الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلق سوري - العلاج النفسي الأدبي 2-

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2016 / 1 / 10
الادب والفن


"الشمس من دمشق تبدو أكبر.. و السماء أقرب...
صوت الرصاص يتناوب مع صوت العصافير..
المآذن و الكنائس ما زالت تمتلكُ الحصة الأكبر في موسيقى المكان...
و الناس يا صديقتي كلّهم.. بكل مللهم و طوائفهم ابتسموا لطفل يبيع الكعك ...".

من رواية " علي السوريّ" بقلم: " لمى محمد"...
****************

نوع الحرب:

كتبتُ من فترة أنني لست مع أي الأطراف المقتتلة في بلداننا، و تلقيت - كما العادة- هجوم التخوين أو بأحسن الأحوال اتهامي بالغباء...
أعزائي الذين تشاهدون بلدانكم تتحول إلى خراب، كلكم لا تعتبرون الحرب في جزء كبير منها أهليّة..
لكنها للأسف كذلك!

هذا ليس فقط لكون الشعب منقسم، بل لأن الحربَ أهليّةٌ إلى درجة أنكم تنكرون مواطنة المخالف لتوجهاتكم!

الواقف على حياد الحروب الأهلية القذرة يستطيع أن يحكّمَ عقله و يخرج عن القطيع عندما يكون الحق في الجهة المقابلة..
في الحروب الأهلية لا يمكن أبداً أن تكون مسؤولية الأخطاء إلا مشتركةً!
****************

سببٌ للحرب:

يعد القلق بكل أنواعه شائعاً جداً، القلق بحد ذاته ليس مرضاً نفسياً، بل يميل كثير من الأطباء إلى اعتباره إشارة ( signal) على وجود شيء ما في حاجة إلى حل/ علاج...
للقلق أنواع عديدة أشهرها القلق الاجتماعي: وسببه الخوف من الفشل ، حيث يخاف المريض من أن يصبح عرضة للانتقاد و السخرية .

اضطراب القلق المعمم هو نوع آخر للقلق، فيه يشعر المريض بالقلق، الأرق و اضرابات في النوم، تسارع الأفكار وصعوبة التركيز، سهولة الشعور بالتعب، الهيوجية و التشنج العضلي...
لا يحتاج التشخيص أكثر من ثلاثة أعراض مما سبق...

و القلق من أبرز أسباب المرض النفسي الجسمي، حيث يعاني المريض من أعراض مرضيّة جسديّة:
كالصداع، آلام الظهر، آلام البطن المزمنة.. و غيرها و غيرها .. و يقصد الأطباء لتشخيص مرض عضوي، بينما مشكلته الأساس نفسية...

نحن من محيط الغاز إلى خليج البترول آباءُ و أجدادُ القلق.. نتكيّف معه إلى درجة جعله طبيعياً.. فإذا ما استيقظ أحدنا غير قلقٍ.. يقلق: لماذا أنا غير قَلِقْ- الله يستر-...

قد يبدو الموضوع بسيطاً، لكنه ليس كذلك.. الشعوب القلقة تضيّع حاضرها.. و تخشى مستقبلها!

عندما تتحارب أطراف قَلِقَة في نفس البلد، فحربهم حتماً تستلزم دخول أطراف لا يحكمها القلق.. و هذه الأخيرة هي التي ستسيطر على عُقَدِ الصراع فيما بعد...
*****************

انتهاء الحرب:

الضمير هو الوحيد الذي لا يعيش إلا إن كان حراً، فإذا ما فرضَ الاستبداد السياسي أو الديني جبروتهما تموتُ الضمائر...

شعب بلا ضمائر هو شعب متناحر، يرى أنصاف الحقائق التي تناسب مصلحته و توجهاته...

لهذا تماماً لن تتوقف الحرب إلا بإحياء الضمائر بإعادة بعث حريتها.

يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه