متفرجة لترى ما تؤول إليه الأوضاع ولا تتدخل بل تنصح دائما بضبط النفس لكنها تخفي في كل مرّة وجهها الحقيقي.
الحقيقة التي غفل عنها كثير من الباحثين والذين سخروا منها يوما عندما قيل إنها مؤامرة على الدول العربية والإسلامية لنهب ثرواتها والتمتع بخيراتها نعم هي كذلك ويزيدنا ثقة أن ما يحصل هو تطبيق لدراسات خُطّطت منذ زمن بعيد، ولعلكم لم تطلعوا على كتاب بروتوكولات حكماء صهيون وهي مجموعة مواد تحدد طبيعة العاالم الإسلامي في المستقبل ومن بين ما قرأت فيه أنه يجب تقسيم الدول الإسلامية الكبرى إلى دويلات صغيرة يسهل السيطرة عليها وينتفع من خيراتها الكبيرة، وقد ذكر اسم العراق والسودان والسعودية، قسمت السودان إلى نصفين بطلب من إسرائيل، وقسّمت العراق إلى طوائف وبلدات، هذا شيعي وهذا سني وهذا وهابي إلى غيرذلك بطلب من إسرائيل، وهاهي الدائرة تدور على السعودية اليوم فورّطوها في حرب مع اليمن، وربما مع إيران أيضا، فهل تنزلق السعودية في حرب مع إيران؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و