الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرار حول الوضع الثوري الراهن في العراق وتأثيره على المنطقة

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

2016 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


آآقرار
حول الوضع الثوري الراهن في العراق وتأثيره على المنطقة
الحركة الاعتراضية الأخيرة والمظاهرات الواسعة في كل انحاء العراق هي بداية لحقبة جديدة من الصراع الطبقي من اجل الحرية والمساواة والتمدن والرفاه. لقد حولت حرب امريكا على العراق في العام 2003 البلد باكمله الى جحيم. فُرِضَت المجاميع الدينية والطائفية والقومية والاثنية والعشائرية باكثر اشكالها رجعية وتخلفا واجرامية على حياة الملايين وسموا هذه المهزلة الاجرامية بالديمقراطية. وقع الملايين من الأبرياء ضحايا لهذه الديمقراطية وللحكم الديني الطائفي والعشائري وللقتل والارهاب. و اليوم، فان جماهير العراق تخرج الى الشوارع معلنة رفضها لكل القوى الدينية والطائفية والقومية والعشائرية التي نصبت عليهم، دون استثناء.
1. ان الانتفاضة الجماهيرية الحالية تمتلك ميزات فريدة من نوعها وتشكل طفرة ثورية إلى الأمام. تعلن هذه الانتفاضة، لأول مرة، بطريقة لم يسبق لها مثيل انها علمانية.
2. الانتفاضة ليست موجهة لطرف واحد من اطراف الميليشيات الحاكمة، بل انها تعلن انها كل القوى الموجودة حاليا من دينية ومذهبية وطائفية وقومية وعشائرية، في السلطة، وخارج السلطة. لم توفر هذه الانتفاضة شجبها وسخريتها ونقدها على احد بل شملت الجميع، كل المجاميع في السلطة.
3. ان احتجاجات الجماهير في العراق تعكس معارضة واضحة أيضا إلى النموذج الرجعي التي سعت الولايات المتحدة الامريكية إلى فرضه في العراق النظام العالمي الجديد، ولها العقائدي المتطرف اليميني فرانسيس فوكوياما على أساس المحاصصة الطائفية والعرقية والدينية الانقسامات وسياسات النسبية الثقافية والتعددية الثقافية حيث زرعت بذور الإرهاب في قلب أوروبا، والشرق الأوسط، في حين أن جماهير الشعب تحصد الثمرة المرة وقاتل حتى اليوم.
4. الانتفاضة الحالية تطالب بوضوح وبشكل لا لبس فيه بالعلمانية، والاجندة الحداثية وهي تشرع بهذا عصر نهضة جديد. تستند هذه النهضة لا على فصل الدين عن الدولة، فحسب بل على نقد ومناهضة تدخل في أي شأن اجتماعي والاصرار على اعتباره مسالة شخصية وليست عامة.
5. تظهر الانتفاضة وعيا بان الجماعات الإسلامية الطائفية والعرقية والعشائرية الحاكمة في العراق هي سببا رئيسيا للانحدار الكارثي للوضع، بما في ذلك ظهور الحركة البربرية لداعش واحتلالها مناطق واسعة من العراق
6. الانتفاضة تعلن نهاية مرحلة الاستقطابية الرجعية داخل المجتمع العراقي بين قطب الاسلام السياسي وميليشياته من جهة وقطب امريكا والغرب من جهة اخرى. وبذلك فان الانتفاضة تعلن ايضا فشل حركة الاسلام السياسي بكل اقسامها بعد فشل امريكا ونموذجها القائم على التقسيم الديني والطائفي والمذهبي والعرقي والعشائري للمجتمع.
7. ومن خلال ذلك فان الانتفاضة تفسح المجال واسعا لتدخل قوى اليسار والشيوعية والمساواة والعلمانية ووضع بصمتهم على الاحداث وتدخلهم في تحديد مصير المجتمع في العراق.
8. بتقدم او انتصار الانتفاضة في العراق فان تأثيرها سيتوسع ليشمل عموم المنطقة فاتحا افاقا جديدة لنضال الحركة التحررية والعلمانية والمساواتية في كل انحاء الشرق الاوسط.
وبناء على ما تقدم، يعلن الحزب ما يلي:
1. المساندة الكاملة للانتفاضة الثورية الحالية في العراق ويدعو الى ان الحل هو في الاطاحة بسلطة الجماعات الدينية والمذهبية والقومية والعرقية الحاكمة في العراق وإقامة دولة علمانية.
2. المهمة الثورية الاكثر الحاحا والتي تقع على عاتق الطبقة العاملة وجميع القوى المساواتية والتحررية في العراق هي اقامة دولة المواطنة بدلا من دولة الكيانات و"الموزاييك والفسيفساء" الطائفي والعرقي والمذهبي والاثني.
3. العلمانية هي اهم راية بامكان الطبقة العاملة رفعها في هذه المرحلة لقيادة حركة الاحتجاجات الجماهيرية. من خلال رفع راية العلمانية، تضع الطبقة العاملة نفسها في قلب الصراع السياسي
4. ولكي تكون الطبقة العاملة قائدة للمجتمع فان نضالاتها يجب ان تتوسع لتشمل النضال السياسي المرتبط جوهريا بمسألتي الحرية والمساواة والرفاه؛ تحرير المرأة ومساواتها الكاملة، تحقيق المواطنة المتساوية، وضع حد للعنف الديني والطائفي، وضع حد لللانتهاكات ضد الطفولة، تحقيق اوسع الحريات العامة والشخصية كحرية التعبير، والصحافة والإعلام والأدب والفنون، وحرية النقد غير المشروطة، واوسع الحريات النقابية واكثر اشكالها تقدما. لا يمكن الإجابة على هذه القضايا البالغة الحيوية دون تحديد الموقف من مسألة انتصار العلمانية في العراق.
5. العلمانية لا تتحدد فقط في الإجراءات القانونية للفصل بين الدولة والدين والتعليم والقضاء والمؤسسات الاجتماعية الأخرى، بل إلى إزالة كل آثار الدين في المجتمع والحياة العامة وارجاع الدين الى مجاله وهو الشأن الشخصي.
6. ان تشكيل الدولة العلمانية والمجتمع المدني في العراق ليس هو الهدف النهائي للحزب. يهدف الحزب لتجاوز هذا المجتمع المدني الى تشكيل مجتمع انساني في العراق. نؤكد بانه لا يمكن القضاء على التمييز بين البشر دون القضاء على جذر التمييز والعنف والاضطهاد واهانة المرأة داخل المجتمع اي استغلال الإنسان للانسان والذي هو علاقة اساسية من علاقات نظام العمل المأجور وركنا اساسيا من اركان نمط الإنتاج الرأسمالي. فقط بالقضاء على علاقات الانتاج الرأسمالية يمكن تشكيل الظروف المناسبة لبناء مجتمع إنساني حر حقا، قائم على المساواة في نهاية المطاف. ذلك لن يتحقق الا بانتصار الاشتراكية.
حزبنا يعتقد بقوة أن هذه الانتفاضة قد شرعت فجرا جديدا في تاريخ العراق والمنطقة. يضع حزبنا نفسه في قلب وطليعة هذا النضال التحرري الانساني وفي كل شارع وميدان وساحة. يدعو حزبنا كل جماهير العراق إلى الانضمام إلى الانتفاضة وإلى الالتفاف حول قرارنا هذا لدعم الانتفاضة وانتصار اهدافها الانسانية وانقاذ العراق بتحويله من بؤرة لتصدير الارهاب والحقد الديني والطائفي والقتل الى العالم الى منارة لإنسانية جديدة تشرع بحقبة جديدة لعصر التنوير، ليس لجماهير العراق فحسب بل لكل جماهير المنطقة والعالم.
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
14 كانون الاول 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي